|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
تاريخ العصابات البرزانية والطالبانية وتأمراتهم على العراق |
||||
﴿ الجزء الرابع ﴾ |
||||
شبكة المنصور |
||||
نبيل ابراهيم | ||||
دور الصهاينة في استخدام البرزاني وعصابته خدمة لمصالحهم
يتحدث شلومو نكديمون في كتابه الموساد في العراق و دول الجوار عن التعاون بين الكيان الصهيوني وتحديدا جهاز الموساد بين مصطفى البرزاني للفترة بين الاعوام 1963م والى عام 1975م وتغلغل الموساد داخل شمال العراق , ليس لنوازع انسانية ـ كما يدعي الصهاينة ـ بل لاستخدام البرزاني وعصابته جسرا للعبور نحو دول الجوار, ايران وتركيا و اضعافا للعراق الذي كان ينظر اليه الكيان الصهيوني دوما على انه الخطر المزعج , ويستند المؤلف في معلوماته الى مقابلات مع رجال الموساد الصهيوني الذين كلفوا بالاشراف المباشر على النشاطات المخابراتية الصهيونية في شمال العراق, ويستند ايضا على وثائق سرية و تقارير اعلامية واراشيف خاصة و عامة و مذكرات و رسائل كتبها مستشارون صهاينة ابان تواجدهم في شمال العراق.
مما يذكره هذا المؤلف دور شخص كردي يدعى الامير بدير خان في عملية التنسيق بين البرزاني وبين الصهاينة و يتحدث عن لقاءه بالمقدم يهودا بن ديفيد ـ نائب الملحق العسكري في سفارة الكيان الصهيوني في باريس و مسؤول الاتصالات مع الجهات الاستخبارية المحلية والاجنبية, وكان بدير خان يتنبأ بشرق أوسط ممزق و مفتت الى كيانات صغيرة تحظى فيه كل مجموعة او طائفة عرقية بحق تقرير المصير في اطار حدود معقولة تمكنها من تجذير استقلالها الحضاري.
يتحدث المؤلف عن كيف أن محاولة لبلورة دولة كردية مستقلة كانت تلقى معارضة فورية مستميتة من لدن تركيا وايران والعراق وسوريا كل على حدة و جميعها مجتمعة, ولم تات هذه المعارضة مصادفة (والكلام للمؤلف), فقد كانت تدرك هذه الدول أن اقامة كيان كردي مستقل سيلزمها بالتخلي عن مناطق واسعة من اراضيها خصوصا انها غنية بالكنوز الطبيعية وخاصة النفط, وهذا ما دفع الغرب الى معارضة الاستقلال الكردي ولم يبق من التعاطف مع الاكراد سوى قيام بعض اجهزة المخابرات الغربية بأنشاء علاقات و صلات مع جهات كردية كبديل محتمل قد يحتاجون اليه في مرحلة ما ...و يصف المؤلف الامير بدير خان بأنه عميل اسرائيلي ليس بالمفهوم الكلاسيكي للعملاء وانما كان يقوم بتكليف من الكيان الصهيوني باعمال سياسية حساسة على افتراض انه سينال مقابلها مساعدات صهيونية للنضال الكردي (حسب زعمه), وقد قام بدير خان بعدد من المهمات السياسية في عدد من العواصم العربية مثل دمشق والقاهرة وبيروت بتكليف من الصهاينة وان هذه المهام لازالت طي الكتمان لسبب ما.
في اب 1965م نظم الموساد دورة تدريبية لمدة ثلاثة اشهر لمقاتلي عصابة البرزاني (البيشمركة) والتي كان جلال الطالباني احد القياديين فيها حينها, واعقبتها دورات مشابهة لمجموعات اخرى من عملاء البرزاني وقد اطلق على الدورة الاولى الاسم الرمزي (مارفاد) اي السجادة.
في اواخر صيف 1966م طلب اثنان من مساعدي ليفي اشكول رئيس وزراء الكيان الصهيوني من المتخصصين بالشؤون العربية بالقيام بعملية مسح في شمال العراق وبالتنسيق مع البرزاني لغرض تقديم دراسة ميدانية وقد تم اعداد الدراسة واعتمادها من قبل الموساد و ووضع البرنامج تحت رئاسة (حاييم ليفاكوف), حيث تم ارسال فريق طبي من اطباء و ممرضين صهاينة مع مستشفى عسكري ميداني الى شمال العراق وتم نقلهم بالطريق البري من ايران...!
