احتلت أمريكا العراق في عام 2003
شهر نيسان ,وبعد عدة أيام وتحديدا
في منطقة الاعظمية بدأت العملية
الأولى للمقاومة وذلك بتفجير أول
دبابة للمحتل من قبل المقاومة,
وهي نفسها ,آخر مدينة عراقية
تحتلها القوات الأمريكية وهي آخر
مدينة زارها الشهيد صدام حسين قبل
اختفائه , إن تفجير تلك الدبابة
هو تاريخ ولادة المقاومة
العراقية للمحتل الأمريكي التي
لم تنتهي لحد الآن ,ترى ماذا فعلت
المقاومة طيلة هذه السنوات ومن هي
فصائل المقاومة العراقية ومن
يدعمها ومن يعاديها ,وما هي مقدار
خسائر أمريكا التي تكبدتها بسبب
المقاومة,وما هي أخطائها ,وما هي
العلاقة بين فصائلها بل لماذا لم
تتوحد هذه الفصائل ,كثير هي
الأسئلة التي لها إجابة والأكثر
هي التي لا إجابة شافية لها,ورغم
قناعتنا بعدم إمكانية أي شخص من
اختزال كل ما للمقاومة وما عليها
في دراسة أو مقالة أو كتاب, إلا
إن ذلك لا يعني عدم التطرق إلى
بعض جوانب الموضوع ,إن صعوبة
الموضوع ليس فقط في تشعباته بل
أيضا لحساسيته المفرطة حيث انك
تتكلم وتقيم عمل أشخاص يصنفون بكل
المفاهيم الدينية والأخلاقية
بأنهم اشرف من خلق الله في هذا
الزمان ,إذا كانت مقاومة المحتل
وبنظر كل القيم السماوية
والأرضية, القديمة والحديثة هي
اشرف واجب على الإنسان فكيف
ولماذا اصطف البعض مع المحتل بل
ودافعوا عنه بكل العيون الوقحة
,إن تبريرهم الوحيد هو وجود نظام
دكتاتوري ,ولن ندافع عن النظام
ولكن نسأل منذ متى بررت خيانة
الوطن بوجود حاكم ظالم( حسب
ادعائهم ) والأصح حاكم نختلف معه
,ولم لا, الم يخونوا الوطن قبلها
مع عدو سابق لهذا الوطن,العمالة
ليس جديدة عليهم والتبرير نفسه
والذي تغير هو الراعي فبعد إن كان
مسلم ,وجار ومعادي لأمريكا
وبالتالي لا يمكن محاربته لهذه
الأسباب أصبح من كان احد
المبررات لمعاداة النظام ألبعثي
الذي كانوا ينادون بها وهي إن
البعث يحارب إيران المسلمة نيابة
عن أمريكا ,أصبح الراعي هو أمريكا
نفسها ,وهناك آخرين فالو إن البعث
هو حكم السنة وان ألشيعه ظلموا
وهم الأغلبية وعليه فان أمريكا
أعادت الحق إلى أهله ,وسلمتهم
الحكم وبالتالي فهي متفضلة ,ولا
يجوز محاربتها ومن يحاربها إنما
يبغي إعادة الحكم إلى السنة ولذلك
يجب محاربة المقاومة وعدم تأييدها
,ويبدو إن أصحاب هذه الأطروحات قد
تناسوا فكر آل البيت وجهادهم ضد
الظلم ومقتهم للسلطة وموقفهم من
المحتل ,وتناسوا ما حدث في ثورة
العشرين, ومن ثار, ومن اصدر
الفتاوى لقتال المحتل ,منذ متى
كان الفكر الشيعي يطلب السلطة
لتابعيه على حساب مبادئه ومن
الأجنبي الكافر المحتل لبلاد
المسلمين ؟!!! ولن ننسى من
قالوا إن المقاومة هي بقايا
(أزلام النظام السابق) من ضباط
ومسئولين الذين فقدوا مراكزهم
ويحاولون استعادتها من خلال
قتالهم المحتل ,مع العلم بان اغلب
هؤلاء اجبروا على الهجرة خارج
العراق خوفا من القتل على أيدي
عملاء إيران (فيلق بدر ولاحقا جيش
المهدي )أو اعتقالهم من قبل
المحتل ,فإذا لم يكن هؤلاء فمن هي
المقاومة,؟إنها الشعب , بشيعته
وسنته وأكراده وعربه وتركمانه
ومسيحيه ومسلميه,ربما يكون
الأكثرية من هذا أو ذاك إلا إن
ذلك لا يلغي مشاركة الجميع في
الجهاد كل حسب إمكانيته وظروفه
وإذا استطعتم أن تضللوا البعض من
البسطاء بأطروحاتكم وقت ما فلن
تستطيعوا أن تضللوا الجميع وكل
الوقت ,لقد أحرقتم آخر أوراقكم
وأمام الشيعة قبل السنة وبان الحق
,عسى أن يوفقنا الله في ما سنطرحه
,
سوف لن نحدد من هي فصائل المقاومة
,وسنقول إن كل من رفع السلاح في
وجه المحتل يمثل المقاومة ,وكل من
قدم الأموال ,وكل من قدم الغطاء
والدعم المعنوي والسياسي ,بل كل
من عرف معلومة عن المقاومة
وأفرادها وأخفاها ,وبالتأكيد لا
ننسى الدعم الإعلامي رغم محدوديته
حيث إن الضغط الأمريكي على وسائل
الإعلام كبير إلى درجة لا يمكن
العتب على اغلبها , وسنركز في
بحثنا المتواضع على مسألتين هما
أخطاء المقاومة, ونتائج حربها ضد
المحتل ,أي حجم الخسائر التي
تتكبدها قوات الغزو الأمريكي وما
تأثيرها على اقتصاده وعلى
مستقبله.
الأخطاء التي وقعت بها المقاومة
وسنتعرض إلى الأخطاء الإستراتيجية
التي وقعت بها القاعدة وجيش
المهدي ,وربما سيقول البعض لماذا
نلصق أخطاء هؤلاء على المقاومة من
جانب, ومن يقول إن جيش المهدي هو
من فصائل المقاومة حتى تتحمل
المقاومة أوزار أخطائه,وربما يكون
كلامهم صحيح ,ولكننا آثرنا أن
نستند إلى المعلن من ادعاءاتهم
وليس إلى تقييمنا بهذا الخصوص
وسيقول آخر لماذا حددت أخطاء
المقاومة بالقاعدة وجيش المهدي
فقط , ألم ترتكب بقية الفصائل
أخطاء وسنجيب بثقة عالية ,نعم لم
ترتكب بقية فصائل المقاومة أخطاء
إستراتيجية بل إن جل أخطائها
فردية وربما تكتيكية في حالة
حدوثها وسنبدأ بالقاعدة .
الأخطاء الإستراتيجية للقاعدة
1_تكفير شيعة العراق .من اخطر
أخطاء القاعدة والتي تصل إلى درجة
الكفر من الناحية الإستراتيجية
تأثيرا على المقاومة ككل هي تكفير
القاعدة للشيعة ,وقد ظهرت بصورة
واسعة بعد الاحتلال مباشرة مما
كان لها أثرا خطيرة على مستقبل
المقاومة وعلى مجالات حركتها وعلى
تركيبتها ,لأنها ببساطة قد فرضت
على نصف الشعب اتهام يفرض عليهم
الوقوف ضد المقاومة شاءوا أم أبو
وخاصة في ظل استغلال ذلك من قبل
المحتل وأحزابه العميلة والتي
نجح فيها إلى حد كبير في تحييد
القسم الأعظم من الشيعة ,مما تطلب
جهد كبير من الشرفاء من أبناء
الشعب شيعة وسنة للدفاع عن
المقاومة وتوضيح حقيقة عدم تمثيل
القاعدة للمقاومة وإنها تمثل
نفسها فقط
إن موقف القاعدة هذا قد أضاف
أعباء جسيمة على المقاومة هي في
غنى عنها في فترة تشكيلها
وبدايتها ,فبالإضافة إلى خسارة
نصف الشعب كحاضنة بل وعداء قسم
كبير وإعطاء مبرر للكثير للتعاون
مع المحتل وضد المقاومة ,جعل
المقاومة في موقع مدافع في بعض
الأحيان عن مبررات المقاومة ,وفي
هذا الوقت وفي نفس الوقت الذي
كانت القاعدة تقتل الشيعي ,على
الهوية أي إنها لم تفرق حتى بين
الشيعي الوطني والشيعي العميل ,
في هذا الوقت ظهرت علاقاتها مع
الجارة إيران الشيعية وعمق
العلاقات بين الاثنين وخاصة مع
تنظيمها في العراق الذي يذبح
ألشيعه لكونهم شيعه فقط ,إضافة
إلى علاقتها السابقة المعروفة مع
الحزب الإسلامي الأفغاني بقيادة
حكمتيار والذي هو حزب شيعي أفغاني
,مما ولد الكثير من الأسئلة ,التي
لم يستطيعوا الإجابة عليها,فهل إن
شيعة العراق تنطبق عليهم الفتوى
التي تكفر ألشيعه ولا تنطبق هذه
الفتوى على شيعة إيران وأفغانستان
,وإذا كانت كذلك لأسباب أخرى غير
المذهبية لماذا عممت الفتوى على
عموم ألشيعه ولم تخص شيعة العراق
,ونحن إذ نحاول أن نبتعد عن
المناقشات الطائفية والدينية
عموما ,لا بد من القول بان
القاعدة قد أجرمت مرتين الأولى
بحق ألشيعه,والثانية بحق المقاومة
والجهاد .حيث استطاعت القاعدة أن
تحيد,نصف الشعب وفرضت على الكثير
منه الارتماء في أحضان الاحتلال
وأحزابه العميلة والطائفية وأعطت
فرصة للمحتل للبقاء مدة إضافية
2_إن الخطأ الأول وهو تكفير
ألشيعه قد مهد لأعداء العراق
,تفجير المرقدين الشريفين وإلقاء
التهمة على القاعدة لتفجير
الأوضاع بين السنة والشيعة لجر
الجميع إلى حرب طائفية تفرض على
المقاومة التهدئة بالحد الأدنى
,مما قدم المحتل كملجأ للحماية
للسنة من جيش المهدي وللشيعي من
القاعدة ونحن نبرأ القاعدة من
التفجير ليس دفاعا عن القاعدة
وليس حب أو تأييد ولكنها الحقيقة
,ومن الملاحظ ان بعد التفجير
بدقائق أنبرأ جيش المهدي للدفاع
عن مراقد الأئمة وذلك بقتل
البسطاء من السنة وكأنه كان ينتظر
سبب أو مبرر للقيام بما قام .
