كتب أستاذ اللغة
الإنكليزية في جامعة لافيرن والكاتب السياسي والروائي وليم أي. كوك في
20 نوفمير/تشرين ثاني 2009 ما يلي:
"بعد سنوات عديدة من إعداد اللهجة، رشوة السياسيين البريطانيين
والسيطرة على البي. بي. سي أنهم (الصهاينة) متعودون على أن يكونوا
محصنون". (جلعاد أتزمون، "يتعين على بريطانيا تحرير نفسها من الصهيونية
فورا"، 17 نوفمبر/تشرين ثاني 2001، إم. دبليو. سي. نيوز).
إستمع الشعب البريطاني هذا الإسبوع لتقديم مراسل "الديلي مولز" بيتير
أوبورن، على القناة 4، روايته المدمرة حول سيطرة اللوبي اليهودي على
حكومتهم. الأن نعرف عمليا بأن جميع السياسيين الرئيسيين في المملكة
المتحدة من كلا الحزبيين، مثل إخوانهم عبر البحيرة في مجلس النواب
ومجلس الشيوخ لدينا، يستلمون "مساهمات/تبرعات" من ماكنة اللوبي
الإسرائيلي للتأكيد على أن السياسات الإنجليزية-الأمريكية الشرق أوسطية
تتبع ما تمليه الحكومة الإسرائيلية. رد جلعاد أتزمون على هذا التقرير
في مقالته "يتعين على بريطانيا تحرير نفسها من الصهيونية فورا"، مشيرا
الى أن هذه السيطرة كانت موجودة منذ سنوات عديدة، اللوبي يشعر أنه
"محصن".
قد أحد يسأل: كم هي عدد السنوات التي تعتبر "كثيرة"؟
في 16 أكتوبر/تشرين ثاني عام 1941، أرسل هارولد ماكمايكل - المندوب
السامي لفلسطين، ضابط إنتداب فلسطين كبير لقوات الإنتداب البريطانية في
فلسطين،- المذكرة "السرية للغاية" التالية الى وزير الخارجية بشأن
مشاركة "المؤسسات الوطنية اليهودية في فلسطين في أعمال الفوضى والعنف"،
التقرير أعدته الشرطة الفلسطينية، قسم التحقيقات الجنائية:
المذكرة توضح - في الواقع تجلب الى الضوء الساطع الكامل - الحقيقة بأن
الدولة المنتدبة تواجه فعلا خطر مهلك في فلسطين من العنف اليهودي مثلما
واجهت في أي وقت مضى من العنف العربي، وهو خطر بلانهاية أقل سهولة
لمواجهته بواسطة أساليب القمع التي أستخدمت ضد العرب. في المقام الأول،
لدى اليهود ... الدعم المعنوي والسياسي ... من قطاعات كبيرة من الرأي
العام في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ... كل
النفوذ والقدرة السياسية للصهاينة سيجلبان لإظهار أن اليهود في فلسطين
ضحايا العدوان، وأن جمع كبير من الرأي العام في الخارج سيقنع بحقيقة
الزعم.
من الواضح تماما، أن ماكمايل يدرك بأن الدولة المنتدبة لا تمتلك سلطة
في بريطانيا على الإجراءات الحماسية للصهاينة لأنهم يتلاعبون بالرأي
العام والسياسي حتى وهم يوسعون نطاق إرهابهم ضد حكومة الإنتداب
البريطانية في فلسطين. هذا موقف ضعيف أن تكون فيه، مسؤول عن الرقابة
الحكومية وأمن أولئك الذين تحت سلطته، أي الفلسطينيون وكذلك اليهود،
ومعرفة بأن اليهود عاقدين العزم على إخراج البريطانيون من فلسطين،
ومعرفة بأن الحكومة البريطانية يمكن أن تعرض مساعدة ضئيلة.
