وعود السيد اوباما

كثيرة هي الوعود التي اعلنها السيد باراك اوباما قبل وبعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ ان دخل البيت الابيض رئيسا ، واولى وعوده الداخلية معالجة ارتفاع الضرائب وتحسين الوضع المعاشي للفرد الامريكي ، والقضاء على الازمة الاقتصادية المزمنة التي كادت ان تطيح بمستقبل امريكا كله من خلال رفعه شعار (change) ليظفر بالرئاسة ، اما وعوده الخارجية فأولها الحد من انتشار الاسلحة النووية والقضاء على الارهاب الدولي وحل الصراع العربي الصهيوني بحل قضية فلسطين ، وسحب القوات المحتلة للعراق فورا ، الا ان ايا من هذه الوعود لم تنفذ على ارض الواقع فكل شيئ بقي على ماهو عليه بالرغم من مرور مايقرب السنتين على هذه الوعود ،

وامس خرج علينا السيد مسعود برزاني بوعد جديد اخذه ( فرمانا ) من سيده الامريكي اوباما هو تنفيذ مشروع بايدن سيئ الصيت قبل الغزو والقاضي بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ( سنية وشيعية وكردية ) حسب توصيفه مضيفا لوعده السيئ هذا ان يطبق المادة (140) من الدستور المسخ الذي وضعه اليهودي نوح فيلدمان ، والمعنية بضم محافظة التأميم ( كركوك ) الى اقليم شمال العراق وبعض من اجزاء محافظات نينوى ديالى صلاح الدين ، فيما يسمى (المناطق المتنازع عليها ) زورا وبهتانا ... هكذا جاءت الوعود العرقوبية على لسان مسعود برزاني لصحيفة امريكية ، وهنا نسأل من اعطى الحق للسيد اوباما وفوضه بهذا العطاء السخي للسيد مسعود برزاني ، وهل مات العراقيون جميعهم ليتكرم اوباما بهذا الكرم اللاحاتمي ويهب العراق لكل من هب ودب ؟؟؟ ، ويقسم العراق على هواه الى دويلات طائفية ويمنحها لامراء الحرب وقتلة الشعب العراقي ممن جاؤوا على ظهور دباباته التي احرقها العراقيون في الشوارع .

لا ياسيد اوباما لم تحسبها جيدا ويبدو انك لم تفهم الدرس جيدا الدرس الذي اوصلك الى رئاسة البيت الابيض والدرس الذي اوصل بوش قبلك الى مزبلة التاريخ كمجرم حرب غزا دولة عربية عريقة مثل العراق تحت يافطة وكذبة تافهة وشوشها بأذنه عميل صغير بوجود اسلحة دمار شامل في العراق ، والتي اثبت كذبها مفتشوك الدوليون انفسهم ، ياسيد اوباما عليك قراءة المشهد العراقي ثانية ، وان تسأل قادتك العسكريين المحتلين للعراق الان عن معدن العراقيين وشجاعة العراقيين وصبرهم وعمق انتمائهم ومقاومتهم لجيشك المهزوم الذي تريد له الان انسحابا امنا ، فالعراقيون ياسيد اوباما ورغم كل الذي فعلته الالة الحربية العسكرية التي ارسلها المجرم بوش لتدمير العراق وازالة دولته وقيادته الشرعية من الوجود متمسكون بأنتمائهم للعراق والدفاع عن حضارتهم وتاريخهم حد الفناء ، ولاتسطيع كل جيوش الارض وفي المقدمة منها جيشك المهزوم ان تفرض على العراقيين تقسيم بلدهم الى دويلات طائفية وعنصرية ، فالعراقيون ياسيد اوباما ان لم تعرفهم وتقرأ تاريخهم الذي يزيد على عشرة الاف سنة هم اول من علم العالم الحرف والكتابة واول من شرع القوانين في الارض على يد اورنمو وحمورابي ، واول من عرف الديمقراطية وطبقها على الارض ، واول من عرف الموسيقى والفنون على يد الفارابي واول من بنى زقورة اور وبرج بابل وجنائنه المعلقة التي صارت من عجائب الدنيا السبع ، فالعراقيون هم بناة حضارات وعباقرة فكر وعلم ونبوغ وفن على مر الازمنة والعصور ، مرت عليهم عصور مظلمة وغزوات كثيرة بقي فيها العارق واحدا موحدا وذهب الغزاة الى الجحيم ومزبلة التاريخ ، هنا فقط اذكرك بوصفك اكبر رئيس لدولة عظمى احتلت بلدي زورا وعدوانا ،

كما اذكر السيد مسعود برزاني ان احلام العصافير هي من يحلم في تقسيم العراق واحيلك الى تصريح غريمك جلال طالباني ( ان حلم الدولة الكردية هو حلم على الورق فقط وانه احلام عصافير ) هذا هو حلم الطيور ياسيد برازاني الذي ذكرته للصحيفة الامريكية رغم ايماننا العميق الصادق واحترامان الازلي بحقوق اخوتنا وشركائنا في المصير والحياة الكرد الرائعين في ان تصبح لهم دولة كردية وعلم ودستور وحدود دولية لكن ليس على حساب تقسيم العراق وتجزئته وتقزيمه ،

الاكراد يعيشون بيننا متذ مئات السنين معززين مكرمين متصاهرين مع اخوتهم العرب في كل محافظات العراق وانهم عراقيون بالدرجة الاولى وليس الدرجة الثانية كما يزعم بعض قادتك الشوفينيين ، ووعودك ياسيد اوباما ليس في محلها وانك تضحك بها على ذقون الاخرين وانك تعرف انها كذبة قد تنطلي عليهم ولاوجود لها الا في مخيلتك ومخيلت الاخرين التي ترون من خلالها ان العراق هو ولاية امريكية لابد من تقسيمها والعبث بمستقبله ولكن هذا لن يحدث الا على جثث العراقيين ولو طال الزمن ..... انها وعود للبيع وحسب ... فمن يشتري هذه الوعود البائرة ؟؟؟؟؟ .