3_إن الخطأ الثاني قد فرض عمليات
تهجير منهجية طائفية واسعة النطاق
شملت الطرفين وهذا هو خطأ القاعدة
المزدوج حيث إن المهجرين من قبل
القاعدة قد التحق اغلبهم إلى صفوف
جيش المهدي الذي قام بتهجير السنة
وفي نفس الوقت بدا يقاتل المقاومة
بحجة مقاتلته للسنة ,والخطأ الأخر
هو العكس أي إن اغلب المهجرين من
السنة قد التحقوا إلى القاعدة كرد
فعل مما حول القاعدة الى جيش جرار
والذي حول النوع الذي تتصف به إلى
كم غير متجانس ,ظهرت أثاره
السلبية مستقبلا على الكثير من
تصرفات القاعدة ,والتي ربما خرجت
عن سيطرة قيادته .
4_تأسيس دولة العراق الإسلامية
,من اكبر الأخطاء الإستراتيجية
الذي فرض ارتكابها خطا عسكريا
وسياسيا فادحا إلا وهو إقامة دولة
,إن إقامة الدولة فرض مسك الأرض
وهذا يناقض مبدأ أساسي لحرب
العصابات من جانب ويفرض تطبيق
النظام الذي تؤمن به على الأرض
الممسوكة أو المحررة أي تطبيق
الشريعة التي تؤمن بها القاعدة
على تلك الأرض مما ولد الكثير من
المشاكل التي تفاقمت نتيجة ذلك
,ولم تقف عند ذلك بل بدأت تحارب
كل الفصائل المتواجدة ضمن هذه
الأرض التي سيطرت عليها ,أي إنها
عادت المواطن الاعتيادي نتيجة
تدخلها في حياته اليومية وعادت
المقاومة مما غير من التوجه العام
ضد المحتل ,إلى عدة توجهات أي
أضعفت الهدف المركزي الذي هو
الجهاد ضد المحتل .إن كل هذه
الأخطاء قد جعل القاعدة تخسر
حاضنتها والتي هي الشعب مما جعلها
تهوي عند أول صدام مع العشائر في
الرمادي ,لم تنتصر الصحوة على
القاعدة ولكن أخطاء القاعدة هي
التي انتصرت .
ومن الأدلة الدامغة على أخطاء
القاعدة هي معركة الفلوجة الثانية
والتي لم تلاقي الدعم الكامل من
الشعب لأنها أرادت السيطرة
والقتال باسم القاعدة وليس باسم
المقاومة بل وطردت مقاتلي بقية
الفصائل ممن لم يبايعهم ,مما جعل
مواطني مدينة الفلوجة أن يهجروا
المدينة مما افقد المدافعين عنها
أهم حاضنة واهم ساتر وهو الشعب
,وعكس هذا رأيناه في الفلوجة
الأولى والتي كان يدافع عنها شعب
الفلوجة مع أربعمائة مقاتل
فقط,ورأيناه في معركة غزة الأخيرة
,وقد انتصرت المقاومة في
الحالتين ,لان الشعب صمد ولان كل
الفصائل قاتلت دفاعا عن الأرض
وليس من اجل أمجاد زائفة ,لهذا
الفيصل أو ذاك,لقد كان الهدف هو
الجهاد ضد المحتل .
5_في مقالتي السابقة عن المستقبل
للبعث ذكرت إن من أسباب قوة الحزب
وفصائله المقاومة هو الاعتماد على
التمويل الذاتي مما اكسبه حرية
قراره ,والعكس نجد إن القاعدة في
العراق لا تتمتع بهذه الحرية فبعد
ما حصل في الرمادي شل حركتها
,صدرت الأوامر إلى مقاتليها من
غير العراقيين بالالتحاق
بأفغانستان وفي نفس الوقت قطع
التمويل عنها وإذا بها تسقط بين
ليلة وضحاها ,رغم أنها لم تنتهي
وان بإمكانها العودة ولكن بعد أن
خسرت الكثير بسبب اعتمادها على
التمويل الخارجي وان قرارها ليس
بيد قادتها في العراق .
6_إن الجهاد ضد الامبريالية
الأمريكية مشروع لما سببته
سياساتها للعالم العربي والإسلامي
بل والإنساني من كوارث,فالقاعدة
تجاهد ضد أمريكا وساحتها كل دول
العالم وبالتالي فان إستراتيجيتها
تختلف في الجهاد عن إستراتيجية
بقية فصائل المقاومة العراقية
,فكل الفصائل الجهادية في العراق
تتمنى هزيمة أمريكا في أفغانستان
ولكنها لا يمكن أن تقدم الجهاد في
أفغانستان على الجهاد في العراق
لأي سبب, أما القاعدة فتتحكم بها
وبقراراتها ضرورات الجهاد العالمي
وبالتالي فان وجود فرص للنجاح في
معركتها مع أمريكا في أي مكان
أفضل من الفرص المتاحة لها في
العراق هي التي تتحكم بها فليس
غريبا أن تترك العراق في أية لحظة
إذا تطلبت ضرورات الجهاد ذلك ,هذا
في حالة تسليمنا بجهادية القاعدة
,إن قرار الجهاد في القاعدة هو
ليس عراقيا بعكس بقية فصائل
المقاومة العراقية .
7_ضياع الهدف .من المعلوم إن
الأساس والهدف الأول للمقاومة هو
محاربة المحتل ,وتأتي كافة
الأهداف الفرعية الأخرى لخدمة هذا
الهدف وتبنى الإستراتيجية على وفق
ذلك ,وان أي هدف ثانوي يؤثر على
هدف الجهاد هو خطأ كبير.
لم تنجح أية مقاومة في التاريخ
الحديث إلا في حالة توفر شروط
أساسية ,أهمها وجود الطبيعة
الملائمة لحرب العصابات,مثل
الجبال أو الغابات والمستنقعات
وغيرها من التضاريس ,وهذا غير
متوفر في العراق الذي يمتاز
بطبيعة سهلية منبسطة لا يمكن لأي
خبير أن يؤيد قيام مقاومة فيه
لأنها انتحار ومع ذلك لم يقف ذلك
حائلا أمام تصميم وإرادة المؤمنين
,واستعاضوا عن هذا الشرط بالشعب
فهو الساتر وهو الحاضن ,مما أعطى
الشعب أهمية إضافية بل وأساسية في
حرب المقاومة إضافة إلى أهميته في
توفير الدعم المادي والمعنوي
وتقديم المقاتلين وغيرها مما جعل
الشعب يأخذ أهمية اكبر بكثير مما
أخذه في معارك التحرير في بقية
الدول ,إن ذلك فرض على المقاومة
التزامات إضافية تجاه المواطن .من
ذلك كان على القاعدة أن تعي إن
بقائها وقوتها مرهون برضى هذا
المواطن وليس قوتها العسكرية,وكان
عليها عدم التفريط بالهدف الأساسي
أي الجهاد لصالح هدف آخر وهو
تطبيق الشريعة الإسلامية بمفهومها
والذي لم يتقبله الشعب وبالأخص
ألسنه منهم ,إن ترك الجهاد
والانشغال بتطبيق الشريعة
الإسلامية بمفهوم القاعدة قد
جعلها تترك هدف الجهاد لصالح هذا
الهدف من جانب وولد رد فعل ضدها
من قبل الشعب لعدم تقبله مفاهيمها
وأساليبها (مثل معاقبة المدخن
وغيرها ..مثل بسيط ) مما افقدها
أهم مقومات نجاحها بل وجودها ألا
هو الشعب ,أي الإنسان البسيط .
