|
||||||
|
||||||
تأملات
|
||||||
﴿ الجزء السادس ﴾ | ||||||
شبكة المنصور | ||||||
سمير الجزراوي | ||||||
وبالتأكيد سوف لا تقف المحاولات الايرانيةفي تنفيذ ستراتيجيتهم والتي
تخدم هدفهم في جعل إيران قوة إقليمية بل عالمية ومن خلال السعي لامتلاك
السلاح النووي وخلق و توسيع نفوذهم في العالم العربي والاسلامي ومن
هذه المحاولات الستراتيجية وإضافة لخطواتهم السابقة وهي إنتقالهم من
خطوات الكسب وتعريض القاعدة الشعبية لهم في البلدان العربية إلى تشكيل
المنظومات التي تعمل وفق النهج الروحي الذي هو الغطاء الامثل لطموحاتهم
وكذلك وفق السياق الاستعدادي لمرحلة تنفيذ المهمات سواء باستخدام وسائل
الضغط السياسي التي سيتولد من نموهذه القواعد أو بالقيام بالتغلغل في
مؤسسات الدولة المعنية وفي كلتا الحالتين سيكون من المفيد إنشاء مثل
هذه القواعد في دول تختلف في غالبيتها المذهبية عن الشعارات المذهبية
التي يتبناها حكام طهران الحاليين وكما كانت هنالك محاولات لحزب الله
في مصر في العام الماضي بأنشاء خلايا له في مصر. وما الدعم العلني
للتمرد الحوثي في اليمن الا صورة حقيقية للتوجهات الايرانية في المنطقة
العربية والخليج العربي على وجه الخصوص,وحتى في فلسطين توجد محاولات
متقدمة بأنشاء لخلاياهم وتطويراً لقواعدهم الشعبية ولكن بحكم الدعم
الايراني لحركة حماس جعل هذا النشاط الايراني بالامر المقبول لدى حماس
ما دام الامر لا يزال يصب في مصالحها وفي معركتها مع الفصائل
الفلسطينية الاخرى،ان هذه القواعد التنظيمية والعسكرية تتحول بعد ذلك
إلى بؤر للنفوذ الايراني و الخطر الاكبر من هذا النفوذ عندما ينضج
ويصبح ذا تأثيرفكري و ديني وسياسي يؤثر في سياسات الكثير من الدول
العربية ,وعراق بعد الاحتلال شهد و يشهد حكومات عميلة لإيران وليست
متاثرة بايران بل هي تابعة لها والنفوذ الايراني في العراق واضحً
تماماً في توجهات السياسيين والحكام وبالرغم من وجود قوات الاحتلال
الأمريكي.أن تمركز النفوذ الايراني سيكون منطلقاًو تمهيداً لتحقيق
التمدد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولربما العسكري أيضاً وبهذا
الاسلوب يمكن أن يحقق الملالي طموحاتهم في الامبراطورية الفارسية
الجديدة .
أن قولي في مصيبة الامريكان هو عدم إدراكهم على أي وتر يلعب الايرانيون فهنالك حقيقة في الوطن العربي والعالم الاسلامي وحتى عند العرب المسيحيون وبالذات العراقيون وعموم العرب والمسلمين في أن لديهم رفض فطري ضد أمريكا وبريطانيا وفرنسا واليهود ولاسباب تتعلق بالتاريخ القديم والمعاصر, فبالنسبةللحكومات البريطانية والفرنسية تبلور هذا الموقف الرافض لكل ماهو له علاقة بهاتين الحكومتين من خلال الحقبة التأريخية الاستعمارية للبلاد العربية و نهب ثرواتها وسرقة فلسطين من الامة العربية ووقفت هاتين الدولتين إلى جانب الكيان الصهيوني و بكل إمكانياتها. ويشهد التاريخ المعاصرللامة العربية غدر الاستعمار البريطاني والفرنسي وخاصة في إتفاقية سايكس بيكو في عام 1916 والذي جزئت به الوطن العربي وقسمته كغنائم بين البريطانيون و الفرنسيون وكذلك في وعد بلفور في عام 1917 الذي منحت به بريطانيا الصهاينة فلسطين هبة منهم حفاظاًعلى مصالحهم ,وكذلك في عام 1948 حيث سُلِبتْ فلسطين من العرب بناء على المصالح الاستعمارية البريطانية و الفرنسية وخليفتهم الجديدة الولاياة المتحدة