قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( اللهم اهدي
قومي فانهم لايعلمون ، اللهم اغفر لقومي فانهم لايعلمون )
العرب غير عارفين ماذا يريدون ، منشغلين في
مباحثات ولقاءات لا معنى لها ، والتخب فقدت البصيرة والعقلية ، التي
تمكنها من شق الطرق الصحيحة للامة . والسمة العامة الخضوع للنزوات
والاحقاد . وفي الاجواء ظواهر جديدة من الاستبداد الاجتماعي – الديني ،
الذي ادعى لنفسه شرعية تفسير ضيق للدين ، طبقا لمذهب ما او حقبة
تاريخية ، وهدفهم فقد الدين لدوره الاصلاحي – الاخلاقي العام . وهذا
يقودنا للسؤال : الى اين تقودنا مشاريع التسوية والاستسلام العربي
الرسمي والشعبي المطروحة ؟ وهل من الممكن ان تكون هناك تسوية مع العدو
الصهيوني ؟ وهل الوضع الفلسطيني المتردي بين فتح اللاهثة للتفاوض وحماس
الحاكمة من دون ان تحكم او تقاوم ، سينسحب صهيوني واحد من شبر ارض ؟
موازين القوى في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية بين العرب
والعدو الصهيوني لمصلحة اسرائيل ، وما تنتجه هذه الموازين من حرية في
العمل والحركة والمناورة وفرض الشروط الاستسلامية المذلة على الطرف
العربي والفلسطيني المشتت الضعيف والعاجز والمهزوم ، تسير في الاتجاه
المتناقض جذريا مع موازين القوى الطبيعية في العالم العربي .
الادارات الاميركية المتعاقبة تصنع الحكام والزعامات العربية وتصنع
المشاكل العربية بطريقة ما ، وتستخدم القوة العسكرية ، باعتبارها سلاح
الاقناع او الارغام او الابادة في ميدان القتال .
حقيقة القوة حسب المنطق والتاريخ والحركة السياسية تفرض التصفية والسحق
والابادة ، واستخدام اقصى اشكال العنف همجية وبربرية ، وهذا ما يتجلى
في العراق من نيسان 2003 وقبلها في فلسطين من 1948 . والركض وراء
مشاريع التسوية لن تقود في النهاية الا لتصفية القضية الفلسطينية وهذا
ما يجري الان ، وما دامت حركة فتح بلا ربان وتعيش ازمة داخلية تتعلق
بوحدتها بعد 46 عام من عمرها ، وقياداتها اليوم كل واحد يمسك بخناق
الاخر بينما الجماهير الفلسطينية مصابة بدوار الصراع الفلسطيني –
الفلسطيني والفلسطيني العربي والغالبية لا تعرف ماذا تفعل والى اين
تتجه ، فليطمئن الجميع لن ينسحب صهيوني واحد من شبر ارض . وسيظل العرب
يعيشون في سراب التسوية ضائعين بين خارطة الطريق التي تبخرت وحل محلها
خطة اخرى اسوء منها ، هي خطة اولمرت ( خطة الجدار ) التي التهمت خطة
الطريق التي تقضي بضم المنطقة الفاصلة بين الجدار العازل و ( اسرائيل )
وتجميع مستوطنات الضفة الغربية وضمها الى ( اسرائيل ) ايضا ، وضم القدس
شرقا وغربا .
لا نضحك على انفسنا ، انظمة حكمنا خالدة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتعدل
، ولا تستجيب لطموحات وامال الاجيال الجديدة ولا لحل المشكلات
المستعصية ولا للتطوير من اي نوع كان . والوجود الاميركي في المنطقة
واحتلال العراق وما يحدث فيه وقبل ذلك احتلال افغانستان جعل النظام
العربي الرسمي عاجز عن صون المصالح الوطنية والمصالح القومية ، وبعض
الدول العربية هي التي طلبت ان يكون عندنا قواعد عسكرية اميركية ، اذن
عجز على كل المستويات ، وهذا العجز العربي المشين دفع اميركا لتحالف
مع اباطرة ايران الجدد لتأمين مصالحها و القعود بالمنطقة وان يكون
لديها رقابة مباشرة على البترول بعد ان ازالت صدام حسين لأنه يهدد
اسرائيل .
