في هذه الأيام من نيسان من عام2010 يمر الرفاق في البعث جديا بمراجعة
الذات والظروف والمحطات النضالية لحزبهم المناضل حزب البعث العربي
الاشتراكي وبالاتجاهات:
الأول : في استخلاص الدروس والعبر والنقد والنقد الذاتي
والاقتراب فهما وإدراكا لتعزيز الإيجاب المشرق والاستفادة من المر،
والنكسة، والدرس القاسي، والأخطاء في بعديها المبدئي والاستراتيجي، وهي
بلا شك كثيرة كانت سببا في النكسات الكبرى التي ألمت بالبعث وأضعفت
العديد من مرتكزات حركته .
الثاني: في طرح الافكاروالبنى الإستراتيجية المعالجة على صعيد
الحياة الداخلية للبعث، والرجوع الدائم لحقيقته التي هي إيصاد دائم
لقوى الردة، وإيصاد دائم لضبط صمام الأمان، وكذلك طرح البني
الإستراتيجية وفق استقراء كلي وشامل لما هية العمل المستوعب للظروف
والمتغيرات المحلية والعربية والإقليمية والدولية باتجاه الخطاب
السياسي الجدي المعبر عن روح هذا الاستيعاب والإدراك.
الثالث: الاضطلاع بدوره الكفاحي
والنضالي وفقا لما معزز في فكره واستراتيجيته التي تتبنى اسلوب الكفاح
الشعبي المسلح في مقاومة المحتل الامريكي وعملائه بعد ان واصل وبثقة
عالية وهمة رفاقه ومناضليه تنظيمه بطابعه ومعانيه وواجباته السريه.
الرابع: ألتأثير في عمقه الجماهيري
وعيا وادراكا بروحية الحركة المتفهمة لمعاناة الجماهير بعد ان وقع
العراق العربي تحت الاحتلال البغيض وسلب حرية ابنائه السياسية
والاجتماعية والاقتصادية ومحاولاته في ايجاد منافذ التنفيذ لابعاد
ستراتيجيته من خلال عملائه في العملية السياسية الفاسدة.حتى بقي البعث
حركة مقاومة فاعلة لن تغيب عن ذهن ابناء العراق والامة في الفكر
والنظرية و العمل والنضال والمقاومة .وان الخلاص والتحرير ات لاريب فيه
من خلال القوى المراهن عليها في المستقبل : المتمثلة بالبعث العربي
الاشتراكي.
الخامس: استيعاب الظرف في مواجهة المعاناة الخاصة اذا جاز
التعبير بروح قيم واخلاق البعث ونظامه الداخلي للحفاظ على وحدة البعث
الفكرية والتنظيمية ، وقد مرت بعض الفقاعات الى حيث الضمور والتلاشي
بعد ان حلم واهنا من وسوس في باله وفي منامه وهم او ( فرصة) رأى فيها
طريقا في الاجابة على موقفه غير المشجع،حيث تمسك رفاق البعث بالنظام
الداخلي والاخلاقية الثورية للبعث التي جعلت النصاب في محله والنظام في
تطبيقه بعد ان واصل الرفيق الشهيد القائد صدام حسين قيادة الحزب
والمقاومة ورحل شهيدا مجاهدا مناضلا شجاعا، وطبقا للنظام الداخلي للبعث
وللمسؤوليات السياسية والرسمية والعسكرية والحزبية والجهادية من الله
على نائبه عزة ابراهيم الدوري، الوريث الشرعي للثورات في قيادة الحزب
والمقاومة وفي طليعتها القيادة العامة للقوات المسلحة، وتجديد فاعلية
رفاقه الميامين في البعث والمقاومة والنضال والكفاح.
