حزب الدعوة ( المناضل ) !! |
|||||||
﴿ الحلقة الاولى ﴾ |
|||||||
شبكة المنصور | |||||||
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي | |||||||
لكي يوصف شخص أو منظومة بشرية بالمناضل أو المجاهد أو المكافح فان على الواصف ان يستدعي صفات وخصال وأهداف بعينها وبغير التوصيف هذا نكون أمام انفتاح غير حميد على جملة من الاحتمالات: فاللص يمكن أن يوصف بالمناضل أو المكافح والعميل والجاسوس يمكن أن يوصف بذات الوصف فهؤلاء على سبيل المثال لا الحصر يبذلون جهدا جسديا وفكريا ويخاطرون بحياتهم لتحقيق أغراض وغايات بعينها.غير إن المنطق الإنساني برمته لايتفق مع توصيف اللص أو العميل على انه مجاهد لان الأغراض والنوايا والنتائج التي يحققها فعله تنأى به عن معاني الرجولة والخير والايجابية وتضعه في إناء السلبية والفردية أو الفئوية الضيقة وترتب على فعله إضرارا جسيمة للصالح العام أو لإفراد يحرم الشرع والقانون الإضرار بهم .
النضال صفة الرجال والمنظومات الجمعية من القوى السياسية والاحزاب والجمعيات التي تحمل أهدافا بناءة وايجابية تحقق مصالح عليا للافراد والتجمعات الانسانية . والنضال مشروع وجداني تبنى به النفوس لتبنى المجتمعات حيث هو وسيلة تربوية واخلاقية مخرجاتها ألتغلب على الوهن والتخلف والتمزق وألانطلاق في عوالم المشاركة في الانتاج الفكري والعلمي الانساني , أي الارتقاء بالطاقات الانسانية لمجموعة بشرية من الشعوب والامم فكريا وعقليا لاغراض التطور ومسايرة عجلة التقدم الانساني عموما.
حزب الدعوة الأسلامية, هكذا كما يسمى, حزب معروف الأهداف والغايات ونحن شهود عيان من جنوب العراق ومدنه المقدسة بشكل خاص مذ كنا طلابا في الثانوية أواخر الستينات والسبعينات على مجمل حركة النمو الشعبي التي سعى لها هذا التنظيم الاجنبي وأتسمت ب:
1- اعتماد المذهبية غطاءا للكسب والتنظيم في خلايا الحزب . 2- التعكز على فكر الحوزة وخاصة كتابات الصدر الأول كفكر ومنهج للخط الديني_ الطائفي لإدارة الحكم الذي سعى له الحزب .
3- استخدام المنابر والتكيات الحسينية لأغراض التعبئة السياسية والكسب الحزبي أيضا. 4- استخدام الشعائر الحسينية كزيارة الاضرحة ومواكب لطم الصدور وجلد الظهور بزناجيل الحديد والتطبير بفج قشرة الرأس بالسيوف وغيرها كعقيدة طائفية_ سياسية.
ان التعكز على المنابر وفكر الحوزة والشعائر الحسينية , وكلها تخاطب العواطف والمشاعر الانسانية وتشنجها وتصعد وتائر رد الفعل فيها لما يصل الى تغليب فكرة التضحية بالنفس لتحقيق الاغراض السياسية, لتكون عقيدة دينية (وهي ليست من الدين بشئ) ودمج هذه العقيدة البدعة مع الخط السياسي الذي يتبناه الحزب هي الخطيئة الاهم في وجود هذا الحزب الاجنبي الغريب على العراق بكل معاني ومعايير الاغتراب.
هكذا يكون هذا الحزب طائفيا بامتياز وهذا ليس استنتاج بل هو تعريف موضوعي يتبناه الحزب . فضلا عن كونه حزب نشأ في ايران وبقيادات وقواعد وممكنات نمو ايرانية صدرت كلها للعراق اذ لايوجد حزب دعوة ايراني لكي لايتيح أي مظهر بارز واضح لانتماء هذا الحزب الى الطائفية الايرانية.