يقول الييف سكرتير حزب العمل الصهيوني في بداية السبعينيات انه وصل الى حاج عمران في شمال العراق على رأس وفد صهيوني وقد نظمت الزيارة بواسطة احمد الجلبي وهو عميل صهيوامريكي وايراني طائفي صفوي مزدوج وكان ذلك عام 1972م , انه كان بانتظارنا (كما يقول الييف) بعض مساعدي البرزانيوبعد قضاء ليلة هناك اخذونا على البغال الى المقر السري للبرزاني في الجبال...((اول و افضل من ساعدنا ساعة الشدة ـ ويقصد البغال!! ـ ))ثم قدم البرزاني خنجره الخاص هدية لي ( اي الى الييف) واعطاني خنجرا اخر وناقشنا خلال اللقاء المساعدات الصهيونية للعصابات البرزانية , وقد قال البرزاني لي (والكلام مازال لالييف), ـ ارجو ابلاغ رئيس الوزراء والوزراء الصهاينة اننا اخوة وسوف لن ننسى افضالكم ولن ننسى للصهاينة ما قدموه لنا ــ .
عندما كشف الييف هذه المعلومات في 1978م كان البرزاني مريضا و مسلوب القوى يعيش ايامه الاخيرة (سجينا) لدى وكالة المخابرات المركزية الامريكية متنقلا ما بين الفندق والمستشفى في واشنطن.... ويضيف الييف أن عضو الكونغرس الامريكي ستيفن سولارز اليهودي قد ابلغه بانه يتمنى أن لا تكون نهاية البرزاني انتهاء للعلاقة بين الاكراد وبين الصهاينة. خلال شهر العسل الصهيوني البرزاني , قام البرزاني بعدة زيارات الى فلسطين المحتلة , زار خلالها المستوطنات الصهيونية وقادة صهاينة سياسيين بارزين من امثال مناحيم بيغن و موشيه دايان و ابا ايبان و شيمون بيريز و غيرهم, كما أن الموساد كان قد اسس نواة المخابرات البارزانية و دعمها والتي اطلق عليها ـ الباراستان ـ وكان المنسق في ذلك مردخاي هود في الكيان الصهيوني و الياهو كوهين في مقر البرزانيفي كردستان ,,وكانت تصل الى البرزاني شهريا دفعة مالية بمقدار خمسين الف دولار لاستخدامها في التهياة لاعداد مقاتلي البيشمركة والقيام بعمليات لاشغال الجيش العراقي . |
||||
|
||||
يواصل الكاتب حديثه عن مصطفى البرزانيي واتصالاته بالكيان الصهيوني حيث
أن البارزاني زارها سرا في نيسان 1968م بترتيب من بدير خان وتم
استقباله هناك استقبالا رسميا فخما وانزل في بيت الضيافة الحكومي وقام
رئيس الموساد اللواء مائير عاميت بتعريف البرزاني على يوفال نثمان رئيس
ششعبة الاستخبارات الصهيونية.
|
||||
|
||||
وقد طرأ تغير جديد على المصالح الايرانية في منتصف كانون الثاني 1964م
وطلبت ايران من ممثل الموساد أن يستانف عمليات ارسال السلاح الى
البرزاني ,واستجاب لهم لكن الايرانيين لم يوصلوا الاسلحة بدعوى أن
البرزانيين توصلوا في شباط 1964م الى اتفاق هدنة مع الحكومة العراقية
فعاد التوتر في العلاقة بين الشاه والبرزاني. وفي تلك السنة بدات
القطيعة بين الطالباني والبرزاني والتزمت ايران جانب ابراهيم احمد
والطالباني ضد البرزاني وقامت بتسليحهم.
|
||||
|
||||
لا أن البرزاني تردد وسأل المسؤول الصهيوني عن رأيه في اعلان استقلال كردستان فرد عليه ( لا استطيع أن اعطيك الرد سوف ارجع الى المسؤولين واسألهم), وحين عاد تسوري اجنمع به رئيس الاركان الصهيوني اسحاق رابين و شجعه على الاستمرار بتقديم العون للبرزاني وزمرته.
