خلقنا امةً عَجَبــا

خلقنا امةً عَجَبــا         فكنّا عزمَها العَجَبا
بزغنا في سماءِ البذلِ        يـومَ دعيّها احتجبا
يعلمنا ندى نيسان         أن لا يسأل السحبا
ولكن أن يقول الجرح       ها أنــذا إذا سكبا
قرين المجدِ من أعطى       ومــن لبّا إذا ندبا
ومن أفنى ربيع العمرِ       يومَ تتابعت جدبا
فقل للنائميـن على        وسـادةِ ذلّهم رَهَبا
بأن الموت خاتمــــة       لمن اقعى ومن وثبا
خسئــتم أن دودَ الارض        اكدى منكمو طلبا
أتغمض عين مســلوب       وتصحو عين من سلبا

 

* * * *

أمط عن قلبك الحجبـا        وجرد سـيفه الذربا
على تلك الرؤوسِ غدت       لفـرط خنوعها ذنبا
على تلك الظهورِ  على        مــانتها غدت حدبا
على أعناق سفاحين إن يستشرفوا عربا
فأن لاقوا  عدوّهمو        تساقط قلبهم رعبا
وها وطن مفرقـة         جحافل خيله عصبا
شراذيما  ممـــزّقَة         وكانت جحفلاً لجبا
فيا وطناً على شطيه تاريخ الدنى كتبا
وقد مالت منائره وكانت للدنى قطبا
وأولمت الذئاب على مسيل دمائه سربا
واوجعها كليب منه صار أشدها كلبا
توخّى قلبَ أمتهِ وأدمى العرقَ والعصبا
فسوف يرى بأن دم المرؤةِ قط ما نضبا
سيوف ملؤها الايمان تقطع كفّ من ضربا
سيأتي يومه الموعود أية وجهةٍ ذهبا

 

****

ذكرتك وابـلاً سكبَـــا           وسيفاً صارماً ضربا
ويا رجلا تلالا الفجر في فوديه وانسكبا
أطل على ذرى نيسانَ من تموزَ ملتهبا
بكـــل العزمِ مؤتزراً            بكل الكبر معتصبا
تبارك وجهك الأبوي مؤتلقاً ومحتربا
تباركَ عزمك العملاق بالأحداث مختضبا
أغار فلم يدع للخيلِ يومَ الروعِ مضطربا
واتعبَ صهوةَ الحدَثانِ مقداماً ومَا تعبَا
ونحن بنوك يا مثـلاً            عن الإيثار قد ضربا
سلاما يا أبا الأحرار           واسلم يا اعز شبا
ستبقى كل اضلعنا            تضمك قائداً وأبا

 

****

أزح عن قلبك الحجبـا             وأوقد جمره غضبا
وخذ بالعذرِ من نيسان أنك تنفث اللهبا
فما عوّدت قبلَ اليومِ لا ذلاً ولا رَهَبا
بلى أتقنت أن تلقي            بقلبك للظى حطبا
بلى احسنت أن ترتد عن مغناك منقلبا
وترفض أن تمسّ الماء لوثه الذي شربا
فكيف سكوت هذا الجرح وهو يكابد الوصبا
وحولك من مسوخ الارض ممن صنّفوا رتبا
فهذا حاملً سمـةً              وهذا حامل لقبا
وذاك الى اعز الناسِ لفقَ نسبة كذبا
أباحَ دماءَ أمته بما              أفتى وما كتبا
ويزعم أن دينَ اللهِ يأمره بما ارتكبا
ألا أكبرت دين الله عن زيفٍ به نكبا
أيقتل أهل دين الحقِ من بكتابه احتسبا
أيصبح كل هذا الظلم للرحمنِ منتسبا
دماء المسلمين على يديهِ تصيح واحربا
تجلببَ بردةَ الطغيان باسم الله واعتصبا
وقلل أنا أبن سيدكـم             تعالى اسم النبي أبا
وهل ينمى لسيدنا             حقود يكره العربا

 

***

تعالى الله يدرعون بايم نبيه كذبا
وما عرفوا لآل البيتِ لا نبعاً ولا غربَا
ولكن ملؤهم ترةً             غذاها جدهم حقَبا
أكاسرةً يموج الحقد في ابصارهم صخَبَا
ويكفي أن نكون لهـم             عدواً.. كوننا عربا
فيا وهجا به ذي  قار            تبقـى توقظ اللهبا
وتبقى القادسية فيه برقاً يفرع السحبا
نصرنا فيه دينَ اللهِ حتى جاوزَ الشهبا
واطفأنا بسيفِ الحقِ موقدَ نارهم فخبا
وها هم يرفدونَ الآن منبعَه الذي نضبا
ومنقلبٍ ظننـــاه            غدا للفكرِ منقَلَبا
فماذا جدَّ ؟ .. شاهاتً             ولكـن ترتدي جبَبَا
مجوسً حشو أردية              تظاهر بالتقى كذبا
وتجعل محض عمّتها              لخيمةِ دينها طنبا

 

***

نمت للنملِ أجنحة              فتـاهَ بنفسه عجبا
يطير هنيهةً صعــدا             ليهوي بعدها صَبَبا
تناسى أنَّ أجنحة             تصير لموتهِ سببا
فأنّى طرت يا مغرور تلقـانا بهـا شجبا
كوجه الله.. أنىّ رحت.. رح تستقبل العربا
كفى إن شئت  مكرمةً         تلفّق عنـدنا نسبا