بلا رجعه ديمقراطية العنف والاجتثاث في العراق |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
زامــل عـبــد | ||||||
في ظل تصاعد العنف الطائفي وتنامي دور الدول الإقليمية وخاصة إيران في
العراق يصبح المشروع الديمقراطي المزعوم يواجهه تحديات صعاب لعل أهمها
كيفية التصدي للمشروع الإقليمي الإيراني المدعوم من أمريكا والكيان
الصهيوني وان اختلفت المصالح والأهداف إلا إن القاسم المشترك بينهم كيف
يتم تحجيم دور الأمة العربية والإسلام المحمدي من لعب الدور القيادي
الريادي في المتغيرات الإقليمية ، فالوقائع التاريخية أثبتت إن هذان
المحوران ساهما في تصعيد العنف الطائفي في البلاد نتيجة لما يمتلكه كل
طرف من أدوات التدخل في العراق إن كان على مستوى الأحزاب والتيارات
والحركات الدينية السياسية ومليشياتها أومن يتظاهر بالوطنية والإخلاص
الوطني كالحزب الشيوعي العراقي بقيادة حميد مجيد ألبياتي عراب الاحتلال
، إن المشروع الديمقراطي المزعوم في العراق غدا كله مشروعا طائفيا بعد
انزواء القوى الوطنية القومية الفاعلة في الساحة العراقية نتيجة لهيمنة
التيار المتطرف المدعوم خارجيا مقابل المشروع الوطني العراقي وإشاعة
مفهوم وسلوك الاجتثاث والتهميش والإقصاء بل إن هذه القوى تتحالف بينها
من اجل وأد الحركة الديمقراطية في العراق بالرغم من الصراعات المريرة
والتناقضات بفعل الو لاءات المرجعية والأجندة التي تعهدت بتحقيقها
والمؤدية إلى تفتيت بنية المجتمع العراقي ووحدة ترابه وصولا إلى إخراج
العراق من المعادلة التوازنية الاقليمة والتمهيد لتكون إيران هي القوة
الفاعلة ، واليوم وبعد سبع ســـنوات على الغزو والاحتلال ينطلق
المشـــــــروع الديمقراطي المزعوم في العراق تحت يافطة الانتخابات
النيابية نقف أمام مفترق طرق ، يا ترى هل ساهمت قوى الاحتلال الأمريكي
الإيراني في تقديم النموذج الديمقراطي ووفق المنهجية التي يؤمنون بها
ويعملون من اجلها ؟ ،
أم إنها عززت من تواجد النفوذ الطائفي ؟ ، وهل هناك مقاربات تاريخية بين الفكر الطائفي والديمقراطي وهل تحمي الديمقراطية النظام الطائفي أم ألعكس ، كل هذه الأسئلة وغيرها تلح على التجربة والأصح المخاض العراقي بعد أن منيت بانتكاسات كبيرة شوهت كل المفاهيم وجعلت من البلاد أتون للحرب الأهلية التي تعمل القوى الطائفية المتزمتة لوقوعها بل إن أثارها امتدت لتشمل تغير سايكلوجية الفرد العراقي إذ سرعان ما تحول البعض الى وحش كاسر ضد جيرانه الذين عاشوا بين أظهرهم لعشرات السنين يتقاسمون كل شيء بروحية التآخي والتودد واللالفة والمحبة واختلاط الدم ، تغيرت القيم التي كان المجتمع العراقي يزخر بها ، قيم التسامح والمحبة والإيثار حتى إن المواطن يتساءل هل نحن حقا أصحاب قيم حقيقية أم ماذا ؟ ، ويصل الى نتيجة مؤداها كفى نكذب على أنفسنا لانملك قيم ولاهم يحزنون ؟؟ ،
وله الحق فيما طرح بشأن الهجمة التي تعرض لها المواطن العراقي هي بحق كبيرة جدا فمنظر القوات المحتلة الغازية لم يكن مألوفا لدى الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وخروج القوات البريطانية منه وما يعرفه المواطن العراقي عن الاحتلال هو ذاك الذي يراه فقط من شاشات التلفاز لكنه صدم وهو يرى المزنجرات الأمريكية والبريطانية تجوب شوارع مدينته وتكسر الأبواب وتعتقل من تريد وتغتصب النساء ويسمع ويشاهد عن قصص أخرى مروعة سواء في أبو غريب أو بوكا ، وشاهد مع قوات الغزو و المسمى الاحتلال الانفتاح المسمى الديمقراطية من جهة أخرى الانفتاح على كل الأشياء الممنوعة والمحرمة فانتشرت الصحف والفضائيات ودخل الفرد العراقي عالم التكنولوجيا الحديثة بدون ضابطة ، وشاهد تلك الرموز السياسية التي كان يسمع عنها في الإعلام شاهدها وهي في أسوء صور التناحر السياسي وصدم في بعضهم كان لص أو سارق أو تاجر مخدرات أو متسكع في أوربا أو أرصفة قم ومشهد وطهران والحسينية الزينبية في الشام جاء ليقدم نفسه كمشروع وطني عراقي أو منقذ بعثه الله من اجل إنقاذ الشعب ،