في حزيران 1966م بدات مفاوضات مع حكومة عبدالرحمن البزاز في بغداد وارسل البرزاني مندوبا عنه هو محمد حبيب كريم وكان تلميذا سابقا لدى عبدالرحمن البزاز في كلية الحقوق, وقد اثارت المفاوضات العراقية مع البرزاني ثائرة الايرانيين وحينها قال ممثل السافاك انه لا حاجة بعد لبقاء الصهاينة الثلاثة في شمال العراق الا أن البرزاني قال لن اسمح بمغادرة الصهاينة فانتم السلاح الحقيقي الموجود في حوزتي واضاف له أن حلم الايرانيين يتمثل في استمرار اقتتال العراقيين و الاكراد بحيث يقتل كلاهما الاخر.
في اب 1966م بعد تسنيم عبدالرحمن عارف رئيسا لجمهورية العراق بعد مقتل شقيقه عبدالسلام عارف في حادث تحطم طائرته فوق البصرة,تحسنت العلاقات مع ايران وبدات اتصالات وكشف رئيس السافاك ذلك للبرزاني واحتمالات قطع الامدادات عنهم, وجاء في رسالة بعثها الكيان الصهيوني ـ أن ايران تعتبر البرزاني مجرد وسيلة سياسية وبمجرد توقف هذه الوسيلة عن العمل يجب التخلص منها,كما شعر المستشارون الصهاينة أن العراق يعلم بوجودهم, لذلك وضع البرزاني حرسا خاصا من البيشمركة لحراستهم, كما أن الموساد كان يعلم أن مسؤولا برزانيا رفيع المستوى سرب لجهة اجنبية نبأ قال فيه أن هناك ثلاثة ضباط صهاينة موجودين في شمال العراق وان الكيان الصهيوني يرسل الى البرزاني مساعدات عن طريق ايران, كما أن الكيان الصهيوني فام بتدريب البيشمركة لديها ويكشف زيد حيدر رئيس شعبة العلاقات الخارجية في حزب البعث العربي الاشتراكي النقاب عام 1976م أن المخابرات العراقية تلقت تقريرا حول قدوم ثلاثة ضباط صهاينة الى شمال العراق وتم نقل اسلحة سوفيتية وصهيونية الى الاكراد من الكيان الصهيوني. وفي 16 اب 1966م فر طيار عراقي مسيحي اسمه منير روفا بطائرته الحربية ـ ميغ 21 ـ الى الكيان الصهيوني , وتوقع الصهاينة أن تقوم وحدات كوماندوز لاخذهم كرهائن حتى اعادة الطائرة والطيار لذلك وردت برقية من تل ابيب تطالب باقصى درجات الحيطة والحذر .
قام الكيان الصهيوني بانشاء مستشفى ميداني بمنطقة حاج عمران يضم 40 سريرا ويستقبل المرضى والجرحى وفي 29 ايلول بدا عقد دورات للمضمدين وفق نفس سياقات الجيش الصهيوني , يقول اشماريه جوتمان من الموساد ومسؤول هجرة اليهود العراقيين ...لقد جلبت لنا مساعدتنا للبرزاني الكثير من الجدوى, فقد كنا نساعدهم في حربهم ضد العراق كي نمنع من شن حرب علينا او المشاركة في مثل هذه الحرب...
وفي شباط 1967م عاد جوتمان الى فلسطين المحتلة وتم ارسال وفد صهيوني جديد الى شمال العراق برئاسة بن تسبون وحال وصوله شمال العراق وضع خطة للفرار عند الضرورة مثلما نصت اوامر الموساد فيما يقول ميتييف انه في شمال العراق عرف انه لا جدوى من ادارته و في اي اتجاه لانه سيعود الى سيرته الاولى, فقد وجد في البرزانيين قدرة خاصة على التفكير باسلوبهم كما وجد في ادريس و مسعود ابني البرزاني اهتماما خاصا بدراسةتاريخ وايديولوجية الحركة الصهيونية ورغبة بمعرفة تطورها وكانا يدركان جيدا أن الايرانيين سوف يتخلون عنهم ويرمونهم وان تاييدهم لهم هو تاييد مؤقت ينتهي بأنتهاء الحاجة لهم.
