التدخل الايراني في المنطقة العربية ..! |
|||||||
شبكة المنصور | |||||||
حسين الربيعي / العراق - البصرة | |||||||
الذاهب للمكتبة العامة في طهران يجد في واجهتها الامامية صحيفة من كتاب تراثي قديم!! طولها متر وعرضها كذلك وقد وضعت في صندوق زجاجي كبير كتب فيها( كيف للعرب الانذال ان يسقطوا الامبراطورية الفارسية!!علينا ان نعيدهم للصحراء من جديد)!. التدخل الايراني قائم على مشروع توسعي طائفي منذ نشوء الدولة الصفوية التي ارسى دعائمها الشاه اسماعيل الصفوي. ولا يحيد عنه المتشددين او الاصلاحيين كما توصف سلطة الملالي الحاكمة في طهران. وبان تلعب ايران دورا اقليميا توسعيا في المنطقة .ومشاركة الدول الكبرى في تحديد السياسة الاقليمية.لقد قدم النظام الايراني خطابه السياسي الاسلامي الموجه للعام العربي بعدة اتجاهات مؤثرة لاستقطاب المؤيدين لسياسته وافكاره منه.
انه يقف بصلابة وتحد ضد سياسة الغرب الاستعمارية للسيطرة على المنطقة العربية والاضرار بهويتها الاسلامية. وتعزيز الدعم الشعبي الايراني الاسلامي عبر خطابات دينية منمقة. وعقد اتفاقيات وتحالفات سياسية وعسكرية واستراتيجية مع احزاب ومليشيات وكانتونات شيعية في العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان والبحرين والسودان ومصر واليمن والامارات لاعادة المجد الفارسي الصفوي.لقد اتخذ التسلل الايراني اعواما طويلة من الاعداد الفكري للمتسللين وارسال العديدمن طلبة العلم الايرانيين للدراسة في الجامعات والمعاهد العربية. وائمة الجوامع والمساجد والحسينيات وطلبة الحوزة والزيجات المختلطة والزيارات والاقامات الطويلة والمعونات المتفرقة والمعارض الدولية التجارية وعن الكتب.والحصول على فرص عمل في اقطار الخليج العربي. ومنذ حدوث التغير الايراني الدرامي عام 1979!
بوصول الملالي وقيادتهم لحركة دينيةعصبية تستند على(القومية الفارسية) التي تمتاز بعصبيتها الشيعية وبلوغ قيام الامة الفارسية كهدف له. عاملين على تاجيج مشاعر العداء بين(اهل السنة والشيعة) على مستوى العالم الاسلامي.متناسين ان افكارهم متخلفة ولا تملك رؤية حديثة تتلائم مع تطور العالم فكريا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجي. وانفرد الرئيس (شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله)باتخاذ موقف متحوط وحذرمن احداث ايران.بعد ان ساند واصطف واعجب بهذا التغيير جمع كبير من السياسيين والمثقفين العرب!. وفي ملحمة (قادسية صدام المجيدة)سطر رجالات العراق الابطال اروع الملاحم البطولية للوقوف بوجه العدوان والظلم والنار والتوسع الفارسي الصفوي ولجم اندفاع الجراد الاصفر القادم من (قم وطهران) لضرب وتدمير المشروع النهضوي الحضاري الذي يقوده حزبنا القائد حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة الرفيق الشهيد (صدام حسين رحمه الله) وضمن يافطة القومية العربية والعروبة.
بعد ان اتهم العراق الوطني العروبي القومي المستقل بانه وضع العروبة في مواجهة الاسلام!!. ولم يتحدث احد من هؤلاء عن سر تمسك ايران بالجزر الاماراتية العربية الثلاث المحتلة منذ عام 1971 مدعية بانها اراض ايرانية. ولازالت تستأسد عليها وتحتلها وترفض اي حوار ودي مع الحكومة الاماراتية بشأنها او اي تحكيم عربي او دولي!!. بل تعلن ان من اراد ان يخوض معركة لاستردادها عليه ان يسبح في بحر من الدماء.وتدخلها السافر والمستمر في شؤون مملكة البحرين الداخلية واطلاق التصريحات حول تبعيتها لها!وهم موجودون في المنطقة المواجهة للخليج العربي (ويتأففون) اذا اطلقت عليه تسمية(الخليج العربي) ويرفضون حتى تسميته(الخليج الاسلامي) كحل وسط بينهم وبين اقطار الخليج العربي وكنازع متبادل على تسميتين قوميتين. وعمل الايرانيون واجهزتهم الاستخبارية على (دعم تنظيم القاعدة الارهابي) لضرب الامن والاستقرار والمشاريع الاستراتيجية في السعودية.ودعم(الحوثيين) ماديا وعسكريا وسياسيأ مهددين استقراراليمن واستقلالهاودعم الانفصاليين لضرب وحدته.
