|
||||||
|
||||||
يأهلنا في العراق ان للنصارى ذمة الله ورسوله |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
وجدي أنور مردان - بغداد المحتلة | ||||||
الى العراقي حتى النخاع القس لوسيان جميل، رغم انف المحتلين والعملاء وقوى الظلام الذين تسللوا الى العراق مختبئين في بساطيل جنود الاحتلال، ان العراق سيبقى الحديقة الوارفة وانتم تبقون ازهارها.
نشرت صحيفة الحياة السعودية في عددها الصادر يوم 19\2\2010 تصريحا للسيد ضياء بطرس الامين العام للمجلس القومي الكلداني في العراق، قائلا أن تصاعد عمليات استهداف المسيحيين في الموصل هدفه منعهم من التصويت للقوائم الخاصة بالمسيحيين لصالح جهات واطراف أخرى، فيما طالبت البطريركية الكلدانية في العراق الحكومتين (الاتحادية والمحلية) في الموصل بحماية المسيحيين من اعمال العنف التي تستهدفهم.وأعلنت الشرطة العراقية الاربعاء العثور على جثة طالب مسيحي قتل رمياً بالرصاص، بعد خطفه لفترة وجيزة في جنوب الموصل، ليرتفع بذلك الى اربعة عدد المسيحيين الذين قتلوا
وأضاف بطرس ان «حدة الهجمات التي تسهدف ابناء شعبنا تتصاعد قبل اي عملية انتخابية. وما يجري الآن هو نفس الاحداث التي جرت قبل انتخابات مجالس المحافظات مطلع العام الماضي الى ذلك، أعرب نائب الأمين العام لـ «الحزب الوطني الاشوري» عمانوئيل خوشابا في تصريح الى «الحياة» عن «استنكاره الشديد» لما يتعرض له مسيحيو الموصل. وأضاف قائلا «نحن لا نتهم طرفاً محدداً الا ان القوى التي هجرت وقتلت المسيحيين عام 2008 عادت الآن لتستهدف المسيحيين من جديد من دون أن يحرك أحد ساكناً».من جهته، دان نائب بطريرك الكلدان في العراق والعالم المطران شليمون وردوني في تصريحات صحافية « نستنكرأي اعتداء يتعرض له اي عراقي، ونطلب من الجميع ان يزرعوا المحبة والسلام بين الناس وان لا يتعدوا على الآخرين، وخاصة الأبرياء الذين نوصي بهم كما نوصي بكل عراقي يعيش في هذا البلد دون استثناء»
قرأت هذه التصريحات المؤلمة وما يتعرض لها ابناء شعبنا من محن، شملت مساحة العراق كافة، بعد ان اكملت قراءة كتاب الدكتور محمد عمارة الموسوم (الاسلام والاخر)، وقد اورد الدكتور عمارة في نهاية كتابه مجموعة من الوثائق من العهد النبوي الشريف، وابرزها معاهدات الرسول الكريم (ص) مع نصارى نجران وهي: كتاب عهد من الرسول محمد(ص) الى الاسقف أبي الحارث بن علقمة، أسقف نجران، ثم كتابه (ص) لأهل نجران وكتابه الى ابن الحارث بن كعب ولاهل ملته ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الارض وغربها، قريبها وبعيدها فصيحها وأعجمها، معروفها ومجهولها. وفيها أن لهم ولسائر من ينتحل دين النصرانية في اقطار الارض ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وعلى المسلمين ما عليهم. وهذا العهد باق الى يوم الدين.