إما جيش المهدي فقد ظهر على
الساحة السياسية على انه فصيل
مقاوم ,وكان شوكة مؤلمة في ظهر
المحتل وعملائه ليس لتأثيره
العسكري, بل لأنه الفصيل الشيعي
الوحيد الذي يرفع شعار المقاومة
,لان إستراتيجية المحتل تنصب على
إن السنة هم وحدهم الذين يرفضون
المحتل وبالتالي يجب على جميع
الشيعة دعم المحتل والعملية
السياسية التي صنعها وقد باركت
هذا الاتجاه كل أحزاب السلطة
والمرجعية الدينية مما يوضح أهمية
رفع شعار المقاومة من قبل جيش
المهدي حتى لو كان لأغراض سياسية
وليس حقيقية ,بل وحصل على تأييد
واسع من السنة والشيعة وتجلى ذلك
واضحا في معركة النجف ,ولكن
الامتحان الصعب كان بعد تفجير
مرقدي ألائمة في سامراء ,حيث
أنبرا جيش المهدي في هجمة لم يشهد
لها العراق من سابق وهي قتل
وتهجير السنة وهدم المساجد وحرقها
,واخذ الدور القذر للقاعدة في قتل
السنة هذه المرة في وضع تبادل
الأدوار بينهم ,مما صعب الأمور
عليه وجعله في موقف المكمل للدور
الذي رسمه المحتل للقاعدة في
تفريق الشعب وقد صعب هذا الموقف
الأمور على فصائل المقاومة والعمل
الجهادي بل وفرض عليها في بعض
الأحيان الدفاع عن مناطق سكناها
,ولا ننسى دور البعث والرئيس
القائد في السيطرة على الفصائل
المسلحة خوفا من الانجرار إلى
حرب طائفية مما يؤدي إلى التعطيل
المؤقت للهدف الأسمى وهو الجهاد
ضد المحتل ,ولا بد من الإشارة هنا
إلى دور منظمة بدر القذر الذي
لعبته ,حيث قامت بالكثير من
العمليات القذرة وألصقتها على جيش
المهدي وكذلك المحتل وكان قادة
جيش المهدي يفرحون عندما تنسب
إليهم الأعمال القذرة ضد السنة
لأنها بنظرهم دليل البطولة ,وقد
استغل ذلك الكثير من العصابات
الإجرامية وقامت بابتزاز الناس
وسرقتهم وقتلهم ,وكانت تقدم الدعم
لجيش المهدي لقاء غطائه السياسي
لهم ولا ننسى دعم الحكومة ممثله
بحزب الدعوة والجعفري شخصيا ,ورغم
كل ذلك لم تستطع قوى الكفر من جر
المقاومة لان قيادتها وعت اللعبة
منذ بدايتها على يد القاعدة .
وألان ما هي أخطاء التيار الصدري
وجيش المهدي الإستراتيجية ؟
1_عدم الوضوح الفكري والسياسي
للتيار الصدري بل والتناقضات
الكثيرة بين ما يطرحه وبين
سلوكياته وسياسته جعل التيار
يفقد الهالة التي حصل عليها ولا
أقول الشعبية ,التي كسبها بين
البسطاء من أبناء ألشيعه بعد أن
ظهر بصيغة حامي الشيعة والمراقد
والمنتقم لهم من القاعدة بل ومن
السنة .إن عدم الوضوح هذا جعله
يتخبط على المستوى السياسي, مرة
يشارك في الحكومة ومرة ينسحب مرة
يؤيد الحكومة وأخرى ضدها ,يرفع
شعار المقاومة ولم يقتل جندي
أمريكي واحد ,مرة يجمد جيش المهدي
و أخرى يريد مقاتلة المحتل لا
يعرف ماذا يريد والسبب هو عدم
استطاعته الإجابة على السؤال
التالي هل هو حزب أو حركة وطنية
أم طائفية ,إن القفز بين
المفهومين جعله متخبط وسيبقى كذلك
.حيث لا يمكن أن تكون وطنيا وأنت
طائفي ولا يمكن أن تكون طائفيا ما
دمت وطنيا وهذه حقيقية لا يريد
الكثير أن يؤمن بها .
2_تبقى عمليات القتل الطائفي
والمجازر والتهجير التي قام بها
ونفذها ضد السنة وعلى الهوية قاسم
مشترك يربطه مع القاعدة في عملية
تقسيم الشعب العراقي مما يجعل
مستقبله السياسي في مهب الريح
,إضافة إلى أخطائه الأخرى بحق
ألشيعه بعد حمايته لعصابات الخطف
للشيعة الميسورين ,ومشاركته في
تهريب النفط وغيرها من العمليات
التي لا تبني تيار سياسي محترم
وإذا حصل على بعض التأييد في غفلة
من الزمن فهي زائفة مع تبدل
الظروف وانتهاء الخوف.
3_تبقى تركيبة تنظيم جيش المهدي
الاجتماعية عامل أساسي مؤثر على
مستقبله حيث انه عبارة عن تشكيل
يضم كل أنواع المجرمين والقتلة
والعصابات واغلب قياداته ليس
بأفضل من قواعده وهذا يفسر خروجه
من الوزارة بحجج واهية في حين انه
لا يستطيع أن يقدم بضعة أشخاص
قادرين على قيادة وزارة وهذا يفسر
عدم دخوله انتخابات مجالس
المحافظات لأنه لا يستطيع أن يقدم
أشخاص يمثلونه بصورة صحيحة مما
فرض عليه تأييد قائمة يقول إنها
مستقلة ,فذلك بسبب عدم ثقته
بكوادره وعدم قدرته على تحمل
نتائج أعمالهم ألسلبيه.
3_علاقته بإيران والتي ظهرت
للعيان إثناء حملاته الإجرامية
بعد تفجير المرقدين من خلال الدعم
المادي أولا ثم تطور إلى تدريب
عناصره ومدهم بالسلاح وغيرها مما
افقده بقية حرية قراره ,إضافة إلى
ترشيحه لعناصر المجاميع الخاصة
وإيوائهم وتقديم الغطاء لهم
وتسهيل أعمالهم الإجرامية لصالح
إيران ..
وبعد استعراضنا لبعض أخطاء
القاعدة وجيش المهدي وما سبباه
هذان التياران من مشاكل للشعب
العراقي ستبقى آثارها لوقت ليس
بالقليل إذا لم تنقشع الغمة عن
هذا البلد ويعود الشرفاء من
أبنائه لقيادته وترميم ما تهدم من
لحمته ,وبعد ذكر أخطاء المقاومة
والأصح الفصائل المحسوبة على
المقاومة,لابد من الإشارة إلى
إمكانيات المقاومة التي أهلتها
لمجابهة أقوى جيش في العالم تدعمه
أقوى واكبر دولة واقتصاد وماكينة
إعلامية شهدها التاريخ ,ولن نتطرق
إلى الأساليب التقليدية في حساب
الإمكانيات بل سنلجأ إلى ذكر
النتائج المتحققة لحد الآن لمعرفة
إمكانيات المقاومة ,حيث إن عصر
الحسابات التقليدية للجيوش ,قد
ولى على يد المقاومة العراقية ,إن
من أهم القرارات الإستراتيجية
التي اتخذتها القيادة والتي لم
تتضح آثارها إلا بعد سنوات هي
للاعتماد على أسلوب الاستنزاف
والمطاولة وتجنب المعارك الفاصلة
في بداية الاحتلال ,والحفاظ قدر
الإمكان على القدرات البشرية
للمقاومة ,وكان هذا غير مفهوم من
قبل الكثير الذي تأخذهم الحماس
وكانوا يشكلون عامل ضغط مستمر على
القيادة ,إن النصر لا يتحقق
بسهولة وهو ليس متاح للجميع حتى
لو توفرت كافة مستلزماته المادية
وحتى لو توفر الإيمان ,وخاصة إذا
كان العدو يمتلك اكبر قوة عسكرية
في التاريخ إضافة إلى اكبر قوة
اقتصادية واكبر ماكينة إعلامية و
و لماذا لان النصر يحتاج إلى
قيادة تاريخية حتى يمكن أن تستوعب
المرحلة وتضع الخطط الإستراتيجية
الناجعة التي يمكن من خلالها
تحقيق النصر وهذا ما حصل ,ولو
عدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا إن
فيتنام قد انتصرت على أمريكا
عسكريا, حيث إن السبب الرئيسي
والأساسي الذي جعلها تنتصر هو عدد
القتلى في صفوف الجيش الأمريكي,
ولقد كان هذا الدرس مفيدا
للأمريكان مما جعلهم يطورون
أساليبهم القتالية ومعداتهم بحيث
يجنبهم الخسائر البشرية إلى أدنى
حد ممكن حيث تم استخدام عجلات
واليات مصفحة وغيرها وقد ساعدت
طبيعة الأرض وتضاريسها في العراق
على ذلك وقد نجحوا في ذلك ولكن لم
يخطر ببال دهالقتهم إن قيادة
المقاومة قد أعدت لهم الأساليب
التي تتجاوز ما اعدوا , وسنرى إن
الاستنزاف الذي استعملته المقاومة
قد استنزف إمكانياتها الاقتصادية
قبل العسكرية مما أدى إلى انهيار
اقتصادها وليس قتل بضعة آلاف فقط
وفيما يلي بعض المعلومات عن ذلك .
المقاومة العراقية والأزمة
المالية العالمية _التكاليف
الاقتصادية .
صدر في الولايات المتحدة
الأمريكية كتاب اقتصادي مهم في
3/3/2008 قام بتأليفه البروفسور
الأمريكي جوزيف ستغلر وهو مفكر
اقتصادي مشهور حاز على جائزة نوبل
في الاقتصاد لعام 2001 وقد ساعده
في تأليف هذا الكتاب الاقتصادية
ليندا بيلمز وكان عنوانه (حرب
الثلاث ترليونات دولار) .
مهد هذا الكتاب بصورة مباشرة
لتوضيح دور حرب العراق وبالتالي
المقاومة العراقية في الانهيار
الاقتصادي أو الأزمة المالية
العالمية والتي أصابت الولايات
المتحدة ثم انتقلت إلى اقتصاديات
دول العالم وبنسب مختلفة أو
متفاوتة وحسب قوة كل اقتصاد من
جانب وحجم ارتباطه مع الاقتصاديات
الدولية . أن هذا المؤلف يشير إلى
دور المقاومة العراقية وما أحدثته
من خراب في أكبر اقتصاديات العالم
الحر ( مع العلم أن العالم
المذكور لم ينتمي إلى أي فصيل من
فصائل المقاومة وليس من أزلام
النظام السابق ).
