غريبة هي دنيا العرب السياسية بل وحتى الشعبية اليوم فكلما حاول
الاذكياء من العرب ان ينتشلوا هذه الامة من الهاوية خرج من ظهرانيها من
يدفعها الى السحيق ثانية وبقوة الريح العاصف الذي ما برح مسدولا مجئرا
على فيافينا تلك الايام.لا يكاد شهر يمر على دنيانا العربية الا وقد
حصلت العشرات من الاجتماعات لمسؤولين عرب من اجل درء الاخطار وترميم
الجسد العربي والشعب العربي يقتات تلك الازمات الرسمية المفتعلة ولا
يجني غير الخيبات والمرارة التي تقطع الاحشاء.العالم العربي الشعبي هو
الاخر يبدو انه ادمن الكذبة واستهوته على ان يبحث عن مخرج اخر وعن
الدروب في غابة السياسة والاقتصاد العالميين الجديدين عله يصادف
الحقيقة ولو على عجل ولو على استحياء لعلها تستوقفه من باب حب
الاستطلاع لا الفعل المضاد وهو ما يطمح اليه الانسان العربي ممتاز
العقل والسريرة.كما يبدو ان افيون العالم الجديد الذي انتخب اسوأ ما في
الشعوب من ازلام له ما زال يبحث عن الموغلين في السوء والمنتشرين في كل
اصقاع العالم ومنها اقطارنا العربية التي ركبت قارب التخلف والجهل
السياسي والاقتصادي بعد ان منحت عقلها اجازة مفتوحة بل وحكمت عليه
بعقوبة النفي عن الارض العربية كي لا يتصادم مع مصالح حكامنا نتيجة
التصادم مع اولياء سلطتهم من المستعمرين الجدد الاميريكيين والفرس
والصهاينة الخزر.الجهاز الحركي للجسد العربي راح مشلولا بعد ان فقد
جهازه العصبي المركزي الذي يسيطر عليه ويوجهه بمحاذاة الخسائر والكبائر
على الاقل ولا نقول الاجهاز على اسبابها والفتك بها من اجل الحرية
وبناء ما هو واجب علينا نحن العرب وما هو مطلوب منا من مساهمات انسانية
مع اخواننا في البشرية من الامم والقوميات الاخرى.العالم العربي بحكم
مفسديه اصبح اليوم عالة على كل الشرائع والقوانين بل وحتى الاعراف
المعمول بها على المستوى العالمي المتمدن والمتخلف على حد سواء.المسؤول
العربي اصبح جاهزا اليوم ليقوم باخجل المهمات واخزاها بعد ان مسح اخر
قطرة من حياء واغتال غيرته وشرفه الرسمي وفي وضح النهار.الانسان العربي
الرسمي خاصة يرفض اليوم مراجعة نفسه ولو مرة في السنة خوفا من تسجيل
الاخطاء او التذكير بها كونها من الثقل ما لا عضلات تحمل ولا عقل
يستوعب .
بالامس ودع الشارع العراقي وبعد حرب ضروس ومعارك طاحنة وضحايا بالالوف
حتى وصلنا مرحلة غسل فمنا وذوقنا من شئ اسمه(سيستاني)بل وصلنا بأهلنا
في العراق من الوطنيين والعروبيين الى مرحلة لفظ هذا المخلوق العجيب
حتى اصبح التلفظ به من قبل المضطرين نوع من المجاملة واتقاء شر اولياء
الفقيه والعياذ بالله.لو يدري كم من الجهد والهجومات الدامية ومن
الوسائل الاقناعية المسالمة التي انفقتها المقاومة العراقية لوئد هذا
الكائن الغريب السيستاني لما راح مطي الموساد وسفير الغرب (عمرو موسى)
لاحياء السيستاني ثانية خاصة وان الشعب العراقي قد وصل بجثة هذا الوحش
الى المقبرة ليدفنه ويتخلص من بلواه والى الابد؟؟؟!!! ترى من الذي بعث
عمرو موسى لانقاذ السيستاني(فزاعة الحكومة في المنطقة الخضراء ضد
المقاومين لها) ومن ثم انقاذ الحكومة الخضراء في بغداد الحبيبة ولأي
غرض يا ترى؟!ثم ما الذي يبغيه عمرو موسى من العمل بالضد من المقاومة
العراقية الشرسة وما هو قصده (بالعراق الجديد)؟اذا كان يقصد بالعراق
الجديد المحتل الذي يخدم اميريكا وايران والصهيونية فهو صادق وأن كان
يقصد بالعراق الجديد المحتل الذي يخدم العرب والاسلام فهو كاذب لعنه
الله كما لعن المتأمرين علينا من الحكام العرب والذين دمروا بلاد ما
بين النهرين ولم يخجلوا من فعلتهم وهم يصادرون اقوى بلد عربي يحميهم من
عدوهم التاريخي اللدود وهي ايران المجوسية.
