منذ زمن بعيد جداً ،حين كانت السياسة بعيدة عني بعد السماء عن الأرض ،
كنت وإنا أتطلع إلى وجوه قادة العراق بدءاً من الرئيس الشهيد صدام حسين
وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وعلي حسن المجيد وبرزان إبراهيم التكريتي
وسبعاوي ابراهبم الحسن ، وكل الذين ارتدوا الخاكي والزيتوني وسهروا
الليالي دفاعاً عن العراق ارضاً وسماءً وماءً واستقلالاً وكرامةٍ.. منذ
ذلك التاريخ كنت اشعر وأتخيل واردد مع نفسي واسمع الآخرين أن هؤلاء
القادة سيموتون وهم واقفين ، لن يموتوا على سرير المرض وكانوا مرضى ،
ولن يموتوا في حادث سيارة بل سيموتون ميتة الإبطال في ساحة المعركة ،
سيستهدفون في ساحة الجهاد والمقاومة ، معركة العراق دفاعاً عن كل ماهو
مقدس وعزيز ونبيل ، يموتون وهم يدافعون عن دين الله ، وعن أرضه التي
وهبها للعراقيين ..سيموتون وهم يدافعون عن عدالة الله في الأرض وعن
قيمه وشرائعه..
عندما غزت أمريكا العراق ، كانت لا تبغي استهداف الحزب الذي يحكم
البلاد أو القادة الذين يحكمون العراق ، أو يستهدفون الثروة والمادة بل
كان هدفهم محو كل ماهو مقدس من القيم والشرائع المثبتة في الكتب
المنزلّ من السماء . استهداف الدين والموقف والإيمان بالقضية التي كان
قادة العراق يروجون لها ويدافعون عنها ، فلسطين العربية منذ الخليقة ..
كنت لا اقلق ولا أخشى على هؤلاء القادة الذين أحببتهم حب بنت لأبيها
وحب الأخت لأخيها .. لأني كنت اعلم واهجس وإنا متيقنة وواثقة مثل
الملايين الذين يدركون بأنّ هؤلاء القادة الذين تنبعث من سيمائهم رائحة
الشهادة - أنهم لن يموتوا أنذال وجبناء (حاشاهم) بل يستشهدون أبطال
نجباء ، شرفاء،اصلاء.. لن يموتوا على سرير المرض فجلّ جلاله في علاه ،
خصّ الشهادة لنوع وفئة ونموذج خاص من الرجال ، خصها للإبطال الشجعان ،
للمؤمنين الأقوياء الاعزء ،للصابرين والثابتين على المبادئ ، للذين لن
يخشوا في قول الحق لومة لائم..
خصّ الشهادة بصدام حسين وعلي حسن المجيد وبرزان التكريتي وسبعاوي
إبراهيم الحسن وعواد البندر والبقية الباقية من رجال العراق ، فرسان
العراق نعم ....
من كان يتطلع في وجه الرئيس صدام حسين ، ويتمعن وفي وجه علي حسن المجيد
.. كان سيحدس ولن يشكك دقيقة واحدة في رجولة هذا الرجل ، وفي فروسية
هذا الرجل .. يهجس بأنّ رجال ثورة السابع عشر –الثلاثين من تموز المجيد
، رجال العراق الاصلاء الذين صدواّ عن امة الإسلام حقد الفرس وشروره
وأطماعه .. لن يموتوا إلا ميتة تبهر العدو قبل الصديق ، تسرّ كل شريف
وحر ..
لقد سرنّا وأبهجنا وزادنا فخرا وعزاً بأنّ القادة الذين كنا نتباهى بهم
طوال خمسة وثلاثين عاماً ، استشهدوا في سوح الوغى ، استشهدوا وهم
ثابتين ، متماسكين ، لم تنهز رجولتهم ولا قيمهم ولا فروسيتهم ، ابهرونا
وهم أحياء ،ابهرونا وهم يستقبلون الشهادة بابتسامة الرجل والفارس
والصنديد ..استقبلوا الموت والغدر والحقد والدنأة بالحمد لله ، الحمد
لله ، الحمدلله .
لقد خيبّ علي حسن المجيد كما خيبّ قبله الرئيس الشهيد صدام حسين
والشهيد برزان وطه ياسين وعواد البندر –ظنون كل عملاء إيران وأمريكا
الذين تصور أن هؤلاء الإبطال سيخشون الموت والإعدام ناسين ومتناسين
بأنّ هؤلاء الرجال هم الذين اختاروا الشهادة وساروا إليها غير أبهين ،
عازمين بالوصول إليها غير نادمين ..
من كان يظن أن علي حسن المجيد لن يستشهد في ساحة المواجهة المشرفة مع
أعداء الله والإنسانية ، عملاء إيران وأمريكا ، فهو واهم ، لان هذا
الرجل اختار واصرّ إلا أن يعيش فارساً بطلاً ،ويستشهد فارساً بطلاً لن
يهاب الموت كما لم يهبه طوال حياته ..
الحمد الله أن قادتنا استشهدوا في ساحة المواجهة البطولية مع أعدائنا
.. والحمد الله أن عملاء إيران وأمريكا يموتون موتة الذل فالله تعالى
يبليهم بداءٍ ليس له دواء ، يموتون وهم أنذال ، مخانيث ، يلعنهم الله
في الدنيا والآخرة كما ستلعنهم البشرية جمعاء إلى يوم الحساب .
هنيئاً لكم آل مجيد بشهيدكم الحي الخالد علي حسن المجيد ، وهنيئاً
لعشيرة البو ناصر في العوجة باستشهاد فارس آخر من فرسانها ، وهنيئاً
للعراقيين الأباة الرافضين للاحتلال ولعملائه باستشهاد رمز آخر من رموز
المقاومة ضد الغزاة ، هنيئاً لجيشنا الباسل الذي قاده علي حسن المجيد
في فترة من الفترات ، هنيئاً لحزب البعث العربي الاشتراكي باستشهاد
مناضل آخر من مناضليه .
ياترى ماذا كنا سنقول لأبنائنا وأحفادنا لو لم يستشهد صدام حسين وعلي
حسن المجيد وبرزان التكريتي وطه ياسين رمضان وعدي وقصي ومصطفى قصي صدام
حسين.. عن ماذا كنا سنحكي لهم ، وعن أي تاريخ مجيد كنا سنتكلم وبمن كنا
سنتباهى ولمن كنا سنزغرد ونمجدّ ونكتب الإشعار والقصص ..
فلتفرح كل الشعوب العربية لان قادة العراق من رموز البعث حفظوا أمجاد
الأمة وصانوا تاريخها المجيد وأضافوا عناوين بطولة وإباء وشرف إلى
صفحات التاريخ العربي مكتوبة بأحرف من النور والدم ..
صبراً آل مجيد فأنّ موعدكم الجنة .. صبراً ياقادة العراق الغيارى إن
موعدكم وموعدنا وموعد كل المقاومين والمجاهدين الجنة ..
لستم اموتاً ، بل شهداء أحياء ، خالدين في قلوبنا وضمائرنا ، انتقلتم
من دنيا الفناء والزوال إلى جنة الخلد والنعيم ، تجالسون الأنبياء
والرسل والصالحين والصديقينّ والشهداء .
شكراً لك ، أبا الحسن ، باستشهادك رأسنا يعانق عنان السماء .
وهنيئا للمقاومة العراقية باستشهاد رمز وعنوان آخر من رموزها
وعناوينها..
|