كما توقع البعث ، في كافة
تحليلاته ، فان الاحتلال يتقدم
نحو نتيجة واحدة لا غير وهي
الهزيمة الساحقة والمذلة والمهينة
. لقد أكدنا منذ اطلق حزبنا
المقاومة المسلحة ، من ام قصر
وواصلها بعد احتلال بغداد ، بان
مغول العصر سينتحرون على بوابات
بغداد ، وهو كلام صريح اطلقه
القائد الشهيد صدام حسسن مهندس
المقاومة المسلحة ، واليوم نرى
انتحار الامريكيين مغول العصر عند
بوابات بغداد وكل مناطق العراق
المقاتلة ، وابرز مظاهر ذلك
الأخيرة طلب الكونغرس من وزارة
الدفاع الامريكية اعداد خطط
للانسحاب من العراق ، في اعتراف
فريد بان الاعلان الرسمي عن هزيمة
الاحتلال اصبح مسالة وقت لا غير .
وفي تلازم ظاهر مع هذا التطور
يزداد الموقف الامريكي وضوحا في
تحميل الحكومة العميلة في بغداد
مسئولية الفشل في العراق ويكرر
بوش تحذيره للمالكي بان صبره له
حدود ! وفي اعتراف صريح بان الوضع
العراقي قد افلت من يد الاحتلال
اضطرت الحكومة الامريكية للاعلان
عن ارتفاع عدد العمليات من 150
عملية عسكرية تقوم بها المقاومة
الوطنية العراقية ، وهو الرقم
الذي اعترفت به امريكا في مطلع
هذا العام ، الى 177 عملية في
اليوم .
وعند التوقف عند سبب
اضطرار الحكومة الامريكية
للاعتراف بهذه الارقام لابد من
الانتباه الى حقيقة ان هناك عملية
كبرى تجري في امريكا وخارجها
لاعداد الراي العام لتقبل
الانسحاب ، بصفته الحل الاقل ضررا
لامريكا ، للاسباب التالية :
1 – لقد اقتنعت كافة
القيادات العسكرية الامريكية بان
الانتصار على المقاومة العراقية
مستحيل ، لذلك فان العمليات
العسكرية الامريكية هي عمليات صد
ودفاع سلبي ، هدفها تمضية الوقت
لحين الانسحاب .
2 – ان تكاليف استمرار
الغزو والحرب تتضاعف على نحو لم
تعد الادارة الامريكية تتحمله ولم
يعد الكونغرس مستعدا للموافقة
عليه ، خصوصا بعد تحذير
جوزيف ستيغليتز، الأستاذ بجامعة
كولومبيا والحائز على جائزة نوبل
في الاقتصاد
من ان استمرار الحرب سيكلف امريكا
تريليوني دولار ( الفا مليار )
، وهي تكلفة كارثية بكل المعايير
ولم يسبق لامريكا ان تحملت مثلها
في كل حروبها الاقليمية والعالمية
.
3 – ان التكلفة البشرية
للحرب تجاوزت عمليا 30 الف قتيل ،
حسب مصادر امريكية غير رسمية .
اما الذين أصيبوا بالعوق النفسسي
والجسدي فقد وصل حوالي 50 الف
معوق . وهذه الارقام تشكل
كابوسا على كل اعضاء الكونغرس
وعلى أي ادارة امريكية !
4 – لقد انبطحت اغلب
حكومات العالم واعلنت استسلامها
لامريكا ، فتبلورت سايكولوجيا
الرعب من امريكا ، وهذا الهدف كان
اهم اهداف سياسات القوة الامريكية
. لقد هدمت المقاومة العراقية
هذه السايكولوجيا وقدمت امريكا
للعالم على حقيقتها ، وهي انها
قوة عظمى كارتونية يمكن الحاق
الهزيمة بها ، رغم تفوقها العسكري
والتكنولوجي والمالي المطلق ، اذا
واجهت شعبا مصمما على المقاومة
المسلحة .
ان هذه الحقائق هي التي
اجبرت الكونغرس واغلبية الراي
العام في امريكا على الضغط من اجل
الانسحاب ، ولم يعد امام الادارة
الامريكية الا اعداد الخطط
للانسحاب في اقرب وقت ممكن .
ومع ذلك فان هزيمة
الاحتلال وعملاءه لا تعني ان
النصر سيأتي تلقائيا لان امريكا
ستبقى تناور وتحاول العثور على
ثغرة تنفذ منها لاجل البقاء في
العراق ، لذلك لابد من موقف واع
ومدروس وحكيم لكافة فصائل
المقاومة ولكل القوى الوطنية
المناضلة ضد الاحتلال ، واهم
مرتكزات الموقف الوطني المطلوب هي
:
1 – العمل الجدي لتعزيز
الجبهة الوطنية والقومية
والاسلامية .
2 – ان الجبهة يجب ان
تتمسك بصلابة لا مساومة فيها
بالدفاع عن استقلالية المشروع
الوطني العراقي وبكونه مفتاح حل
ازمات الوطن العربي كافة .
3 – توحيد الفصائل
الجهادية لان المطلوب هو توحيد
الصفوف ، سياسيا وعسكريا ، تحت
وهج تصعيد العمل المسلح ، لان ذلك
هو الوسيلة الرئيسية لتقريب
المناضلين ووضع اسس فولاذية
لوحدتهم .
ان حزبنا اذا يطرح هذه
الملاحظات يؤكد انه مصمم على
انجاح العمل الجبهوي وتوسيع نطاقه
ليشمل كل الوطنيين ، وازالة
العقبات التي تعترضه لانه الطريق
الوحيد لتحرير العراق ولاقامة
نظام وطني تعددي وديمقراطي يحكمه
لمراحل تاريخية طويلة . |