لقاء وطني تضامني لإطلاق سراح وإنقاذ حياة المناضل طارق عزيز

 إدانة إعدام الرفيق علي حسن المجيد وتحميل الاحتلال الأميركي المسؤولية

عن سلامة وحياة الأسرى والمعتقلين في العراق

 
 
 
شبكة المنصور
 

- الدعوة إلى تشكيل منتدى حقوقي عربي ودولي لمحاكمة مجرمي الحرب على العراق ومطالبتهم بالتعويضات.

- استنكار زيارة عمار الحكيم إلى لبنان باعتباره أحد الأدوات العميلة للمحتل الأميركي.

 

تحت عنوان "الحرية للأستاذ طارق عزيز، أسير الفكر والعقيدة والعراق الواحد، وبدعوة من الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي والحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق وأصدقاء طارق عزيز، انعقد في فندق الكومودور – ميرديان في بيروت ظهر الثلاثاء في 26/ 1/ 2010، لقاء وطني تضامني للمطالبة بإطلاق سراح وإنقاذ حياة نائب رئيس وزارء العراق ووزير خارجيته لفترة طويلة الأستاذ طارق عزيز المعتقل في سجون الاحتلال الأميركي وأدواته في العراق والذي يعاني ظروفاً صحية حرجة للغاية.

 

وشارك في اللقاء شخصيات سياسية من لبنان وفلسطين والعراق وممثلون للأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ووزراء ونواب سابقون، حيث بدأ بالوقوف دقيقة صمت للنشيد الوطني اللبناني ثم لأرواح شهداء الأمة العربية ومقاومتها في فلسطين ولبنان والعراق.

 

د. صباغ : للإفراج الفوري عن عزيز وفضح الدور التآمري للاحتلال

 

واستهل اللقاء بكلمة رئيس الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي الدكتور سمير صباغ الذي قدم التعازي الحارة باسم المجتمعين لذوي ضحايا الطائرة الاثيوبية وعموم الشعب اللبناني، متناولاً الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها الأستاذ طارق عزيز وهو يقبع داخل سجون الاحتلال الأميركي الذي يدَّعي نشر الديمقراطية في العراق للتستر على دوره التآمري التخريبي في هذا البلد لنهب خيراته وثرواته وتهجير شعبه وإذلالهم.

 

وطالب برفع الصوت عالياً للإفراج الفوري عن طارق عزيز وغيره من الأسرى والمعتقلين مشيداً بدوره وهو الرجل الديبلوماسي الذي خدم قضية بلاده بكل ما يملك من قدرات وعزيمة.

 

د. الرافعي:  لإطلاق مروحة من التحركات ليقف العالم على طبيعة الاحتلال الأميركي وعدوانيته

 

استهلَّ الدكتور الرافعي كلمته بتوجيه تعازيه لأهالي ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة، داعياً بالرحمة على أرواح الضحايا.

 

كما أعلن عن استنكاره الشديد لإعدام الرفيق المناضل علي حسن المجيد، وقال إن إعدامه جاء استكمالاً للمؤامرة التي ينفذِّها الاحتلال الأميركي وعملائه وشركائه بحق رجالات النظام الوطني في العراق. متوجهاً بأحر التعازي لعائلة الشهيد ولقيادة قطر العراق، وإلى كل البعثيين في أرجاء الوطن العربي. ثم تلا كلمته، وهذا نصها:

 

أيها الأخوة والأخوات، أيها الحضور الكريم

إن لقاءنا يكتسب أهمية خاصة، لأنه ينعقد تحت عنوان إنقاذ حياة الأستاذ طارق عزيز، نائب رئيس وزراء العراق، ووزير خارجيته لفترة طويلة، والمناضل والرفيق الذي قضى ردح حياته في خدمة قضايا شعبه وأمته. وها هو اليوم بعد ستة أعوام على أسره أو عتقاله يواجه ظروفاً صحية حرجة للغاية وبما يتطلب إطلاق أوسع تحرك سياسي وإنساني وقانوني لإطلاق سراحه وإنقاذ حياته، ومن خلال ذلك تسليط الضوء على حقيقة المعاناة التي يعيشها الأسرى والمعتقلون في سجون ومعسكرات الاحتلال والأدوات المرتبطة به.

 

لقد أدت ظروف الاعتقال السيئة وأساليب التعامل التعسفية إلى إصابة العديد من الأسرى والمعتقلين بأمراض خطيرة وان ما تعرض له نائب رئيس وزراء العراق المناضل طارق عزيز ليس إلا عينة من أساليب العنف السادي التي مورست وتمارس على الأسرى والمعتقلين وكل الذين تطالهم المحاكمات الصورية.

 

إننا إذ نحمل سلطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأستاذ طارق عزيز ومعه كل الأسرى والمعتقلين، فإننا نضع هذه الحقيقة أمام الرأي العام العربي والعالمي لأن فيه إثبات على ان الاحتلال الذي يجثم على صدر العراق منذ ما يقارب السبع سنوات ما يزال يرخي ظلاله الثقيلة على كل جوانب الحياة فيه. وان هذا الاحتلال لم يؤد إلى استعباد شعب العراق، والسيطرة عليه، واستغلال موارده، وبما يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة وحسب، بل أدى أيضاً إلى التقويض الكلي للوحدة الوطنية وبما يتنافى مع أحكام الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة تحت عنوان حق تقرير المصير بتاريخ 14/12/1960.