لقد عاش النصرانيون ( المسيحيون) في ربوع بلاد المسلمين لقرون عديدة، معززين مكرمين، انفاذا لعهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن بعد غزو العراق واحتلاله وتدميره، وتنصيب عملاء الاحتلال وعملاء قوى الظلام الايراني على السلطة فيه، اختلط حابل العراق بنابله، تشوه قيمه، تفكك نسيجه الاجتماعي، استيقظت الفتنة الطائفية، لعنها الله ومسببيها،. لقد نسى قوى الظلام، عهود الوفاء، وشرف المواطنة وكرامتها. طالت المجازر ابناء العراق المنكوب، شملت جميع مكوناته. ان النصارى مكون مهم من مكونات العراق، دافعوا عنه وبذلوا التضحيات الجسام من اجل رفعته ونهوضه، رافدين ارض الرافدين بالعلماء والمبدعين والمثقفين والمناضلين واخيرا بالمقاومين الابطال. ان الرسول العظيم تعهد برعايتهم واحترامهم لهم ما للمسلمين من حقوق واعفاهم من واجباتهم وجعلها اختيارا وتطوعا، ان ادوها يحسب لهم ويكافئون عليها وان لم يؤدوها فلا اكراه ولا عتاب. هكذا عامل سيد الكائنات النصارى وجعل هذا الكتاب ذمة الله ورسوله في اعناق المسلمين الى قيام الساعة. فهل احترم ويحترم من يدعون انهم محبي الرسول الكريم و آل بيته الاطهار، أم انهم في دجلهم يعمهون وبذمة الله ورسوله يخونون. أقراءو هذه كتاب الرسول الكريم بامعان وتدبر، وانشروه للعالم اجمع ليعلم الظلمون والجهلة اية عظيم كان هذا النبي صلى الله عليه وسلم، واي تسامح شامخ يتحلى به الاسلام.
ان الظلام عندما يخيم على بلد ما لايفرق بين الابيض والاسود، فعند قوى الظلام، يتشح الجميع بالسوا د. فالظلام لابد وان ينقشع مهما طال الزمان،. لقد اقتربت ساعة انبلاج الفجر فابشروا يأهل العراق.
فإننا في هذه العجلة نقول لشعبنا العراقي الابي، بضمنهم المسيحيين النصارى، أن هذه الانتخابات زائفة وغير شرعية ومزورة سلفا ومحددة النتائج لصالح عملاء أميركا وإيران، وأن الصراع بين المقاومة العراقية الباسلة ومشروع الاحتلال صراع وجود ستنتصر معه المقاومة الباسلة وكل شعب العراق على قوى الاحتلال والظلام ليعود العراق حرا ابيا يعيش فيه ابنائه بالتسامح المعروف عن العراقيين.
في هذا المقال ندرج نص كتاب الرسول الكريم صلى الله عليه الى أبن الحارث بن كعب ولاهل ملته وجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الارض وغربها. سجل الرسول الكريم في كتابه الشريف هذا اروع مثال في تاريخ تأخي الاديان وحرمة معتنيقيها واحترام الاخر ولا اكراه في الدين او المعتقد.
نص الكتاب:(*)
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب، كتبه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، رسول الله الى الناس كافة، بشيرا ونذيرا ومؤتمناً على وديعة الله في خلقه ولئلا يكون للناس حجة بعد الرسل والبيان، وكان عزيزا حكيما.
للسيد ابن الحارث بن كعب، ولاهل ملته ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الارض وغربها قريبها وبعيدها فصيحها وأعجمها، معروفها ومجهولها، كتاباً لهم عهدا مرعيا، وسجلا منشورا، سنةً منه وعدلاً وذمة محفوظة، من رعاها كان بالاسلام متمسكا ولما فيه من الخير مستأهلا ، ومن ضيعها ونكث العهد الذي فيها وخالفها الى غيره وتعدى فيه ما أمرتُ ، كان لعهد الله ناكثاُ ولميثاقه ناقضا وبذمته مستهينا وللعنته مستوجبا، سلطانا كان أو غيره، باعطاء العهد على نفسي بما أعطيهم عهد الله وميثاقه وذمة انبيائه وأصفيائه وأوليائه من المؤمنين والمسلمين في الاولين والاخرين، ذمتي وميثاقي وأشد ما أخذ الله على بنى اسرائيل من حق الطاعة وايثار الفريضة، والوفاء بعهد الله، ان احفظ أقاصيهم في ثغوري، بخيلي ورجلي وسلاحي وقوتي وأتباعي من المسلمين في كل ناحية من نواحي العدوً، بعيدا كان أو قريبا، سلما كان أو حربا ، وأن أحمي جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السيُاح حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل، وأن