اسرائيل تعربد .. امريكا
تأسف .. بنو يعرب ويشجب كالعادة يستنكرون .
ثلاثون عاما مضت ولازال الصراع الكاسر في الساحة العربية يحتدم ، ايمان
او لا ايمان .. جهاد ام قعود و استسلام .. يختلف بنو يعرب على كل شيء
الا شعار واحد عزل الدين عن المعركة واستبعاد استعماله كأمضى اسلحتنا
فيها ..
ثلاثون عاما مضت والمؤامرة تلو المؤامرة على فلسطين والعراق ، ابتلت
الامة بمعظم مراكز السلطة والتفكير والتوجيه ، وقف على الدجاجلة
والمشعوذين .. وزمام الامور منوط بالاكثرين صخبا ولجاجة ومراء وانكار ،
وكفرا وفسادا والحادا ، سادت مجتمعات بنو يعرب ويشجب المنكر لكل قيمة ،
ودمار الفضيلة ونشر الرذيلة ، العميل المستأجر هو بطل الساحات .. قسموا
الناس الى قطعان من السائبة ، ورسموا لها الحدود والمقاييس .. انزلوا
الوطن العربي الى حضيض المهانة والذل والاستهتار ..
لو كنت رسام لرسمت اثنان وعشرون قائدا كل واحد منهم حاملا ( خرج ) كيس
صغير مكتوب عليه اسم وطنه الذي يقوده للضلال والجهالة والانعزال
والانفصال ، ويحيا شعار اولا !
العراق بقيادة الرئيس صدام حسين عندما حافظ على الوحدة الوطنية ، وخاض
معركة الصمود بوجه المؤامرات الاستعمارية ، وثبت هوية العراق بعد فترة
من النكسات والانقسامات ، والانحرافات ، والتشويهات ، وخاض معركة ضد
الاطماع الصهيونية والصفوية الفارسية ، واعلن ان الدين هو اساس النجاح
والازدهار والعطاء ، واعلن ان فلسطين عربية من النهر الى البحر ، ودعم
الجهاد والمجاهدين في فلسطين ، فتحوا عليه ابواب جهنم من كل حدب وصوب ،
وهذا ما اعترف به الصهيوني ( ديك تشيني ) قائلا اننا اسقطنا حكم العراق
و اعدمنا صدام حسين لأنه جعل الشعور العام السائد في فلسطين هو الشعور
بالقوة ، والتصميم ، والتفاؤل ، والثقة العظيمة بتدمير اسرائيل .
صدام حسين قبض على مبادئه الروحية ومرتكزاته الاخلاقية ، فأتهموه
وجعلوا منه معتديا خارج عن الاجماع ، سائر في ركب الشر .
مباديء الله ، ان من لا دين له لايمكن ان يكون مواطنا شريفا او مناضلا
مخلصا ولو تمنطق بكل مافي الدنيا من ثوريات وايديولوجيات ، فكيف يمكن
ان نثق فيمن لايخشى الله في وطنه وامته وعرضه وشرفه ، لا يأمر بالعروف
وينهي عن المنكر ؟
فلسطين بعد اكثر من 62 عاما وعشرات الالاف من الشهداء ، اغتالوا ابا
عمار و صار لها حكومتين وهميتين ، وسلطة تبصم كما يريد قطعان الصهاينة
المستوطنين . والعراق اكثر من سبع سنين يسوسه رعاع خصائصهم وميزاتهم
العمالة والخيانة والخروج من اطار الانسانية ، مجرمين حيوانات أبقة ،
لا ذمة ولا وازع ولا ضمير .. بهائم تحكمها نزواتها ، حولوا العراق جناح
الامة الشرقي الى زرائب ، ومزابل ، ومواخير ! حتى النجف وكربلاء صارت
اوكارا للدعارة الصفوية الفارسية .
بالامس ارتكب الصهاينة جريمة بشعة ، قتلوا احرارا من امة العرب
والاسلام ، واقتادوا من لم يقتل بالقوة والعنف للسجون والمعتقلات ، وكل
جريمتهم انهم مع الحرية ارادوا كسر حصار فرضته اسرائيل و امريكا
والرباعية والبعض من بنو يعرب على اهلنا في فلسطين .
سارع العربان للقاءات والاجتماعات والتقطت ( الكاميرات ) صورهم ،
يبتسمون ويتعانقون ، وايديهم متشابكة ، شجبوا واستنكروا ، ثم تجمعوا
على موائد سخية وحفلات غنية ، وعادوا لتبني الاستسلام والخنوع والمذلة
، واليوم يصدرون بيانا مشترك يبشر الامة بمزيدا من الاذلال والهوان .
اتمنى ان يبادر احد الشباب العرب لعمل رسالة دكتوراة في علم الأحصاء عن
الزيارات والاجتماعات والمؤتمرات الثنائية والثلاثية والرباعية ،
ومؤتمرات القمة للقادة العرب من سنة 1964 ، ويقيم نتائج تلك التحركات
ومدى تأثيرها سلبا وايجابا ، في حالة الاغفاء والاغماد والركود التي
تشتمل هذه الامة من المحيط الهادر الى الخليج الثائر !
يا ما سمعنا لا ناهية جازمة في البيانات العربية ، ويا ما سمعنا بحشد
طاقات الامة ، ويا ما سمعنا عن التئام الصف ، والمعركة اقرب من حبل
الوريد ..
اليوم بصلاة الفجر تجرأ الامام ودعى ربه : ( اللهم انصر اخواننا
المسلمين في فلسطين والعراق ) وبالطبع كلنا صرخنا أمين ، وعدنا لبيوتنا
نحتسي الشاي ونتابع القنوات الفضائية !
تمضي الايام بنا الهوينا ، ويتمخض السيرك العربي فيلد فأرا .
|