تأملات - ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟ |
||||||
﴿ الجزء العشرون ﴾ |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
سمير الجزراوي | ||||||
أيضا تقوم إيران باستغلال الاضطربات الطائفية التي تخلقها في إعطاء
مبررات أقوى للتواجد الأمريكي في المنطقة بأهداف معلنة و هي حماية
المعتدلين من العرب ودول المنطقة الأخرى و أما الأهداف الحقيقية فهي
ترسيخ التواجد الأمريكي في المنطقة.فالدور الإيراني محورياً و هاماً
وفعالاً في الإستراتيجية الأمريكية,فقد كانت مساعداً قوياً للقوات
الأمريكية في غزو العراق والى إسنادها للقوات الغازيةفي ترصين تواجدها
العسكري والسياسي من خلال ارسال لمجاميع المليشيات لضرب العراقيين من
الخلف.وإن هذا الدور لم يقف اليوم إلى عند هذا الحد بل ترد أمريكا
المعروف الإيراني باطلاق يدها بالعبث بأمن الدول العربية والى الحد
الذي لاتسمح له الولايات المتحدة لإيران بتجاوزه وهو الحد الذي يقف في
المس بالنفط,وخاصة أن لإيران تطلعات سياسية وطائفية في المنطقة العربية
وإذا ما تركت بدون محددات فأنها بالضرورة سوف تسعى إلى إقامة قواعد
طائفية شعبية لها كما هو الأمر حاصل في غزة وأيضا ستقوم بتعزيزقواعدها
في العراق و لبنان و منطقة الخليج العربي وستنتقل لمرحلة الدفع بإتجاه
العصيان و التمرد على الأنظمة العربية وكما هو حصل مع الحوثيين في
القطر اليمني.والذي شجع حكام طهران لهذا الأمر هو تنامي قوتها العسكرية
والتي عززتها نجاحاتها بتطويرها للقوة النووية والصاروخية,
أنها اليوم في وضع قوي فهي في العراق لها نفوذ قوي وفي منطقة الخليج لها قواعد شعبية طائفية مؤثرة ولديها المحاولات الناجحة في بعض دول المغرب العربي,وبإختصار إن ايران بدئت بالامتداد بأتجاه الغرب العربي بعد محاصرة العراق بقوانين الدول الامبريالية في العقد التاسع من القرن الماضي,وأخذت معدلات التعجيل بالتسارع أكثر بعد احتلال العراق في عام 2003.أن الخلاف الايراني الصهيوني لا يتعدى اليوم في توزيع نفوذهما في المنطقة العربية بعد غياب القوة العربية الثورية الرادعة لهما والمتمثلة في النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال,ومحاولة كل من إيران والكيان الصهيوني جعل إمتدادهم في المنطقة العربية مفتاحاً للتمدد في أسيا وأفريقيا والايحاء للولايات المتحدة والغرب عموماً بأن كل واحد منهم هو اللاعب الجوستراتيجي الاقوى وبالتالي سيكون مركزا أستقطابيا جديداً وليتبلور لان يكون محوراً جيوستراتيجياً لا يمكن لأي قوة أن تتغافل عنه.وكل السباقات بين النظام الإيراني و الكيان الصهيوني والذي بدء في لبنان ووصل إلى مرحلة الاعتراف المتبادل بمساحات نفوذهما واليوم لا زال الموقف لم يستقر في العراق ,
إذأ لا سمح الله أن يتقاسموا المساحة السياسية في العراق فأن كارثة بالعرب تكون قد حدثت لا تضاهيها لا نكبة تقسيم فلسطين ولا نكبة العرب في 1967 .ويبقى السؤال هو إلى أي مدى قدرة هذه الستراتيجيتين المعاديتين أن تحققىا نجاحاًفي العراق كالنجاح الذي حققته في لبنان؟وكذلك أن نجاح إيران في شق التلاحم الفلسطيني بدء واضحا جدا خاصة في فشل كل الجهود العربية في تحقيق مصالحة فلسطينية فلسطينية وخاصة بين حركة حماس التي تسيطر على غزة و حركة فتح,وفشل الجهود العربية يعود بشكل رئيسي إلى الدور الإيراني الضاغط على حماس ,ويلاحظ أن الإيرانيين يتدخلون في اللحظات الأخيرة من جولات المصالحة لكي يثبتوا للعرب أولاً وللصهاينة ثانياً وللامريكان ثالثاً بأنهم موجودون و بقوة أكبر من العرب حتى في قضاياهم العربية وأن مفتاح هذه القضية بيد الإيرانيين وليس بيد أي طرف عربي وهذا جزء من إستراتيجيتهم لكسب الاعتراف الدولي بدورهم الاقليمي,ولكن هذا الدور يتطابق مع الدور الامبريالي الصهيوني في شق وحدة الصف المقاوم الفلسطيني وهودور متعدد الاوجه فهويهدف لاضعاف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينة التي طالما زايدَ نظام الملالي عليها.