الأمريكية,كان العالم وبالاخص العرب يأملون بالولاياة المتحدة أن تكون نموذجا لدولة تدعم حرية الشعوب وتدعم إستقلالها ولكنها جاءت بابشع الاساليب في تعاملها مع الشعوب وشنت الحروب العديدة وأنتهكت حقوق الانسان ووقفت مع الكيان الصهيوني في حروبه مع العرب وضد الحقوق العربية فكانت أسوء خلف للسيئتين ,أما اليهود فهو دين سماوي يعترف فيه المسيحيون والمسلمون على حد سواء ولكن مواقف الجاليات اليهودية في العالم من أنظمتها و تامرهم على هذه الانظمة,ونجاح الكيان الصهيوني بربط هذا الحلم اليهودي بوجود الكيان الصهيوني وتثقيف الغرب والعالم بهذا الواقع المزيف وتسيسه للحقائق الدينية جعلهم منبذون أيظا لانه بالقدر الذي حصل عليه الكيان الصهيوني من الدعم من خلال هذا الربط المزبف بالقدر الذي جاءت ردود الفعل السلبية على اليهودية جراء تصرفات هذا الكيان المسخ في سلوكه الاجرامي بحق الشعب الفلسطيني,واليهود في الوطن العربي بالاضافة إلى مواقف أسلافهم اليهود وفي الغرب عموماً و مع دول وشعوب العالم الاخرى فهم في الوطن العربي أضاف البعض منهم سيئة بأن قبل أن يجمع بين تفسيرات العهد القديم من الكتاب المقدس في إنشاء الدولة اليهودية التأريخية لشعب إسرائيل و بين التطلعات العنصرية للصهيونية العالمية والسلوك الاغتصابي و الطبيعة الاستعمارية للكيان الصهيوني الذي أقامه الاستعمار في فلسطين عام 1948 وقد عبر هذا الكيان عن نفسه في تشريده لملايين الفلسطينين مسلمين و مسيحين و سرق أرضهم وقتل شيوخهم ونسائهم وأطفالهم وكذلك تعديه المستمر على المقدسات الدينية للمسيحين والمسلمين على حد سواء وكذلك عدوانه المستمر تجاه الدول العربية.ومنذ قيام هذا الكيان في الارض العربية ساهم في التبلور السلبي في شكل العلاقة بين الاديان الثلاثة وبالاخص العرب المسيحين و المسلمين من جهة وبين اليهود من جهة أُخرى والتي لم يكن بها أن تكون على هذا الشكل لانهم أبناء الله الخالق الواحد الاحد.
أقول كل هذه المواقف في علاقة اليهود بالمسيحين والمسلمين خلفت إرثا غير طيبا وواقعا مؤلماً يعيشه العرب يوميا في فلسطيننا العربية.ولتصحيح هذه العلاقة فأن الامر هذا يحتاج إلى جهد كبير بين المرجعيات الدينية الثلاث أولا ومن دول العالم والمنظمات الانسانية التي تؤمن حقا بحرية وحق الشعوب ثانياً.وهذا هو الموقف العام الذي ولد شعورا بل في بعض الاحيان نفوراًملحوظا وأصبح رفضاً بالقبول بهذه الدول في ترتيب أيةعلاقة مع العرب و ومع الانسان العربي بوجه خاص وقد أستغل حكام طهران هذا الموقف بالطرق على هذه المشاعر وتنمية هذه العدائية للاطراف الغربية المذكورة بالرغم من وجود الكثير من المواقف تؤكد وبحقائق ووثائق عن وجود علاقات إيرانية مع الكيان الصهيوني بالذات ومع هذه الدول الغربية وخاصة في دعمها في حربها على العراق في عام 1980وفي العدوان الثلاثيني في عام 1991 وفي غزو العراق عام 2003:
وقول علي أبطحي مساعد الرئيس الإيراني خاتمي بكل مرارة ( لما تعادينا أمريكا ولولا مساعدتنا لها ما دخلت أفغانستان ولا العراق(1)( .وأن الاستغلال الايراني أخذ منحى سياسي في التأكيد بعدائية هذه الاطراف في سلب الحقوق العربية و المنحى الثاني دينياً في إثارة المشاعروالعواطف الدينية وجعلها تصب في زيادة التوتر الديني وهم في نفس الوقت يحتفظون بعلاقات خفية ممتازة مع الغرب أنهم بحق يهود العصر. |
||||||
|
||||||