كشفت الوثائق التي تم
العثور عليها في حوزة احد العناصر الايرانية المتنفذه في ظل الاحتلال
بعد ان تم القبض عليه من قبل المقاومة العراقية عام 2005 ان ايران :
1.تطلب من اجهزتها الاعلامية واتباعها العمل على تبرئتها من جريمة
احتلال العراق وحسب نص الوثيقة (
- ان من اهم ما يجب التركيز عليه هو تبرئة ايران من مساعدة الاحتلال في
العراق، وتاكيد ان التعاون الذي حصل في بداية الغزو كان ضروريا للقضاء
على(..) صدام وليس لوجود تعاون دائم بيننا وبين امريكا).
هذه الوثيقة تقول ان ايران متهمة بكونها احد الاطراف الرئيسية التي
ارتكبت جريمة احتلال العراق ، و عبارة (ان التعاون الذي حصل ) تؤكد
الافعال المادية الايجابية التي قامت بها ايران في مسرح ارتكاب جريمة
احتلال العراق ،هذا النص بذاته يمنح العراق حق مطالبة ايران بالتعويض
عن الاضرار المادية التي لحقت العراق جراء الغزو والاحتلال ويمنح
العراق ايضا حق رفع الشوى في المحكمة الدولية لمقاضاة ايران عن
ارتكابها جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
لو تابعنا الوثيقة وتوقفنا عند الفقرة التالية (. يجب ان لا نترك فرصة
لتاكيد ان غزو العراق والكوارث التي تعرض ويتعرض لها هي من عمل امريكا
وليس ايران وان من يتهم ايران يخدم امريكا)،نلاحظ ان التوجيه يعبر عن
الجانب النفسي المتوتر للنظام الايراني وهو يسعى باتجاهين :
الاتجاه الاول حث العملاء الموالين لايران على على تكرار الكذبة من اجل
تسطيح العقول ومن ثم الاعتياد على سماعها حتى تدخل في الثقافة العامة
من خلال هذا التكرار ،هو ضمنا شعور بالخوف وعدم الامن والرهبة التي
يعيشها النظام الايراني وهو يرى قانونيا مسؤوليته عن الجرائم التي
ارتكبت بحق الشعب العراقي ويبرز هذا الاستنتاج العبارة الاتية في النص
اعلاه (. يجب ان لا نترك فرصة لتاكيد ان غزو العراق ...)
ثم العودة الى استخدام سلاح ضد الاخرين هو وصمهم بالتعاون مع امريكا
حال بروز ذكرهم لحقيقة الدور الايراني بهذه الجريمة اللاانسانية ضد
دولة وشعب العراق كما ورد في النص (وان من يتهم ايران يخدم امريكا).
هذا المبدا الاعلامي الايراني نجده بشكل مستمر يعتمد من قبل اعلام جلال
الصغير في موقعة الايراني (وكالة براثا)، فنلاحظ ان لديه تهمتين
ثابتتين ضد أي شخص او جهة لا تنسجم والمشاريع الايرانية الاولى (امريكا
والصهيونية ) متوهما ان الناس لاتقرا ما ذكره الدكتور سرمد بان جلال
الصغير والربيعي واخرين اعضاء في خلية وليم هارفي الصهيوني ومستمرين في
العمل .
التهمة الثانية و هو على خطأ باستخدامه تلك الوسيلة وهي شرف الانتماء
الى حزب البعث العربي الاشتراكي
فقد البسها زورا لعلاوي وحسن علوي وسعد البزاز وغيرهم ممن لاعلاقة لهم
بتنظيم البعث منذ زمن طويل .
2. تعود ايران بذات الوثيقة لتعترف انها مصدر الفتن الطائفية من خلال
الدعوة الى بذل الجهد باعتبار ان ايران غير مسؤولة عن الفتن الطائفية
التي حصلت وتحصل في العراق اثناء الاحتلال فيقول النص (والتاكيد على ان
امريكا هي التي تزرعها وترعاها وان ايران لا صلة لها بالفتن الطائفية
في العراق والبلدان العربية. )اذن نحن من خلال الوثيقة نتلمس عملية قطع
ولصق وهذة اضحت غير ممكنة ومكشوفة ولا تنطلي على عقل المواطن البسيط
فضلا عن عقول السياسيين والمحللين .