وأن شق الصف المقاوم الفلسطيني يعطي دلالات منها ما يخص المقاومين الفلسطنين ومنها ما يخص التوافقات العربية الدولية,
فالجزء الخاص بالمقاومة الفلسطينية نستطيع أن نقول أن غياب القيادات الثورية الشرعية الملتزمة بوضوح بقضية التحرير و الحقوق ,وأيضا التطرف الديني ومحاولة جعل الصراع العربي ديني (و اليوم تلعب إيران دورأً كبيراً بهذا الاتجاه) لتاجيج التوترات وايظاً بإتجاه إيصال الرسائل بأنها تمتلك مفاتيح هذه القضيةوأن هذا الامر أفقد الكثير من عناصر القوة للثورة الفلسطينية وأن طريقة معاملة كل طرف فلسطيني للاخر وإطلاقه لشعارات نارية ضد خصومه السياسين وحتى تخوينية وبدعم من إيران تحت شعارات مقاومة الكيان الصهيوني وهي تحمل في طياتها دفع الحركات الدينية وبالذات حماس إلى الحضن الإيراني لترصين القناعة بان لإيران نفوذ قوي و مؤثر حتى أقوى من النفوذ العربي في موضوع الصراع العربي الصهيوني,إنها مؤامرة إيرانية خبيثة تحمل في جانبها الأخر إيصال رسالة للطرف الصهيوني والأمريكي بقوة النفوذ الإيراني والذي يطلب إعترافاً معنوياً منهما بالطرف الإيراني وكذلك إعترافاً مادياً من خلال إجراءات المساومة على الكثير من القضايا المعلقة بينهما وواحداً منه هو الملف النووي الإيراني.
وبالتالي ستكون النتيجة النهائية هي إنتحار المقاومة الفلسطينة وهي خسارة كبرى لحركة الثورة العربية وإنتصاراً للامبريالية الصهيونية وبجهود إيرانية. وأما في العراق فاقول أن وجود المقاومة العراقية البطلة والتي لا تحمل في كفاحها المسلح لأي أجندة أجنبية وهذه مهمة وضرورية لاستقلال الاتجاهات الوطنية سوف يعيق في البداية التنفيذ للاستراتيجيتين الايرانية والامبريالية الصهيونية في العراق, وبعدها سوف يصدهما ويقاتلهما في ساحة تواجد نفوذهما والدلالات كثيرة لهذا الحقيقة,وأول تلك الدلالات هو سقوط المخطط الطائفي في العراق.
والذي في حقيقته مَثَلَ الاعاقة الأساسية الاولى لهاتين الستراتيجيتين,وأن نهوض الحس الوطني القومي في العراق كان المرحلة الثانية لإسقاط هذا المخطط وما اختيار العراقيين للتيارالعلماني والذي يمثل الاتجاه الوطني العربي في الانتخابات الأخيرة في العراق إلا ثمرة من ثمرات المقاومة العراقية البطلة في التوعية والتثقيف بالوطنية وبالانتماء العربي.والذي سيكون (ليس من باب التنبؤ بل من باب الحسابات الثورية)سيبدأ التيار الليبرالي بالتفاعلات مع طرفي النقضين,الأول يمثل ممثلوا الحركة الوطنية القومية الثوريون وحلفائهم في معركة التحريروالطرف الثاني يمثله مجاميع إنتهازية مصلحية وأحزاباً طائفية أو عنصرية وقد تستمر هذه الإطراف في الاستمرار بالتواجد في الساحة السياسية العراقية بسبب قدرة البعض منها على التكييف مع طبيعة المرحلة الانتقالية إلى إحداث تغيراً في مبادئها الاولية للتكوين بهدف إعطاء الاستمرارية ,أن هذا الاندفاع إلى التمسك بالتواجد في الساحة السياسية قد لا ينبع من دوافع وطنية أو حتى طائفية قدر ما يعنيه من التمسك بالسلطة ومصادر القرار في الدولة وهذا ما يلاحظ عن الحزب الحاكم اليوم في العراق.