وهنا اعود للعراق الذاهب الى التقسيم الناجز
والى مزيد من سفك الدماء وفق المخطط الصفوي الفارسي ، وكل الدلائل
تشير ان ملالي قم وطهران بتعليماتهم لرعاع الصفوية بالتحالف الهدف
منه استكمال مخطط تصفية المناطق الشيعية من السنة والمناطق السنية من
الشيعة في حين ان الكرد المتصهينين في مناطقهم وتكون بغداد العاصمة
الاتحادية ، ووفق المطلعين والمتابعين يحتاج تنفيذ هذا المخطط الى نصف
مليون قتيل ايضا ، واسرائيل لم تكن خارج اللعبة طبعا .
الاميركيون بالاتفاق مع الاكراد المتصهينين وجدوا الحل بعمل تسوية مع
ايران حتى ينسحبوا بسلام وتصبح ايران وكيلهم في المنطقة . ولكي لا اطيل
على القاريء اكثر ان التحالف الاميركي الصهيوني الايراني رغم الخلافات
بينهم على بعض الملفات الا انهم متفقين على التقسيم العرقي والفصل
الطائفي والطرح الفيدرالي العرقي والطائفي كنموذج لتفتيت جميع البلدان
العربية الى ما يشبه ما يحدث في العراق اليوم ، عاجلا او اجلا .
والنظام العربي الرسمي الذي ساهم ولا زال في تدمير العراق ويساعد على
قيام الفيدراليات العرقية والطائفية ، ويستقبل بغل الشعوبية الصهيوني (
الطالباني ) والصبي الصفوي الفارسي المأبون( عمار الاصفهاني) ذاهب
الى حتفه وحتف دولته وشعبه لا محال . ودعاة المعارضة العراقية المتسكعة
والحالمة والمتشرذمة والرافضة لتحالف وطني هادف لتحرير العراق هم مثل
القابعين في المنطقة الغبراء ، طوع بنان المحتل وتحت وصايته وحمايته
المباشرة ، وما جرى من لقاءات في استنبول وفق خطة جوزف بايدن بين دعاة
الدين السياسي والاستخبارات الاميركية هو خيانة وطنية و عمل اجرامي
هدفه مزيدا من التشرذم والانقسام والتفتيت .
القران الكريم دعا الى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعا واعتماد كلمة
التوحيد ملتقى موحدا للمسلمين ، والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك ،
وليسمح لي القاريء الكريم ان اذكر بفتن السقيفة والردة و قميص عثمان
وفتنة الجمل وصفين وفتنة الامويين وبني العباس ، لأقول على المقاتلين
المجاهدين العراقيين في سبيل الله ووطنهم وعرضهم وشرفهم ان يشخصوا
الالم لادراك الدواء والقضاء على دعاة الفتنة واعوانها والاعوان هم
اعوان التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي ، و الرافضين لوحدة الصف من
السنة والشيعة الذين ياتون بأدلة يقنعون بها انفسهم .
ان الامة المنشودة هي الامة الواحدة والدين المطلوب هو الدين الواحد ،
والشريعة المرغوبة هي الشريعة الواحدة ، والمذهب المطلوب هو المذهب
الواحد ، و المطلوب تحرير العراق واعادة اعماره ، و الصفويين
والصهاينة بعد ان دمروا العراق يسعون لأنشاء دين أخر وشريعة أخرى
ومذهب أخر ، وفصائل المقاومة والجهاد والتحرير على الساحة العراقية
عليها اعتماد الارادة الوطنية العراقية الموحدة وهي التي تخلق قواعد
الديمقراطية ومقترح قواعدها .
|