السادس: قدرة البعث على النمو النوعي في منح شرف العضوية الصعبة
وهي بلاشك صعبة، لانها تمنح في ظروف قاسية فيها من المهام والمسؤوليات
ما يمنحها القيمة النضالية العالية وفيها يحصل البعثي على شرف الموقف
اضافة الى شرف العضوية، لاسيما وان العضوية في البعث كان هكذا معيارها
سابقا في ظروف النضال السري، لذا فانها عندما تمنح للمقاوم وللمجاهد
وللذي يناضل في مجال مهمته من اجل تحرير العراق الاشم فهي بكل تأكيد
رفعة البعث في مستوى الشرف الوطني والقومي والانساني.وهي شجاعة بكل
معانيها ودلالاتها.
السابع: التغذية الفكرية والثقافية،
يولي البعث الاهتمام بدرجات يتطلبها مستوى النضال والفعل المقاوم في
تغذية رفاقة بالمادة الفكرية والثقافية في السياسة والعقيدة والاجابة
على الاستفسار الثوري وعلى ملابسات الظرف والمتغيرات، لادراك طبيعة
الصراع، واصطراع القوى ، والتحالفات، والتناقضات، اضافة الى تعميق
الوعي الذي يؤدي الى التحصين الفكري والتنظيمي.
الثامن: التعبئة العقلية بجانب التعبئة الجماهيرية التي توطد
الانتشار المؤثر في النهوض القادم لمرحلة التوجه وفقا لمتطلبات العمل
المقاوم والنضالي بكل إبعاده التعبوية الممهدة والمستشرفة لأفاق العمل
من خلال مشكاة البعث التي تطل باشعاعها على ابناء العراق والعرب، وفقا
للقناعة الثورية : فالمقاومة هي الخيار الاستراتيجي لتحرير العراق من
براثن المحتل وعملائه.
التاسع: القدرة على الاستقطاب الايجابي بعد ان عصفت العاصفة
وخارت بعض العزائم لدى البعض في الحزب وفي المجتمع بمستويات وصفت
بالحائر او المتخاذل والرافع لشعار الوقوف على التل اسلم والخائر في
قواه، كلها طبيعية ان تحدث في النفس البشرية وكما يقول المختصون طاقات
تحمل لها علاقة بالمكونات الشخصية لكل من بني البشر، ولكن رجال الثبات
في الموقف وماجدات العراق ووجهاء القوم واشراف القوم وفي المقدمة منهم
مناضلوا البعث الذين تحملوا وصبروا وعملوا واستمروا تبدلت المواقف
باتجاه الوعي في ازاحة الغش والدجل والظلام والوصول الى فرز الخنادق
والرايات والوجوه والبنادق رغم النسبة المتبقية من الاتربه، الى مستوى
أهل فيه البعث نفسة للارتقاء الى مستوى المهمة في قيادة الناس صوب
التحرير.
العاشر: الوعي التام للظرف ومرحلته، في القدرة على ادارة الصراع
وادارة الازمات بمختلف انواعها، والقدرة على توسيع دائرة الفعل المقاوم
في احتضان فصائل المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية في المجالين
القتالي والسياسي، تشجيع المبادرة وروحها التي تصب بالهدف الخادم
لمستوى التحرير، وفتح المعارك القانونية في محاسبة المحتل وعملاؤه،
النفاذ المؤثر في طرح الحقائق الداحضة للمحتل وعملاؤه في المجالات
العربية والدولية.
حادي عشر: اعلاء صوت البعث في ثقافة واعلام المقاومة رغم الحصار
على هذه الاذرع، في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وعلى
مستوى المواقع وتحقيق اهداف بلغ البعض منها مستوى التأثير المعنوي
لابناء الوطن المحتل بلدنا العراق العربي الاشم، وبذات الوقت سبب ذعرا
في صفوف المحتل وعمليته السياسية، والاصداء واضحة في الصوت الشجاع
لممثل البعث والمقاومة، وواضحة في اللقاءات والمناضرات والحوارات التي
تصب بذات الاتجاه في مكانة البعث التي اخذت حيزها تحت الشمس.