حيث يقول ما نصه ( أن الكلف
المباشرة وغير المباشرة لحرب
العراق على الاقتصاد الأمريكي
بلغت على الأقل وبحسابات صارمة
للغاية أكثر من ثلاث ترليونات
دولار ) أي بمعدل سنوي لا يقل عن
600 مليار دولار ، وهذا مبلغ كبير
جداً إذا ما علمنا أن العجز
السنوي في الموازنة الحكومية
الأمريكية لعام 2007_2008 كانت
455 مليار ، مما يوضح أن السبب
الرئيسي للعجز الأمريكي قي
الموازنة العامة هو كلفة الحرب في
العراق وتزيد ، صحيح أن التخصيصات
المالية التي أقرها الكونغرس خلال
السنوات الخمس الماضية نبلغ 845
مليار والتي صرفت بشكل مباشر في
العراق وأفغانستان إلا أن الكلف
الحقيقة غير المباشرة قد فاقت كل
تصورات المخططين الماليين
والعسكريين في الإدارة الأمريكية
مما سبب رعبا حقيقيا أنتقل إلى
الاقتصاد الأمريكي الذي كان يعاني
أساسا من مديونية حيث بلغ الدين
العام الأمريكي عام 2001 ما
يعادل 5.3 ترليون دولار ليصل
ببداية عام 2008 إلى أكثر من عشرة
ترليونات ، ويقدره محمد حسنين
هيكل ب 14 ترليون دولار .
وإذا ما علمنا أن هذا الدين يتوزع
40% ما بين المؤسسات الحكومية
الأمريكية أما 60% المتبقية فهي
35% ديون لأثرياء أمريكان و25%
المتبقية ديون خارجية للحكومات
والمؤسسات المالية الأجنبية والتي
تبلغ 2.5 ترليون دولار على أقل
تقدير وهذا أقل بكثير عن ما صرف
في العراق !!!؟
هنالك مقولة تقول أن المستقبل
سيكون حبلى بالأحداث الجسام ،
وأنا أقول أن المستقبل سيكون حبلى
بالأرقام وأعني أن ما ذكر من
أرقام تمثل التكاليف المصروفة لحد
الآن على الحرب في العراق والتي
أدت إلى انهيار النظام المالي
للاقتصاد إضافة إلى انهيار النظام
العالمي الجديد بل وفشل العولمة
حيث أن انتقال الانهيار من
الاقتصاد الأمريكي إلى اقتصاديات
الدول الأخرى تحصيل حاصل للعولمة
التي أقرت مبدأ حرية انتقال رأس
المال بين الدول . أن المقصود أن
هنالك تكاليف مستقبلية لهذه الحرب
لن ولا يمكن احتسابها الآن, مثل
تكاليف الماكينة العسكرية والتي
انتهى عمرها التشغيلي مما يفرض
استبدالها .
إضافة إلى التكاليف الصحية و
الاجتماعية الدائمة لأكثر من
خمسون ألف جريح ومعوق وأكثر من
هذا العدد الذي يحتاج إلى رعاية
نفسية وهذه كلها تكاليف أضافية
والقائمة تطول في حالة بقاء هذه
القوات وبقاء الاستنزاف . وبما أن
كافة مصاريف الحرب في العراق هي
ديون خارجية كما وضحنا ، على
الحكومة الأمريكية وأن هذه الديون
تحتاج إلى خدمة أي أن عليها فوائد
، والتي تقدر سنوياً 223 مليار
دولار ، مما يعني أن القائمة
ستكبر وستطول .
وهنا لابد من توضيح العلاقة بين
هذه الكلف وبين أزمة الرهن
العقاري التي كانت الشرارة
الأولى للأزمة العالمية ، ولكي
تتوضح الصورة لابد من معرفة أسباب
حدوث أزمة الرهن العقاري . أن
أزمة الرهن من الناحية الفردية قد
بدأت بالظهور وتزداد أثارها مع
بداية عام 2007 ، عندما بدأت
أعداد المعسرين من المستفيدين من
القرض العقاري من الامتناع عن
تسديد الأقساط في مواعيدها لعدم
تمكنهم بسبب فقدان وظائفهم أو
انخفاض الدخل مما قرض استيلاء
البنوك على هذه العقارات ومن ثم
عرضها للبيع مما أدى إلى كم هائل
من المعروض والذي أدى بدوره إلى
انخفاض في أسعار العقار الذي أدى
إلى امتناع أعداد جديدة عن الدفع
وهكذا مما ضاعف من المشكلة ،
وبما أن الشركات العقارية تعتمد
في تمويلها على طرح سندات تشتريها
بنوك أخرى فقد انتقلت بذلك
المشكلة إليها وهكذا شركات
التأمين وتبعتها البورصات فأصبح
السقوط شامل ...
أن ما ذكر أعلاه مفهوم مبسط
لبداية الأزمة والتي أساسها ضعف
الدخل لدى الفرد الأمريكي في
السنوات الأخيرة بسبب تكاليف حرب
العراق ، هذه التكاليف التي كان
من المفروض أن تضخ في الاقتصاد
بدلاً من حرقها في محرقة الحرب ،
وتأكيداً لكلامنا ، أن خطة لإنقاذ
المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي
لمعالجة الأزمة قد خصص لها مبلغ
700 مليار دولار والتي تمثل 22%
من المبالغ التي صرفت في الحرب
على العراق والبالغة ثلاث
ترليونات دولار بينما كان المخصص
لها لا يتعدى 100 مليار والتي
بفضل المقاومة العراقية
واستنزافها المستمر وطيلة هذه
السنوات مما فرض على الإدارة
الأمريكية الغوص في هذا المستنقع
والذي ما زالت بعيدة عن حله مما
يعني زيادة الفاتورة التي احتسبت
لغاية بداية سنة 2008 والبالغة
ثلاث ترليونات .
أن هذه الحالة هي التي أدت إلى
قيام الأزمة العقارية وبالتالي
الأزمة العالمية وفي أحسن الأحوال
تسريعها وبما أن المصروف على
الحرب قد تضاعف سنوياً استنادا
للمخطط بسبب إصرار المقاومة
العراقية على الاستمرار في جهادها
مما جعل النزهة التي قام بها
الجيش الأمريكي عند الاحتلال
تتحول إلى كابوس والمائة مليون
مليار تتحول إلى ترليونات والحبل
على الجرار ....
التكاليف الاجتماعية :
من المعلوم أن الولايات المتحدة
لم تخض حرباً طويلة أو حقيقية منذ
الحرب العالمية الثانية سوى مرتين
، كانت الأولى في فيتنام والتي
أثرت تأثيرا بالغاً على الحياة ،
والعقلية السياسية والاجتماعية
والنفسية للمجتمع الأمريكي ما
زالت بقايا أثارها رغم مرور أكثر
من أربعون عاماً . والحرب الثانية
هي حرب العراق والتي أفرزت وستفرز
الكثير من المعطيات السلبية على
المجتمع الأمريكي والتي ستتضح
آثارها مع مرور الزمن ، مما لا
يمكن تحديدها الآن بدقة وكذلك لا
يمكن تحديد حجمها إلا بعد انكشاف
حقيقة الخسائر والتجاوزات
الإنسانية والجرائم التي ارتكبتها
الإدارة الأمريكية بحق الشعب
العراقي مما ولد وسيولد آثار
تنعكس على المجتمع الأمريكي عموما
، وعلى المشاركين بهذه الحرب و
عوائلهم بصوره خاصة ، أن عودة
عشرات الألوف إلى بلدهم بعد
تسريحهم من الجيش ما هو إلا عبارة
عن عودة الآلاف من القتلة حيث أن
الإنسان عندما يقتل أول مرة
يستسهل القتل مستقبلا ، أما
التأثير المباشر والحالي والمتمثل
بالقتلى الذي زاد عددهم عن
الأربعة الآلاف قتيل حسب إدعاء
الجيش الأمريكي إضافة إلى أكثر من
35 ألف جريح ومعوق وتأثير ذلك من
الناحية الاجتماعية والنفسية على
هؤلاء وعلى عوائلهم وعلى عموم
المجتمع ، إن عودة مئات الألوف من
الجنود بعد أن تم تحويلهم إلى
ذئاب آدمية ستقوم بنهش المجتمع
الأمريكي بعد تجربتهم في العراق
وبعد أن ففدو إنسانيتهم فيه
وستبقى صور القتلى والتعذيب في
سجن أبو غريب وبقية السجون وجرائم
القتل الجماعي الناتج عن القصف
الجوي و استخدام القنابل المتطورة
وغيرها والتي ستحمل ضمائر الذين
شاركوا بهذه الحرب ثقلا كبيراً
وستولد عقدة في ضمير الشعب
الأمريكي ولعشرات من السنوات
القادمة ، وستبقى لطخة عار على
الشعب الأمريكي أمام شعوب الأرض
مهما غلفوها بالديمقراطية
المزعومة ، وستبدأ الحقائق
بالظهور بعد انتهاء فترة حكم بوش
.
