النظام الرسمي العربي ... متى تهتز الشوارب ؟؟!!

قال التلفزيون الصهيوني إن 20 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجراح بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل المحتل بجراح خطيرة، بعد أن هاجمت قوات صهيونية بحرية وكوماندوز وقصف من الجو، أسطول سفن الإغاثة المتجهة إلى قطاع غزة، في الساعة الرابعة من فجر اليوم الاثنين، اثناء وجود السفن الست على بعد 20 ميل من مياه غزة، في المياه الدولية، وما زالت القوات الصهيونية حتى ساعة كتابة هذا المقال بقيادة البحرية متواصلة بعمليتها على السفن.

واستدعت وزارة الخارجية التركية صباح اليوم، السفير الصهيوني في تركيا غابي ليفي بعد الهجوم الذي شنته القوات الصهيونية على سفينة تركية مشاركة في "اسطول الحرية"، وتشهد شوارع تركيا وامام السفارة الصهيونية في تركيا تظاهرات احتجاجية حاشدة، وذكرت انباء انقرة ان متظاهرين أتراك اقتحموا القنصلية الصهيونية في المدينة في اعقاب استيلاء البحرية الصهيونية على السفن، وطالبت سلطات الاحتلال من رعاياها في تركيا الى مغادرة تركيا فورا. وأفادت وكالات الأنباء التركية في وقت سابق بأن كبار المسؤولين الأتراك يعقدون اجتماعا طارئا من أجل مناقشة الموقف التركي حيال عملية الهجوم. كما استدعت وزارات الخارجية في كل من السويد وفرنسا واسبانيا واليونان السفراء الصهاينة المعتمدين لدى هذه الدول للتعريب عن شجبهم واستنكارهم لهذه الجريمة البشعة.

أن المذابح الإجرامية سياسةٌ صهيونية إجرامية ما زالت معتمدة حتى اليوم، فبالأمس القريب اقترف الصهاينة مجازر بشعة بحق الأطفال والنساء والشيوخ، أثناء حربهم الإجرامية الأخيرة على شعبنا في قطاع غزة , في اعتقاد من الصهاينة بأن سياسة المجازر سوف تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتجعله يتخلى عن أرضه وحقوقه، بينما الحقيقة الثابتة والدامغة هي عكس ذلك فابناء شعبنا  في غزة وفي فلسطين اليوم أشد ثباتًا ورسوخًا في أرضه، وأكثر عزمًا وتمسكًا بالمقاومة لتحرير الأرض من الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة.

لقد فرّط النظام الرسمي العربي بكل القيم وسقطت من منظومته الأخلاقية كل القيم الأساسية، إلا أنه يبدو أنه غير مستعد لأن يفرط في الكرسي ، تخلى عن الكرامة وتخلى عن العزة وتخلى عن الإباء والشموخ والنخوة والصمود والثبات والانتصار ةتخلى عن القدس بل وعن فلسطين بل عن الامة وعن الشعب العربي برمته , فالكيان الصهيوني بتماديه وباعماله الاجرامية هذه يقول للنظام الرسمي العربي انه قادر على الوصول الى أي عاصمة عربية , وقتا يشاء وكيفما يشاء, مما يستدعي ان تسكت ولا تحرك ساكنا ازاء أي عدوان صهيوني يستهدف الامة العربية حتى لو كانت سفن تحمل مواد غذائية لشعبنا المحاصر في غزة وان على الحكام العرب ان يصمتوا ويخنسوا..لاسيما وان الدول العربية قد ظلت صامتة مشلولة ازاء الغزو ثم الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي للعراق ، بل ان بعضها شارك مشاركة فعلية لوجستية في مساندة قوات الغزو الأمريكي الصهيوصفوي للعراق..

وهنا نتساءل بحق: لماذا تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي ولا تعلن صراحة عن مواقفها من هذه العنجهية الصهيونية ضد الامة العربية العربية وضد  شعبها الأبي.