ثاني عشر: روحية الرفاق في البعث،
الصبورة في التعامل مع الصعاب والمحن والانتكاسات بمستوى التفاؤل مع
العمل، والواقعية في فهم الواقع المتحرك في توظيف ما يمكن توظيفة، وفي
استثمار الفرص الخادمة لمسارات التحرر، وفي التكيف ايجابيا بما يجعلهم
يعملون،ثوارا مع استمرار توجيه النقد البناء في معالجة اي ثغرة بروح
التحمل بعضهم للبعض الاخر، بمستوى يليق بالفرسان كل في مجال المهمة
المكلف بها.
ثالث عشر: التعامل مع المتغيرات بعلمية وفي مجال البحث
والاستناج المنطقي بعيدا عن ردود الافعال التي قد لا تكون في محلها وفي
ظرفها، والبعثيون هم في الاصالة اصحاب مشورة وترو، وان ماحدث من اخطاء
مرهون بمحطات المعالجة الانية، او في الدراسة الصادقة والنقد والنقد
البناء عند انعقاد المؤتمر القطري القادم عندما تتوفر ظروفه الذاتية
والموضوعية، لاسيما وان العديد من الاخطاء التي حدثت يعالجها الامين
العام للحزب قائد المقاومة الرفيق المناضل عزة الدوري في النقد الذي
يطرح في الاطار التنظيمي للبعث او في الاعلام وهو بلاشك اسلوب مبدئي
متدرج علميا وواقعيا وفقا لاستيعاب الظرف والمهام والحياة الداخلية
للبعث في الوقت الحاضر وفي مرحلة حركة التحرر الوطني. وهو بالتأكيد
سيكون في مدار الحوار والنقد في اطار المؤتمر القطري القادم الموفق ان
شاء الله.
رابع عشر: عدم الارتهان: البعث في مسارات العمل المقاوم والعمل
السياسي والإعلامي لن يرتهن رغم الذي حدث: وهذا بطبيعته امتداد لجميع
محطاته النضالية في تاريخه المعبر عن روح الأمة العربية والنزاهة، وهو
موقف طبيعي وإمعان كامل في تجسيد أفكاره ، فالبعث كان وسيبقى في مواجهة
المشاريع والأحلاف والتكتلات الخادمة للمشاريع الامبريالية والصهيونية،
فهو يتعامل في مستويات راقية من الندية ويتمتع بموقف استقلالي تام،
وكان وسيبقى معبر عن روح وتطلعات الامة في الاستشعار والتنبه والتنبيه
في مواجهة المخاطر والمشاريع التي تحاك ضدها.وكما تشهد جماهيره بخطابات
الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري الأمين العام للبعث في رسائله
وخطاباته الموجهة لمؤتمرات القمم العربية او في المناسبات الوطنية
والقومية في وضع العرب امام المسؤوليات والتنبيه للمخاطر والحث على
ادراك ما يجري وضرورات النضال من اجل الأمة ومعارك المصير العربي.
خامس عشر: عدم اغفال المراحل والظروف
والمعارك ومحطات الدفاع الوطني والقومي والموقف ، فالبعث عندما كان
يؤكد للعرب وللعالم وللشعب العربي والانظمة : ان العراق هو العمق
السوقي للعرب وهو الخندق المتقدم في الدفاع عن العرب وهو المرتكز
الأساس في الامن القومي العربي ولأمن الخليج العربي، والعراق كان في
الحرب الايرانية- العراقية هو مدافع وليس له طمع في ايران وانما :
ايران اعتدت وحاولت تصدير(( الثورة )) الى ارض العرب، وان لها اطماع ،
ولها افكار تحاول غرسها لاضعاف فكر وتجربة الاتجاه القومي ، العروبة،
الوطنية ، تماسك ووحدة الشعب وهي ليست ثورة وانما متغير سياسي وحكومي
اريد منه ان يأكل العرب من الشرق ويمهد لاضعاف العرب من جهة الشرق
العربي ،العراق للوصول الى غايات واهداف اوسع، وان ايران اعتدت لمرات
عديد وموثقة بالعيانية والموقف الرسمي والقانوني واما العرب والعالم
وفي الامم المتحدة ومجلس الامن وفي التوثيق مع الاشقاء العرب. واليوم
اتضح بل لمس الجميع ، بل رأى الجميع وعلى الارض ، ان ايران جاءت مع
صفحة الاحتلال بصيغة الاحتلال الرديف ، و جاءت بكثافة على ارض الرافدين
باطلاعاتها وجيشها المموه بملابس مدنية، وقامت بقتل وتهجير ابناء
العراق الذين وقفوا بالحد والحدود في التصدي للغزو الفارسي على ارضنا،
وجاءوا باحزابهم التي نفذت لايران خلال فترتي العهد الملكي والحكم(
الجمهوري) في ايران كجواسيس وعملاء مزدوجين لايران والمحتل الامريكي،
هذا اعطى ليس مصداقية فحسب بل وضح حقيقة ان البعث كيف كان ولا يزال
حامي الشعب ومنظر الطريق الصحيح للحفاظ على امنه ومستقبلة ، وعلى الرغم
من الحمل الثقيل واعباء المستعمر البغيض والتجسس الواسع فسينحسر المد
البغيض وسيطرد المحتل لامحالة وحتمية الانتصار ستكون للبعث ومقاومته،
وهذا هو الامعان في قوة البعث مرة اخرى.