الصهاينة و "عصاباتهم"، كناية لقوات عسكرية مجهزة تجهيزا جيدا ومدربة
تدريبا جيدا، شنت تمرد إرهابي واسع النطاق ضد البريطانيين عن طريق سرقة
البنوك، القتل العشوائي للشرطة البريطانية، وإغتيال الوزير البريطاني
المقيم اللورد موين في عام 1944. بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية
أصبحت الأمور أسوأ بكثير: "الهاغانا نفذت عمليات عسكرية ضد القوات
البريطانية وأطلقت سراح المهاجرين المعتقلين في معسكر عتليت، تفجير
شبكة السكك الحديدية في البلاد، هجمات تخريب على مواقع الرادارات
وقواعد لقوة الشرطة البريطانية المتنقلة، تخريب السفن البريطانية ...
وتدمير جميع الطرق والجسور الحديدية على الحدود". أجري كل هذا الإرهاب
ضد حكومة الإنتداب في حين ظلت حكومة الوطن (الحكومة البريطانية) صامتة
تحت غطاء الدعاية الصهيونية الإسرائيلية (مائير بائيل، "من هاشومير الى
قوات الدفاع الإسرائيلية: الدفاع اليهودي المسلح في فلسطين، الحرب
العالمية الثانية).
www.jewishvirtuallibrary.org/source/History/resist.htm
لكن تسجيل أعمال الإرهاب لا تنصف الظروف التي واجهتها حكومة الإنتداب.
ماكمايكل يصف حقيقة القوات المتحالفة ضد الشرطة في فلسطين.
السألة الثانية التي أثارت إعجابي بعمق هي السيطرة النازية تقريبا التي
مارستها المنظمات اليهودية الرسمية على الجالية اليهودية، طوعا أو
كرها، من خلال إدارة الأموال من الخارج، إصدار شهادات العمل بالإرتباط
مع حصة الهجرة، المساهمات الإجبارية لصناديق إعتمادات مالية ولقوة
الهيستيدروت. ... الجالية تحت حكم القلة المغلقة (الأوليغاركية)
للمنظمات الرسمية اليهودية التي تتحكم في السياسة الصهيونية وتقيد حياة
الطائفة اليهودية في كل الإتجاهات ...
ربما واحدة من اكثر الملاحظات المخيفة التي عملها ماكمايكل تأتي في
النهاية ذاتها من إيفاده: "كما تقف الأمور الأن يبدو لي أمر حتمي بأن
الطاغوت الصهيوني الذي خلق بمثل هذه الكثافة من الحماس من أجل إقامة
دولة قومية يهودية سوف يكون السبب لمشكلة جدية جدا في الشرق الأدنى".
كلمات نبوية حقا.
المذكرة التي زودت من قبل دائرة الشرطة الفلسطينية تضم ما يقارب 500
صفحة من وثائق تم الإستيلاء عليها من الوكالة اليهودية ومنظمات ذات
الصلة. هذه الوثائق تكشف نية الصهاينة الذين سيطروا على عمليات في
فلسطين حينما عملوا لإجبار الى حيز الوجود دولة يهودية. "نحن نعتبره من
واجبنا أن نحذركم ضد أي محاولة لأتخاذ قرار بشأن حل مضاد للصهيونية ...
نعتبره كواجب لإطلاق تحذير آخر. لا تؤجل الحل السياسي لعشرة سنوات ...
اليهود أمة. أرض إسرائيل تعود الى شعب إسرائيل. سيتم إنشاء الدولة
اليهودية. فمن الأفضل أن تنشأ بمساعدتكم ولمنفعتكم، من ضدكم" (حركة
المقاومة اليهودية، 25 مارس/أذار عام 1946، دار محفوظات رودس).
