وصلت بريدي الالكتروني ( صور من معركة بغداد عام 2003 ، وعن حقيقة
ماجرى في نهاية اذار و بداية نيسان 2003 و تصوير العراق على انه لم
يقاتل و يتصدى للغزو الغاشم فنقول له و بأعلى صوتنا خسأتم ) ولفت نظري
تعليق على الصور لماجدة عراقية تقول : ( تقاتل و انت مرتديا النعل و
يقولون انك فررت و وليت الدبر و كل ما قالوا تحت نعليك رفيقي المقاتل
حفظك الله ان كنت حيا و فك اسرك ان كنت معتقلا و رحمك الله ان
كنت شهيدا ) .
دعونا نتذكر احلامنا ونستعيدها كما يستعاد ضباب نهارات الطفولة ، أو
غبش اليقظة على الكلمة التي تصف انسانا وشجرة وحجرا وكوكبا . دعونا أذن
نستدخل غيرنا الى هذا الفضاء العاطفي الذي نمتد فيه ونسميه البكاء تارة
والموت تارة اخرى .. أو نسميه المصير والحرية وكل ما يبعث على الحيرة
والنشوة والاكتئاب .
في كلمة الغير العربية نفي للأخر . وحين نقول غير هذا انما نعني
المختلف عنه وضده وما ينفيه في وقت واحد . ألا يمكن ان يكون الغير
امتدادا لنا ، تنوعا ، اضافة ، خبرة من نوع ما ؟
الا يغير هذا من مرجعية خطابنا ويحله في فضاء اخر او يحلله ؟ الضمير
امتداد للحرية ، والحرية امتداد للضمير . كم نحتاج من أماد يجب قطعها
حتى نفهم عذاب الأخر ، ولا نكتفي بالبحث عن مبررات ؟
كيف حدث غزو العراق واحتلاله ، بعضنا ساهم مع الغزاة قاتلا وسارقا
وممولا ، وبعضنا بلا حول ولا قوة ، كيف حدث كل هذا وكل الكوارث
والقصائد والمهرجانات والفواجع لم تنبت ضميرا يمنع العربي من الانقضاض
على العربي ، ولا نقول يمنع الانسان من الانقضاض على الانسان ؟!
حتى نيسان 2003 كان لدينا القدرة على الدفاع عن الحق العربي ، اما بعد
غزو العراق واحتلاله واغتيال الفارس العربي صدام حسين ، فنحن عراة
تماما كأنما جردنا لسبب غير مفهوم من اسباب الوجود . ان علينا ان نهاجم
فقط وان نبحث عن معنى لنا في ألفاظ الحرب ، فنمجد القاتل الاميركي
الصهيوني الصفوي الفارسي والشعوبي الحاقد المتصهين ، ناكرين بطولات
العراقيين ودفاعهم عن الامة في كل معاركها ، سبع سنين واهل العراق
يدفعون الدم ثمنا للحرية والكرامة والضمير ، وانا انقب عنها عند بنو
يعرب عبثا بين هذا الحطام .
وظيفة الكاتب انتاج الافكار ، ومصير الافكار ان تكون محل انهماك جماعي
، ولكن ما بالنا كلما ارتفعت ضوضاء السياسي أصبنا بها ، وأنقطعنا عن
تدوين بطولات اهل العراق ، وتحولنا الى صنوج جماعية ، وبظل الغزو
الفارسي الصفوي اصبحنا العاطلين عن الافكار والضوضاء معا !
الا يعترض احد ان كان صادقا مع ذاته . لو قلت ان من يكتبون ضد البعث
العربي الاسلامي في العراق وضد رفاق الشهيد صدام حسين هدفهم زيادة
الارصدة المالية ؟ الا يعتقد العرب والمسلمين الشرفاء بأن العراق هو
الضحية عند بنو يعرب في النصر والهزيمة على السواء ؟ !
بعد الانتهاء من فرض صلاة العشاء اليوم ، شاهدت صديق عراقي من الابطال
الذين كانوا حول القائد صدام حسين ، و تعرض لمحاولة اغتيال من قبل رعاع
الصفوية ، انتظرته لينهي صلاة السنة للسلام عليه ، اطال الصلاة ، ومن
على بعد مازحته وبصوت عالي و هو يصلي : دكتور مهما صليت ودعوت الله انت
عراقي بعثي قومي عربي ووزير من رفاق صدام حسين، الصفويين الفرس وراءك
.. وراءك .
سمعني رجل كان متطرفا في زاوية المسجد رد قائلا : نعم اخي العربي انا
عراقي ومن رفاق الشهيد صدام حسين ، وجريمتنا اننا كنا نخدم شعبنا
وندافع عن العراق والامة العربية ، وسنظل نقارع الصفويين الفرس جيلا
بعد جيل ، أما انتم العرب خصمان في مبارزة تتناظرون في الثأر ، وبدل ان
تقتلوا عدو العروبة والاسلام قتلتم العراقي .
والسؤال الى اي مدى سيظل العربي صامت امام الامتداد الصفوي الفارسي ؟
والى اي مدى سيحافظ العربي على احترامه لنفسه بعد ان تحول الى مبني
للمجهول ؟
كتبت اكثر من مرة عن طعنات بنو يعرب للعراق واهله ، والتأمر على جمال
عبد الناصر واغتياله الفعلي ، وعن المؤامرة على اليمن ليكون يمنيين ،
وعن تمزيق الصفويين الفرس للبنان ، وعن الاستعمار الصفوي الفارسي
للاحواز وجزر الامارات ، وعن تقديم اجساد العرب قرابين لحاخامات بني
اسرائيل واحفاد النافق اسماعيل الصفوي ، وعن الذروة العليا لموت بنو
يعرب في غزو العراق واحتلاله وتدميره . لا احد يلومني ان قلت : بعد غزو
العراق واحتلاله ، واغتيال الفارس صدام حسين ، وما يعانيه اهلنا في
العراق ، وما يعانيه اخوتنا العراقيين من سوء معاملة الاخ وابن العم
في البلدان العربية ، شعارات الدم والقربى والدين واللغة والتاريخ
الواحد كلها زائفة منافقة انتهازية يتاجر بها القادة والاقطار والعواصم
.
|