التكاليف السياسية :
قبل تحديد التكاليف السياسية التي
منيت بها الولايات المتحدة
الأمريكية نتيجة غزوها العراق لا
بد من الإشارة إلى موقعها الذي
تبوئنه خلال العقد الذي سبق الغزو
أي المرحلة الممتدة ما بين انحلال
المعسكر الاشتراكي وبين غزو
العراق والتي وصلت فيها أمريكا
إلى مرحلة الحاكم ألأممي الأوحد
أو مرحلة القطب الواحد وأصبح مجلس
الأمن ألعوبة بيد ممثلها فيه ،
وطيلة عشرة سنوات لم يتجرأ أي من
الدول دائمة العضوية على استخدام
الفيتو ، بل وصل الأمر حد إصدار
الأوامر لدول العالم من خلال
الناطق باسم البيت الأبيض وعلى
تلك الدول التنفيذ وإلا !! ؟
هذه هي الصورة قبل الغزو ، أما
بعد الغزو ، فسنستعرض بعض النتائج
من خلال مواقف بعض الدول وكذلك
الأزمات التي حدثت خلال السنوات
الخمس الماضية والتي بينت الحال
الذي وصلت إليها أمريكا من خلال
مواقفها والتي تنم عن ضعف لا
يتناسب مع إدعاءاتها مما يوضح إن
آثار غزو العراق قد فرض معطيات
جديدة في العلاقات الدولية ومهد
الطريق لإقامة نظام عالمي جديد
لما بعد مرحلة القطب الواحد الذي
كان الدور الأول والوحيد في فضل
تشكيله للمقاومة العراقية .. إن
فعل المقاومة العراقية لا يتمثل
فقط في عدد القتلى والجرحى من
الجيش الأمريكي ولا بالخسائر التي
تكبدها الاقتصاد الأمريكي فقط بل
إنها أنهت أسطورة الجيش الأمريكي
الذي لا يقاوم من خلال استحداثها
إستراتيجية جديدة لحرب العصابات
وحرب المدن لم يشهد لها التأريخ
سابقة ، مما جعل الحكومة
الأمريكية لا تستطيع التفكير بأي
محاوله في استخدام القوة في أي
مكان آخر خوفاً من فشلها كما فشلت
في العراق ، أي أنها أصبحت تعاني
من عقدة الفشل ، والأدهى أن كل
شعوب المعمورة اكتشفت ذلك مما جرد
الولايات المتحدة من اخطر وأقوى
أسلحتها وهي قوة الردع ؟!!!
حيث من المعلوم أن اغلب دول
العالم عندما تلجا إلى امتلاك
السلاح النووي لا تفكر باستخدامه
وإنما الوصول من خلاله إلى
امتلاكها قوة تسمى قوة الردع ،
فالولايات المتحدة الأمريكية كانت
تمتلك قوتين للردع الأولى القوة
النووية والثانية قوة الجيش
الأمريكي الأقوى في العالم والذي
أنهت المقاومة العراقية أسطورته
وقوة ردعه مما مهد الطريق أمام كل
دول و شعوب العالم من الوقوف أمام
الغطرسة الأمريكية ، إن ما حققته
المقاومة استفادت منه الدول و
بدأت باتخاذ مواقف لم تكن تجرا
على اتخاذها لولا انكشاف العورة
الأمريكية ، مثل إيران التي سبق
وان ساعدت أمريكا في احتلال
أفغانستان وكانت أجوائها مفتوحة
أمام الطائرات الأمريكية وكذلك
قدمت التسهيلات اللوجستية للجيش
الأمريكي عند احتلاله العراق
وكانت تريد بذلك كسب ود
الأمريكان (وحسب قول خاتمي ،
لولا مساعدة إيران لما استطاعت
الولايات المتحدة من احتلال
العراق ) ، و إذا بإيران تتحول
إلى طنطل بعد أن شاهدت فعل
المقاومة العراقية ، ولذلك فقد
ردت الفضل إلى الشعب العراقي من
خلال المفخخات وقتل الأبرياء من
المدنيين ، وبدلاً من شكر
المقاومة ومساعدتها أخذت ترسل
عملائها لزرع الفتنه بين أبناء
الشعب وإقامة الفتنه الطائفية
وغيرها . وكذلك كيف تحولت سوريا
وكوريا الشمالية إلى دول لها دور
اكبر بكثير من إمكانياتهم وبدلا
من معاقبتهم حسب الطريقة
الأمريكية أخذت تتودد أليهم ، أما
شافيز الفنزولي فقد أصبح كاسترو
الثاني في أمريكا الجنوبية بل و
تجرأت دول صغيرة مثل البيرو
وبوليفيا على طرد سفراء أمريكا
لديها ,وأخيرا استعادت روسيا بعض
توازنها بل وتجرأت على اقتطاع
أبخازيا واوسيتا الجنوبية من
جورجيا ردا عليها لمساندتها الغرب
ومحاولة انضمامها إلى حلف شمال
الأطلسي ، كل هذه الأحداث وأمريكا
تتفرج وكان الموضوع لا بهمها بعد
أن كانت تقوم الدنيا و لا تقعدها
لأمور تافهة بل كانت تفتعل
الأحداث لتوجد سبب لتهدد وتتوعد
وتصدر قرارات من مجلس الأمن دون
رادع ولا حتى معترض ، أما الآن
وبعد ما كشفت المقاومة العراقية
المستور من جبروت أمريكا ، كل ذلك
ما كان لولا صمود المقاومة
العراقية والتي غيرت مسار التاريخ
الحديث وأنهت العنجهية الأمريكية
وما زالت مستمرة في فعلها ... لقد
حاولت أمريكا ومنذ اليوم الأول
لبدا المقاومة أن تشوه دورها وان
تحاربها بكل الوسائل غير المسموح
بها قبل المسموح بها ، وهذا طبيعي
، ولكن الشيء غير الطبيعي هو موقف
الكثير من الذين يدعون بالوطنية
والدين ورفض الوجود الأمريكي
ويحاولون ليل ونهار النيل من اشرف
موقف وهو مقاومة المحتل بشتى
الطرق بل وأحقرها بدلا من
مساندتها وهنا لابد من تذكيرهم
بان مهما فعلوا وطبلوا لن
يستطيعوا المساس بالمقاومة .
وأخيرا لابد من الإشارة بدور
المقاومة وما أضافته الإنسانية من
فكر وأدب ولتوضيح هذه النقطة لا
بد من إجراء مقارنة سريعة وموجزه
بين المقاومة العراقية والمقاومة
الفيتنامية وكما يلي :
1_ أن حرب العصابات تعتمد اعتماد
أساسيا على طبيعة الأرض ولم تنشا
أي مقاومة حقيقية ومؤثرة إلا في
حالة وجود طبيعة مواتية مثل
الجبال أو المستنقعات أو الغابات
والأحراش ، لقد كانت الطبيعة
الفيتنامية مثالية لحرب العصابات
عكس الطبيعة العراقية التي تتصف
بالسهول والأراضي المنبسطة مما
يجعل من المستحيل نجاح أي مقاومة
حيث أن هذه الطبيعة تكون في صالح
العدو بدلاً من استغلالها لصالح
المقاومة ، وهذا مما ميز المقاومة
العراقية عن المقاومة الفيتنامية
...
2_وجود القاعدة الخلفية التي تقوم
بإمداد المقاومة وتنطلق منها
لتنفيذ عملياتها وهذا ما توفر
للمقاومة الفيتنامية ، حيث كانت
فيتنام الشمالية تقوم بهذا الدور
بل وأكثر ، بعكس المقاومة
العراقية التي لم تتوفر لها مثل
هذه القاعدة
3_ إن الشعب الفيتنامي وعلى
الأغلب كان إما مساهماً بالمقاومة
أو حاضنا لها بعكس العراق الذي
عانت المقاومة فيه من الكثير من
القوى السياسية والدينية
والاجتماعية ولأسباب لا مجال
لشرحها مما حدد مجالات و أماكن
عملها وبدلا من استثمار كافة
إمكانيات البلد وكما حصل في
فيتنام حددت مناطق الوسط فقط كأرض
للمنازعة وساحة للعمليات ... بل
أصبحت المناطق الأخرى عاملا
مساعداً للمحتل وضد المقاومة عدا
الشرفاء والواعين الذين لم تستطع
كل قوى الشر من خداعهم ... وهذا
ما لم تواجهه المقاومة الفيتنامية
..
4_طبيعة السلاح المتوفر لدى
المقاومة الفيتنامية ورغم مرور
أربعون عاما ، يعتبر متقدم على
السلاح المتوفر للمقاومة العراقية
والتي تعاني من إخفائه إضافة إلى
صعوبة الحصول عليه وعدم توفر
التمويل أو صعوبته ، في حين إن
المقاومة الفيتنامية كانت تدعم من
قبل نصف العالم ويقدم السلاح لها
بأعداد وأنواع تزيد على احتياجها
واضرب مثلا واقعيا ( حدثني صديق
من المقاومة كيف أنهم في يوما ما
احتاروا من اجل الحصول على مبلغ
لا يزيد على خمسون دولار لشراء
حشوات دافعة للقنابر التي أريد
بها ضرب احد معسكرات العدو ).
5_الدعم المادي والمعنوي التي
كانت تتلقاه المقاومة الفيتنامية
و من كل العالم بما فيها الأسلحة
المتقدمة وخاصة من الصين و
الاتحاد السوفيتي و سهولة إيصالها
إلى المقاومة من خلال الصين
المجاورة لفيتنام الشمالية و من
ثم إلى المقاومة ، أما المقاومة
العراقية فقد اعتمدت على
إمكانياتها المادية الذاتية و
اعتمدت على الأسلحة المتبقية من
أسلحة الجيش العراقي السابق
المتوفرة ، و على العموم فهي
عبارة عن الأسلحة الخفيفة ، أما
المعونات الدولية فلم تستلم
المقاومة العراقية فلساً واحداً
أو طلقة واحدة من دول الجوار بما
فيها سوريا ماعدا القاعدة التي
لها تمويل إسلامي والحركات
الشيعية ذات الارتباط الإيراني .
6 – الدعم السياسي و الإعلامي
الذي حظيت به المقاومة الفيتنامية
من قبل المعسكر الاشتراكي و دول
عدم الانحياز و حتى أوربا كان
هائلا بعكس المقاومة العراقية
التي لا ينشر من أخبارها إلا
النزر اليسير من عملياتها ولا
تتمتع بأي دعم سياسي بسبب البطش
والهيمنة الأمريكية .
7- في الوقت الذي تتساوى القوة
المتوفرة من نوعية الأسلحة
المستخدمة من قبل المقاومة
الفيتنامية و العراقية في أفضل
المقاييس ، تطورت الأسلحة و
المعدات و إمكانيات الجيش
الأمريكي أضعاف مضاعفة بين الجيش
الحالي نسبة إلى إمكانيات الجيش
الأمريكي في فيتنام .