قسم تحقيق الإنتداب
الجنائي كان برئاسة ريتشارد كاتلنج. تبدأ مذكرة كاتلنج بفهم "للبنية
السياسية، الإجتماعية والإقتصادية اليهودية المعقدة في فلسطين". سلسلة
من الملاحق ترسم هذه الهياكل تؤشر بشكل عابر بأن"... تقرير لجنة فلسطين
الملكية لعام 1937 تدرك أن 'الوكالة (يهودية) من الواضح هي ليست هيئة
إدارة حكم، أنها يمكن فقط تقديم المشورة والتعاون في مجال واسع'. لكن
متحالفة كما هو الحال مع ليئومي فاد، وتقود ولاء الأغلبية العظمى من
اليهود في فلسطين، فهي تمارس مما لا شك فيه، كلتا في القدس ولندن،
تأثير كبير على سلوك الحكومة. "إحباط كاتلنج من السيطرة الفعلية لليهود
على السياسة البريطانية في فلسطين تسطع من خلال هذه الوثيقة: "هذه
المنظمة القوية والكفوءة تبلغ في الحقيقة، موقع حكومة متواجدة جنبا الى
جنب مع حكومة الإنتداب ...".
السيطرة الصهيونية على الوكالة اليهودية قوضت بنشاط السلطة القانونية
في فلسطين كما عملت لتقويض الدعم لتلك الحكومة في بريطانيا، واضعة
القوات البريطانية في طريق الأذى وهي تحاول الوفاء بمسؤوليتها المأذون
بها في فلسطين. وأنها أيضا تظهر تصميم قيادة الوكالة في تقويض الأمة
ذاتها التي أعطتها وسائل تأسيس "وطن" في فلسطين من خلال وعد بلفور.
نادرا ما يتم تقديم صياغة هذا الإعلان في شكله الكامل:
"تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف الى تأسيس في فلسطين وطن قومي
(بيت وطني) للشعب اليهودي، وسوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذه
الغاية، على أن يفهم جليا بأن لا شيئ سيعمل من شأنه أن يضر بالحقوق
المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية في فلسطين، أو
الحقوق والمنزلة السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي بلد أخر".
الإعلان لم ينوي تأسيس دولة يهودية. في الحقيقة، التعبير، "وطن قومي أو
بيت وطني"، أستعمل عمدا بدلا من "دولة". إضافة الى ذلك، أشارت المسودة
الأولى الى المبدأ 'أن فلسطين يجب أن تكون' معاد تكوينها 'كوطن أو بيت
وطني للشعب اليهودي'. في النص النهائي، الكلمة "أن أو بأن" قد أستبدلت
بكلمة "في" لتجنب تعهد او إرتكاب كل فلسطين لليهود فقط.
ربما الأن يمكننا الإجابة على السؤال: "لمدة كم سنة كانت الحكومة
البريطانية تحت سيطرة النفوذ الصهيوني؟" ثلاث نقاط وعشر، العصر
التوراتي. ربما حان الوقت لبريطانيا أن تولد من جديد، خالية من القيود
التي تربطها بهذه القوة الفاسدة التي تنتهك القانوني الدولي، ترتكب
جرائم بشكل طائش ضد الإنسانية، وفي غطرسة وقحة تقول للأمم المتحدة ان
ترحل مطالبها للإمتثال الى المجتمعات المتحضرة في العالم.
(ملاحظة: ملفات السير ريتشارد سي. كاتلنج أفرجت الى هذا الكاتب من قبل
المؤرشف الرئيسي لمكتبة بيت رودس "رودس هاوس لايبرري" التابعة لمكتبات
بودليايان في جامعة أوكسفورد. بعض المواد الواردة أعلاه أتت من "مقدمة"
لكتاب سيتم نشره في الربيع القادم).
وليام أي. كوك أستاذ اللغة الأنكليزية في جامعة لافيرن في جنوب
كاليفورنيا ويعمل كمحرر وكاتب لمنشورات إنتيرنيت متعددة. تتضمن كتبه
المنشورة "تتبع الخداع": سياسة بوش الشرق أوسطية، "أمل حطم، عدالة
أنكرت": إغتصاب فلسطين، و"مؤرخات نيفاريا": رواية.
www.drwilliamacook.com
رابط المقال المكتوب باللغة الأنكليزية:
http://www.informationclearinghouse.info/article24022.htm |