بسم الله الرحمن
الرحيم
( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير )
صدق الله العظيم
فطر الانسان على الرغبة في معرفة اوائل الاشياء وهام في التعرف الى
جلائل الاعمال ، وعظيم الانجازات . اعتقد كان ومازال يسأل البعض : من
اول من سبق ، ومن اول من نجح ومن اول ، ومن أول ...... ، وانا هنا رغبت
ان يعرف الناس من أصبح اسمه نموذجا دائما للمروءة والدفاع عن الدين
والوطن.
عار ما بعده عار يقتل الصفويين الارهابيين الانجاس ورعاع المستوطنين
الصهاينة ، العرب والمسلمين في العراق و الاحواز ، و فلسطين ولبنان،
واليمن والمملكة العربية السعودية ، ويسعون لهدم الاقصى والكعبة ، ولا
نجد فينا اليوم من يقول لبيك يا مسرى نبي الامة . . لبيك يا امة العرب
والاسلام لأنقاذ ملايين النساء والاطفال والشيوخ . و اذا نحن استهدينا
لمواجهة الحقائق المرة ، بنظرة صادقة مخلصة الى واقع معظم دويلاتنا من
المحيط الى الخليج لا نرى الا اوتار لا تشفى كلومها ، واحقاد تستشري
وتمتد .. شعوب مضللة ، وقادة خائبون .. طواغيت تخلفها طواغيت ، يصطنعون
الجهلة والفساق والمجان .
الخليفة المعتصم الذي ارتدى عمامة الحرب عندما وصل اليه نداء من أمرأة
مسلمة وقعت في اسر الروم ، ونادى للحرب وقال : ( بشراك يا اختاه والله
مائة ألف حصان ابلق قادمة اليك ) . وانطلقت جحافل الفرسان ( من سر من
رأي ) سامراء – العراق ) لتلبي نداء امرأة صرخت ذات يوم ( وامعتصماه )
. والمعتصم هو من عرف بالمروءة والدفاع عن الدين والوطن .
ليعذرني القاريء ان لمس اني سأذكر واقعة تاريخية على طريقة المؤرخ
الكلاسيكي بلوطر خوس الذي كتب كتابا عرف باسم ( العظماء ) تحدث فيه عن
عظماء اليونان والاغريق والموازنة بينهما ( ترجمه للعربية ميخائيل داود
عام 1928 ) . والفارق هو اني اهدف للتعريف بمروءة ودفاع الخليفة
العباسي عن الدين والوطن ، وموازنته مع قادة عربان تميزوا وعرفوا
بفقدان المروءة والدين وباعوا الوطن .
شيء من التاريخ :
استغل الروم انشغال الخليفة المعتصم في القضاء على فتنة بابك
الخرمي، وجهزوا جيشا ضخما قاده ملك الروم، بلغ أكثر من مائة ألف جندي،
هاجم شمال الشام والجزيرة، ودخل مدينة ( زبطرة ) التي تقع على الثغور
وكانت تخرج منها الغزوات ضد الروم، وقتل الجيش الرومي من بداخل حصون
المدينة من الرجال ، ومثّل بمن صار في يده من المسلمين، وسَمَلَ
أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبىى أكثر من مائة الف امرأة مسلمة .
خرج المعتصم على رأس جيش كبير، وجهّزه بما لم يعدّه أحد من قبله من
السلاح والمؤن وآلات الحرب ، حتى وصل إلى منطقة الثغور، ودمّرت جيوشه
مدينة أنقرة ثم اتجهت إلى عمورية المدينة المنيعة ، وضرب عليها حصارا
دام ستة اشهر ، ودخلها المسلمون في (17 من رمضان سنة 223 = 13 من أغسطس
838م بعد ان قتل من أهلها ثلاثون ألفا، وغنم المسلمون غنائم عظيمة،
وأمر الخليفة المعتصم بهدم أسوار المدينة المنيعة وأبوابها وكان لهذا
الانتصار الكبير صداه في بلاد المسلمين، وخصّه كبار الشعراء بقصائد
المدح، ويأتي في مقدمة ذلك، أبي تمام التي منها قوله مادحا للخليفة
بعدما حقق النصر :
لبيت صوتا زبطريا هرقت له
كاس الكرى ورضاب الخرد العرب
نظم من الشعراء أو نثر من الخطب
فتح الفتوح تعالى ام يحيط به
وتبرز الارض في أثوابها القشب
فتح تفتح ابواب السماء له
منك المنى حفلا معسولة الحلب
يا يوم وقعت عمورية انصرفت
والمشركين ودار الشرك في صبب
ابقيت جد بني الاسلام في صعد
ظل المعتصم يواصل فتوحاته وغزواته ، ففتحت بعض مدن صقلية، وغزت جنوده (
قِلّورية) وتقع في جنوب إيطاليا، وتسمى الآن ( كاليريا ) ، وكذلك جزيرة
( مالطة) ولم تكن غُزيت من قبل .
وفي يوم الخميس الموافق (18 من ربيع الأول 227هـ= 5 من يناير 842م)
وافاه الأجل المحتوم، بعد أن أصبح اسمه نموذجا دائما للمروءة والدفاع
عن الدين والوطن .
حاشى لله . انا لا اريد الموازنة بين المعتصم وبين من خلقوا التبدد
والانسلاخ فينا قبل عدونا الصهيوني الصفوي ، 62 سنة وقادتنا يساومون
على فلسطين ، سلموا العراق للصفويين على طبق من ذهب ، واعتلى المسرح
المهرجون ، وغص العراق بأشباه الرجال من الانتهازيين والعملاء والخونة
والجواسيس والمساومين على قدر العراق والامة وشرفها ومصيرها ، و
اعلامهم يجعجع وبلا خجل وبتعمية يربط الاسلام بالارهاب لأرضاء الاسياد
الاعداء .
62 عاما مضت ونحن شعوب منومة مخدرة ، منهوكة ، مسحوقة . وظلمة عمياء
ليس لها من دون الله كاشفة ! فمن اين لنا بقائد يجهز ويقود مائة الف
حصان أبلق ليحرر فلسطين والعراق والاحواز ، والجولان ، وجزر الامارات
العربية ، وجنوب لبنان ؟!
|