٩ / ٤ / ٢٠٠٣ التأريخ الأسود ... الذكرى السابعة لغزو وإحتلال العراق ... |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
محمد الياسين - سياسي عراقي | ||||||
تمر علينا في مثل هذه الايام الذكرى السابعة لغزو وإحتلال العراق
بقيادة الإدارة الامريكية السابقة وحلفائها. حيث الكارثة التي حلت على
شعب العراق والمنطقة بأكملها والتي أمتزج ذكرها بكلِ معاني الموت
والدمار والخراب , كارثة الإحتلال الذي غزا العراق بعنف وقسوة وعنجهية
إدارة بوش الرعناء التي ضربت عرض الحائط كل المواثيق الدولية بأحترام
بلد ذا سيادة وتجاهلت الرفض الرسمي والشعبي للمجتمع الدولي لهذه الحرب
مما أفقدها الصفة الشرعية والقانونية , العراقيون لاينسون تأريخ
9/4/2003 الأسود الذي سلب الحياة منهم وأتى عليهم بالنكبات والكوارث
المتتالية التي طالت العراق من شماله الى جنوبه ولم تستثن شبراً منه
رائحة الموت والإنفجارات التي عصفت ولا تزال تعصف وتحصد الارواح
البريئة , والمشاريع الشيطانية التي أعدت داخل دهاليز الشر والخيانة
وصُدرت إلى العراق حيث وجدت لها الملاذ الامن بوجود الإحتلال والفوضى
الناتجة عنه نتيجة حل مؤسسات الدولة والجيش الوطني مما ساعد على تسهيل
مهمة عملاء الشر وكلاء الشيطان الذين أتوا على ظهور الدبابات ومن دول
الجوار حاملين معهم أجندات خبيثة لتقسيم وتجزئة العراق أرضاً وشعباً
وأجهاض دوره الإقليمي والدولي ,
هذه الفاجعة التي أبتلى بها العراقيون كانت ولاتزال الفرصة لتمرير العملاء مشاريعهم في البقاء وأجتثاث الشعب من جذوره وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لسلخ العراق من هويته العربية والاسلامية وتشويه هويته الوطنية التي تجمع العراقين بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم منذ الاف السنين تحت خيمة العراق ومحاولاتهم المستميته لطمس حضارة وتأريخ العراق العظيم من خلال محاولاتهم محو الحقائق التأريخية و أدخالهم المفاهيم والثقافات الغريبة التي لم يعرفها المجتمع العراقي قبل 2003 , ومما لاشك فيه إن الإحتلال قد أفرز لنا مسميات عديدة ومتنوعة ومتناقضة أرتبط وجودها بوجوده , كالمقاوم , والعميل , والجاسوس , والمجاهد , والجماعات المسلحة , والميليشيات , والعصابات المنظمة ,والإرهاب , وفرق الموت , وغيرها من المسميات الكثيرة ,
ومن الإفرازات الكارثية للأحتلال جعل العراق ساحة للصراع وتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي فيه وخلق أرضية خصبة لصناعة الإرهاب وتصديره إلى خارج الحدود حتى وصل الأمر بهِ إلى إعتبار العراق من أخطر الدول المصدرة للأرهاب فضلاً عن الفساد الإداري والمالي الذي أستشرى بمؤسسات السلطة التي أسس لها الإحتلال على أساس المحاصصة السياسية الطائفية والعرقية, وعلى النقيض من هذة الإخفاقات والكوارث والنكبات لاننسى الدور البارز للمقاومة الوطنية التي تشكلت منذ اللحظة الاولى لإحتلال العراق ولم تقتصر على المقاومة العسكرية فحسب حيث توسعت وتبلورت لتكون منظومة متاكملة الأوجه والزوايا العسكرية والسياسية والإعلامية الرافضة لكل أشكال ومسميات الإحتلال والنفوذ الخارجي وسلب السيادة أو أنتقاصها للدولة العراقية ,
المقاومة التي كفلتها كافة الاديان السماوية والاعراف البشرية والمواثيق الدولية ومنها بنود الأمم المتحدة , المقاومة التي حاول المندسون جاهداً من أنتحال صفتها وأنجازاتها لتشويهها وأجهاضها والقضاء على مشروعها الوطني الرامي الى التحرر وأستعادة سيادة وهيبة الدولة العراقية بشكلٍ كامل غير منقوص وبناء الدولة العراقية على أسس حضارية وديمقراطية وأنسانية تحترم المواطن على أساس هويته الوطنية لا أنتمائه القومي والمذهبي, المقاومة التي لم تتلطخ أيديها بدماء أي مواطن عراقي مُلتزمة في ثوابتها وهويتها الوطنية . |
||||||
. | ||||||
|
||||||