رسالة اوجهها الى الحكام العرب ... متى تهتز شواربكم ايها الحكام العرب؟ ( هذا ان كان لكم شارب حقا..) , لماذا تحركت البلدان الاوربية يسرعة واستدعت سفراء الكيان الصهيوني لديها بينما لم تمر على الحادثة الاجرامية سوى سويعات ؟؟ هل يعقل ان يكون لدى هؤلاء غيرة على الشعب الفلسطيني اكثر منكم؟ هل انتم عاجزون عن استدعاء السفراء الصهاينة الموجودون لديكم ( والكلام هنا موجه بالخصوص الى حكام مصر والاردن ), ام انكم خائفون مرتعدون منهم؟ ام ان الاوامر الصادرة من البيت الابيض تقتضي بسكوتكم وخنوعكم؟... ان كنتم غير راضين على ما يحصل وغير قادرين على مواجهة الامر فتنحوا واتركوا الامر لمن هو قادر على المواجهة, فشعبنا العربي قادر على ذلك والتاريخ يشهد ولا داعي لان اذكركم بشهداء العرب الابطال امثال عمر المختار او عبدالقادر الجزائري او جمال عبدالناصر او شهيد الحج الاكبر صدام حسين .

قد يقول قائل مستهزءا ان هؤلاء الحكام اللذين عنيتهم وطالبتهم بأن تهتز شواربهم , لايملكون الشوارب (فهم حليقي الشوارب), فكيف تهتز شواربهم  الحليقة؟ .. اقول ان حكام الدول الاوربية اللذين استدعوا السفراء الصهاينة في بلدانهم اغلبهم حليقي الشوارب لكن الفرق ان هؤلاء الاوربيون يملكون من النخوة والشهامة اكثر من حكامنا ( حليقي الشوارب), ويبدو ان الاوربيون  يملكون من الضمير الانساني ومن الاخلاق ما يجعلهم قادرون على مواجهة الغطرسة الصهيونية على العكس تماما من حكامنا .

الى النظام الرسمي العربي اقول الا يكفيكم هذا  التخاذل والا يكفيكم تآمركم... ألم تخجلوا على أرواحكم؟؟. ألم تيقظكم الدماء التي تسفك والأعراض التي تنتهك والحقوق التي في كل بقاع الارض العربية؟... إلى متى؟؟... متى تتحرك فيكم نخوة نساء فلسطين؟؟... نخوة الإباء و الكبرياء...الى متى تدمر مقدرات الأمة و تنهب خيراتها وتُغتال سواعد رجالها وشبابها بأيدي جبانة غادرة تتمترس خلف توطئكم وانبطاحكم للصهاينة... متى يخرج السلاح العربي ويشرع؟؟.. ليُعلن عن عهد جديد... لقد أكل الصدأ هذه الأسلحة العربية... التي لا تَظهر إلا في الاستعراضات والتشريفات.! ماذا بقي أمامكم أيها الحكام العرب؟؟... وأين النخوة والشهامة فيكم؟؟ لقد بعتم قضيتكم وسلمتم أعناقكم للعدو يفعل بها ما يشاء...و كبلتم أيادي شعبكم و كممتم أفواههم... هاهم الجنود الصهاينة المسلحون يجرمون ويجرمون ويجرمون بحق ابناء شعبنا الفلسطيني وانتم غارقون في النوم .

الى متى هذا التخاذل العربي ... لماذا لا تقطع الدول العربية التي لها علاقات مع اليهود العلاقات لماذا لا تطرد السفراء اليهود لماذا تغلق مصر معبر رفح لماذا تبني مصر جدار العار بينها وبين غزة وتهدم الانفاق وتشارك في حصار غزة لماذا لا تقطع مصر والاردن والمغرب وتونس علاقاتها مع اليهود كوسيلة ضغط عليهم لماذا كل هذا التواطؤ مع اليهود لماذا هذه الخيانة للامة العربية والاسلامية

وأخيرا نعيد تذكير أولئك الحكام العرب الذين عبّروا عن رغبتهم في تجاوز (الشجبية والاستنكار والادانة, واختاروا سلام الجبناء كطريق ستراتيجي لهم), بأن ثمة أشياء كثيرة يمكنهم صنعها في محيط العدائية الصهيونية على الإنسان العربي، بشرط اصطحاب قدر من الصدق والتضحية والعودة الى رشدكم والتخلي عن جبنكم والتخلي عن خلافاتكم والالفات الى قضايا امتكم وشعبكم .

عاشت فلسطين حرة ابية

عاشت المقاومة العربية

الرحمة والخلود لشهداء فلسطين والامة العربية

والخزي والعار لنظامنا الرسمي العربي المتخاذل