لم تكن المبادرة التي تـطرقت إليها في الحلقة الثانية والتي طرحتها
حكومة الملا لي سوى النسخة الأصلية لما طرحه السيد حسن نصر الله الأمين
العام لحزب الله – فرع لبنان و ضمن شروط اللعبة الإيرانية القديمة في
التدخل غير المباشر في الشأن العراقي وإنابة الغير لجس نبض الذين يسمون
أنفسهم المعارضة ووجهة نظر القيادة العراقية ، ولكن تسارع المواقف
الهستيرية للإدارة الأمريكية وضخامة الحشد الأمريكي ومن تحالف معه
خلافا للشرعية الدولية وحق تقرير المصير للشعوب التي تتطلع لامتلاك
إرادتها وحريتها والقوة التي توفر الحماية الكاملة لمصالحها ومصلحة
الأمة التي لايمكن إغفالها وقرب موعد تصفية الحسابات وفقا للنظرية
الأمريكية (( الفوضى الخلاقة )) التي تمهد لها طريق التدخل المباشر في
تغيير الواقع السياسي في أية دوله لم تتوافق معها أو تخضع لإرادتها
أضطر الإيرانيين للتمويه على غاياتهم ودفعهم للتدخل العلني في المأزق
العراقي وتبني المبادرة مباشرة دون وسطاء وذلك للوصول الى أهدافها دون
شريك أو مستفيد فاعل في الشأن العراقي الذي تتطلع الى حصوله بفعل حجم
وشمولية الهجمة الامبريا صهيونية متوافقة مع المصالح الإيرانية
الصفوية الجديدة ، ولابد من الاشاره هنا الى ان مبادرة السيد نصر الله
لاقت الكثير من الاعتراضات من قبل من يسمون انفسهم المعارضة العراقية
وبالذات من جانب الفعاليات الشيعية المرتبطة بإيران وهذا لم يكن غريبا
لانهم استلموا الاوامر والتعليمات مباشرة من من يسمونه ولي امر
المسلمين ووفقا لنظرية ولاية الفقيه التي تحكم طبيعة النظام في ايران
في حين صمت أغلب من فتح كشك المعارضة في لبنان او سوريا او بريطانيا
وغيرها من الدول الاوربيه ولم تعترض عليها حين تم طرحها من الجانب
الإيراني ، لربما يدعوا ذلك الى التمعن في أسباب ذلك الالتباس السياسي
والذي يشير الى قوة التأثير الإيراني داخل القوى السياسية العراقية
المرتبطة بها أو الخاضعة لتوجيهاتها أو الكاظمة غيضها في ذات الوقت
يمكن التأشير الى أن أهم أسباب الجفوة عن مبادرة السيد نصر الله من قبل
الفعاليات (( المعارضة العراقية )) هو هشاشة أو حداثة العلاقة بين حزب
الله وأطرافها وبالذات الشيعية منها كذلك فأن الأمر يتعلق بمقدار تأثير
شخصية السيد نصر الله وعلاقته داخل تلك الفعاليات والتي تبدوا في أغلب
الأحوال يشوبها الكثير من الافتراق أن لم تكن خصومة أو شكوك وان تصورنا
هذا اثبتته الوقائع الجارية حاليا على الساحة العراقية والصراع المرير
فيما بينها ابتداءا" من الحملة التي قام بها التيار الصدري ضد مقرات
فيلق غدر وحرق اغلبها الى الاتفاق فيما بين المجلس الادنى وحزب الدعوة
على تصفية مايسمى بجيش المهدي وهو الجناح العسكري للتيار الصدري من
خلال النفاذ الى داخل هيكليته والقيام بالتصفيات الجسديه التي شهدتها
الساحة العراقية عام 2006 ومن ثم القيام بصولة الفرسان ونعت التيار
بالخارجين على القانون وماالموقف المتشدد اليوم من الهالكي وعدم اعطائه
الفرصة التي تمرد من اجلها على نتائج الانتخابات الاخيره الى لترجمة
الصراع والعداء فيما بين الاطراف ناهيك عن عمق الصراع فيما بين عائلة
الصدر والحكيم ونرى ان من المسببات الاساسية التي دعت محمد باقر الحكيم
ان يتخذ الموقف الرافض لمبادرة السيد حسن نصر الله لانه ينحدر من عائلة
الصدر
ملالي قم وطهران وجدو الظرف مناسبا جدا للتدخل المباشر في الشأن
العراقي بسبب ما افرزه الحصار الجائر المفروض على الشعب العراقي وتسارع
الأحداث يدعوا لوضع خيار إعادة ترتيب البيت العراقي كما هم بسمونه و
بما يضمن تكوين محاور استقطاب تجد فيها إيران ما يساعدها مستقبلا للعب
دور رئيسي ومؤثر فيه بالرغم من أدراك رجال السلطة الدينية الإيرانية
بأن المبادرة لا تملك الكثير من الحظوظ للنجاح لما يتسم به الشارع
العراقي وعدم القبول بالدور الايراني من غالبية الشعب العراقي بل يصل
الحال الى رفض أي توسع في العلاقات ، فأنهم ارتضوا تقديمها في العلن
