ان المتتبع للتوسع الاميريكي بعد انحسار القوة المعادلة من خلال انفراط
الاتحاد السوفيتي يجد ان البرنامج الاميريكي في هذا التوسع راح باتجاه
الدول الاسلامية والعربية التي تدين بالاسلام من ناحية ومن ناحية اخرى
لا بد من ايجاد سبيل وسبب لتلك القوة الاعظم حتى يمكن قبول توسعها
الاستعماري في تلك البلدان.يبدو ان المستشارين في الولايات المتحدة قد
انفقوا من الزمن الكثير في دراسة واقع تلك المجتمعات قيد الاهتمام
الغربي بالتوسع على حسابها وبما انها مسلمة من حيث العقيدة الروحانية
اذا لا بد من ايجاد سبب معقول على الاقل بالنسبة للعالم الغربي
المتعاون بالمصالح والدفاع مع الولايات المتحدة والمتفهم للعبة
الاستعمار من خلال ممارسته قديما وقبل اميريكا ومثال على ذلك بريطانيا
رئيسة خبراء الاستعمار الحديث وخاصة باتجاه الشرق الذي يحتوي على
العالم العربي والاسلامي.
هناك مصالح وهناك طموحات عالمية وهناك مواد اولية وممرات لا بد من
الاستيلاء عليها وبالتسارع بين الدول وخاصة التي تربط القارات الثلاث
وهي اسيا واوربا وافريقيا والتي تشكل قلب العالم مساحة وكثافة بشرية
ومواد اولية لا بد من الوقوف عندها وعدم السماح لمن يريد استغلالها مع
اللعاب الحائض من فم الدول العظمى التي هي اكثر الدول استهلاكا لتلك
المواد بحكم الحاجة الصناعية لها وهي المصدر الرئيسي لنشاطها
الاقتصادي والتجاري وبالتالي ما ينعكس ذلك على القوة العسكرية
والامدادات التي تحتاجها لتبقى عند مستوى المطرقة الاقوى بين جيوش
العالم.
ان اول اعلان خطير تمخضت عنه المستشارية الغربية وعلى رأسها اميريكا هو
الدين وهنا في بلادنا نعني الدين الاسلامي .يبدو ان القران الكريم قد
درس باستفاضة هناك ومن ثم تم استخلاص بعض الايات عبثا وبقصدية لصالح
التوجس من الدين الاسلامي ومن تلك الايات قوله تعالى(واعدوا لهم ما
استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) الى الحد
الذي وصفوا الدين الاسلامي بأنه يدعو الى الارهاب بل وطلبت الكثير من
المنظمات ذات الاغراض هناك حذف تلك الاية ومثيلاتها من الدروس التي
تعطى للطلبة وخاصة في العالميين العربي والاسلامي وقد تم الضغط من قبل
دول الغرب على الدول العربية والاسلامية لتلبية هذا المطلب وقد استجابت
بعض الدول الضالعة في ركاب الغرب المستعمر.
اذن الارهاب هو المنفذ الوحيد والغطاء المهم لتنفيذ الاغراض
الاستعمارية في التمدد باتجاه الشرق ومن ثم الاستيلاء على خيراته او
على الاقل تدميره ومن ثم تأخير مرحلة تقدمه الصناعي وبالتالي سيكون
مضطرا لبيع خاماته غير القادر على الاستفادة منها في الجانب الصناعي من
ناحية ومن ناحية اخرى العيش على مردوداتها التجارية عندما تستدعي
الاحوال العيش الكفاف بحكم التخلف.اما الدول الاستعمارية وبعد تدمير
الدول قيد الاحتلال وبالة الحرب فسوف تستغل المواد الاولية المستوردة
طوعا من الدول المتخلفة وبثمن بخس وبالتالي تصنيعها ومن ثم تصديرها على
شكل قطع خدمية كالسيارات ومصنوعات النفط وباسعار خيالية ومن هنا جاءت
الفائدة الاولى من تلك الحروب .فضلا عن دخول الشركات العالمية الكبرى
للاستثمار في الدول الجريحة بفعل الحرب وبدعوى اعادة بنائها واعمارها
وكذلك استخراج خاماتها التي هي غير قادرة على ذلك بحكم تخلفها الذي
هو نتجة الحروب الاستعمارية الغاشمة.
اذن الحل بالنسبة للدول المستعمرة ومفتاح دخولها غازية يكمن بايجاد
القوى الاسلامية المتطرفة او ما يسمى اليوم بالاسلام السياسي المعلن
على الاقل.ان التيار المتطرف المصنوع من قبل الدول الاستعمارية تمثل
بالقاعدة والتي ترعرعت بالغرب اولا ومن هناك جاء مبشروها الى بلاد
المسلمين رافعي شعار الدين ووجوب مقارعة الكفار في كل مكان ومن ثم
اقامة الدولة الاسلامية ناسية تلك الجماعات قوله تعالى (وخلقناكم امة
وسطا)أي معتدلة بعيدة كل البعد عن التطرف نحو اليمين او نحو الشمال
وناسية قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) وناسية( لا اكراه في الدين).