الان ,, بعيدا عن أية عاطفة شخصية أو حزبية أو فئوية, لنحاكم الحزبية الفئوية الطائفية في زمن انفتح فيه العالم كله على عوامل الفضاءات الكبرى والوحدات الاقليمية ولنرى هل لهذا الخط السياسي التفتيتي التمزيقي حق أن يسمه ويصفه أي كائن كان بالنضال على أي صعيد؟ وهل يمكن لأي انسان موضوعي متجرد أن يضييع الخواص والعناصر الوطنية أو القومية للأمم والشعوب تحت سيوف التمزيق التي تتسلح بها الفئوية الطائفية السياسية ؟ وهل يقبل أي وطن في الدنيا ان يتشرذم بيد تنظيمات ولدت ونمت وترعرعت في الأناء الاجنبي الذي يحمل برنامجا ومشروعا فئويا طائفيا عرقيا ويعمل له بنشاط بل يقاتل من أجل ان ينتصر له وبه في أقامة فضاء جغرافي جديد على حساب سيادة وأمن واستقرار العراق والاقطار العربية الاخرى تحت غطاء الدولة الشيعية؟! هل تقبل بريطانيا وأمريكا أن تتسيد فيها أحزاب ذات طابع يفتت وحدتها الوطنية , الجغرافية والبشرية؟ بل هل يقبل هذين البلدين مثلا أن يعمل أي من مواطنيها على تشكيل تنظيمات تخدم روسيا أو الصين أو ايران أو الجزائر أو مصر على سبيل المثال لا الحصر ؟
هذه الاسئلة تحمل في طياتها الأجابة الصريحة والواضحة لانها هي الفيصل الذي يقسم الناس الى وطنيين أو قوميين, في المدى الأبعد للتشكيلات الأجتماعية القومية ,ولا جدال في أن المواطنة الحقة لا تتحقق الا بالوطنية الحقة وهذه بدورها بالتعريف البديهي تعني ان الأنسان يترفع ويتسامى عن أي فعل أو تصرف يتناقض مع مصالح الوطن . وبذلك يكون حزب الدعوة ومثيلاته من التشكيلات العرقية والطائفية التي تشكلت فكرا وتعبئة على أساس تمثيل مصالح جزئية تدعيها لهذه الطائفة او ذاك التكوين العرقي على حساب مصالح الشعب ككل انما هي أحزاب خائنة وعميلة لفكرة الوطن والمواطنة والوطنية .
هل نحتاج الى براهين ووثائق للبرهنة على ان حزب الدعوة عميل وخائن وقوة تهشيم للوحدة الوطنية العراقية؟ حسنا لنقدم جردة ميدانية متواضعة نحن عشناه شهود عيان وعاشها معنا كل مهتم بالشأن العراقي:
اولا" : على الارجح, ان تنظيمات حزب الدعوة , السرية منها في الداخل , أو تلك المتسربة عبر حدود ايران , كانت من بين اوائل القوى التي مارست الأرهاب المنظم في العراق باعتداءات على المدنيين والمسؤولين . وقد تباهى وتبجح حزب الدعوة وقياداته بهذه العمليات الأجرامية التي اشتملت على استخدام التفجيرات في المناطق العامة في وقت كان العراق يعيش فيه أمنا مدنيا في السبعينات والستينات لم يشهده في كل تأريخه. نماذج من أرشيف تاريخ الأرهاب الدعوي في العراق تمثلت في تفجيرات الجامعة المستنصرية أعقبها تفجير موكب تشييع الضحايا من داخل السفارة الايرانية , مرورا بالعديد من العمليات الأجرامية المشابهة ضد مواطنين ومسؤولين ووصولا الى استهداف موكب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الأستاذ المجاهد عزة ابراهيم الدوري الذي كان محاطا بحشد بشري هائل في المدخل الرئيسي لمكان مقدس هو مدخل ضريح الأمام الحسين بن علي عليه السلام ولا مناص من التذكير بمحاولة اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله في الدجيل المشهورة التي حوكم عليها ضحية الأاستهداف وحكم عليه بالأعدام في أغرب محاكمة وحكم عرفه تاريخ العدل والقانون . أجندة ارهابية بدأ قبل استلام خميني ثم تصاعدت بعد استلامه . ان استباحة دماء الناس الابرياء لتحقيق حضور من هذا الطراز يدل دلالة لا غبار عليها ان هذا الحزب هو عبارة عن تنظيم عميل ارهابي وليس من حق أي عراقي باي حال من الأحوال أن ينتمي اليه أو أن ينتخبه أو يسمه بأية سمة ايجابية .
