أسئلة لا يجيب عليها إلا السيستاني |
|||||||
شبكة المنصور | |||||||
بلال الهاشمي باحث في الشؤون الايرانية والتاريخ الصفوي |
|||||||
أن المغالاة في كمالية (السيستاني) فاقت الحدود الطبيعية حتى كادت أن تصل به إلى مستوى الأنبياء والمرسلين، ليس من قبل (البسطاء والسذج) الذين يتبعوه فقط، وأنما من قبل الماكنة الإعلامية الغربية أيضاً، التي رفعت من شأنه وعظمت مواقفه بعد أن كان (لا يحل ولا يربط) قبل أحتلال العراق، فأثار هذا الدعم الكبير (المتعمد) جدلاً واسعاً عن حقيقة التوجهات الغربية و،،، الصهيونية أيضاً!!، نعم ،،، توجه صهيوني لدعم السيستاني !!، قبل خمس أعوام رشح توماس فريدمان (صحفي يهودي صهيوني يحمل الجنسية الأمريكية) السيستاني لنيل جائزة نوبل (للسلام)!!،،، أليست نكتة الموسم ؟!، المهم ،،، أخذتنا هذه (التزكية) الصهيونية إلى مواجهة ثلاث حقائق، الأولى هي الاستهانة بملايين المنكوبين من ضحايا (السلام) الذي حققه السيستاني بعد أن أصبح (يحل ويربط) في العراق (منذ أصدار فتواه الشهيرة بعدم مقاومة الأحتلال)!!، والحقيقة الثانية هي وجهة نظر فريدمان (الصهيوني) التي جاء فيها "أن احتلال العراق يجب أن يستمر لسنوات، بهدف إنشاء دولة متقدمة فيه، تشجّع على إجراء إصلاحات في العالَمين العربي والإسلامي، تتماشى مع وجهة النظر الأميركية "، فهل ياترى أن السيستاني يتماشى مع وجهة النظر الأمريكية؟!، من المؤكد أنه كذلك وإلا ما كان لفريدمان أن يقدمه كمرشح لجائزة نوبل (للسلام)!!، ويقودنا هذا الرضا (الأمريكي الصهيوني) المشترك عن السيستاني إلى الحقيقة الثالثة ،،، وتتعلق بمعادلة أطلقها الخميني ،،، "من ترضى عنه أمريكا (الشيطان الأكبر) عليه مراجعة دينه"!!،،، وحسب هذه (المعادلة الخمينية) فأن السيستاني مشكوك في دينه!!، فماذا يرى السيستاني في هذا الأمر؟!، والمضحك في أمر الخميني أن أمريكا كانت راضية عنه إلى الدرجة التي زودت إيران بالسلاح (أثناء حربها مع العراق) عن طريق الكيان الصهيوني (فضيحة إيران غيت)، وهذا يعني أن الخميني مشمول بالمعادلة التي أطلقها!!.
هناك سؤالين بحاجة إلى أجابة، الأول ،،، هل هذا التطبيل الإعلامي لشخص السيستاني مجرد (رد جميل) لمواقفه (الكبيرة) في دعم مشاريع الأحتلال الأمريكي للعراق؟!،،، من المؤكد لا ،،، السيستاني يمتلك مؤسسة مالية ضخمة مصدرها الحقوق الشرعية (الخمس)، تدار من قبل عائلة السيستاني بدون حسيب أو رقيب، بعد الأحتلال زاد المورد المالي أضعاف مضاعفة بعد أن أصبحت أموال الأضرحة تجبى من قبلهم، كذلك أصبحت للسيستاني الكلمة العليا في العراق (كما قلنا يحل ويربط)، فهل بعد هذا من مكافئة أكبر يحصل عليها السيستاني (المال والسلطة)، هل يستطيع السيستاني أنكار هذه الحقيقة؟!، أما السؤال الثاني ،،، لماذا كل هذا التطبيل للسيستاني؟! ،،، في البداية علينا مناقشة ما ذكره أحد الاشخاص يوماً عندما شبه السيستاني بالمهاتما غاندي!!،،، غاندي ،،، مناضل هندي قاد بلده للأستقلال، بينما السيستاني (فارسي) شرع الأحتلال الأمريكي للعراق ودعمه!!، غاندي فضل التعري على أرتداء الملابس البريطانية، وناشد الرعية للبحث عن الملح بدلاً من شراءه من الاسواق ليضرب الاقتصاد البريطاني، وكان سباق في تنفيذ ما يطلبه من الناس، بينما السيستاني ذهب للعلاج في لندن وقواتها تحتل العراق، وعقارات ابناءه وبناته في أرقى المناطق اللندنية (من أموال الخمس)، فأين وجه التقارب بين الاثنين ،،، كيف يقارن الثرى بالثريا ؟!