فماذا بعد مليون ونصف قتيل عراقي ؟ |
|||||||
شبكة المنصور | |||||||
نصري حسين كساب | |||||||
بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم
سألت فريق عسكري عراقي مشهود له بالفروسية والثقافة والمعرفة ومن رفاق القائد الشهيد صدام حسين عن رؤيته للحرب الصفوية الفارسية التي تشنها والتي اغرقت العراق بالدماء .. و لم تبقي فيه نقطة خالية من رائحة الدم من نيسان 2003 ، سقطت هدرا وبلا ثمن ،على ايدي السفلة الصفويين وحلفهم الجهنمي مع الصهاينة ، والحقتها بالسؤال فما ذا انتم فاعلون ؟
قال : ( هي حرب شاب لهولها الاطفال حين كشرت عن انيابها .. وأحرقت بحجمها كل الايدي الخفية والعلنية التي تشارك فيها .. ولفحت كل الوجوه التي تفرجت عليها ، عدا ايران واسرائيل ! وهي حرب دمرت دولة العراق بأكملها ، وقدمت اكثر من مليون ونصف من القتلى الى العالم الاخر ، لو خسر العرب نصفهم لحرروا فلسطين والجولان والاحواز وجزر الامارات العربية وجنوب لبنان ! و نحن نقاتل ونجاهد في سبيل الله وهدفنا تحرير العراق ، ونجهد من اجل وحدة وطنية وجهادية ، وللاسف كلما وصلنا لأتفاق مع البعض ممن يدعون الاسلام من اهل السنة والشيعة يتراجعون عن كل ما اتفقنا عليه ) .
هي حرب جعلت من وطن كان يصف بواحة الامن والامان ، ونمط الحياة الفذ في الشرق .. بقايا اطلال وخرائب وانقاض .. بعد سبعة سنوات من بدايتها ! فقد اضحت واضحة للعيان صفوية فارسية صهيونية من اشعلوها ويستمرون في اشعالها وكل ما فيهم يفيض تعصبا وحقدا ، و تحت رداء الاسلام تجاوزوا كل القيم والاخلاقيات ، مجرد ان اتيحيت لهم فرصة الانقضاض والقوة اسفروا عن وجوههم الكالحة ، وباطنهم العفن !
القاصي والداني يعرف تاريخ العراق ويعرف الرجولة والشهامة التي يتميز بها اهل العراق ، وكثيرون يستغربون استمرار الغزو السياسي الايراني للعراق سبع سنوات . وما يهمني هو ان اقول لعبة الطائفية والمذهبية التي ابتدعها ملالي قم وطهران ليحققوا اهدافا شعوبية حقيرة ، تتنافى مع كل ما هو اسلامي وانساني وخير وجميل هي الاسباب المباشرة لاستمرار الغزو والاحتلال وهذه الحرب القذرة ، وعدم وحدة الصف الوطني العراقي وهذه من اهم القضايا التي تضعنا امام عامل المفاجأة غير المتوقعة وغير المنتظرة .. ورغم اي شيء .. فسيبقى امامنا بوضوح ، ان عدم وحدة الصف الوطني العراقي يعود كسبب رئيسي لاستمرار جرائم الصفويين الفرس والصهاينة والشعوبيين المتصهينين والسائرين في ركب مسرحية العملية السياسية ولن استثني منهم احدا .
محنة العراق بتجار الدين السياسي الذين فقدوا احترام الناس لهم ، الشعب العراقي يقتل والاطفال والنساء والرجال يتعرضون للاغتصاب وهم يتراشقون في الاعلام داخل العراق وخارجه ، وهم بمواقفهم التي لا تقل كفرا و نجاسة عن الصفويين والشعوبيين والخونة والعملاء والجواسيس ، يزرعون التشاؤم الذي يملأ الافاق ، هم الرافضين لاية وحدة وطنية عراقية تحقق تحرير العراق والحفاظ على العراق العربي لحما ودما ، بدلا عن خياراتهم المرفوضة والقبيحة .
وما ذا بعد ؟ ان الاجابة على هذا السؤال المؤلم والمحير واللغز ، لابد ان تثير فينا احساسا بالاشمئزاز و( القرف ) تجاه ما يجري وما يحدث ، لأن سمة التشاؤم التي تغطي الساحة لا تترك اي انطباع بالامل القريب او حتى البعيد في وحدة وطنية عراقية ، كما ان الوجود العربي الكبير حول العراق مازال عاجزا عن التدخل الايجابي لانقاذ العرب والمسلمين في العراق ، واكتفى هذا الوجود المحيط بالهرطقات وتبادل التهم بين بعضه والبعض ، وأيضا ، فأن الوجود الاسلامي الكبير ، ما زال بعيدا للغاية عما يجري ، وكأن ما يحدث في العراق لايصل الى سمعه وعيونه .
ملالي قم وطهران يصرفون ملايين الدولارات للعملاء والماجورين في الوطن العربي للكتاب والاعلام الذي يخلق شدا طائفيا في العراق وهدفهم الالغاء والتهميش والاقصاء والسعي الحثيث لشطب العراق و جميع العراقيين . وان الطائفية يمارسها ملالي قم وطهران لكي يحرقوا العراق ويغرقوه بالدماء و لكي تتشظى اوصاله ونسيجه الاجتماعي .
لقد وصلت البجاحة بالعملاء والمأجورين من الكتاب العراقيين والعرب ان يحولوا ما يجري في العراق الى مشكلة طائفية بالدرجة الاولى ( شيعة وسنة ) و هدفهم تقسيم العراق الى دويلات ، و نقول هؤلاء الكتاب المأجورين هم ضد العروبة والاسلام تمدهم ايران بالدولارات لأستمرار المأساة . وليظل العرب العراقيين ممزقين وقياداتهم السياسية مسترخية لا تؤدي مهمتها في التنظيم والجدية التي تعادل ما يفعله الصفويين الفرس ، و يلاحظ ان الاقلام الشريرة كلما قبضت يتحول اصحابها الى مسعورين كل كتاباتهم لأثارة الفتنة ، ليظل العرب من اهل الشيعة والسنة في العراق مشرذمين ومتقوقعين .
كل المودة والاعتزاز للمجاهد المسلم العربي العراقي الدكتور كاظم عبد الحسين عباس بقوله : ( ان سياجنا الاعظم هو الاسلام بلا طوائف والوطن بلا تقسيمات مميته. وتحية اكبار واجلال الى الاف البعثيين الذين أعدمهم الاحتلال وأعوانه في الفرات الاوسط والجنوب وبغداد وغرب القلب العراقي وشرقه وشماله بمحاكمات صورية أو من غير محاكمات. و الطائفية كمنهج سياسي ذو وجهين احدهما يسمى الشيعي والاخر يسمى السني..ومن يدعي الوطنية ويناهض الطائفية فعليه ان يبصق على كليهما والا..فاننا جميعا مغلوبين ونخوض في توجهات الاحتلال المختلفة حتى لو زعمنا غير ذلك او عكسه) .
هو ذا العراق ، او محنة العروبة والاسلام في العراق من نيسان 2003 ، وما زال العالم يضع عينه وأذنه على ما يجري هناك والمؤمن لا يقنط من رحمة الله ، والتفاؤل من سمة المؤمنين ، وستظل قلوب الاحرار والشرفاء تخفق بالالم والامل .. ولكن من يدري ؟
( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم |
|||||||
|
|||||||
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا | |||||||
|
|||||||