البعث رسالة ... هل تنتهي هذه الرسالة

محال أن تموت وأنت حي ... فكيف يموت ميلاد جيل

ترددت كثيراً في إن اكتب في هكذا موضوع لأنه اكبر مما نكتب ونضيف ولكن ترسخت لي قناعة أن ابدي رأيي كمواطن عاش فترة حزب البعث العربي الاشتراكي قبل الثورة بسنوات قليلة جدا ومرحلة استلام البعث السلطة في العراق ... حينها تعلمنا من أدبيات حزب البعث انه الحزب العربي الوحيد الذي انطلق بنظرية شمولية للواقع العربي ومن يراجع أرشيف نضال البعث سيرى كيف إن البعث قد وضع الإصبع على الجرح وهو بهذا ينطلق من دراسة علمية ثورية لما ينتاب الأمة العربية بكافة أقطارها من أمراض أفرزتها مراحل مختلفة للاستعمار وفي هذا كانت رسالة البعث ترتكز على أربعة عناصر تتمثل بالعلمية والثورية والأخلاقية والشعبية وهذا بمجموعها تمثل حزمة متماسكة لايمكن فصل أي عنصر من هذه العناصر لأنه يشكل خلل يمس جوهر الرسالة العربية الخالدة ... ولذا فأن ديمومة وحيوية وقوة رسالة البعث تكمن في استيعابها لتطورات المرحلة فهي دائما في تجدد بمنهاجها وشخوصها فأفرزت المراحل ومنذ تأسيس البعث قيادات شابة ذو بعد ثوري وأنساني وهذا هو سر قوة رسالة البعث كما إن الحزب ومنذ بداياته اعتمد في تنظيماته على الطلبة والشباب الذين هم عماد تقدم الأمم وتقاس قوة الأمة بشبابها فكان البعث رسالة شابة متجددة ترفض قوالب الجمود الفكري الذي أصاب الكثير من الأحزاب العربية وانتهت لبقائها تدور في دائرة الجمود الفكري الضيق ... كان البعث رسالة ذو نهج إنساني بل كانت تؤمن بالتواصل ومد الجسور للإنسانية كافة إلا إنها رسالة عربية متفتحة فكانت مقبولة لدى أهم شريحة في المجتمع العربي إلا وهي الشباب التي اندفعت إلى حضن هذا الفكر العربي الجديد ومن يراجع كتابات القائد المؤسس رحمه الله سيرى في أول كتاباته يشير إلى الشباب فكان عهد البطولة ... كما إن الإضافات الفكرية للرفيق القائد الشهيد صدام حسين أعطت دفعا قويا وحيويا متجددا في الاعتماد على الشباب ولازلت أتذكر حضور الشهيد صدام حسين مؤتمر للطلبة في قاعة الجامعة المستنصرية عام 1979 وأكد بمقولته المشهودة ... طلبة اليوم قادة المستقبل ... وقد كانت بحق كلمات قائد ينظر إلى بعد أعمق فكان البعث ينتج دائما شباب بل قيادات شابة تواكب التطور الحاصل في الساحة السياسية على الصعيد العالمي ولان الرسالة هي مشروع البعث الحضاري للأمة العربية فهي رسالة باقية مابقيت الدنيا على الأرض فلا اجتثاث يعرقلها لان جذور رسالة البعث راسخ في الأرض العربية وفي ضمائر الشعب العربي والأمة التي أنجبت خالد وصلاح الدين وعمر المختار وعبد الناصر وميشيل عفلق وصدام حسين لهي قادرة إن تنجب القادة التاريخيين الشباب لأنها امة ولوده وهذا هو قدر الأمة... رسالة تتجدد ولن تنتهي ....