احرس دينهم وملتهم أين كانوا من بر أوبحر، شرقا وغربا بما أحفظ نفسي وخاصتي، وأهل الاسلام من ملتي، وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من كل أذى ومكروه أو مؤنة أو تبعة وأن أكون من ورائهم ذابا عنهم كل عدو يريدني واياهم بسوء، بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملتي وأنا ذو السلطنة عليهم ولذلك يجب عليً رعايتهم وحفظهم من كل مكروه ولايصل ذلك اليهم حتى يصل اليً وأصحابي الذابين عن بيضة الاسلام معي، وأن أعزل عنهم الاذى في المؤن التي يحملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به انفسهم وليس عليهم اجبار ولا اكراه على شئ من ذلك، ولا تغيير اسقف من اسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولاسائح عن سياحته ولاهدم بيت من بيوت بيعهم ولا ادخال شئ من بنائهم في شئ من أبنية المساجد ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله، وأن لا يحمل الرهبان والاساقفة ولا من تعبد منهم أو لبس الصوف أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الامصار شيئا من الجزية او الخراج وأن يقتصر على غيرهم من النصارى ممن ليس بمتعبد ولا راهب ولاسائح على أربعة دراهم في كل سنة أو ثوب حبرة أو عصب اليمن أعانة للمسلمين وقوة في بيت المال، وان لم يسهل الثوب عليهم طلب منهم ثمنه ولايقوم ذلك عليهم الا بما تطيب به أنفسهم ولاتتجاوز جزيى اصحاب الخراج والعقارات والتجارات العظيمة في البحر والارض واستخراج معادن الجوهر والذهب والفضة وذوي الاموال الفاشية والقوة ممن ينتحل دين النصرانية، أكثر من أثني عشر درهما من الجمهور في كل عام، اذا كانوا للمواضع قاطنين وفيها مقيمين ولا يطلب ذلك من عابر سبيل ليس قُطان البلد ولا أهل الاجتياز ممن لاتعرف مواضعه، ولاخراج ولا جزية الا ( على) من يكون في يده ميراث من ميراث الارض ممن يجب عليه فيه للسلطان حق فيؤدي ذلك على ما يؤديه مثله، ولا يجار عليه ولايحمل منه الا قدر طاقته وقوته على عمل الارض وعمارتها واقبال ثمرتها ولايكلف شططا ولايتجاوز به حدأصحاب الخراج من نظرائه، ولايكلف أحد من اهل الذمة منهم الخروج مع المسلمين
الى عدوهم لملاقات الحروب ومكاشفة الاقران فانه ليس على أهل الذمة مباشرة القتال وانما أعطوا الذمة علي، على أن لايكلفوا ذلك، وان يكون المسلمون ذباباً وجوارا من دونهم، ولايكرهوا على تجهيز أحد من المسلمين الى الحرب الذي يلقون فيه عدوهم بقوة وسلاح أو خيل، ألا ان يتبرعوا من تلقاء انفسهم فيكون من فعل ذلك منهم وتبرع به، حمد عليه وعرف له، وكوفئ به. ولايجبر أحد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الاسلام ، ولاتجادلوا ( أهل الكتاب) الا بالتي هي أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث كانوا وأين كانوا من البلاد.
وان اجرم أحد من النصارى ، أو جنى جنايةً فعلى المسلمين نصره، والمنع والذب عنه، والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه، فاما من عليه، أو يفادى به، ولا يرفضوا، ولايخذلوا، ولايتركوا هملا، لآني أعطيتهم عهد الله على أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وعلى المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا أن يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم. ولايحملوا من النكاح شططاً، ولا يكره أهل البنت على تزويج المسلمين، ولايضاروا في ذلك ان منعوا خاطبا وأبوا تزويجا، لأن ذلك لايكون الا بطيبة قلوبهم، ومسامحة أهوائهم، ان أحبوه ورضوا به. اذا صارت النصرانية عند المسلم، فعليه أن يرضى بنصرانيتها، ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها، والاخذ بمعالم دينها ولايمنعها ذلك، فمن خالف ذلك وأكرهها على شئ من أمر دينها، فقد خالف عهد الله وعصى ميثاق رسوله وهو عند الله من الكاذبين.
