|
|||||||
نظرة استشرافية - البعث والمقاومة والاحزاب المساندة للمحتل ومستقبل العراق |
|||||||
﴿ الحلقة الثالثة ﴾ |
|||||||
شبكة المنصور | |||||||
داود الجنابي | |||||||
منذ ان شرعت الولايات المتحدة الامريكية بالاعداد للعدوان الامريكي هبت احزاب تدعي انها عراقية لمساعدة المحتل لتدمير الوطن كما اسهمت هذة الاحزاب في عام 1998 الى تمكين الادارة الامريكية انذاك من اصدار مايسمى " قانون تحرير العراق" الذي كان عبارة عن منح 97 مليون دولارلقوى مايسمى في حينها" المعارضة العراقية" التي سبق ان اطلقت عليها مادلين اوبرايت هم " مجاميع من المتشرذمن وحفنة من اللصوص" وحين وصل الحزب الجمهوري للحكم وبالتعاون من وكالة المخابرات الامريكية وفرت الادارة الامريكية الدعم المالي الى احمد الجلبي من اجل ان يكون اداة التجسس رقم واحد في موضوع العراق على ان يجمع حولة باقي اعضاء جوقة مايسمى في حينها المعارضة، وفي عام 2002 عقد مؤتمر المعروف باسم ( مؤتمر لندن للمعارضة العراقية) وفي هذا المؤتمر تم الاتفاق على تقديم كل وسائل الدعم لقوات الغزو الامريكية والبريطانية في حالة شن العدوان على العراق ،ولعب تلك الشخصيات في تقديم المعلومات الكاذبة والمخادعة التي استطاعت فيها تضليل الادارة الامريكية والبريطانية ومد اجهزة المخابرات في تلك الدولتين بمعلومات واهية وبالفعل تمكنت من ذلك ،
نرى ان الاحزاب السياسية العراقية بالرغم من موقفنا المبدئي منها نقول انها تنقسم الى ثلاثة انواع الاول احزاب سياسية قديمة التشكيل مثل الحزب الشيوعي وحزب الدعوة والمجموعة الثانية نمى ونشاء خارج العراق مثل حزب المؤتمر لصاحبة احمد الجلبي والمجلس الاعلى الذي شكلتة ايران والمجموعة الثالثة هي الاحزاب التي شكلت بعد الاحتلال وجاءت شخوصها مع المحتل الامريكي ، وكل هذة الاحزاب تتلقى الدعم والعون من دول خارجية لها اجندات ومصالح في العراق.
في عام 2004 وتحديدا قبيل انتخابات عام 2005 كنت اعمل رئيس تحرير جريدة المنار وكان رئيس مجلس ادارتها الزميل الراحل طة عارف رحمة الله في يوم طلب مني الذهاب الى احد الاحزاب السياسية التي من المقرر ان تخوض الانتخابات وبعد الحاح واصرار من امين عام هذا الحزب خضع الزميل عارف وطلب مني مرافقتة لاجراء مقابل مع ذاك السياسي ( وللتاريخ والحقيقة لا اتذكر اسم ذاك الشخص ولا اسم حزبة لكوني اساسا غير مقتنع بة وذهبت مجرد لتحقيق رغبة زميل وصديق عزيز) المهم ذهبا الى المقر الكائن في الاعظمية في ساحة عنتر وبعد استقبال وضيافة بداء الزميل عارف باجراء الحوار وفي تلك الاثناء دخل مسؤول اعلام لذلك الحزب واعطانا " المنهاج السياسي للحزب" بدات اتصفح هذا الكتيب الذي لاتتجاوز صفحاتة الخمسة او الاربعة وريقات وقراءت فقرة تقول( ان المنهاج السياسي للحزبنا تعتمد على نظرية سياسية دولية) انتهى النص ومن باب الفضول الصحفي توجهة بالسؤال الى الامين العام لذاك الحزب وسالت السؤال التالي( ماهي النظرية السياسية التي يعتمد عليها مناهجكم وتوجهكم السياسي.؟) وما ان سمع الاخ الامين العام هذا السؤال حتى اجابني بنبرة حادة قائلا ارجوك استاذ اذا اردت ان تعرف هذة النظرية عليك ان تسال المكتب السياسي للحزب ، اجبتة ولكن انت الامين العام المفروض ان تعرف قبل غيرك ، قال انا لا اتجاوز حدود صلاحيات المكاتب المتخصصة ‘ التفت الى صديق عارف وقلت لة عزيز ابو