سادس عشر: العملاء استارهم مكشوفة للبعث، ولكنها انكشفت امام
الشعب وامام العرب وامام الناس في الفعل المشين، فهم اشرار وسراق لا
يمتون الى الوطنية بشيء ،وان أبناء الشعب العراقي الكريم يكرهون
العملاء واذا ما انطلت على البعض منهم نتيجة العاصفة الصفراء بعض
الامور فانها في انقشاع. لذلك فالشعب العراقي شعب تجاوز الشدة وعقدة
الواقع المرير في الخطوة الاولى المهمة السالكة لدرب الحرية والتحرر من
المحتل عملائه وهو يتوجه الان نحو مسارات التعبئة الشعبية التي تموج في
بحر النضال والمقاومة لتكتسح الخنع والجواسيس مع سيدهم المحتل .
سابع عشر: التعامل في مواجهة
الاجتثاث بمستوى عقائدي: البعث فكر وعقيدة وممارسة وله تنظيم جدي يبتعد
عن السطحية في كل محطة من محطات نضاله، فهو علمي الحركة نضالي في
مواجهة المعاناة، جذري في معالجة الاخطاء وفي تطبيق برامجه،قادر على
الاستيعاب والتطور، قادر على تجاوز النكسات والصعاب بخطط يبتعد فيها عن
العفوية، واقعي يدرك الواقع المتحرك وقوانينه المحركة، هو جماهيري يتسع
الجمهور في قبول افكاره ويعرف الجمهور ان النضال في اطاره صعب فيه
مباديء واخلاق ثورية تتطلب مواجهة الصعاب دائما لانه يمثل روح مشروع
قومي نهضوي ويقارع العدو في ساحات متعددة، وهو حزب يقدم تضحيات وانه
ينمو عند الاشتداد والمعاناة لينتج عضوية صلبة في عودها النضالي وقادرة
على مقارعة الخصوم وهو ولود في قياداته وفي تشكيلاته وقاعدته تتسع في
المجال التنظيمي والجماهيري، فيه اباء وشمم، فيه شجاعة واخلاص، ومن
يخرج منه في الصف الآخر، دليل صحة في مجال التطهير والتطبيب وإزاحة ثقل
معطل وهو الذي يأسف على من يتوجه الى الطرف الاخر، ومن يتوجه مع الطرف
الاخر حتى يسحب احشاءه من الداخل فهو منا وهو باسل ومضح، فالبعث ينمو
رغم الدنيا الغادرة.
لذلك نقول ان البعث كان منذ النشأة اصيلا جديا، وسيبقى مستوعبا وعلميا
في تخطيه بنجاح كل الصعاب، وله في تنامي وتطور ابعاد العمل المقاوم
دليل على علمية النهج الصائب في مسارات التطبيق المجسدة للاصالة في
افكاره وعمقه التنظيمي والجماهيري حيث يحيا، حركة مستمرة لايمكن ان
تتوقف ابدا.
|