يا حادي العيس( قصيدة لبغداد في يوم أسرها ) |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
قتيبة محمد الجبوري | ||||||
يا حادي العيس أحمل رسائلي *** إلى بغدادٍ منّي وأن كنتٌ عنها نَائِيا وَصيّةَ مَني أٌهدي السلامَ لها *** ويُخبرُ رافديها الطيب أن لا تَلاقيا خَرَجْنا وداعي الموتِ فينا يَسوقنا *** وكأن الموتُ بالسّيفِ لنا حادِيا وما زالت كنانتي بالشوق مملوءةً *** وما ذكرتُُ بغداد إلا والعيُن بَاكِيا ودعت بغدادَ أهلها تٌرابها وعشقها *** فأمسيت خَلِّ لنفسي لا أخاً ليا ولا يَمْنَعَنْكَ البعد يا قلبُ مِمّا أَرَدْتَهُ *** فقد خُطّ في اللوحِ ما كان خَافِيَا بلغوا بغداد عني أني في فَقرٍ *** وأن كنت غنياًً فلست ذا ماليا سَقِمتُ لبُعدك يا بغداد وللموت مُرتهنٌ *** وخشيت من بُعدكِ َلا يَبقى عليَ حاليا فإِن كانَ ضَنّي بك يا بغداد بِنائِلِهِ *** فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤاليا فاضَت عليكِ يا بغداد ريح الشؤم وَاحتفلت *** لَيسَ السقيم بمثلي وَلا اليتامى بِأمْثاليا أحاط بكِ المجوس وَاعْتَلَّتْ غُلمانهم *** وحُمِّلُوكِ منْ أذى حقدهم أثقاليا فَرَّجْتَ غَمَّهُمُ يا بغداد وكنتَ مقصدهم *** وأمْسَينْا مِن أمركِ في لَبْسٍ وبلياليا قد كنت يا حبة القلب كالأُسد في آجامه *** يحمي مُقلتيكِ شاهينٌ وبازٌ بين اشباليا هَلْ لِعَيْشٍ بعدكِ إذَا مَضَى نعمةٍ؟ *** أم كصريعٍ مُسْتَسْلِمٍ بَيْنَ بِيضٍ ورمحايا قُل لِبغدادِ وخير القول أصدقة *** وَالدَّهْرُ يتقلب بعدَ حالِ حاليا خُذيني اليكِ يا بغداد وُرقي لي *** فقد هَلكَ عني يا بغداد بَعدكِ سُلطانيا لا يَهنى القلب من بعدك من كَلأٍ *** كمن أَمْسَى ببلادٍ لا عَمٍّ فيها لي ولا خَاليا حَسْبُ الحبيبين بٌعدَ الأَرْضِ بَيْنَهُمَا *** أنتِ عَليها يا بغداد وأنا تحتَها باليا |
||||||
. | ||||||
|
||||||