الوثيقة تشير الى رعب ايراني من تقدم المقاومة العراقية ، وخوف شديد من
التصاق الشارع العربي بمقاومته البطلة الباسلة ولذلك نجد من خلال النص
ان ايران قد تيقنت ان المقاومة قطعت اشواطا في شد اواصر ابناء الامة
العربية اليها وان الشارع العربي والعراقي بكل اطيافة هو شارع مقاوم
ورافض للوجود الاحتلالي ولدولة الاحتلال ولا يحترم أي جهة تعتمد المبدا
الميكافلي (الغاية تبرر الوسيلة )مهما كانت الشعارات التي ترفعها هذه
الجهة او تلك،تلاحم الجماهير العربية مع مقاومتها البطلة ،هو فعل
ايجابي متنامي يرعب اعداء الامة العربية ونلاحظ هذا بالنص التالي )
وعلينا ان نعترف بان الارهاب الصدامي الوهابي في العراق يحظى بدعم شعبي
عربي واسع النطاق بسبب استخدامه العنف ضد امريكا).
حقيقة ان هذا الاستنتاج الايراني هو اعلامي يخدم توجهات المشروع
الايراني اكثر منه تحليل سياس صادر عن جهة مخابراتية مطلعة ، فالتاييد
الجماهيري العربي للمقاومة العراقية لم يكن سببه توجيه ضربات الى
امريكا رغم اهمية توجيه الضربات الموجعة للمحتل ليرعوي نتيجة الخسائر
وينسحب ، وانما الجماهير العربية وبعد ان فاقت من هول الصدمة التفت حول
المقاومة العراقية بكل اطيافها وضمنها حزب البعث العربي الاشتراكي ،
وهو موقف مبدئي عربي وليس رد فعل على هذه العملية او تلك بكلام اخر ان
رصيد حزب البعث العربي الاشتراكي من المنعة والقوة بحيث ان الاعلام
الامريكي بكل ماوتي من وسائل لم يستطع ان يحرمه من التاييد الجماهيري
العربي
3.تشخص الوثيقة وسائل لمواجهة حزب البعث العربي الاشتراكي ، بأعتبارة
يشكل خطرا على المشروع الايراني وعلى ايران الفاعل الاصلي في جريمة
احتلال العراق وجريمة اثارة الفتن الطائفية ويتحمل مسؤولية كل الدماء
التي اريقت على ارض العراق، بقولها (على انصارنا في العراق المكلفين
بالعمل ضد الاحتلال سلميا ونقصد التيار الصدري تنفيذ الخطة الموضوعة
للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال من اجل تحقيق هدفين اساسيين، وهما
كسب دعم مناهضي الاحتلال العرب الذين يأخذون علينا (مهادنة) امريكا في
العراق، وممارسة ضغط على امريكا لاجل عدم مهاجمة ايران. واذا نجح
التيار الصدري في القيام بعمليات عسكرية ذات قيمة ضد الاحتلال فانه وما
قام وسيقوم به حزب الله في لبنان سوف يضعفان ناقدي ايران واعدائها في
البلدان العربية ويوفران مبررا لمواصلة دعم ايران.)
وهذا ما يفسر تزويد ايران المستمر لجماعات مقتدى وتنظيم القاعدة
المخلوق ايرانيا بالاسلحة والدعم المادي هو ليس لمحاربة امريكا وانما
لتحقيق هدف فك اواصر الشد العربي مع المقاومة العراقية وبالتالي ادامة
الاحتلال وهو مشروع منسجم مع الخط الامريكية رغم مظهره المعادي لامريكا
.هذا بعض مما في الوثيقة ولنا عودة ....
والحمد لله رب العالمين
|