في 2 حزيران 1976م قدم الى مقر البرزاني نائب رئيس الاركان العراقي وعدد من كبار ضباطه وطلب منه أن يتعاون مع العراق ضد الكيان الصهيوني الذي يخطط لشن عدوان على الدول العربية وقال البرزاني لمراسل جريدة لوموند الفرنسية انه قال للعراقيين ـ انتم تطلبون مني أن اعلن تضامني مع العرب ولكن الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوب الحرب هي مطالبةعبدالناصر بسحب قواته عن الحدود وان يفتح خليج عقبة من جديد في وجه الملاحة الصهيونية والا فان الهزيمة سوف تلحق جميع الجيوش العربية وقلت لهم(والكلام للبرزاني) انتم منذ 6 سنوات تشنون حربا ضدنا فكيف تطلبون منا أن نعاونكم؟ ـ ورفض البرزاني حتى مجرد فكرة ارسال قوة رمزية كردية الى بغداد للمشاركة مع الجيش العراقي في الحرب ضد الكيان الصهيوني. ويقول المؤلف أن البرزاني كان يرى في الحرب بشرى وايضا انتقام وكان يحث المندوب الصهيوني على تدمير اسلحة العراق.
البرزاني يذبح كبش لمناسبة هزيمة العرب في حرب 1967م.....وفي 5 حزيران 1967م قال لبكوب للبرزاني ( أن اكبر سلاح جو عربي باق هو سلاح الجو اللبناني!!..وان الكيان الصهيوني دمر جميع اسلحة الجو العربية وقام لبكوب برسم خارطة لتوضيح سير المعارك , وقد احتفل البرزاني بهذا الانتصار على طريقته الخاصة اذ احضر خدمه كبشا ضخما علق عليه في رقبته شريطا ازرق و ابيض ـ دلالة على العلم الصهيوني ـ وكتب عليها ( هنئوا معي الصهاينة لاحتلالها جبل البيت) , الليلة سيذبح خروفا قربانا لاحتلالكم القدس...واستمر البرزاني في مساعبه و طموحاته في أن يقوم الصهاينة باقناع الولايات المتحدة الامريكيةفي مساعدة البرزانيين في اعمال العصيان المسلح.
في نيسان 1968م قام البرزاني بزيارة الكيان الصهيوني حيث هبطت طائرة اقلته من ايران في مطار اللد وكان بصحبته الدكتور احمد والمفتي وخمسة حراس شخصيين مسلحين واجتمع مع رئيس الكيان الصهيوني زيلمان شوفال وحضر هذا الاجتماع ولبكوب وقد رفض البرزاني كل التوسلات بان يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد وقال ولبكوب لتبرير الموقف ( هل شاهدتم كلبا يتخلى عن ذيله؟), وقد نصح الرئيس الصهيوني البرزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي وان يعمل من اجل اقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل ايضا وزير الدفاع موشيه دايان , كان من المفروض أن تبقى الزيارة سرا لكن امر الزيارة سرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البرزاني و محرري الصحف الصهيونية.
في عام 1968م زار شمال العراق اهارون ديفيدي قائد صهيوني ستراتيجي و زار راوندوز و راقب خلالها اللواء العراقي المتمركز هناك وكان الصهاينة يخططون لعملية ضخمة تدعى عملية اناناس ترمي لتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي في شمال العراق وكان موشيه دايان وزير الدفاع الصهيوني هو الذي اتخذ القرار في 10 ايار 1968م على أن تكون القوة المهاجمة المنفذة من البيشمركة البرزانية و غير أن دراسة الموضوع معمقا من قبل خبراء عسكريين صهاينة اظهرت استحالة تنفيذه لانه يحتاج الى اساليب قتال و هجوم و اسلحة و ذخائر لايتمكن منها البيشمركة , وكان من المؤمل أن يشرف عليها رئيس الموساد.