وانطلقوا نحو المملكة المغربية في دعم(خلية بلعريج) الارهابية واقامة ندوات توصف بأنها فكرية لكن بواطنها تعمل على تغيير مذهب الدولة المالكي الى المذهب الشيعي. وجندت طابورآ خامسآ من الصحفيين والادباء والكتاب والمثقفيين لحرب( المنافحة عنها) للترويج عن اطماعها التوسعية وممارساتها العدوانية ضد اقطار الوطن العربي ومدافعين عن افكار وشعارات(نجاد الخمينية)!!المستندةعلى التدخل في الشؤون الداخلية ومد نفوذها وتوظيف ساحات الصراع له.لم يعر الكثيرون من العرب الاهتمام لخطب واحاديث ولقاءات وتحذيرات الشهيد (صدام حسين رحمه الله)قبل ربع قرن حين حدثهم عن الاطماع الفارسية القومية في البلاد العربية ووجوب وحدتها وتعزيز التضامن العربي المشترك.وبعد الاحتلال الامريكي للعراق في ٩-٤-٢٠٠٣ قدم النظام الايراني كل انواع الدعم السياسي والعسكري والاستخباري واللوجستي الى امريكا من اجل تسهيل احتلالها للعراق. فيقول احد زعماء(قم) ويدعى محمد علي ابطحي (انهم فعلوا الكثير لمساعدة امريكا لاسقاط النظام في العراق ونفس الشىء في افغانستان )وهذا يناقض اقوال وافعال خميني وخامنئي بعدم التعامل مع الشيطان الاكبر(امريكا).! وبرز التدخل الايراني في شؤون العراق بعد الاحتلال الامريكي مباشرة على شكل زوار للعتبات الدينية المقدسة في بغداد وكربلاء والنجف وسامراء. والجمعيات الانسانية وفرق التدريب وما يسمى خبراء الاعمار!وافتتاح العديد من المصارف الايرانيةمثل (مصرف كارافرين الايراني) ويديره الايراني مجيد انصاري.(وبنك مللي ايران)الذي يعتبر احد واجهات المخابرات الايرانية في جنوب لبنان!.
والذي التحق معه(مصرف التعاون الاقليمي – العراقي)مكونآ شراكة مالية!!. وهناك مصارف عديدة في البصرة وكربلاء والنجف!. وتتولى(شركة شمسة الايرانية)ادخال الزوار الايرانيين وتوفير الحماية لهم! وتوزيعهم واسكانهم في الفنادق ا لعراقية!بعد ان حددت مبلغ 2. دولارآ يدفعها كل زائر عن اجور الفندق والمأكل وزيارة الاماكن المقدسة ولمدة 7 ايام! وتدخلت هذه الشركة حتى في تأثيث هذه الفنادق والالوان المستخدمة فيها! وسيطرت على محافظات العراق الجنوبية وتعمل ما يروق لها مع المحتلين الامريكان وادلاء الخيانة الصغار! لتشريع بعض القوانين لصالحهم!!. وجندت وقدمت الدعم المالي والسياسي والعسكري والتدريبي لتدريب(جيش مقتدى) وما يسمى(عصائب اهل الحق- وفيلق بدر –وحزب الله –جند الله-ثأر الله وغيرها) والعديد من المنظمات الخيرية والانسانية(كشهيد المحراب) والمختصة بشؤون الشباب والنساء وكبار السن كواجهات لعملها الاستخباري والسياسي والترويج للنفوذ الصفوي في العراق. وانفقت على هؤلاء الكثير من الاموال ودربتهم في العراق وايران ولبنان .ليس من اجل مواجهة الاحتلال الامريكي—البريطاني وطردهما من العراق. بل لتحسين وضعها السياسي والتفاوضي امام اوربا وامريكا ومجلس الامن بشآن مشروعها النووي المثير للجدل.
ان ايران المستفيد الاكبر من تدمير العراق وحصاره ثم غزوه فاحتلاله.اخترقت الداخل العراقي وامسكت بمقاليده وبجزء من مصيره ورفع درجة التهديد للامن الاقليمي الخليجي والامن الاقليمي العربي الى التهديد النووي(اللون الاحمر) مع فارق وحيد لم يعد هناك عراق وطني عروبي مستقل رمز القوة والمآثر الوطنية والقومية وحارس للبوابة الشرقية للامة العربية يقوده صدام حسين ومحققا التوازن الاستراتيجي في المنطقة.بل بات العراق في ظل حكم المالكي والجعفري والحكيم والجلبي حليفا تابعا لايران وواحد من مناطق نفوذها في الاقليم. انهم يعملون ضد العروبة والاسلام عائديين بالعرب نحو عصور الجاهلية والظلم ومشروعهم النووي في حالة استكماله سيكون وسيلة ضغط على الاقطار العربية!.
ان بغداد واهلها الكرام وفصائل المقاومة العراقية الوطنية والاسلامية التي افشلت المشروع الامريكي التوسعي وجعلته يقرر الانسحاب من العراق نتيجة للخسائر الفادحة التي مني بيها على يد هؤلاء الرجال الرجال.فأنها قادرة على النمو المتسارع في اتجاه استعادة هويتها العلمانية العروبية والديمقراطية العميقة. رافضة التقسيم القسري لها وكل الحواجز التي وضعها المحتلين واذنابهم.(تعاند من اجل الاندماج والتوحد) رافضة خيار الطائفية والعرقية والانحيازات القهرية والفكرية.انها مدينة الفداء والخلق والابداع (انها ياقوتة ابو جعفر المنصور—واعزها الشهيد صدام حسين رحمه الله).رافضة دخول وتدخل(الغرباء والعملاء واحفاد العلقمي) في الفكر والسياسة والفن والابداع والاجتماع والدين.
ولن تتفق مع الظالم والمحتل الامريكي- الفارسي وعملائهم الصغار.بغداد لن تكون كالمراة الحامل-حملت فلما اتمت اقلصت ومات قيمها وطال تأيمها وورثها من ابعده.... |
|||||||
|
|||||||
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا | |||||||
|
|||||||