تنوي أمريكا وحكومتها المنصبة إنشاء سور يطوق بغداد ليقيها دخول
العجلات المفخخة ويضمن حالها الأمني ولهذا السور وفق التصميم ثمانية
أبواب تحكمه سيطرات عسكرية وأمنية مزودة بأجهزة ذات تقنيات فنية عالية
الجودة .
ولم استغرب هذه النية التي بات الغازي والعملاء ينون تنفيذ هذا السور
والسبب أنهم أصحاب تجربة في هذا الميدان بعد أن مارسوه في داخل بغداد
بأسيجة كونكريتية وقطعوا قصبات العاصمة .
لم يكتفي العملاء بخنق العاصمة بغداد بتلك الأسوار الداخلية حتى فكروا
بعبقرية دنيئة لخنق العاصمة بسور شامل لها بحجة المحافظة على الأمن .
أساس هذه التجربة استلهموها من أسيادهم في الخفاء وأعدائهم في العلن
وهم الصهاينة بعد أن شيدوا سور الجدار العازل في فلسطين المغتصبة .
وينقلني هذا الفعل إلى أفعال كثيرة يتطابق فيها العمل المكرر والمستنسخ
بين فعل حكومة صهيون وحكومات العراق المنصبة بعد الإحتلال ومن بعض تلك
التجارب التي طبقت وبفعل مستنسخ ومتطور بأسلوب أكثر قسوة ووحشية هي :
1-عمليات المداهمة على الدور السكنية وترويع الناس .
2- أعداد السجناء الذين يقبعون داخل السجون ولسنين عديدة في المعتقلات
ودون اكتراث .
3- أساليب التعذيب التي يتلقاها السجناء والتي لم يألفها التأريخ .
4- التهجير الذي تجاوز الملايين خارج وداخل الوطن .
5- الحقد على العرب .
6- زرع الطائفية والإثنية وبث الشقاق .
7- الفعل المقاوم للمحتل يعد إرهابا .
هذه بعض قليل من الممارسات التي يتطابق فيها العمل المستنسخ من أفعال
الكيان الصهيوني وما تفعله الحكومات المنصبة في العراق بعد الاحتلال .
وعودة للسور المزمع إنشائه على بغداد وهو نقل لتجربة الكيان الصهيوني
كما أسلفنا نقول :
إن السور الجديد الذي تنوي حكومة المحتل تنفيذه لعزل بغداد عن محيط
المحافظات الأخرى من العراق إنما يهدف لجعل كل مدينة بغداد منطقة خضراء
التي باتت لا تسعهم بعد أن تلقت ضربات موجعة بفعل العمل البطولي
للمقاومة العراقية الباسلة وكذلك يؤسس لفكرة التقسيم التي تنوي
الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذه وهي نظرية بايدن نائب الرئيس
الأميركي.
لكن هؤلاء الأغبياء لم يستلهموا الدروس والعبر من التأريخ ، فمهما
فعلوا من عمليات الخنق والأذى والقتل والتهجير فلا يجنون إلا الخسران
في نهاية المطاف .
حري بأهلنا أن ينتفضوا بوجه هذه المخططات الدنيئة التي يمارسها المحتل
وأعوانه الذين استباحوا كل المحرمات بعد أن دمروا كل شيء ينبض بالخير
وعلى العراقيون أن يدركوا تماما ً أن هذا الفعل إن تحقق فهو سيشمل
المحافظات العراقية الأخرى ويجعلوا من كل مدن العراق على هذا الشكل
والدليل هو الواقع الحالي لكثير من مدن العراق التي سورت بعد الإحتلال
ولكن الفرق الوحيد هو أن الواقع يشهد أسوار ترابية وبعد حين ستتحول
الأسوار الترابية إلى أسوار كونكريتية ، كما هو واقع الحال لكثير من
المدن العراقية مثل مدينة حديثة ، والحلة ، والفلوجة ، وبعقوبة ،
وبيجي ، والعديد من المدن الأخرى التي يشهد أهلها وزوارها هذه المشاهد
المبكية .
لم يكتفي المحتل وعملائه بسجن وقتل ملايين من الشعب العراقي بعد أن
أصبحت السجون تغص بأبنائه وذهبوا إلى جعل بغداد الحبيبة كما المدن
الأخرى لجعلها سجون أوسع .
ومن المضحك المبكي أن بعض ما يسمى بعناصر العملية السياسية يتسابقون
الآن إلى إرساء المناقصات على تنفيذ هذا الجزء وذاك من جسم السور
المقرر بعد أن يشاركوا الشركات المنفذة للحصول على الأموال .
نعم من حق هؤلاء أن يتسارعوا على الكسب من السحت الحرام المضاف من قوت
الشعب العراقي بعد أن أكملوا بنود شعاراتهم البراقة الزائفة وهي تحقيق
كل الذي يعاني منه الشعب العراقي المترف بنعيم الإحتلال بفضل عملائه
الذين حققوا الكثير من المنجزات بعد أن تم القضاء على البطالة ، وجعلوا
الكهرباء تؤشر على الفائض وأصبح العراق مصدر للكهرباء ، أما الواقع
الزراعي بحال يحسد عليه والفساد لا وجود له حيث البطاقة التموينية
وصلت بالمواطن العراقي حد التخمة وما إلى ذلك من الواقع الخدمي
المتميز.
بعد كل هذه المنجزات العملاقة لا بد من أن تفكر حكومة العملاء من إنشاء
سور لبغداد للحفاظ على هذه المنجزات العملاقة ....... والعاقل يفهم .
|