انا فقط اريد ان اذكر عمرو موسى بحقيقة يتغافل عنها بل ويخاف منها هو
ومن وراؤه وهي ان السيستاني كان المتلفظون به في بداية الاحتلال والى
ما قبل عام او عامين ربما بالالوف وبالملايين من العراقيين ولكن بقدرة
المقاومة العراقية البطلة وذراعها الاعلامي والتثقيفي والجهادي المسلح
استطاعت ان تجعل من ذكر هذا الدعي السيستاني ان ينحدر وبزاوية حادة في
الاونة الاخيرة بل بدأت صيحات المجتمع العراقي وبشكلها الجماهيري تلفظه
بعد ان اكتشفت انه صنيعة القوى المتامرة على العراق والعراقيين وبعد ان
اكتشفت ان هذا التمثال الحي الميت هو رمز كل جيوش الشر وقوى الخبث
الذين جاؤا لتدمير العراق ونهب ثرواته وخلخلة البنية الاجتماعية
العراقية من اجل الاجهاز عليها وطمرها والى الابد كونها تمتلك من
الحساسية ما لا يوجد في أي شعب من شعوب الدنيا تجاه الصهيونية والصفوية
العالميتين.
ماذا انجبت من اسمين(لكنهما اسمين على غير مسمى)يا مصر جمال عبدالناصر
وهما عمر الجامعة العربية وعمر المخابرات المصرية فهذا عراب للفرس من
اجل ان يسكتون عن دول الخليج وهذا من باب التمني العاجزحتى وان كان ثمن
ذلك كل العراق والعراقيين وذاك عراب للكيان الصهيوني وان كان ثمن ذلك
كل فلسطين والفلسطينيين وسيدهما حسني مبارك الذي ما ترك بابا الا وطرقه
لتدمير العراق المقاوم البطل بحجة خطر رئيسه الشهيد الخالد صدام
حسين(عليه السلام).ترى ما الفرق بين العرب وبين اعداء العرب وكيفية
التفريق بينهما من قبل المقاومة العراقية(وليست الزفت يا عمرو موسى
الزفت) فما عاد في يد العراقيين ما يخافون عليه من غضبكم علينا كونكم
اول المتامرين على العراق العظيم وكلما طوينا صفحة من تامركم فوجئنا
بالاخرى وياليتكم استخدمتم كل مكركم هذا وتذللكم من اجل مصلحة واحدة
تخدم القضية العربية؟ترى هل استطعتم ان ترجعوا شبرا واحدا من الارض
العربية التي اغتصبت هنا وهناك من قبل دول الجوار وهل استطعتم ان تحلوا
ولو مشكلة واحدة من مشاكل العالم العربي وهل نجحتم في رفع ولو حيفا
واحدا وقع على الشعب العربي بل هل استطعتم ان تنتزعوا حقا عربيا واحدا
ايها المترفون بالزيت العربي.ان كنتم قد تخلصتم من القائد العظيم صدام
حسين في العراق لانه يشكل خطورة عليكم ترى هل تستطيعون الغاء حكم القاء
القبض على الرئيس عمر البشير في السودان وما هو الخطر الذي يشكله عليكم
ايها القادة العرب وان كان الامر كذلك فكلكم خطر على العالم واغتيالكم
او سجنكم ومحاكمتكم هما جزء من واجب المنظمة العالمية التي تسيرها
الصهيونية العالمية والتي تتدرب عليها اليوم من اجل القضاء عليكم واحدا
واحدا وحسب المنهج؟
اريد ان اوفر عليك جهدا يا سيد عمرو موسى من ان السيستاني اصبح ورقة
محروقة في نظر الغرب المتأمر علينا حاله حال الحكومة التي يشكل رمزا
لها وهي حكومة الملالي الصفوية في بغداد فلماذا تحاول ترميمه
واحياؤه؟وهل هذا يعني انك تخاف عليه من الاختفاء ومن ثم غياب الصوت
الديني الذي لا يرد اذا دعى حتى وان كان ثمن دعاؤه العراق
والعراقيين؟!حرام عليكم يا عرب كل هذا الايغال بالشعب العراقي
وبمقاومته البطلة من اجل تحرير البلاد والعباد فاتركونا بحالنا نقرر
مصيرنا يا ايها السادة المسؤولين العرب وكما يقول المثل العراقي
الشعبي(خير ما بيك هم افساك معمينا).نحن العراقيون اعرف واعلم بجرحنا
ونحن الاقوى على مداواته وبطريقتنا العراقية الاثيرة..فأن كنتم تخافون
على الاحتلال من الهزيمة ومجيئكم للعراق (فزعة)للمحتل قبل ان ينهار ولو
على حساب العراقيين فهذا مخجل جدا لوجوهكم.وعليه دعوا العالم العربي
يفرح ولو مرة في العصر الحديث بأنه انتصر في حرب عالمية على اقوى دول
العالم وهنا نقول دعوا الشعب العربي يفرح بمقاومته العراقية البطلة في
انتصارها على اعدائها وعلى جيوشهم المتحالفة ضدنا نحن العرب.عسى ان
يكون العراق تجربة قاسية بوجه الدول الاستعمارية الطامعة بنا ومن ثم قد
يرحموا اهلنا في فلسطين وباقي الدول العربية قيد الكوارث ..ومن الله
العون ومنه التوفيق.
|