ولهم ان احتاجوا في مرمة بيعهم وصوامعهم، أو شئ من مصالح أمور دينهم، الى رفد المسلمين وتقوية لهم على مرمتها، أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم، ووفاءً بعهد رسول الله موهبة لهم، ومنةً لله ورسوله عليهم.
ولهم أن لايلزم أحد منهم، بان يكون في الحرب بين المسلمين وعدوهم، رسولا أو دليلا أو عونا أو متخبرا، ولاشيئا مما يساس به الحرب، فمن فعل ذلك بأحد منهم، كان ظالما لله ولرسوله عاصيا، ومن ذمته متخليا، ولايسعه في ايمانه، الا الوفاء بهذه الشرائط التي شرطها محمد بن عبدالله رسول الله لاهل ملة النصرانية، واشترط عليهم أمورا يجب عليهم في دينهم التمسك والوفاء بما عاهدهم عليه، منها: ألا يكون أحد منهم عينا ولارقيبا لأحد من أهل الحرب على أحد من المسلمين في سره وعلانيته، ولا يأوى منازلهم عدو للمسلمين، يريدون به أخذ الفرصة وانتهاز الوثبة ولا ينزلوا أوطانهم ولاضياعهم ولا في شئ من مساكن عباداتهم ولا غيرهم من أهل الملة ولايرفدوا أحدا من أهل الحرب على المسلمين بتقوية لهم بسلاح ولاخيل ولا رجال ولاغيرهم ولايصانعونهم، وأن يقروا من نزل عليهم من المسلمين ثلاثة ايام بلياليها في انفسهم ودوابهم، حيث كانوا وحيث مالوا، يبذلون لهم القرى الذي منه يأكلون ولايكلفوا سوى ذلك، فيحملوا الاذى عليهم والمكروه، وان احتيج الى اخفاء أحد من المسلمين عندهم وعند منازلهم ومواطن عباداتهم ، ان يؤووهم ويرفدوهم ويواسوهم فيما يعيشوا به ما كانوا مجتمعين وأن يكتموا عليهم ولايظهروا العدو على عوراتهم ولا يخلوا شيئا من الواجب عليهم.
فمن نكث شيئا من هذه الشرائط وتعداها الى غيرها فقد برئ من ذمة الله ورسوله، وعليهم العهود والمواثيق التي أخذت عن الرهبان وأخذتها، وما أخذ كل نبي على أمته من الامان والوفاء لهم وحفظهم به، ولا ينقض ذلك ولايغير حتى تقوم الساعة انشاء الله
وشهد هذا الكتاب الذي كتبه محمد بن عبد الله، بينه وبين النصارى الذين اشترط عليهم، وكتب هذا العهد لهم: عتيق بن أبي قحافة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، أبو ذر، أبو الدرداء، أبو هريرة، عبدالله بن مسعود، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، الزهير ابن العوام، طلحة بن عبيدالله، سعد بن معاذ، سعد بن عبادة، ثمامة بن قيس، زيد بن ثابت، ولده عبدالله، حرقوص بن زهير، زيد بن أرقم، أسامة ابن زيد، عمار بن مظعون، مصعب بن جبير، أبو الغالية ( كذا)، عبدالله بن عمرو بن العاص، أبو حذيفة، خوات بن جبير، هاشم بن عتبة، عبدالله بن خفاف، كعب بن مالك، حسان بن ثابت، جعفر بن أبي طالب. وكتبه معاوية بن أبي سفيان .
اللهم أحفظ العراق وأهل العراق المنكوبين. |
||||||
wamardan@hotmail.com | ||||||
المصدر : ( مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوى والخلافة الراشدة ) تحقيق الدكتور محمد حميدالله. طبعة القاهرة سنة 1956. أورد نصه الدكتور محمد عمارة في كتابه الموسوم ( الاسلام والاخر ) منشورات مكتبة الشروق الدولية سنة 2002. الصفحات 162 وما بعدها |
||||||
|
||||||