قيس اسال ضيفك عن " الطنطل " لا عن السياسة وخرجت ولحقني عدد من مسؤولي الحزب ومعهم الزميل طة عارف لاكمال الحوار الذي لم يكتمل الى يومنا هذا، نقول ومن خلال سرد هذة الواقعة نرى كم هي ضحالت الاحزاب والشخصيات التي جاءت لتتحكم في مصير العراق باذن المحتل الامريكي وبدعم ايراني مطلق، ولم يقتصر الحديث عن الاحزاب السياسية التي اوجدها المحتل بل حتى تلك الاحزاب التي كانت تدعي انها اشتراكية وتناضل ضد الامبريالية والراسمالية ، ارتضت لنفسها ان تكون اداة بيد المحتل الامبريالي ،
في عام 2006 كنت انا والزميل الصحفي جياد تركي الشيوعي منذ ثلاثين سنة خلت كنا نسير في ساحة الاندلس في بغداد ، وفجاةً توقف زميلي امام بناية تحمل لافتة كتب عايها (مقر الحزب الشيوعي العراقي) فقال بصوت عالي لقد اضعت ثلاثين سنة من عمري وسجنت في "نكرة السلمان "و" سجن الكوت"و"غيرها من السجون ايمانا بالنضال ضد الامبريالية ،وضحك والتفت نحو الحرس المتواجدين في باب البناية وقال لهم 30 سنة هم يحشون ادمغتنا بانهم ضد الامبريالية ولكن اليوم جاؤا مع دبابات امبريالية، تم التفت لي وقال ياصاحبي " انتم على حق وظل حزبكم يقصد" البعث" نظيفا وطنيا قوميا صادقا مع مناضلية ليس مثل هؤلاء ال(........) واشار بيدة الى اللافتة المعلقة على البناية، ولم تمضي سوى اسابيع على هذة الواقعة حتى وجد الزميل " ابو وثبة" متوفيا على فراشة في غرفة بائسة.
هذة هي الاحزاب التي جاءت مع المحتل والتي تخلت عن مبادئها ومناضليها، اما احزاب الدينية التي تربت على يد الاطلاعات الايرانية والحرس الايراني فهذة لاتحتاج الى وقائع وادلة على عمالتها الى ولي نعمتها ايران او المحتل الامريكي، هذة الاحزاب التي اتسمت بالطائفية والعدوانية والقتل والتدمير كانت ادة طيعة في يد الاجنبي، اليوم في العراق اكثر من 500 حزب وكيان سياسي،والعديد من تلك الاحزاب والكيانات تملك فضائيات وصحف ومنظمات مدنية واموال طائلة تصرف هنا وهناك ،في الوقت الذي كانت تعيش قبل الاحتلال على فتات الدول التي تحتضنها ، اما اليوم فان الحال اختلف بعد ان تمكنت هذة الاحزاب من اغتصاب اموال العراق عن طريق " الفساد"و" السرقة"و اغتصاب مباني ودور حكومية واهلية وتوسعوا في سرقة الوزارات والمؤسسات ودوائر الدولة من دون اي رقيب اوحسيب، شعب العراق اليوم وبعد مضي سبع سنوات من الاحتلال استطاع ان يكشف الاقنعة المزيفة التي تبرقعت بها تلك الاحزاب والكيانات وبات يستهئزا كثير بمقولات " حماة القانون"و " النضال ضد الاستعمار"و" والجهاد من اجل الاسلام" وغيرها من الشعارات الجوفاء التي باتت لاتنطلي على شعب العراق، في المقابل اخذ الالتفاف الجماهير حول البعث العظيم ومقاومتة الباسلة يزداد يوما بعد اخر، ودلينا على ذلك هو خوف وارتعاب جميع الاحزاب العميلة في السلطة وشخوصها ومواليها من اسم البعث ولم يمضي يوما حتى يصرحوا ويشددوا من هجمتة على البعث ومناضلية، بل لم يتوانىء سيدهم الاكبر نجادي من الانضمام الى اعلان صراحة خوفة من البعث وحتى المحتل الامريكي الذي اوجد قانون امايسمى اجتثاث البعث سيء الصيت يعلن باستمرار عدائة للبعث ومبادئة، وهذا يقين بان هؤلاء باتوا يدركون الالتفاف الشعبي حول البعث، اسباب الالتفاف هذا لم تاتي من فراغ بل من اسباب وعوامل اوجدت المناخات المناسبة لهذا الالتفاف الجماهيري للبعث وعلى سبيل المثال لا الحصر.
