كثر العبث بديننا الاسلامي الحنيف ولما كان هذا الدين العظيم هو روح
الامة العربية وزاد وجودها بلغتها الجميلة وكون كل ادبيات حزب البعث
العظيم تنهل من الفكر الاسلامي اساسيات اديولوجيته الرامية الى خلود
رسالته في بعث الامة من جديد على اسس مواكبة الحاضر ومناجاة العقل
العربي ومن يعيش الى جانبه من خلائق الله البشرية الاخرى وبسلام تحت
خيمة المواطنة وتكافؤ الفرص..من هنا كان علينا نحن البعثيين الدفاع عن
روح الاسلام الحقيقي المعتدل دفاعا عن امتنا العربية وعن قوميتنا بكل
عناصرها المميزة لها بين الامم وهذا هو حقنا الانساني الذي نبقى نناضل
من اجله ومهما تكالبت علينا الاعداء وخاصة اليهود الصهاينة والفرس
المجوس.ان ضياع الاسلام من بين ايدينا يعني بالضرورة ضياع قوميتنا
وبالتالي ضياعنا والى الابد..من هنا كان لزاما علينا الدفاع عن
عقيدتنا الاسلامية الحقة التي هي وجودنا وهي الزاد الذي تتغذى عليه
قوميتنا وبالتالي فكرنا البعثي الحال لمشاكلنا في وطننا العربي
الكبير...
ان اسلامنا اليوم يتعرض الى اكبر هجمة عالمية شرسة تشترك فيها كل
القوى ذات الاغراض السيئة وذات المصالح الامبراطورية العظمى على
اشلائنا بعد زوال ديننا ومن ثم انهيار قوام قوميتنا وبالتالي ذهاب
ريحنا..ان القوى الاكثر كفرا متطرفا بعقيدتنا الاسلامية الحقة تتشكل
بصورة رئيسة من الصهاينة والفرس الصفويين والتيار الصليبي المتصهين
الجديد الذي بيده مقاليد القوة الاعظم احادية القطب وهي اميريكا
وشركائها من وراء ستار..ان شراسة الهجمة علينا ازدات بعد هزيمة حزيران
1967 ووصلت الى اقصاها اثر ما يسمى بالثورة الاسلامية الايرانية عندما
اكتملت رؤوس المثلث التامري علينا (الصهيونية-الصفوية –الصليبية
المتصهينة).
لقد استخدمت كل تلك القوى الثلاث وبأتفاق مسبق بينها الفكر الشيعي
الصفوي لشق وحدة الاسلام من خلال تسويق فكرة حقوق الانسان بالمعتقد
الديني وبطريقة خبيثة قد تفوت على الكثيرين من ناقصي الثقافة بالدين
الاسلامي وتاريخه المجيد..التشيع الصفوي اليوم هو القوة المتقدمة
للثالوث سالف الذكر في التوغل بالعالم العربي خاصة وتشتيت بنيته ومن ثم
سهولة السيطرة عليه بالاعتماد على الادعاءات الاعتقادية التاريخية بين
اوساط شعبية جاهلة بما يجري وبأسراره وخفاياه واهدافه العالمية
الخبيثة..الصهاينة والصفويون والصليبيون المتصهينون متفقون تماما فيما
بينهم على هذا النهج المدمر لشعبنا العربي والذي راح يغزونا وبشكل
متسارع بأسم الدين وبأسم ال البيت الاطهار..ان لهذا التعاون الثلاثي
تاريخه القديم ومنذ عصور ما قبل البابليين مرورا بما يسمى بالسبي
البابلي وبالاتفاقات والمعاهدات التي عقدت بين اليهود والفرس للاستيلاء
على الوطن العربي ومن ثم تقاسمه بمرحلته الاولى من الفرات الى
النيل..وأذا ما تحقق حلمهم هذا يعني ذلك ان القلب العربي تمت السيطرة
عليه ومن ثم من السهولة بمكان السيطرة على اطرافه من الخليج العربي حتى
المحيط الاطلسي..
من هذه المقدمة التي ندعو من خلالها كتابنا المناضلين الى البدء بمثل
تلك الدراسات تنويرا للقارئ العربي وخاصة المسلم وتحصينه وتمنيعه ضد
عدوى الاصابة بمرض التشيع الصفوي القاتل للقومية العربية..انظروا خطورة
المتشيعين الصفويين من العرب اذ راحوا اليوم يستنجدون قم وطهران لتشكيل
الحكومة العراقية بعد ان غسلوا ايديهم وبمطهر الديتول من اخر بقايا
للعروبة في دمهم وعلى جلدهم ودون حياء لان معتقدهم اجاز لهم الكفر
بالعربية وبالانتماء القومي العربي وهنا تكمن الخطورة في الفكر
التشيعي الصفوي الذي اذا ما توغل في النفس العربية فأنه حكما سينتزع
منها شعورها القومي ويحولها الى سمسار طيع بيد دهاقنة قم وطهران ..من
هنا كان علينا نحن العراقيون اولا والعرب ثانيا محاربة هذا المهاجم
الشرس الخبيث المتجدد..