8_إن أهم ما يميز الحرب
الفيتنامية هو حجم الخسائر
الأمريكية من الجنود بعكس حجم
الخسائر البشرية في العراق على
أيدي المقاومة
العراقية وهذه النقطة بالذات قد
استغلت من قبل جميع المعادين
للمقاومة ,حيث تركز هجومهم على
المقاومة ورفضهم لها على أساس انه
بضعة آلاف هي حصيلة كل ما قدرت
عليه المقاومة العراقية في حين إن
خسائر أمريكا في فيتنام يبلغ عشرة
أضعاف وعليه لا مبرر للمقاومة ؟إن
هذا الرأي ينم عن غباء إضافة إلى
المستوى الوضيع لهؤلاء العملاء
,لماذا ؟لان طبيعة القتال في
فيتنام قد تغير بسبب استفادة
أمريكا من تلك الحرب مما جعلها
تعالج نقاط ضعفها ,لقد كان كبر
حجم الخسائر مرتبط بطبية الأرض في
فيتنام والتي تفرض استخدام المشاة
في المعارك ,لعدم تمكن الآليات من
العمل في الأراضي الفيتنامية لان
اغلبها مستنقعات وغابات ,مما أعطى
ميزة للثوار للعمل بحرية وفرض على
الجيش الأمريكي مواجهة الثوار
بمعارك التحامية مباشرة جندي أمام
جندي ولذلك فمن الطبيعي أن تكون
الخسائر كبيرة جدا ,أما في العراق
ذو الطبية السهلة والتي تسمح
باستخدام الآليات فقد كانت الميزة
للمحتل وخاصة انه استفاد من
معطيات الحروب السابقة مما جعله
يزيد من تدريع آلياته ويقلل قدر
الإمكان من تنقل الجندي مما جعل
إمكانية حدوث خسائر بشرية غاية في
الصعوبة ورغم ذلك فان أعداد
الخسائر الأمريكية في العراق
تعتبر قياسية بكل المفاهيم
العسكرية ,مع العلم بان هذا
الإجراء الذي اتخذته قيادة المحتل
قد كلفها خسائر مالية هائلة
وبالتالي فان الهدف الذي أرادته
المقاومة قد تحقق بل وأكثر وهو
انهيار الغزو والفشل الذريع ولذلك
فلا مجال أمامهم غير الانسحاب ليس
بسبب إرادة اوباما بل بسبب
الاقتصاد والخسائر المالية التي
أدت إلى انهيار الاقتصاد
الأمريكي.
إن هذه المقارنة البسيطة التي
أريد منها توضيح العمل الجبار
الذي قامت به المقاومة العراقية ،
وكل ذلك و يأبى العملاء و الكثير
من ساكني المنطقة الخضراء و
المتلبسون بلباس الدين من مجرد
الاعتراف بوجود المقاومة العراقية
لأنهم يظنون بان عدم الاعتراف
سيجعلها مخفية ، ومن يظن أن دور
المقاومة قد انتهى أو تحجم نتيجة
قلة العمليات التي تنشرها وسائل
الأعلام فهو واهم ، فالمقاومة
الآن شبيهة بجبل الثلج في البحر
لا يرى منه إلا جزء صغير من حجمه
و فعله و هي ترتب أوضاعها لمرحلة
ما بعد الاحتلال و سيفاجأ العالم
و العراقيين قبله عندما تحين
الساعة . ولكن الأيام القادمة هي
قريبة بأذن الله و ستكون ساعة
الحسم و النصر إن شاء الله .
العملية السياسية والمستقبل
بالرغم من الموقف الثابت للمقاومة
من العملية السياسية بل لموقف كل
عراقي شريف من هذه العملية التي
صنعها الاحتلال لتمرير مخططاته
ولإضفاء الشرعية على الاحتلال
,ومن الطبيعي أن يطبل لهذه
العملية السياسية المسخ من يستفيد
منها من الأحزاب والحركات التي
تدين بوجودها في السلطة إلى
الاحتلال ,بالرغم من كل ذلك لابد
لنا من مناقشة الموضوع بموضوعية
مستندين إلى الواقع الحالي الذي
افرز الكثير من المتغيرات على
الساحة السياسية وعلى المجتمع
العراقي ,بعضها سلبية وأخرى
ايجابية رغم ظاهرها السلبي
,وسنتعرض لأحزاب المحتل بصورة
مختصرة,هذه الأحزاب التي تقاتل
المقاومة أكثر من المحتل لأنها
تعلم علم اليقين إن بقائها مرهون
ببقاء المحتل ,ومن العجيب أن
تتحول هذه الأحزاب التي كانت تدعي
إنها تقاتل نظام البعث إلى أحزاب
تؤمن بالديمقراطية وتنبذ العنف
,كيف ذاك, إن الحزبان الكرديان
واللذان قاتلا الحكومات المتعاقبة
طيلة ستون عاما,
ينبذان المقاومة عندما استلما
السلطة,يبرران قتال الحكومات
المركزية لأسباب تتعلق بحقوق
الأكراد القومية ولكنها ينبذان
القتال ضد المحتل ,أي ينبذان
القتال لأسباب وطنية بل وهذا هو
حال حزب الدعوة والمجلس الأعلى
,أين الشرف والدين والمبادئ من
هذا الطرح ,والأكثر غرابة أن
يتهمان الحزبان الكرديان البعث
بالشوفينية في الوقت الذي يدعيان
بالقومية ويمارسان الشوفينية
بأقسى مفاهيمها بل وعنصريتها مما
جعل فجوة بين القوميتين
الرئيستين,أما الأحزاب الإسلامية
فهي أحزاب طائفية وليس إسلامية
حيث إن ادعاءاتها لا يلغي حقيقتها
فالحزب الإسلامي هو حزب سني بغلاف
ديني وكذلك حزب الدعوة والمجلس
والفضيلة هم أحزاب شيعية مغلفة
برداء ديني وبالتالي فإنها ستصطدم
بواقعها مهما حاولت الادعاء
بالعكس ,وحتى لو أرادت عكس ذلك,
لسبب بسيط وهو إضافة إلى فكرها
الطائفي فهناك تركيبتها الطائفية
على المستوى التنظيمي الذي لا
تتمكن من نكرانها ,مما يجعل منها
أحزاب حركات غير وطنية مهما قالت
أو فعلت ,إما على الصعيد السياسي
وكيف يتم تعامل هذه الأحزاب مع
بعضها والمؤامرات التي تحاك
والألاعيب والقتل لتصفية الخصوم
واستخدام الميلشيات والقفز بين
التحالفات ,ومحولة سرقة المال
العام لصالح هذه الأحزاب
وبالإمكان ذكر قائمة طويلة
للممارسات القذرة والمتناقضة
والمشوهة مما يوضح تفاهة هذه
الأحزاب ,وسنفترض صحة كلامهم وعدم
وجود أي صفات رديئة مما ذكرنا
وإنهم يريدون التغيير والبناء ووو
كما يدعون ,نقول من أين لهم ناس
شرفاء يستطيعون من خلالهم تنفيذ
برامجهم ,وتنظيماتهم عبارة عن
مجموعة من اللصوص والأغبياء
والأميون ,الذين يضنون إن يمكن
إدارة الدولة من خلال أشخاص
يتكلمون بطريقة مقبولة أمام
الفضائيات ,إن الدولة لا تدار
بهذه الصورة أيها السادة ,ولذلك
تجد كل يوم مشكلة بينهم والبلد
يسير نحو الهاوية الاقتصادية رغم
عشرات المليارات المتأتية من
النفط ,وعليه فان العملية
السياسية ابتداء من الدستور المسخ
مرورا بكل الانتخابات وغيرها من
أركان العملية السياسية ما هي إلا
مضيعة للوقت ,غير قادرة عن إقناع
المواطن البسيط بعد أن استنفذت كل
وسائلهم في استغلال الدين
والطائفية وإلصاق شتى التهم على
سلطة البعث,كل ذلك وما زالوا
يحتمون بجيش المحتل خوفا من الشعب
,أما على المستوى الاقتصادي والذي
أصبح عامل مضاف لتعريتهم والذي
سيزداد تأثيره على مدى الأشهر
القادمة بعد انخفاض أسعار النفط
,مما قد يجعل عملية إعطاء رواتب
موظفي الدولة من أصعب الأمور
عليهم ,إما مجالس المحافظات التي
يتباهون بالفوز بمقاعدها فستكشف
أخر عوراتهم بعد أن تتجدد السرقات
من فبل الأعضاء الجدد الذين لن
يختلفوا عن سابقيهم إلا بالأسماء
والزى ولن يقدموا إلى المواطن
أكثر من مزيد من البؤس والتردي
,لقد ذكرنا أعلاه بعض ما يتصف به
أركان عملية الاحتلال السياسية
وبمعزل عن الثوابت الوطنية ,مما
يوضح إن هذه العملية وبشخوصها
الحاليين قد أضافوا أعباء جديدة
على المحتل الذي بدا لا يطيق ذرعا
بهم أكثر من الشعب .