تمركزت القاعدة في افغانستان وتبعتها القوات الحليفة بدعوى القضاء على
الارهاب ومن ثم تم احتلال افغانستان وما زالت تلك البلاد المغلوبة على
امرها تجر ما تجر من ويلات الحروب والموت والدمار والتخريب لكل شئ في
فيافيها ولا من دولة اسلامية تم قيامها ولا من سلام وقع على الارض سوى
الفوضى والموت.
بعد ذلك عبرت طلائع القاعدة الى باكستان واتخذت من الجبال العصية
موقعا لها وكأنها تقول لاميريكا ابقي ما شئت في تلك البلاد ودمري ما
شئت طالما نحن متخفون في تلك الكهوف نحمل بنادقنا من صنعك
المهترئ؟واليوم باكستان تعيش حالة ازدواجية من السيادة من ناحية ومن
الاحتلال الغربي وازيز طيرانه وقصفها المدوي على طول وعرض البلاد.في
حين نجد ان قنابل باكستان الذرية وصواريخها هامدة جامدة في سراديبها
تنتظر الحرب مع الهند وتحترم الاحتلال الاميريكي ولعبة (مكي ماوس)مع
القاعدة؟!
ثم يتم توجيه مجاميع القاعدة وبعيد احتلال العراق الى تلك البلاد
المنكوبة باكثر من احتلال ليصبح الهدف المعلن لقوى الاحتلال هو القضاء
على الارهاب أي القاعدة ومن يا ترى جاء بالقاعدة الى بلادنا ونحن لم نر
قاعدة قبل الاحتلال؟؟؟؟؟؟ راحت الة الحرب الغربية المجرمة تخلط الاوراق
وتقتل كل من يقع بين يديها حتى المقاوم الوطني الشريف والاسلامي
المعتدل النظيف الذين يريدون تخليص بلادهم من كارثة الاحتلال ولا اطماع
لهم غير ذلك وخارج وطنهم العربي.
ثم تنهار القاعدة في العراق ويرفضها الانسان العراقي المعتدل بطبيعته
والمحب للحوار والمنطق والجدلي الحصيف لتبدأ اوامر اسيادها بضرورة
التوجه الى اليمن السعيد حيث تلتقي مع الحوثيين الصفويين ومع
الانفصاليين المجرمين هناك لتكون اداة ارهابية وافدة وبكثافة وتحت
اوامر اسيادها الشرقيين والغربيين ومن ثم تفتح الابواب مشرعة لقوى
الغزو والدمار الغربية كي تذهب الى اليمن ومن هنا رأينا بتريوس قائد
الجيوش الاميريكية مجتمعا مع رئيس اليمن ومحذرا من هروب القاعدة من
العراق ومن افغانستان وباكستان والصومال باتجاه اليمن.سدت ابواب سفارات
واطلقت صفارات الانذار هناك وراح العالم يولول من هول ما يحدث له على
ايدي القاعدة انطلاقا من اليمن الجائع ؟!اذا هذه المرة لا بد من دخول
الجيوش الاميريكية وتحت ثوب الارهاب وان اختلفت طريقة اداء الاحتلال.
القاعدة لم تكتفي بتوجهها نحو اليمن بل تمازجت مع الحوثيين وتناثر بعض
اعضائها وعصاباتها لتطال السعودية كهدف متأخر اخر لجنود الاحتلال بعد
احتلال الخليج من اعلاه ووصولا الى بحر العرب ومن ثم احتلال باب
المندب بتعاون القاعدة المصنوعة مع قراصنة البحر القادمين من الصومال
والذين خلقوا وضيفيا لمساعدة القوى الاستعمارية للدخول في تلك المنطقة
الحيوية من العالم والسيطرة على البحر الاحمر من اسفله بعد ان تمت
السيطرة على قناة السويس من اعلاه.
وهكذا تصمم مهزلة الارهاب وتتشكل قواعد القاعدة وتنتشر متسارعة ومتسارع
وراؤها العدو المحتل الغربي والصهيوني ورديفه الشرقي الفارسي الصفوي
فلا القاعدة شكلت دولة اسلامية ولا العرب والمسلمين لهم ناقة ولا جمل
بالذي يحصل سوى المزيد من الكوارث والحروب والتخلف والسيطرة على
مقدراتهم والنيل من قومياتهم ودينهم وثوابتهم.
اللعبة يا اميريكا ويا حلفاء اميريكا انكشفت وبانت خيوطها ومنذ اول
اعلان عنها في هجمة سبتمر المفتعلة وكيف ان كل اليهود العاملين في
المركز التجاري قد خرجوا قبل وقوع الهجوم وبعدد يفوق الخمسة الاف
موظف؟فيا ترى من اين جاء خبر الهجوم اليهم ؟كل هذا والعرب ما زالوا
غافين غافلين عن الاعلان علنا للولايات المتحدة ان كفى لعبا فينا وكفى
دمارا لبلادنا فلعبة الارهاب قد انكشفت ودور القاعدة انتم الادرى به
منا ولسنا الصانعون له... |