هنا نريد ونجد من حاجة المواطن العربي وخاصة المسلم ان يعرف تاريخه
الاسلامي الحقيقي الموثق بما يخص احقية علي(رضى الله عنه)بالخلافة
وبالولاية ومن ثم كما تدعي الصفوية بفرضية ولاية الفقيه ووجوب اتباعه
شرعا وكما يلي:
لقد اجمع الصحابة رضوان الله عليهم على امامة وخلافة ابي بكر الصديق ثم
من بعده الفاروق ثم ذي النورين ثم ابي السبطين رضى الله عنهم كما ان
الامام عليا رضى الله عنه لم يحتج على سابقيه بأي من النصوص التي
تدعيها الصفوية الشيعية وقد اعترف بعدم احتجاج ابي الحسن على سابقيه
احد كبار علماء الشيعة في القرن التاسع عشر وهو اية الله عبدالحسين شرف
الدين الموسوي العاملي في كتابه الدعائي المروج بشكل واسع وهو كتاب(
المراجعيات) اذ يقول في المراجعة1.2 ص 302 ط مؤسسة الوفاء بيروت لبنان
بما نصه((على ان عليا لم ير للاحتجاج عليهم يومئذ الا فتنة التي كان
يؤثر ضياع حقه على حصولها في تلك الضروف اذ كان يخشى فيها على بيضة
الاسلام وكمة التوحيد..واثر مسالمة القائمين عليها في الامر احتفاضا
بالامة واحتياطا على الملة..فالضروف يومئذ لا تسع مقاومة بسيف ولا
مقارعة بحجة)).
هذا ومما يجدر ذكره ان الامام عليا رضى الله عنه كان يرى ان الخلافة
بالشورى وقد صرح به في اهم كتاب شيعي وهو نهج البلاغة(3/7 طبع دار
المعرفة بيروت)و(دار الكتاب اللبناني-ص 366 قاLانه بايعني القوم الذين
بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد ان
يختار ولا الغائب ان يرد وانما الشورى للمهاجرين والانصار فأن اجتمعوا
على رجل وسموه اماما كان ذلك لله رضى ،فأن خرج عن امرهم خارج بطعن او
بدعة ودوه الى ما خرج منه فأن ابى قاتلوه على اتباعه غير سبيل
المؤمنين وولاه الله ما يولى)).
وقد اقسم الامام علي رضوان الله عليه على ان لا يرغب في الخلافة كما
سجل ذلك عنه الشريف الرضي الشيعي في(( نهج البلاغة))(2/184 ط دار
المعرفة بيروت ) ودار الكتب العلمية – بيروت( ج2 ص 280) بقوله L(والله
ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية اربة ولكنكم دعوتموني اليها
وحملمتموني عليها)).
فلاحظ كيف انه صرح في الرواية الاولى ان الخلافة وتولي امور المسلمين
بالشورى وفي الثانية ان الامة هي التي حملته على تولي امور المسلمين
وليس بنص من النبي صلى الله عليه وسلم،فعلي لا يعرف عن هذا النص الوهمي
الذي يدعيه الشيعة الصفويون شيئا بل ان متقدمي الشيعة قد قرروا ان الذي
دعى ان لكل نبي وصيا هو عبدالله بن سبأ فهذا ابو عمرو الكشي يقول وهو
عمدة شيعة في كتابه (معرفة الناقلين عن الاأمة الصادقين)المعروف برجال
الكشى (ص 108 ط مشهد ايران)(ترجمة عبدالله ابن سبأ)ما نصهL(وذكر بعض
اهل العلم ان عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام
،وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو.فقال في
اسلامه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في علي عليه السلام مثل
ذلك وكان اول من شهر بالقول بفرض امامة علي واظهر البراءة من اعدائه
وكاشف مخالفيه واكفرهم فمن ههنا قال من خالف الشيعة :اصل التشيع والرفض
مأخوذ من اليهودية.
وبمثل ذلك اقر عمدتهم في الفرق الذي لقبوه بالشيخ المتكرم الجليل الحسن
بن موسى النويختي في كتابه (فرق الشيعة)ص 22 ط المطبعة الحيدرية في
النجف 1355 ه بقولهL(..وحكى جماعة من اهل العلم من اصحاب علي عليه
السلام ان عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام
وكان يقول وهو على يهوديته في بوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه
المقالة،فقال في اسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في علي عليه
السلام بمثل ذلك،وهو اول من شهر القول بفرض امامة علي عليه السلام
وأظهر البراءة من اعدائه وكاشف مخالفيه:ان اصل الرفض مأخوذ من
اليهودية)).
وجاء شيخهم ابو خلف سعد بن عبدالله القمي بمثل ما قرره الكشي والنوبختي
في كتابه (المقالات والفرق)ص22 ط طهران مركز انتشارات علمي فرهنكي.
بعد سرد تلك الحجج اليست هي مصادرهم التي تقول بأن( الرفض) يهودي
المصدر ولم تحصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن الخليفة علي
عليه السلام حيث انبرى اليهودي عبدالله بن سبأ وبكل خبث اليهود محسوب
النتائج المستقبلية ان يؤسس فكرة (الرفض) والتي ما زال العالم الاسلامي
يعاني منها اليوم بعد ان تبنتها الصفوية منهجا لهدم الاسلام وشق صفوف
المسلمين وبالتعاون مع الصهيونية العالمية التي انجبت عبدالله بن سبأ
والفارسية التي انجبت زرادشت..بعد كل هذا هل نلوم الفاروق العادل (رضى
الله عنه)حينما قال اللهم اجعل بيننا وبين الفرس جبل من نار وكأنه يعرف
ما ستؤل اليه الايام على ايديهم واليوم ما يفعلون بأمتنا امة الاسلام
خير دليل..وسلام على من اتبع الهدى ..... |