يعتقد مراقبو تطورات السياسة في العالم الاسلامي ولا سيما في ايران من
خلال مرونة طهران المفاجئة لمطالب الغرب بعدم تخصيب اليورانيوم داخل
تلك الدولة وتخصيبه خارجها وبالتالي طلب طهران تعديل عروض الدول
المعنية بملفها النووي اضافة الى مباحثات رئيس وزراء تركيا رجب الطيب
اردوجان مع القيادة الايرانية وانتقاداته للغرب وتأكيد الزعيم الليبي
معمر القذافي احقية الدول الاسلامية والعربية بتطوير برامج بلادهم
نوويا للصالح العلمي أن العالم الاسلامي لم يعد بذلك العالم الذي
ينتابه هاجس الخوف من الغرب وعلى استعداد لمواجهة غطرسة اوروبا ومبارزة
عضلات الولايات المتحدة الامريكية التي تبرزها بين الحين والاخر خلال
تهديداتها ايران بعمل عسكري وبالتالي استعداده لحرب يعلنها حلف شمال
الاطلسي / الناتو / ضد ايران او غيرها من دول العالم الاسلامي بحجة
محاربة الارهاب وخطر الدول الاسلامية التي تملك اسلحة نووية على العالم
.
واعتبر خبير شئون الاسلام اودو شتاينباخ بندوة دعت مبرة هاينريش بول
للدراسات الدولية والمساعدات الانسانية المتعاطفة مع حزب الخضر مساء
يوم أمس الخميس 29 اكتوبر محادثات الطيب اردوجان مع القيادة الايرانية
لتوثيق العلاقات بين انقرة وطهران وانتقاداته الغرب بضغطها على حكومة
الملالي دليل واضح على تعاطف الاسلامي مع ايران بالرغم من الخلافات
المذهبية بينهما معتبرا ان اي ضربة عسكرية تقوم بها واشنطن وتل ابيب
بدعم من اوروبا ضد ايران يعتبر ضرب من الحماقة وانتحار سياسي وعسكري
للغرب فالعالم الاسلامي منذ حوادث 11 سبتمبر عام 2001 وتدخل الغرب في
افغانستان ووقوع العراق تحت الاحتلال اضافة الى الضغوط على طهران بينما
يتغاضى الغرب عن امتلاك الكيان الصهيوني الاسلحة النووية ازداد الشعور
لدى المسلمين بأن الحرب والضغوط هذه ضدهم .
وأكد شتاينباخ ، الذي كان يعتبر مستشار وزارة الخارجية الالمانية لشئون
العالم الاسلامي ، ان الابواق التي تقوم بتحريض الغرب ضد الاسلام لا
تزال موجودة وتصريحات المستشارة انجيلا ميركيل ومعها الرئيس الفرنسي
نيكولاس ساركوزي المتكررة والرافضة صعود ايران الى حلبة الدول المنتجة
للطاقة النووية يجب وضع حد لها اذا ما اراد الغرب احلال السلام في
العالم فالتهديد لن ينجم عنه مرونة بل سيزيد الوضع أكثر تأزما وعلى
الغرب تغيير سياسته القاسية مع العالم الاسلامي قبل وقوع حرب بينهما
ستؤدي الى كوارث انسانية على العالم لا تحمد عقباها .
خبير شئون الاسلام واستاذ مادة العربية في جامعة هامبورج جيرنوت روتر
رأى ان أوروبا لم تتعلم من دروس تاريخها السياسي مع العالم الاسلامي
فبالرغم من العداء بين السنة والشيعة التاريخي وقلق دول الخليج العربي
من المد الشيعي التي تقف ايران وراءه الا انه لا احد من دول حكام تل
المنطقة وخاصة السعودية توافق على ضربة عسكرية ضد ايران فالحروب
الصليبية واحتلال القدس اثبتت ان بمقدرة المسلمين التوحد لمواجهة الخطر
فالرياض التي تعتبر قائدة اهل السنة في العالم الاسلامي لها علاقات
قوية مع طهران وعلى استعداد لمساعدتها وابو ظبي التي تعاني من خلاف مع
طهران بشأن الجزر المحتلة ترفض بشدة اي عمل عسكري ضد طهران وعلى
استعداد لمد يد العون لايران اذا ما تعرضت لهجوم مباغت .
وأكد روتر ، وهو أحد مستظهري القرآن الكريم وله كتب قيمة عن الاسلام ،
أن الغرب لا يزال يعاني من عقدة نفسية تجاه الاسلام فقد قام بدعم
التتار ضد العالم الاسلامي الا انهم انقلبوا عليهم عندما اعتنقوا ذلك
الدين وعلى اوروبا تغيير سياستها تجاه ايران والعالم الاسلامي .
ومن ناحيته رأى السياسي المسيحي يورجين تودينهوفر / الذي كان يشغل
عضوية البرلمان الالماني / ان الضغط على ايران ورفض الغرب امتلاك الدول
الاسلامية وخاصة العربية منها برامجا نوويا لا يعتبر عادلا فالدول التي
تطالب ايران بوقف التخصيب تملك اليورانيوم كما تملك منشئات نووية هائلة
اضافة الى الاسلحة التي تعتبر اكثر فتكا بالعالم فتدمير هيروشيما مصدره
القنابل النووية التي قام الغرب بتصنيعها وعلى الدول التي تطالب ايران
بوقف تخصيب اليورانيوم وخاصة امريكا وبريطانيا وفرنسا القضاء على
اسلحتها النوويةاذ لا يجوز ان تمتلك هذه الدول الاسلحة الفتاكة بينما
تطالب الدول الأخرى بعدم امتلاك مثل هذه الاسلحة .
وأكد تودينهوفر امتلاك الكثير من دول في العالم لاسلحة فتاكة بمعرفة
الغرب الا انه يتغاضى عنها لدوافع دينية وسياسية على حد أقولهم .
|