مرة اخرى يكشف الكيان الصهيوني عن اطماعه في الارض والمقدسات
العربية الاسلامية في ارضنا الفلسطينية التي تمثل واحدا من عناوين
الامة وتاريخها، ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقات الدولية،
عند اعلانه عن ضم الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل الفلسطينية
المحتلة ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم لكيانه المغتصب،
واعتبارهما "محمية" صهيونية، بعد ان احتل وسط مدينة الخليل وجعله مرتعا
لمستوطنيه الارهابيين.
ان اطماع الكيان الصهيوني الغاصب في الارض والمقدسات لن تقف عند هذه
الحدود، فقد اصبحت المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس على
قائمة الخطر والضم ايضا، وفي المقدمة منها المسجد الاقصى المبارك
وكنيسة القيامة، دون استثناء باقي المقدسات والمواقع الاثرية
والتاريخية في فلسطين، وهذا يمثل اعتداء صارخا على هوية الامة
وتاريخها، وهو جريمة اخرى تضاف الى جرائم العدو التي لا تتوقف.
ويأتي القرار العنصري للحكومة الصهيونية في ذروة استمرار العدوان على
اهلنا في فلسطين، مما يتطلب موقفا عربيا واسلاميا داعما لنضالات اهلنا
الصامدين في الدفاع عن عروبة الارض وصيانة المقدسات وحمايتها، محذرين
المنظمات الدولية وفي المقدمة منها اليونسكو من الاذعان للقرار
الصهيوني، بالموافقة على اعتبار مقدساتنا العربية الاسلامية تراثا
صهيونيا، والمطالبة بفضح النوايا الصهيونية الهادفة الى تهويد الارض
والتاريخ والمقدسات، مع ضرورة تامين حماية دولية لشعبنا وارضنا ورموزنا
الدينية والتاريخية في فلسطين المحتلة التي تتعرض كل يوم للمصادرة
والتزوير.
واننا اذ نؤكد انحيازنا الدائم الى خندق اهلنا الصامدين في فلسطين
المحتلة، فاننا نضع هذا الملف على طاولة الحكام العرب في قمتهم
المقبلة، مطالبين بقرارات على قدر المسؤولية الوطنية والقومية وعدم
الاكتفاء بالشجب والادانة والاستنكار التي لم تخرج عنها قرارات القمم
السابقة، وهي المسؤولية ايضا التي تقع على عاتق منظمة المؤتمر الاسلامي
والمنظمات الدولية الاخرى.
اننا ونحن نرى حجم الخطر الذي يهدد اهلنا وارضنا في فلسطين، نتوجه
بنداء مخلص الى فصائل المقاومة الفلسطينية للاسراع في تحقيق وحدتها
الوطنية وانجاز المصالحة التي تظل حاضنة للمقاومة البطلة، لتوحيد
الجهود لمواجهة سياسة العدو الرامية لابتلاع المزيد من الارض وتهويدها،
على حساب حقنا العربي التاريخي.
ونؤكد ومعنا ابناء شعبنا وامتنا، ان الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد
بلال بن رباح هما موقعان اسلاميان عربيان، وان الولاية عليهما هي ولاية
عربية اسلامية، وهذا ما يجب ان تعرفه جيدا المنظمات الدولية، وفي
المقدمة منها اليونسكو، حتى لا تقدم غطاء دوليا للاطماع الصهيونية.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر
المجد لصمود اهلنا في فلسطين
والخلود لشهداء الامة الابرار
والهزيمة للاحتلال ومشاريعه واذنابه
القيادة العليا
٢٧
/ ٠٢ / ٢٠١٠ م |