، وكذلك فعل (الصهيوني) فريدمان عندما قارب السيستاني من المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا!!، متناسياً هذا الصهيوني أن مانديلا قضى سبعة وعشرون عاماً في السجن ولم يساوم على مبادئه مقابل الأفراج عنه، بينما السيستاني قضى أكثر من نصف عمره في العراق يستخدم (التقية)، وساوم على مبادئ الرجولة والدين وخان البلد الذي آواه وأكرمه!!، فأي تشابه بين نخلة شاخصة ونبتة صفراء ذابلة!!، عندما أحتل الألمان باريس في الحرب العالمية الثانية لم يجدوا أحد من الفرنسيين يقبل أن يكون في الحكومة التي شكلتها ألمانيا، وبعد أن تم تشكيلها بجهد جهيد لم يعترف الشعب الفرنسي بها وأطلقوا عليها (الحكومة الفاشية)، وبعد خسارة ألمانيا في الحرب تم اعدام أفراد الحكومة الفاشية في الشارع من قبل الشعب الفرنسي، فأين السيستاني من وطنية الشعب الفرنسي وهو يدعو لأجراء أنتخابات تحت ظل أحتلال؟!.
وبعد ،،، هناك من يصف السيستاني بالسياسي المحنك وآخر يصفه بالاقتصادي العملاق، وصاحب الرؤية المستقبلية، رجل الخير، رجل الساعة، الرجل الأخضر،،، ألخ ،،، لم يبقى إلا أن يقولوا عنه علام الغيوب!!،،، ومع هذا فأن كل هذا التطبيل الإعلامي ليس لشخص السيستاني بل هو لشخص المرجع (أي الصفة التي يحملها)، فالإعلام الغربي (الأمريكي بالتحديد) عمل على تعظيم دور السيستاني وتضخيم حجمه ليخلق منه جهة يتعاملون معها مقبولة من قبل فئة كبيرة من الناس (أثناء الاحتلال ومابعد ذلك)، كما فعل الاحتلال البريطاني مع المرجع محمد تقي الشيرازي، حيث تم أبراز دوره كمرجع لدفع الناس باتجاهه، ويعتبر البريطانيون هم من اعاد احياء تراث التقليد لدى الشيعة منذ ذلك الوقت، أما في ما يخص (البسطاء والسذج) من الذين يتبعون السيستاني فأنهم يصدقون كل ما يقال عن السيستاني بل ويزيدون عليه، وينكرون عنه كل رذيلة، فقد ذكر بريمر في كتابه "عام قضيته في العراق"، أن هناك ثلاثون رسالة متبادلة مع السيستاني!!، إلا أن الأتباع كذبوا كل مانشر عنه!!، والغريب في الأمر أن مكتب السيستاني لم يكذب هذه المزاعم التي ذكرها بريمر في كتابه ؟!.
وأخيراً ،،، بعد سنوات طويلة على الاحتلال البريطاني للعراق تم تحريف الحقائق وتزوير التاريخ لصالح المرجع الشيرازي، وأصبح هو المفتي والدافع والمحرك لثورة العشرين، وصاحب المواقف التي أحرجت البريطانيين وعلى رأسهم السير بيرسي كوكس!!،،، ومن غير المستبعد أن يتكرر نفس الفعل مع السيستاني بعد مرور سنوات طويلة على هذه الحقبة، وسيقال في حينها ،،، "أتخذ آيه الله العظمى السيد السيستاني (قدس) موقفاً حازماً من الأحتلال الامريكي، وعمل على تفويت الفرص عليهم بعد أن أصبح عثرة أمام مشاريعهم الاستعمارية، مستخدما سلاح التسامح والسلام بدلا من العنف والارهاب، وقد رشح الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان (مستشرق أعتنق التشيع بعد معرفته الاسلام الحقيقي من خلال مواقف المرجعية الدينية)، السيد السيستاني لنيل جائزة نوبل للسلام، إلا أن السيد السيستاني رفضها مقترحاً أستبدال الجائزة بمواد غذائية توزع على الفقراء"!!،،، السؤال الأخير ،،، هل سيقبل السيستاني أن يلبس ثوب غير ثوبه؟! |
|||||||
|
|||||||
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا | |||||||
|
|||||||