كل هذه الأمور بدأت وكأنها حلم على هذا المواطن فلم يجد أفضل من الاحتماء بالطائفة أو المذهب لتخليصه من كل هذه الشرور وسرعان ما تحولت هذه الطائفة والعشيرة الى وباء استشرى في الجسد العراقي بفعل تغذيته من الدول الإقليمية وبالتالي يصبح المواطن الذي تحول الى ضحية جراء هذه التغيرات البنيوية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي أصابت المجتمع العراقي برمته ، ومن اجل حماية جنودها وتقليل فرص الخطر عليهم كان لابد لهذه القوات أن تلعب دورا سلبيا نعرفه في التاريخ بسياسية فرق تسد وفعلا استطاعت القوات المحتلة من إذكاء الفتنة الطائفية في العراق من خلال إشاعة الفرقة بين أبناء الشعب العراقي وجعل الساحة العراقية مرتعا" للإرهاب وما تبعها من تنامي وتيرة العنف الطائفي وكبديل عن سقوط الديمقراطية المزعومة تم تنحية ما يسمى برئيس الوزراء لحكومة الاحتلال الثالثة والتي شهدت فترته ارتفاع وتيرة العنف الطائفي وزج عناصر المليشيات في المؤسسات العسكرية والأمنية ليحل محله المالكي في إشارة لتنامي مفهوم الخوف من الأخر ، فما حصلنا عليه من تنامي الفكر الطائفي خسارة أولى لمفهوم الديمقراطية بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع شخص الذي يؤدي دور الدمية المتحركة بالإرادة الأمريكية الإيرانية ومن هنا فان ألمشروع الديمقراطي في العراق في خطر في ظل تنامي كل هذه القوى ويصبح الحديث عنه قضية غير منطقية على الإطلاق إذ أنها ألان تتجه الى تشكيل اصطفافات طائفية ودالتها الائتلافات المعلنة فما شاهدناه من تطاول من قبل نائب في البرلمان على حيز من الشعب العراقي ويمارس التحريض يجعلنا نتأكد ونؤكد من أن الديمقراطية التي يدعونها تصب كليا"في خدمة الطائفية بل أن بعض مسؤولي المنطقة الخضراء حينما يسافرون الى خارج العراق لا يتحدث باسم العراق بقدر حديثهم باسم طائفتهم يحدث وهذا الأمر خطير حينما تتحول الديمقراطية في العراق الى خدمة الطائفية ،
وكل هذا يدعونا الى مراجعة شاملة للمفاهيم التي ورثناها من الاحتلال وأقول لربما تمكننا من الخلاص فيما بقي لنا من وقت لنرمم جراحنا ولننهض من جديد بفعل ديمقراطي يتناسب والتجربة الجديدة التي نعيشها في العملية الانتخابية بالرغم من قناعتنا وتصوراتنا حولها وبها وخاصة بعد تجربة الســــــــــــــــنوات المريرة المنصرمة والتي تعد بحق عجاف لما لحق بالمواطن والوطن من الأم وحرمان وتعطيل لكل الطاقات والقدرات الوطنية ويتركز المشروع على أســـــــاسيات يجب الاعتراف بها من الجميع لعل أولها ( الاعتراف بالأخر وعدم تهميشه فإسقاطات التجارب السابقة وتعميمها على التجربة العراقية أمر مؤلم حقا فلا يمكن لنا ونحن في قرن الحادي والعشرين من استنساخ تجربة الحلفاء في القضاء على دول المحور ) ونطلب من التاريخ تعميم تلك التجربة حتى على الفاشية واجتثاثها من المجتمع الألماني فإضافة الى اختلاف البيئة القبلية والتمايز الاجتماعي يجب ملاحظة التغيرات الدولية والإقليمية في الساحة العراقية وكذا الأمر بالنسبة لبعض الشخصيات الدينية والسياسية
وإن كانوا يتكلمون عن حقوق أهل القبور الجماعية فأين حقوق أهالي
الجنود المنسحبين ، إن كانوا يتكلمون عن المجازر فأين الحكومة من مجزرة
الزركه ، وإن كانوا يتكلمون عن حقوق الشعب الكردي فأين حقوق الجنود
والموظفين العرب الذين قتلوا في شمال العراق ، وأين حقوق الشباب
الأكراد الذين قتلتهم مليشيات البيشمركه
|
||||||
. | ||||||
|
||||||