وفي تصوري أن أي تغيراً يحصل في البنية الفكرية والتنظيمية لهذه الأحزاب أو التيارات لابد أن يحضى بتأييد الحركة الثورية الوطنية القومية في القطر العراقي والوطن العربي وأن لا يفسر إلا بأتجاه واحد وهو أن هذه التغيرات قد حصلت نتيجة لتأثيرات الايديولوجية العربية الثورية وكذلك لان الطبيعة الانتقالية من مرحلة التبعية والعمالة والتخلف إلى مرحلة الوطنية القومية التي هي بداية المرحلة الثورية و التي ستكون بمعطيات حتمية قيادة البعث الخالد لهذه المرحلة النضالية والتي تبلورت إلى الطبيعة الثورية ,ويكون هنا التغير قد جاء بتطور طبيعي للمراحل التأريخية وتكون مرحلة الثورة هي المرحلة الاكثر تطورفي التأريخ العراقي الذي بدء بعد الاحتلال بالتفاعل وسينتهي بصيرورة المرحلة الثورية والتي لا يمكن أن يقودها غير حزباً يظم كل قوى الشعب النضالية سواء التي لها تاريخاً نضالياً مشرفاً او أحزاباً غيرت أو كيفت أهدافها وستراتيجياتها بحسب متطلبات التطور التأريخي للمراحل التي أخذت منحاً جديداً بعد غزو العراق في عام 2003. ,
وأن فرض المرحلة الثورية نفسها عبر تطوراً تأريخيا وليس عبر تغيراً حاسماً ,عندها يكون الشعب قد خبر السياسة و السياسيين وكذلك العقائد وأن إنتزاع القناعة من الأكثرية سيكون بفعل التجربة التي عاشها الشعب ومر من خلالها الكثير من إحزاب السلطة وتعرف على العديد من الحاكمين له,وأن القوى الثورية و حلفائهما لابد من الأعداد والتهيئة لتلك المرحلة التي سيكون الحزب الثوري في مواجهة فكرية وسلوكية مع أحزباً قد لا نختلف معها فقط بل قد يكون لنا معها ثارات ولكن لا يعني أبدا إنها مرحلة تصفية الحسابات بإستخدام القوة بل نحولها لمعركة حقيقية نسقط أي ورقة أو شعارات قد يتخفون ورائها وقد حتى تنجح أساليب الفابية في المواحهة ,المهم أن نستعد لهذه المواجهة معهم والتي تبدأ بالقبول بتكيفهم ومن ثم تعريتهم بكشف مقاصدهم وإضعاف دورهم حتى دورهم الطائفي الذي كانوا يتاجرون به ومن ثم جلوسهم على كراس الاعتراف لجعلهم يقرون بجريمتهم في غزو العراق و إغتيال الرموز الوطنية والقومية.
أعتقد بذلك نكون قد ثئرنا وبشرعتين ,الأولى شرعية كوننا قادة هذه الامة وحزبنا لم يفرض نفسه على الساحة العربية بقوة السلطة بل بالقناعة الجماهيرية , الشرعية الثانية هي الشرعية الدولية وقد يختلف وأيضا لا يتفق معي البعض بأهمية هذه الشرعية و لكني أقول أنا وبكل تواضع إن العالم يتعامل معها و بها وخاصة بعد أن ترسخت ثقافة الشرعية بعد إنتهاء الحرب الباردة و إذا لم نسجل حضوراً في هذا الحقل القانوني الدولي فسوف تستمر الامبريالية الصهيونية على التفرد في سياقة إتجاهات هذه الشرعية بالشكل الذي يخدم مصالحها ولنتذكر حالتين ,الأولى كل الوثائق الدولية المسجلة وكذلك كل الحقائق التأريخية والتي يعرفها كل العرب بأن الكويت جزءاً من العراق وهذا لا يختلف عليه أثنين من أصحاب الضمائر ولكن بسبب الاستخدام السئ للشرعية الولية أستطاعت الامبريالية الصهيونية أن تحشد ضد العراق جيوش 33 دولة و منها جيوشاً عربية وتتهمه بنعوت لا تمثل أي جزء مما أقترفته هي في فلسطين العزيزة وفي افغانستان وفي يوغسلافيا وأخيراً وليس اخر عند ولاء الاشرار ما فعلوه بالعراق من دمار وعدوان وكفر و ما بعده كفر ولكنهم وامام كل ذلك لم يقف امامهم من يعيب عليهم ويدينهم وبالرغم من إعتراف قادة الكفر بأخطائهم , فأية شرعية هذه ولكننا أمام عالم قد أقتنع بالشرعية كمبدأ وأما الكيفية التي تتحقق فيها هذه الشرعية فهذه كفيلة بالقوة التي تصمم أدواتها وتهئ خطاباتها والعالم يقبلها ولا يمتلك الوقت أو التفاصيل في تنفيذها ,أنها لعبة الشيطان المعاصرة ,لذا لابد أن نعرف كيف أن نجابهها ونلاعب الاشرار في ساحات المواجهة و إذا لم نتقن التعامل معها فبالتاكيد سنخسر الجولات وحتى و إن كنا أصحاب الحق في القضية الواحدة أو في مجموعة من القضايا. |
||||||
. | ||||||
|
||||||