وبعد كل ما قلناه عن المقاومة
وواقع المحتل وواقع العملية
السياسية فمن سينقذ العراق من
هؤلاء وكيف .وسأستعين للإجابة على
ذلك بمقالي السابق في شبكة
المنصور المعنون (المستقبل للبعث
) لأنه خير من يمثل الجواب على
هذا السؤال؟
المستقبل للبعث ... لماذا وكيف
من التجارب
الإنسانية للشعوب وبالذات تجارب
الأحزاب الثورية,لم يشهد إن تمكن
حزب أو حركة ثورية من النهوض بعد
تلقيها أكثر من مرة , هجمات شرسة
كما البعث في العراق , صحيح البعض
من هذه الأحزاب قد استطاعت العودة
للعمل النضالي ولكن بعد إن فقدت
الكثير من قوتها وتأثيرها وبصورة
تجعلها غير مؤثرة , رغم إنها لم
تتعرض لجزء بسيط قياسا لما تعرض
له البعث وخاصة بعد احتلال العراق
, ويبدو ان الهجمة الأولى بعد ردة
تشرين قد أكسبته قوة ومنعة وتجربة
و كثير من الثقة في إمكانياته ,
حيث لا يخفى على احد حجم الهجمة
الثانية على الحزب ككيان وكأفراد
وكفكر وكمنجزات وما شهده البعثيين
من قتل حتى وصل عدد الشهداء إلى
أكثر من 120 ألف شهيد وملايين من
المهجرين والمشردين وعشرات الألوف
من السجناء إضافة إلى اجتثاث
البعث . (قبل أن ينتهي الاجتماع ,
أبلغت المجموعة بأنني سأصدر امرأ
باجتثاث البعث ) هذا ما قاله بول
برايمر في اجتماعه الأول وفي
اليوم الأول له في بغداد . إن هذا
التوقيت يوضح ما اعد المحتل للحزب
ومن المؤكد إن هذا الإجراء قد اعد
له منذ زمن وليس من بنات أفكار
بول برايمر وهذا من ضمن مجموعة من
الإجراءات مثل حل الجيش والأجهزة
الأمنية ومؤسسات الدولة , ورغم
ذلك نهض الحزب ولا نبالغ أن نقول
أقوى مما كان , إن ذلك لا يمكن أن
يوصف بأقل من معجزة ربانية ويمكن
تقسيم العوامل و الأسباب التي أدت
إلى إعادة بنائه إلى ذاتية أي
داخلية وأخرى خارجية وكما يلي :
العوامل الذاتية
1_وجود الفكر
الثوري القادر على تقديم الحلول
الفكرية للأزمات التي يمر بها
الحزب .
2_ وجود التنظيم المؤمن بالفكر
الثوري والقادر على العودة ليس
فقط للحياة بل للعودة أقوى مما
كان وليس المقصود عدد أعضاء الحزب
كمقياس للقوة ,بل فعالية
هذا التنظيم ومدى تأثيره بالأحداث
السياسية وفي المجتمع.
3_وجود
القيادة الثورية القادرة على
تحويل الهزيمة إلى نصر , وهذه
النقطة هي المرتكز الأساسي لعملية
إعادة بناء التنظيم في ظل ظروف لا
يمكن وصفها بعد الاحتلال , حيث إن
هذه العملية تعتبر بكل المقاييس
خارقة للعادة ولا يمكن حتى مجرد
تصورها وهذا هو الخطأ الذي وقعت
به الإدارة الأمريكية وجميع القوى
المشاركة لها من عملاء بل وحتى
الأحزاب والقوى الوطنية في العالم
العربي وفي العالم , حيث إن
الجميع قد تصور بان الحزب قد
انتهى بما فيهم الكثير من أبناء
الشعب بل حتى البعض من أعضاء
الحزب وجماهيره , وبقي فقط
البعثيون الحقيقيون هم الذين لم
يهتزوا واقتنعوا بأن ما جرى ما هي
إلا كبوة فارس وان بإمكان الحزب
أن يحول الهزيمة العسكرية إلى
أكبر نصر وعلى اكبر قوة عرفها
تأريخ البشرية , إن ذلك مؤشر
للأيمان المطلق لهؤلاء البعثيين
والذي لولاه لما استطاعت القيادة
من القيام بهذا الدور التاريخي في
إعادة بناء التنظيم وعلى أسس
سليمة , ومن المؤكد أفضل بكثير من
البناء السابق الذي غلبت فيه
الكمية على النوعية , وربما يؤشر
البعض من إن هنالك الكثير من
الأحزاب قد استطاعت الاستمرار,
رغم قمعها من قبل السلطة الحاكمة
مثل الحزب الشيوعي العراقي وحزب
الدعوة في العراق , ولن نناقش
أسباب هذا القمع ولا مبرراته بل
يكفي أن نذكر القارئ كيف إن هذه
الأحزاب قد هربت من الميدان إلى
أحضان الأعداء عند أول مواجهة ,
ولولا الغزو البربري الأمريكي لما
استطاع احد منهم أن يدنس أرض
العراق الطاهرة , أما من يحاجج
بالأحزاب الشيوعية التي سقطت بعد
انحلال الإتحاد السوفيتي , فنقول
انه بالرغم من إنها لم تستطع
العودة إلى جزء بسيط من مكانتها
السابقة , فإنها قد دفعت ثمن ذلك
غاليا عندما تنازلت عن اسمها واهم
مبادئها من اجل أن تتمكن من العمل
مرة ثانية وان يسمح لها بالبقاء
في الساحة السياسية ويا له من
ثمن ؟ وطبعا إن كافة هذه الأحزاب
لم تتعرض إلى 1% من ما تعرض له
حزب البعث .
4_ إن أهم سبب
لعودة الحزب إلى الحياة هو رفعه
شعار الجهاد ضد المحتل كهدف أساسي
ومركزي له ولأي تصرف يقوم به أو
أي تقييم أو تحليل , وهذا يوضح
مبدئيته من جانب وما تتمتع به
قيادته من مبدئية وفهم لحركة
التأريخ .
لم يكتفي بذلك
بل قدم الدعم المعنوي والمادي
لكافة الفصائل التي رفعت شعار
الجهاد ومدها بالكثير من خيرة
أبطال الجيش والخبرات وغيرها بل
وتحمل أخطاء بعض هذه الفصائل
التي وصلت لحد الجرائم ضده وصبر
ولم يحاول الرد رغم تمكنه من ذلك
وهذا يوضح المستوى الرفيع الذي
تتمتع به قيادة الحزب ومدى حرصها
على الهدف المركزي الذي هو
الجهاد.
5_ إن المرتكز
الأساسي والذي يجب تثبيته للتاريخ
هو أن بقاء قيادة الحزب وعدم
الهروب خارج الوطن كان الأساس في
إعادة تنظيم الحزب , إن المثل
السامي والنبيل والذي لا يليق إلا
بالفرسان والمجاهدين المؤمنين
الذي أعطته القيادة متمثله بشيخ
المجاهدين هو الذي أعاد الثقة حتى
لأكثر البعثيين إيمانا وجعل
الجهاد طريق وخيار لآلاف الشباب .
6_ الأيمان ,
الإرادة , القدرة , الشجاعة ,
صفات قد يتوهم البعض عدم علاقتها
بالموضوع ولكنها أساس لكل ما جرى
ويجري فلولا تمتع القيادة قبل
القاعدة بهذه الصفات لما استطاعت
من مجرد استيعاب احتلال العراق
وفقدان الحزب لسلطته ولأنكفأت
تندب ماضيها , في مقاهي دمشق .
7_ اعتبار
الجهاد ضد المحتل مرحلة من مراحل
النضال وجزء مكمل للمراحل التي مر
بها الحزب بل الأكثر من ذلك
اعتبار هذه المرحلة اختبار للحزب
فكرياً وتنظيمياً .
8_ من
القرارات الحصيفة والحكيمة
للقيادة إيجاد نوع من الموازنة
بين التنظيم الحزبي وبين العمل
الجهادي من ناحية الاهتمام والدعم
والتنظيم وغيرها من أمور النضال
وعدم تغليب واحدة على الأخرى رغم
أهمية الكفاح المسلح والجهاد في
هذه المرحلة حيث سبق وان وقعت بعض
الحركات السياسية في خطأ تغليب
النضال المسلح على التنظيم الحزبي
وكانت النتيجة أن خسرت الاثنين ,
ومن الأمثلة على ذلك عندما تخلت
حركة القوميين العرب عن التنظيم
الحزبي لصالح الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين الجناح المسلح
للحركة والذي أدى إلى انتهاء
التنظيم وانكماش الجبهة لعدم وجود
تنظيم يكون الحاضنة لهذا التنظيم
الذي يمده بالمقاتلين وبالأموال
ويتولى الجانب السياسي والإعلامي
ويهيأ مستلزمات الجهاد وغيرها .
ليتفرغ للعمل الجهادي .
9_ من اخطر
الوسائل التي تم استخدامها من قبل
الامبريالية في العقود الماضية
للتأثير على الشعوب ولمحاربة
القوى الوطنية هي الإعلام وخاصة
بعد نجاحها باستخدامه في فكفكه
الاتحاد السوفيتي , وبالرغم من أن
الإعلام سلاح ذو حدين وان السحر
في كثير من الأحيان ينقلب على
الساحر , إلا إن قيادة الحزب قد
اختارت عدم الدخول في هذه الحفلة
, أي الابتعاد في المرحلة الأولى
من الاحتلال من الدخول إلى حلبة
الصراع الإعلامي لعدم توفر
الأدوات الإعلامية التي تستطيع
مجارات الإعلام الغربي والحكومي
والإيراني وغيرها من جانب ولتفادي
الوقوع في مصيدة المدافع عن
الأخطاء التي ارتكبت والتي تم
تأويلها و كذلك الانشغال بالدفاع
عن الأخطاء الوهمية التي تروج لها
كافة دوائر الأعلام المعادية
للنيل من سمعة الحزب وحكم الحزب
وتجربته ومن أفضال المحتل عدم
السماح للحزب من امتلاك أي وسيلة
إعلامية , مما فرض نسيان الشعب
لأي خطأ أرتكب في المرحلة السابقة
.