مما قاله شلومو نكديمون في مذكراته أن البرزاني ارسل مبعوثا الى بغداد لكي يعرب عن مشاعر الود وطلب من الدكتور احمد عبدالستار أن يحمل معه هدية (مصحف اثري قديم) الى الشهيد صدام حسين رحمه الله وكان وقتها نائبا لرئيس الجمهورية, وحين عودة الوزير العراقي الى بغداد من حاج عمران ومقابلته للشهيد صدام حسين اخخبره أن مصطفى البرزاني بعث له بهدية ثمينة ( قران اثري قديم), وثآرت شكوك الشهيد لما كان يتمتع به من حس امني ولمعرفة الشهيد بالنوايا الحقيقية للبرزاني , فأمر بفحص الهدية من قبل خبراء المتفجرات وتبين فيما بعد أن الهدية عبارة عن متفجرات !!.
يذكر ايضا أن آمال البرزاني سرعان ما انهارت عندما قام المرحوم احمد حسن البكر بتعيين احد مقربي الطالباني وهو مكرم الطالباني وزيرا في حكومته, وما أن مرت بضعة شهور حتى كان البيشمركة يتجمعون من جديد تحت اشراف ايراني صهيوني في منطقة محمد الواقعة في الاراضي الايرانية و بعد اشهر عاد اعاد العراقيون رغبتهم في التوصل الى اتفاق مع الاكراد.
في ايلول 1968م ماتت خطة الاناناس الى الابد وحين سئل ديفيدي عن السبب في ذلك قال...لايوجد لدي رد شاف و ربما يرجع السبب الى عقلية البرزاني نفسه وشعبه غير المتجانس و تحاربهم فيما بينهم ولم ينجح البرزاني في توحيد شعبه وكسب تأييد الشعب الكردي.
في شباط 1969م توفي ليفي اشكول رئيس وزراء العدو الصهيوني وخلفته غولدا مائير وبعث البرزاني تعازيه الحارة الى الكيان الصهيوني ,فيما واصلت مائير جهود من سبقوها في تقديم المساعدات للبرزاني.
في اذار 1969م اندلعت النيران في مصافي تركيز النفط الخام الكبرى في مدينة كركوك بعد أن نفذ البيشمركة عملية تعرضية ضخمة وبمنتهى الدقة والتخطيط و ذكرت جريدة الديلي تلغراف البريطانية في 11 اذار 1969م أن العراقيين يعتقدون أن الصهاينة هم الذين نفذوا العملية. وفعلا كان الصهيوني المشرف والمتورط في تخطيط هذه العملية موجودا في فلسطين المحتلة و سميت تلك العملية بـ (عملية الكسندرا) , وكان قد وصل الى شمال العراق كأعارة من الموساد في 1 كانون اول 1968م وان قيادة العصيان المسلح قررت توجيه الضربة الى منشآت النفط في كركوك من اجل ثلاثة اسباب هي...
ـ خلق تهديد لاصحاب اسهم شركة نفط العراق من اجل ارغامهم على ارسال اموال الى البرزاني وعصابته لاتقاء شرهم مستقبلا للحيلولة دون تدمير منشآتهم البترولية في كركوك. ـ اضعاف الاقتصاد العراقي وانهاكه. ـ خلق اصداء واسعة لدى الرأي العالمي حول ما يسمى بالقضية الكردية وابراز القضية الى الواجهة.
يتحدث الكاتب ايضا عن عملية سد دوكان .. حيث وضعت خطة بمساعدة الصهاينة بتدمير السد الا أن العملية لم تنجح ويتحدث المؤلف في هذا الفصل عن دور الشهيد صدام حسين رحمه الله في تركيز السر بأتجاه حل شامل للقضية الكردية وسماه بـ ( عراب القضية الكردية ) حيث بدات المفاوضات في ايلول 1969م و تواصلت على ثلاث مراحل و شارك البرزاني نفسه في المفاوضات... واحيانا يشترك معه الدكتور محمود وولدي لبرزاني كل من ادريس و مسعود وكانت مفاوضات مضنية وفي 21 كانون الثاني 1970م تم اكتشاف مؤامرة صهيونية ايرانية امريكية ضد حكومة الثورة وتم اعدامم مرتكبيها من من قبض عليهم فيما فر الباقون الى ايران.
