لو سألتم أي مواطن عراقي في أقصى شمال أو اقصى جنوب العراق, من شرقه
الى غربه .. مَن قتل وهجّر اللاجئين الفلسطينيين في العراق بعد الغزو
والاحتلال؟ فسوف تستلمون الجواب بديهة ومسلمة لا غبار عليها: انهم
التيار الصدري ومليشياته المسماة بجيش المهدي وبدفع وتحريض من بقية
أطراف الطائفية الصفوية الفارسية المعروفين ومن بينهم العائلة الحكيمية
ودهاقنة العمالة في حزب الدعوة وعرّاب العداء لعروبة العراق المدعو
أحمد الجلبي والمتصهين الشاذ مثال الالوسي. ولذلك لايجوز أن نسمح بأي
حال من الاحوال أن يغتسل هؤلاء المجرمون ويتطهروا من نجاستهم واجرامهم
بدماء قتلى وجرحى نشطاء اسطول الحرية الذين قتلتهم العدوانية الصهيونية
البغيضة.أي ان على العراقيين والعرب الشرفاء أن لايصدقوا دموع التماسيح
على القضية الفلسطينية برمتها ولا على ضحايا العدوان الصهيوني هذا من
قبل من اعتدوا على الفلسطينيين في العراق بالقتل والتشريد بقسوة ووحشية
تتعدى وتتجاوزحتى وحشية الصهاينة.
كل من مارس ذبح العراق وطلائعه الوطنية والقومية والاسلامية وكل من
وضعوا العراق على مناحر ومسالخ التشظية والتمزق من عرب ومن عجم يجب أن
لانسمح لهم باستغلال دماء ركاب سفن الحرية بالاسطول المتجهة نحو غزة
البطلة الصامدة كجزء من أرض فلسطين الرابضة على أكتاف الحرية والفداء
والبطولة الاسطورية . كل من سار في درب الاستسلام والانبطاح والتطبيع
مع الكيان الصهيوني يجب ان لانسمح له بالتبرئ من جرائمه وجبنه وتخاذله
بالتظاهر برد فعل مزيف ومرائي ومنافق على جريمة الكيان الصهيوني
البشعه.
لن نقبل أي اغتسال بدموع التماسيح من قبل أي كان لاننا أمام قمة
الاجرام الصهيوني وذروته الجديدة المتمثلة بالاعتداء بالقتل غير المبرر
لرعايا عشرات الدول لا لشئ بل لانهم تحركوا بوازع انساني لينصروا شعب
فلسطين الذي تبيده وحشية الصهاينة وعمالة بعض الحكام العرب الذي يستدعي
ان تنتفض الامه بثورة شاملة لاخيار سواها بعد ان برهن الاخيار ممن
وقفوا بوجه الصلف والعدوانية الصهيونية من ان السلام مع الصهيونية محض
وهم وهو لن يفضي الى شئ سوى الانبطاح والاستسلام وقد فاضت كل انهار
الصبر ولم يعد من بد غير ان:
1- تفتح أبواب التطوع للجهاد أمام ملايين العرب المتعطشين لثار حريتهم
وكرامتهم ودمهم الذي هدرته الصهيونية .
2- تفتح المنافذ الحدودية مع الارض المحتلة كلها وتفتح أبواب الجحيم من
كل حدب وصوب على كيان الغدر والاغتصاب المجرم.
3- توقف فورا كل انواع التفاوض المذل مع عدو لا يعرف العيش الا
بالعدوان الغاشم والقوة المتغطرسة.
4 - تقطع كل أنواع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية التي
فرختها معاهدات الاستسلام والخنوع.
5- تتوحد كل القوى والحركات والاحزاب الدينية والقومية والاسلامية
وتزلزل الارض باعتصامات وعصيان مدني وتظاهرات وجمع للاموال لتغذي كتائب
التطوع لتحرير كامل تراب فلسطين.
6- تستخدم فورا كل ثروات الامة ومنها النفط والموارد الانسانية بكل
مصباتها ضد الدولة الصهيونية ومن يدعمها من امبرياليين ولوبيات ودول
وأحزاب ومنظمات.
7- تتوحد فورا قوى التحرير الفلسطينية وتلغي التشظي اللعين بين الضفة
وغزة وتفعل البندقية الفلسطينية كخيار وحل وحيد لتحرير فلسطين , كل
فلسطين من النهر الى البحر.
ان واجب القوى القومية بالذات في هذه الفرصة الفريدة هو أن تتحرك فورا
عابرة كل حواجز التفرقة المؤسسة على الانانيات الحزبية الضيقة وأن
تخطوا بارادة الامة كلها نحو توحيد الموقف من تحرير فلسطين والتحشيد
الفوري لمقتضياته كقاسم مشترك يعلو على كل الجزئيات الاخرى وكواجب شرعي
وانساني للعرب وللمسلمين وكمنفذ وحيد ومسلك لا بديل عنه لاستعادة هيبة
الأمتين العربية والأسلامية . وعلى كل قوى الأمة الحية والفاعلة أن
تحرك المشهد الجهادي من بغداد الى القدس بعيدا عن ظلاميات التكفير
والتخوين والتخطيئ التي مللناها وقززت وأقرفت كل حياتنا ولم نكسب منها
غير المزيد من الهوان وضياع الذات العربية المسلمة تحت حوافر خيل
أعداءنا ومصالحهم وأنانياتهم المتوحشة.
ان دماء نشطاء اسطول الحرية يجب أن لاتجفف وتضيع كما ضاع سواها بورق
بيانات باهتة لا طائل من وراءها وان لاتمتص نقمة شعبنا العربي وشعوب
العالم الاخرى بتظاهرات غاضبة يذوب ويذوي غضبها بعد انسحاب المتظاهرين
من شوارعنا المنكوبة بالبؤس وكوارث الهزائم ومهانات الغزو والاحتلال
وعصي الخونة والعملاء والاراذل من المحسوبين على جلدتنا وهوياتنا
الوطنية جورا وعدوانا. لقد سئمنا حياة تغذيها قطعة خبز مغمسة برضى
الصهيونية وسئمنا ثياب ذل لا نرتديها الا بموافقة أعداءنا رغم اننا
ندفع ثمنها وثمن الخبز مليارات الدولارات الى قتلتنا ومدمري انسانيتنا
.
انها فرصة العرب والمسلمين لثورة شاملة لا يستطيع كائن من يكون أن
يلومهم عليها ولا يوجد قانون في الدنيا يدينها ولا توجد قوة في الأرض
تقدر على احتواءها لانها تمتلك كل مقوماتها المادية والبشرية ولا
ينقصها سوى الارادة. ثورة تعتمر ارادة الله سبحانه وتعالى وتركب أجنحة
الايمان التي لاتغلب .. فلنقل جميعا .. حي على الجهاد والله اكبر وعاشت
فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر والموت للصهيونية المجرمة ولكل من
يمد لها يد العون للبقاء وعاش العراق ومقاومته الوطنية والقومية
والاسلامية سند وضمانة التحرير ومثاباته وأعلى راياته باذن الله . |