1-تمسك قيادة البعث ومناضلية بمبادئهم ولم يتخلوا عنها على الرغم من المغريات والتلميحات التي قدمتها دول العدوان من اجل تغير نهج البعث النضالي ، بل اصرار البعث على مبادئة زاد من ايمان المواطن في ضرورة مقاومة المحتل وعمليتة السياسية الفاشلة.
2- التضحيات الجسام التي قدمها مناضلي البعث والتي تجاوزت اكثر من 180 الف شهيد وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صدام حسين وباقي رفاقة،وبوقفة عز وشموخ يفتخر بها كل عربي ومسلم شريف .
3- تمسك البعث بالمقاومة عنوان بارز في نضالة الوطني على صعيد العراق والقومي على صعيد الامة جعل المواطن يفتخر بالنضال الصادق الذي لايحكمة ظرف ْْأني اوحاجة مرحلية وانما هو نهج ثابت من اجل الانتصار للامة اجمع.
4- صلابة المقاومة التي يقودها البعث وقدرتها على توجية الضربات النوعية والمتلاحقة للمحتل ،وسعي البعث المتواصل من اجل توحيد الجهد المقاوم وتوجيهة بصورة صحيحة من دون ايقاع الخسائر بالابرياء .
5- نظافة يد مناضلي البعث والجهد المتميز في بناء دولة عصرية متطورة يسعد في الانسان ومازلت الانجازات الكبرى التي حققها نظام البعث ماثلة امام اعين المواطنين الذين مافتئوا يستذكرونها علنا اما شاشات التلفاز.
6- الرعاية والخدمات والجهود المظنية التي كانت تتسابق مع الزمن من اجل توفيرها للمواطن على الرغم من جبروت الحصار الاقتصادي المفروض على العراق والتامر الدولي والاقليمي من اجل اعاقت ذلك الجهد.
هذا جزء بسيط من الاسباب التي تجعل المواطن يفتخر بها، ويعلن الولاء المطلق للقيادة التي انجزت وتنجز ذاك على الدوام، شعب العراق بات يفرق اليوم بين تلك الاحزاب التي جلبت لة الدمار والخراب والقتل اليومي وعمقت الطائفية وزرعت الفتنة بين مكونات الشعب الواحد ، وبين حزب يقاتل عدو الشعب من محتل يحمل وجوة امريكية وصهيونية وايرانية صفوية وكان الى الامس القريب اداة لاسعاد الناس وقدم لهم اروع نموذج في الرعاية الصحية والاجتماعية وقدم جيش من العلماء الذين يفتخر بهم اما العالم ،
وانشاء نظام تعليم تفوق على انظمة الشرق الاوسط اجمع. من هنا يرى المواطن شتان بين موقف اتصفة بالعمالة والسرقة والفساد والقتل والتدمير وبين موقف اتصفة الثبات على المبادىء وتقديم التضحيات من اجل الشعب ،وقادة تستطيع ادارة وبناء دولة باساليب متطورة مبنية على اساس احترام المواطن وتوفير الامن والخدمات الضرورية لاجل ان يعيش في بلدة عزيزا كريما، من هذا كلة تتضح لنا صورة المستقبل التي يريدها شعب العراق ويجاهد من اجلها البعث العظيم والمقاومة العراقية الباسلة . |
|||||||
|
|||||||
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا | |||||||
|
|||||||