ثانيا": مارس حزب الدعوة ومن وراءه ايران دورا قذرا في جريمة الأبادة الجماعية المتمثلة بالحصار المجرم وعلى مدى ثلاثة عشر عاما عبر تحشيد وتعبئة الرأي العام الدولي ضد العراق بادعاءات كاذبة وملفقة. ان من نافلة القول ان الحصار قد قتل عموم العراقيين عبر انعدام الغذاء والدواء ومن الخزي أن يوصف فرد أو حزب بانه حزب بالمعنى السياسي أو انه وطني أو انه مناضل مادام ديدنه قتل الشعب العراقي من أجل الوصول الى السلطة .
رابعا": وهنا القشة التي قصمت ظهر البعير الدعوي. الدعوة شارك بجلب الاحتلال للعراق مع شركائه الطائفيين والقوميين الشوفينيين الانفصاليين الكرد. وعاون الاحتلال عبر الأسناد الأيراني على احتلال العراق. وصار واحد من أهم واجهات الحكم الاحتلالي وعبدا طيعا لكل ممارسات الاحتلال . وساهم مع شركاءه في كل جرائم الابادة الجماعية والتهجير والاقصاء التي طالت ما لايقل عن عشرة ملايين عراقي . وما زال حبل الأجرام الدعوجي على الجرار . دعوة الاحتلال والتعاقد معه تؤكد ان هذا التنظيم ليس حزبا سياسيا ولا وطنيا ولا يستحق العيش في العراق ولا يجوز لعراقي شريف ان ينضم اليه . ان ظروف الغزو والاحتلال ونتائجها الكارثية لن تدوم وسوف يكون حزب الدعوة عندها بلا حجاب ولا ستار ولا حماية من غضب شعبنا بما فيهم من اضطرته الظروف لمسايرة الدعوة المجرم.
خامسا": برهن الدعوة انه حزب للموت والتبعية الذليلة والتفتيت للوطن والشعب بعد الاحتلال بما لايقبل أي مجال للشك او الجدل او الاحتمالية. واثبت انه حزب اجرامي من طراز متفرد عبر ممارساته الارهابية والاجرامية القذرة ضد شعبنا ومن بين مظاهر ذلك اقامته لمعتقلات وسجون سرية اذيق فيها آلاف العراقيين انواع مبتكرة من التعذيب الوحشي والأغتصاب الذي لايفعله الا شذاذ الافاق وعبيد اللوطية وعبدتها. وما زال كلاب المالكي ينهشون بشباب العراق وشرف أهله بمداهماتهم واعتقالاتهم وابتزازهم بالرشاوي وسلب الممتلكات في أقذر ممارسات دونية شهدها تاريخ العراق ووصمت هذا الحزب بالخروج الكامل والتام عن معاني الانسانية وحقوقها وسماتها والتزاماتها الربانية والوضعية.
ان نهاية الاحتلال ستعري تنظيم الدعوة العميل المجرم وتخرجه تماما من حياة العراقيين وسيشهد تاريخ العراق مرحلة يقطع فيها العراقيون لسان من يذكر اسم حزب الدعوة ولسان من يذكره باية محطة للذاكرة. |
|||||||
aarabnation@yahoo.com |
|||||||
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا | |||||||
|
|||||||