العراق وسنوات الاحتلال |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
عبد الجبار الجبوري / كاتب واعلامـي | ||||||
يدخل الاحتلال الامريكي للعراق سنته الثامنة في التاسع من نيسان الجاري
، وهو اليوم الاسود في تاريخ العراق المعاصر، والذي اراده بعض اهل
العمائم الجوف ان يكون(عيدا وطنيا للبلاد). ولكي نتوقف عند محطات هذا
الغزو الهمجي ، لابد ان نستذكر الوقفة الشجاعة لدماء الشهداء التي
اريقت على اديم ارض الرافدين،والتي زلزلت الارض تحت اقدام الغزاة
واذنابهم واقزامهم . تحفها وقفة العراقيين البسل التي اذلت جيش الغزاة
واسقطت مشروع ادارة المجرم بوش العسكري بأقامة الشرق الاوسط الكبير
انطلاقا من ارض العراق الى دول المنطقة كلها، فأولى المحطات المضيئة ،
هو اسقاط المشروع الطائفي التي خططت له ادارة حاكم العراق المدني بول
بريمر سيئ الصيت والذي ثبت فشله وداس عليه العراقيون تحت اقدامهم ، ثم
ضرب العراقيون ادارة بوش وطاقمه الاجرامي بصفعة عراقية عندما استقبلوا
جيشه الغازي بالرصاص وليس ( بالورود والهلاهل) كما روج لهم كذابهم بوش
وعميله الصغير سارق البنوك الدولي ، وبعض العملاء الاقزام ممن يسمى
بالمعارضة العراقية وهم من يحكم العراق الان .
وثاني المحطات المشرفة لشعبنا الجريح بعد انجلاء غبار الايام الاولى للغزو ، استعادته لوقع الصدمة ، ونهض كمارد عملاق استحضر فيه شجاعة نبوخذ نصر وصلاح الدين الايوبي واشور بانيبال وكلكامش ، وعنفوان عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ، وحكمت وبلاغة سيف الامام علي بن ابي طالب وانتصب في شوارع ومدن وقصبات العراق كجبل اشم ونخلة باسقة وسيف صقيل يقاوم الغزاة الاراذل بحرب شوارع وعصابات ، موقع في اعداء الله والانسانية اكبر الخسائر في دبابات وجنود وهمرات وطائرات جيش الاحتلال ، ومنذ سبع سنوات مرت اذاق العراقيون جيش الاحتلال مر الهزيمة والهوان ، حتى اذهل هذا الشعب العظيم العالم كله لشدة تماسكه وقوة باسه ووحدته ، وعظمة ارادته الوطنية وشجاعة ابنائه في المقاومة والصمود والصبر الطويل ، وكانه قد اعد نفسه لحرب طويلة الامد ليس بمقدور الغزاة مجاراته ابدا ، حتى ان العدو الغاصب ابتكر طريقة للهروب من ساحة المعركة الا وهي (اتفاقية الاذعان ) التي وقعها مع حكومات الاحتلال المتعاقبة والمصنوعة في دهاليز البيت الابيض. وتبقى المحطة الاهم في مقاومة شعبنا العظيم لهذا الغزو هي اصراره على الحاقه الهزيمة النهائية لجيش الاحتلال واستعادة السيادة العراقية الكاملة على ارض العراق وتحريره من براثن الغزو وطرد العملاء الماجورين وزناة الليل وبأعي الشرف الوطني من ارض العراق ، بعد ان دنستها اقدامهم واقدام اسيادهم. ورب سائل يسأل كيف يتحقق هذا ؟ ..
اقول انظروا الى الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي يتصارع الان على كرسي الحكم فيها من طبل وروج وهلل للاحتلال ونابطح امامه ، ماذا افرزت وماذا حقق عملاء بوش وايتامه في الانتخابات ، لقد هزم بوش في ساحة المعركة واندحر جيشه في شوارع العراق ، فيما هزم عملاؤه في الانتخابات ولم يحصلوا على اصوات الشرفاء العراقيين الذين داسوا على اصواتهم يوم 7 اذار ، بل لم يحصل ( اكبر رأس فيهم ) على اصوات معدودة خائبة اشتراها هؤلاء بدولارات وتومانات امريكية وايرانية ، واخرج العراقيون لسانهم لهؤلاء الاقزام وبصقوا على صورهم في جميع شوارع العراق بوصفهم عملاء وخونة لارض المقدسات ارض العراق الطاهرة ارض المليوني شهيد. فماذا بقي لهؤلاء الا ان يركبوا على اول دبابة امريكية مهزومة تغادر العراق ويعودوا من حيث اتوا الى مواخير الغرب ليزاولوا مهنتهم السابقة المعروفة للعراقيين .
العراق الان يتعافى وقد قال كلمته وانتهى ، العراق في سنته الثامنة للاحتلال الخاشم اشد عزيمة على دحر الاحتلال وعملائه، واقوى بأسا ، واكثر وعيا وارادة ووحدة وتماسكا مصيريا بكل قومياته واديانه ومذاهبه ، واكثر ايمانا بمستقبل العراق ، بعد ان تكشفت له الالاعيب والدسائس والمؤامرات ، وبان الخيط الابيض من الخيط الاسود وركب طريق التحرير ليصنع تاريخه الخضاري الجديد ، العراق والعراقيون عرفوا طريق النصر والخلاص والصعود الى جلجلة المجد رغم التضحيات والمؤامرات الخسيسة التي ارادت النيل من هذا الشعب العظيم وردته على اعقابه مندحرا وذليلا... تحية لرجال العراق الذين اطاحوا بالامراطورية الامريكية والتوسعية الايرانية على ارض الرافدين ، ومجدا لا يعلوه مجد لشهداء العراق اكرم الاكرمين وليخسئ الاحتلال واقزامه.. |
||||||
. | ||||||
المقال المنشور يعبر عن راي كاتبه |
||||||
|
||||||