إنه لمن الملفت للانتباه
أن تقرأ على صفحات موقع إخباري واسع الانتشار ويعمل دائما على توسيع
قاعدة قرائه خبرا تغيب فيه قدسية الخبر المعهودة في الصحافة، وإنه لمن
المغالطة بمكان أن تصر جهة إعلامية على الانحياز الدائم وعدم الموضوعية
والمهنية في نقل الأخبار بعيد عن ما يضر بالمصداقية التي هي السبيل
الأوحد للوصول للاستقلالية والثقة..
خطاب رئيس منسقية العمل القومي الإسلامي السيد عثمان ولد أبي المعالي
كان شاملا، وتطرق إلى أمور مهمة في حياة البلد اليوم، خصوصا أنه أفرد
الجزء الأكبر منه لمطالب تطبيق الشريعة الإسلامية في البلد، كما تطرق
إلى قضية اللغة العربية والدفاع عنها والمطالبة بوضعها في مكانها
الدستوري في الحياة العامة للبلد، وهي أمور لم يذكرها موقع الأخبار
المستقلة، وآثار بدلا من ذلك تحريف اسم وعنوان المنسقية الذي أعلنت عنه
منذ مدة واثبتته في عشرات اللافتات الكبيرة وهو منسقية العمل القومي
الإسلامي؛ وليس قوميو موريتانيا كما يصر الموقع على وصفهم.
إن المهنية تقضي أن تقدم الجهة باسمها الذي اختارت لنفسها وللجهة
الإعلامية كامل الحق في التعليق وفق ما تراه، أما أن يقدم الخبر بطريقة
محرفة وغير مهنية فهو أمر لا يجوز لمؤسسة إعلامية تدعي الاستقلال.
فإذا كان للشيخ عثمان ولد أبي المعالي صراع سياسي مع جماعة تواصل التي
يحسب عليها موقع الأخبار، فكان من الأجدر والأقرب للنزاهة خوض هذه
المعركة على الجبهة السياسية أو الفكرية بعيدا عن منبر إعلامي يقدم
نفسه على أنه مستقل.
لقد حضرت المهرجان المذكور وكان صالح ولد حننا الذي نقدره عاليا ونقدر
دوره النضالي والسياسي آخر المتحدثين وأقلهم وقتا بينما استغرق خطاب
الرئيس الدوري للمنسقية أكثر من نصف ساعة فلماذا تؤخروه ولا تذكروا
المضمون الكثيف والمتنوع خصوصا في موضوعين أساسيين ركز عليهما؛ موضوع
تطبيق الرشيعة الإسلامية وموضوع اللغة العربية.
إن البحث عن المهنية بنسبة 100% متعثر اليوم على كثير من صحافتنا أما
غيابها (المهنية) كاملا فهو أمر جلل وضار بالمؤسسات الإعلامية ولأصحاب
هذا الموقع خصوصا.
|