في 8 اذار 1970م وصل الشهيد صدام حسين رحمه الله الى قرية ناوفردان الكردية في اربيل وشرع بالتفاوض مع البرزاني و توصلا بعد مفاوضات مضنية الى اتفاق من خمسة عشر بندا و منح الاكراد حكم ذاتي. ويذكر أن البرزاني كان قد ارسل تقريرا الى الصهاينة حول سير المفاوضات و تطرق الى اتفاق سلام.
في اعقاب حرب حزيران 1967م كان عدد اليهود في العراق حوالي ثلاثة الاف نسمة, وقد ادى بيان اذار الى تخفيف القيود في الوصول الى المناطق الكردية و وضعت خطة لتهريب اليهود عن طريق شمال العراق باتجاه ايران و استمرت و وصلت ذروتها في شهري ايلول و تشرين اول 1970 و قد نجحت عمليات الفرار في اخلاء العراق تقريبا من اليهود ولم يتبق منهم سوى 500 الى 1500 يهودي ثم انخفض عددهم بحيث لم يبق منهم سوى اقل من خمسين يهوديا , وفي 3 كانون الثاني 1973م كتبت جريدة الثورة الناطقة باسم الحكومة العراقية قائلة انه مقابل المساعدات التي يقدمها الكيان الصهيوني للبرزاني, فانه يساعد اليهود العراقيون على الفرار الى فلسطين المحتلة ويقول المؤلف..في 30 ايار 1972م وبعد حوالي شهر من توقيع اتفاقية الصداقة العراقية الروسية اجتمع شاه ايران مع الرئيس الامريكي نيكسون حيث كانت ايران ترى في المعاهدة خطة لتطويق ايران وكانت ايران زمن الشاه من افضل اصدقاء امريكا واشدهم اخلاصا و خلال حوار الشاه مع الرئيس الامريكي طرح عليه فكرة تقديم السلاح الى البرزاني وبيشمركته لمعاونتهم في اعمال العصيان المسلح ضد العراق ولم يعط نكسون قرارهحول الطلب وبعد شهرين وافق نكسون بعد نصيحة كيسنجر.
يعترف كيسنجر في كتابه انه بعد حرب تشرين 1973م بان القرار الخاص بمنع بمنع البرزاني من شن حرب على العراق ابان حرب تشرين كان قرارا صحيحا.
بدأ العراق يتخذ خطوات باتجاه اقرار منح الاكراد الحكم الذاتي وتم اشراك 3 وزراء اكراد و بعد اتفاق العراق مع ايران الموقع في الجزائر انهار التمرد الكردي ومنذ انجاز الاتفاق الايراني الامريكي تحول كيسنجر الى فارس احلام البرزاني في وقت كانت فيه التصرفات والتفكير الامريكي تجاه الاكراد بمثابة مناورة هزيلة . وبعد فترة صرح الشهيد صدام حسين لوكالة الانباء ..( أن الحد الادنى الذي يمكن أن نقبله هو أن يرفع البرزاني العلم الابيض), لكن البرزاني لم يعتزم عمل ذلك .
خلال عام 1974م كانت تدور معركة كبيرة المبادرة كانت بيد البرزاني اذ تمكن من السيطرة على منطقة عالية وعرة يبلغ طولها 725 كم على طول الحدود مع تركيا وايران فيما بدا الجيش العراقي يعد العدة لهجوم الربيع حال ذوبان الثلوج و حدد يوم 15 نيسان 1974م موعدا لبدء الهجوم , لكن توقيع كل من العراق وايران لاتفاقية الجزائر ادى الى انهيار اعمال العصيان المسلح وانهيار مصطفى البرزاني والبيشمركة حيث اعترف البرزاني اخيرا ....)بان الايرانيين لا يحبوننا انهم يريدون استخدامنا كجسر لتحقيق مطامحهم ومصالحهم).... وتناسى هذا البرزاني أن الصهاينة والامريكان حالهم حال الايرانيين هم ايضا لا يحبون الاكراد انما يريدونهم جسرا لتحقيق المصالح الصهيونية الامريكية في المنطقة.
ـ يتبع ـ |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||