10_ من الأمور
التي توضح إمكانيات القيادة
الرفيعة المستوى هو قرارها
باعتماد إستراتيجية الحرب طويلة
الأجل في منازلته مع المحتل
وعملائه مما انعكس على مجمل
فعاليات الأجهزة وفصائل المقاومة
المرتبطة به , ولم ترضخ لضغوط
قاعدة الحزب والمقاومة بالدخول في
معارك حاسمة لان النتيجة المرجوة
هي الانتصار بالحرب وليس الانتصار
بهذه المعركة أو تلك , حيث إن ركض
المارثون غير ركض المسافات
القصيرة , وهذا ما وقعت به بعض
فصائل المقاومة , ومن الأمثلة
عليه معركة الفلوجة الثانية , بل
الأكثر إن القيادة لم تنجر إلى
بعض الأقاويل حول ضعف البعث
وفصائله لعدم تمكنه من القيام
بفعاليات عسكرية مؤثرة ومستمرة ,
وهؤلاء إما مغرضين أو جهلة . وهذا
ما أعطى الحزب إمكانية الديمومة
من جانب والاحتفاظ بأكبر قدر من
السيطرة على إمكانيات الحزب
والمقاومة ليوم الفصل . أي انها
اعتمدت حرب الاستنزاف كنهج ,
والتي لم تستطع أمريكا بعظمتها
تحمله مما فرض عليها زيادة قواتها
من جانب وتحمل تكاليف اكبر من
طاقتها حيث وصلت إلى أكثر من ثلاث
ترليونات مع نهاية 2007 بحسابات
أفضل علمائها الاقتصاديين , وهذه
التكاليف أدت بدورها إلى انهيار
الاقتصاد الأمريكي مما يوضح أهمية
القرار الصائب للقيادة .
11_ اتخذت
القيادة قرارا مبدئيا منذ اليوم
الأول , وهو إن العملية السياسية
هي من صنع المحتل وبالتالي عدم
التعامل ولا الاعتراف بها واعتبار
كل الداخلين فيها عملاء وهذه
حقيقة حصنت الحزب من كل مداخلات
العمل السياسي في ظل الاحتلال .
12_ من الأمور
التي رسمت الطريق الصحيح للنضال
في العراق هو توجه القيادة بعدم
الاعتماد على الدعم الخارجي
والاعتماد على الإمكانيات الذاتية
ماديا وفنيا وعسكريا , مما اكسبها
احترام الجميع والأهم عدم خضوع
القيادة لأي ضغط وحول أي قرار ومن
قبل أي جهة مهما كانت , وربما عدم
توفر هذا الدعم أساسا قد ساعد في
عدم الانزلاق لهذا التوجه .
العوامل الخارجية
1_ يقال رب
ضارة نافعة ويقال لكل فعل رد فعل
, إن من أفضال المحتل على البعث
وعلى المقاومة والتي توضح منتهى
الغباء وعدم قدرة جهابذة واشنطن
من استيعاب الواقع العربي ولا
نفسية الفرد العربي ولا تأثير
مجموعة القيم والمثل والمبادئ
التي تتحكم بالفرد العراقي عموما
ومناضلي حزب البعث خصوصا , هو
إصدار قرارهم البربري (اجتثاث
البعث) . هذا القرار الذي تصور
صانعوه وعملائهم انه سينهي والى
الأبد البعث كحزب وكفكر وكتنظيم
ولم يكن ولا في أي من احتمالاتهم
إن هذا القرار سيقدم قوة دافعة
للحزب من خلال إعطائه مبرر إضافي
للجهاد بل وخيار وحيد للحفاظ على
الكرامة , اضاقة إلى تحديد المسار
لمن لم يحزم أمره من مناضلي الحزب
أو المترددين بان الحزب هو سبيلهم
الوحيد , وبدلا من كسبهم لصفوفه
أو إبقائهم على الحياد على الأقل
دفعهم وبقوة إلى الجانب الآخر إلا
وهو جانب المقاومة .
2_ القرار
الثاني الذي يتسم بالغباء والذي
جاء لصالح الحزب والمقاومة هو حل
مؤسسات الدولة , في قرار لا يمكن
تبريره ولا يمكن الوصول إلى أية
قناعة عن أسبابه لأنه ببساطة ضد
مصالح المحتل بكل المقاييس ولا
نريد الزيادة لأنه ليس موضوعنا ,
وما يهمنا أن نبين بان ذلك جاء في
صالح المقاومة لان طرد الملايين
من وظائفهم وإخلاء البلد من
المؤسسات الخدمية وغيرها دون مبرر
قد ولد فزعا لدى المواطن العراقي
بل حتى لدى مؤيدي الاحتلال في
بدايته ومما زاد الطين بلة هو
أعادة تشكيل هذه المؤسسات والذي
تم على أسس غير سليمة مما جعلها
عالة على المواطن بدلا من كونها
في خدمة المواطن .
3_ اعتماد
المحتل في تشكيله للعملية
السياسية على أحزاب وحركات مريضة
بكل أنواع الأمراض ولا نريد أن
نحلل كل حزب من الأحزاب المشتركة
في العملية السياسية , فلا فكر
واضح وفي حالة وجود مواقف فهي إما
طائفية أو مبنية على العمالة
للمحتل إضافة إلى الفساد المستشري
في كل أركان هذه الأحزاب والدولة
والعملية السياسية , إن ذلك كله
قد فرض على الجميع إجراء
المقارنات بين هذه الأحزاب وبين
البعث وسلطته فبل الاحتلال , وهذه
المقارنات شملت بالأخص الناس
الذين أيدوا الأحزاب بل وحتى
المحتل , ورغم الهجمة الشرسة التي
استغلت الدين والطائفية وكل ما
يمكن , إلا إن النتيجة هي عودة
المواطن البسيط إلى طريق الحق
وبدأت تسمع في (الكيات) وسيلة
النقل الله يرحم صدام ودون خوف .
ببساطة لم يوفق المحتل من إيجاد
بديل مقبول بدلا من البعث , ولم
تستطع الأحزاب التي جاءت معه
القيام بهذا الدور بل فرضت
ممارساتها حتى على مؤيديها التخلي
عنها والخجل من تصرفاتها
وأطروحاتها .
4_ الاقتصاد ,
(المال) هذه الكلمة السحرية التي
من خلالها يمكن تغيير الكثير من
مواقف البشر وفي كل العهود
والقرآن الكريم وكل الفلاسفة و..
و.. ذكروا ذلك , فلماذا تصرفت
الإدارة الأمريكية بعد الاحتلال
بما يؤدي إلى سحق الشعب ماديا
بدلا من إغراقه بالاحتياجات
الضرورية على الأقل , وبدلا من
الاستغراق في تحليل الأسباب
وغيرها , ما يهمنا هو إن ذلك قد
جاء لصالح المقاومة والبعث لأنه
لا يمكن لأي سلطة وطنية مع توفر
المليارات التي لا يحلم بها أي
نظام أن تستمر دون أن تنعكس هذه
الإمكانيات على المواطن بل ودون
أن يراها حتى ولو كانت على شكل
مشاريع خدمية بسيطة , فما بال أن
تكون هذه السلطة مرتبطة بالمحتل
ولا تكتفي بهذا العار بل همها
الأول والأخير هو سرقة قوت الشعب
.
5_ إن فترة
حكم الحزب الطويلة قد سمحت للكثير
من العناصر الانتهازية بالتسلل
إلى الحزب بل وصل البعض منها إلى
مراكز قيادية , وقد كان الاحتلال
فرصة ذهبية للحزب لاختبار مناضليه
وفرصة للتخلص من الاردان العالقة
بجسم الحزب والذي كان بحاجة إليها
, فانكشف الجميع وبان معدنهم ,
فهرب من هرب وركب آخرين موجة
المحتل , وادعى بعضهم العمل مع
أحزاب المحتل بصورة سرية الخ...
، وقد خرج الحزب أقوى بكثير , وقد
كانت الرسالة الثالثة للسيد
الرئيس في خطابه الأخير في
8/1/2009 تشخيص دقيق لهؤلاء والذي
أعطاهم فرصة أخيرة للحاق بركب
العز , ولا بد هنا من أن نوضح بان
خروج البعض عن الشرعية (جماعة
محمد يونس الأحمد) قد جاء في
الوقت المناسب لكي لا تختلط
الأوراق مستقبلا.
إن كل هذه
الأسباب والعوامل سواء الداخلية
منها أو الخارجية قد ساهمت مجتمعة
بتأسيس تنظيم ثوري حقيقي , وربما
كان مثاليا لولا وجود بعض العناصر
بما فيها على مستوى قيادي ,
مازالت تتصور وتتصرف وكأن الحزب
ما زال في السلطة ولم تستطيع أن
تستوعب إننا في مرحلة الجهاد
والنضال السري , وان البيروقراطية
التي كانوا يمارسونها لا تنفع
ومضارها قاتلة في بعض الأحيان ,
ومما ساعد هؤلاء على البقاء بمعزل
عن أنظار القيادة هو ظروف العمل
السري وما يتطلبه من أمن يحدد
اللقاءات والاجتماعات إضافة إلى
تساهل بعض الرفاق مع الأخطاء أو
التقصير وإيجاد مبررات الظروف
الحالية للتغطية على هذه الأخطاء
بدون قصد .
مما ذكر أعلاه
نجد إن حزب البعث هو الحركة
الثورية الوحيدة القادرة على
قيادة النضال ضد المحتل في الصفحة
الأخيرة من هذا السفر الخالد وهو
الوحيد القادر على قيادة المجتمع
بعد التحرر بإذن الله , ولا بد من
الإشارة إلى أن الإستراتيجية التي
رسمها خادم الجهاد والمجاهدين في
خطابه الأخير قد وضحت بصورة لا
تقبل اللبس , الإجابة عن كل
الأسئلة للأصدقاء وللأعداء ولم
يبقى إلا صبر الأيام الأخيرة
لتنفيذ صولة الفرسان . |