وفق سياقات وحسابات سياسية دقيقة تحاول تمرير حبكة أخرى تجري وقائعها
في مواقع ومواجهات ليست بالبعيدة عن الهدف النهائي للمبادرة ذاتها ولكن
تلك الصورة للصلح الوطني أو الطبخة الوطنية الائتلافية تتعامل مع الشأن
العراقي بعد اختفاء القيادة الوطنية العراقية ورمزها القائد الشهيد
صدام حسين بفعل العدوان المقرر اجتياح العراق واحتلاله وتغيير النظام
السياسي فيه أي من الملاحظ أن الإيرانيين كانوا مهرة في استثمار
أدواتهم داخل مؤتمري واشنطن و لندن لحفنة العملاء الذي يطلقون على
أتفسهم ألمعارضة العراقية فقد أداروا لعبتهم بفاعلية وعملوا بإتقان
فائق الجودة في تشكيل لجنة التنسيق والمتابعة حيث تمظهر ذلك التدخل في
النزعة القتالية الضارية ل محمد باقر الحكيم من خلال مندوبه عبد العزيز
الحكيم وممثلي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية للتفرد بتمثيل الطائفة
الشيعية وتحجيم دور الآخرين وبالذات من الداعين للخصوصية العراقية في
الطائفة وانتهت توليفة اللجنة بنموذجها الذي أعلن والذي كرس الطائفية
والفئوية على حساب الوطنية العراقية واستحوذ فيها ممثل المجلس الأعلى
للثورة الإسلامية في العراق على كرسي الطائفة الشيعية وأختصر أمر
تمثيلها بجميع واجهاتها عبر ذلك ، رغم ضجيج الأصوات المعترضة وقد جهدت
السلطة الإيرانية على بلورة الأمر من خلال تأثيرها على شخصيات أخرى
شاركت في المؤتمرين المذكورين كان من أهمها العميل أحمد الجلبي الذي
يؤدي الدور المزدوج والمنسق فيما بين ايران وامريكا الذي يحضى بمكانه
مميزة في ادارة بوش الاب والابن واعضاء مؤثرين في الكونكرس الامريكي ،
وجلال الطلباني الذي يتقدم على غريمه البارزاني بالعلاقة الوثيقة مع
اطراف بارزه في النظام الايراني والغرب في ان واحد وللتوكيد على دور
الطالباني الخياني تعرض نص تم نقله من ارشيف الصحافة الفرنسيه حيث جاء
فيه حرفيا
(( أكد زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني في طهران أن
الأميركيين مستعدون لتقديم كل الضمانات إلى السلطات الإيرانية بأنهم لن
يقوموا بأي عمل ضدها في حال شن هجوم على العراق ، وردا على سؤال في
مؤتمر صحفي بخصوص رسالة محتملة من الأميركيين إلى إيران, قال الطالباني
إن "الأميركيين قالوا له إنهم (الولايات المتحدة وإيران) تربطهم مصالح
مشتركة وإنهم لن يقوموا بأي عمل ضد إيران في هذه الأزمة". وأضاف
الطالباني أن الأميركيين أعلنوا استعدادهم لتقديم كل الضمانات لإيران
في هذا الصدد. وكان الطالباني أعلن لدى وصوله إلى طهران الاثنين الماضي
أن المسؤولين الأميركيين قرروا تغيير النظام العراقي، وأضاف أنه إذا لم
يغادر الرئيس صدام حسين السلطة فإن الهجوم الأميركي على العراق سيقع
بالتأكيد ))
ومن هنا اعتبر المذكورين عرابي التقارب فيما بين الادارة الامريكية
وايران في موضوع جريمة استهداف النظام الوطني العراقي ، وعلى ضوء هذا
التقارب ويده الطولى في العراق من تيارات واحزاب وحركات انشأها في
العراق تمكن من الوصول الى مناطق قريبه جدا من اهدافه ونواياه وخططه
لتشمل منطقة المشـرق العربي بالاضاقة الى مناطق نفوذ محســـوس له في
المغرب العربي ، ان الساحة العراقية مابعد الغزو والاحتلال واللعبة
السياسية التي قامت بها الدولة الغازية المحتله بوجهها الطائفي
والاثني جاءت مع الرؤية الايرانية للواقع الذي يجب ان يكون في العراق
وكان المستفيد من هذه اللعبه ايران واصبحت القوة اللاعبه بالشكل
المكشوف وخاصة في الازمات المسطنعه من قبل ادواتها كي تغور اكثر فاكثر
في العملية تحقيق هدفين لاثالث لهما وهما
- فرض الامر الواقع وجعل القوة الفاعله في العملية السياسية
القوى التي تحمل ذات الافكار الايرانية
- في حالة عدم التمكن من تحقيق الامر الاول ستكون الارضية مهيأة
للمباشرة في تنفيذ الفدرالية أو الاقاليم وهنا يبرز الدور السلبي
للقيادات الكردية العميله التي تتطلع الى جعل الواقع السائد منذ
تشكيل مجلس الحكم وتشريع قانون ادارة الدولة هو الواقع الفعلي
للعراق
يتبع لاحقا" |