 

إن الاحتلال الأميركي الذي مارس الأعمال المسلحة ولم يتوان عن اتخاذ أقسى التدابير القمعية بحق أبناء العراق، يقع فعله تحت الوصف القانوني لجرائم الحرب المتمادية سواء عبر اعتماده أساليب التدمير الممنهج للمقومات الوطنية للدولة العراقية أو عبر الممارسات اللانسانية وذات الطبيعة العنصرية والتعسفية التي اعتمدت أساساً للتعامل مع كل المعترضين والمقاومين للاحتلال الذين مارسوا حقهم الطبيعي في مقاومته وكحق ثابت أجازته وأقرته المواثيق والاعراف الدولية.

 

وإذا كانت ممارسات الاحتلال انطوت وتنطوي على كثير من الفظائع إلا أن ما تكشف حتى الآن من انتهاك خطير لحقوق الإنسان والتي كانت مشهديته في معتقل "أبو غريب" نموذجاً حياً، تمت محاكاة العالم من خلاله ليقف على طبيعة هذا الاحتلال وعدوانيته، فإن المحاكمات الصورية التي تجري بإشراف قوات الاحتلال وعبر أدواتها للقوى والرموز العراقية الوطنية، يعطي أدلة جديدة على الزيف الذي تتستر وراءه إدارة الاحتلال، بأنها احتلت العراق لنشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

إن الأخبار التي وردت مؤخراً من العراق عن إصدار دفعة جديدة من الأحكام ضد من كان له شرف الانخراط في التجربة النهضوية ومقاومة الاحتلال تطرح مجدداً هذا التمادي المستمر في الانتهاك الخطير للحقوق الإنسانية الأساسية والتي يجب توفيرها للأسرى والمعتقلين. وإذا كانت الأحكام تشكل واحدة من الأشكال العدوانية التي تنفذ ضد أبناء العراق، فإن ما يتعرض له الأسرى والمعتقلون من عدم توفير الشروط الإنسانية للاعتقال وخاصة حقوق الاتصال مع الخارج والرعاية الصحية إنما يأتي في السياق العام للمخطط المرسوم والذي ينفذ على مراحل وعبر تعدد الأدوات للنيل من صمود الأسرى والمعتقلين وبالتالي التأثير على صمود المقاومين وكل الشرائح الاجتماعية والشعبية الحاضنة للفعل المقاوم.

 

واذا كان لقاؤنا  ينعقد تحت عنوان إنقاذ حياة المناضل طارق عزيز، فإن هذا اللقاء يجب ان يكون محطة لإطلاق مروحة من التحركات المتعددة لاشكال والاتجاهات بغية تشكيل رأي عام ضاغط، يكون في تضامنه مع المناضل طارق عزيز، تضامناً مع كل الأسرى والمعتقلين الذين تهدد حياتهم الأخطار .

 

إن التحرك السريع لإنقاذ حياة الأسرى والمعتقلين هو واجب كل الذين يعتبرون احتلال العراق انتهاكاً لحق الشعوب. في تقرير مصيرها، وواجب كل الحريصين على توفير كل الضمانات الأساسية من سياسية وقانونية للذين يعانون من الاحتلال وإفرازاته ويمارسون حقهم الطبيعي في مقاومته وفق ما نصت عليه شرعة حقوق الإنسان.

 

إن تمادي الاحتلال والقوى المرتبطة به في انتهاك حقوق الإنسان وتجلياته بما يتعرض له الأسرى والمعتقلون لا يمكن وضع حدٍ له إلا بموقف سياسي وأخلاقي وقانوني يتوازى وحجم الخطورة المترتبة على استمرار هذه الجريمة المتمادية بحق العراق ومناضليه وأننا لعلى ثقة أكيدة بأن العالم ما يزال يختزن طاقات خيرة وان التحرك السريع لوقف هذه الجريمة المتمادية هو إشعار بأن الانتصار لحقوق الإنسان هو انتصار  لكل القيم الإنسانية وقيم الأخلاق وانتصار لكل الشعوب المناضلة التي تعمل لممارسة خياراتها السياسية بعيداً عن كل أشكال الاحتلال والاستعباد والوصاية.

 

إن لقاءنا الذي نعول عليه أهمية كبيرة، هو بنظرنا نقطة انطلاق إلى رحاب أوسع، لأن الجميع مدعو وكلّ من موقعه، لأجل تسريع الإفراج عن المناضل طارق عزيز وتوفير الحماية القانونية والسياسية والإنسانية للآلاف من الأسرى والمعتقلين داعين إلى تحويل مسألة التضامن والانتصار للأسرى والمعتقلين  في العراق الى قضية رأي عام عربي ودولي واعتبار ذلك شكلاً من أشكال التصدي ومقاومة المشروع الاستعماري الجديد الهادف إلى السيطرة على وطننا العربي ومنها ثرواته.

 

لنطلقها اليوم كما الغد، صرخة مدوية في وجه الاحتلال وعملائه،

الحرية للمناضل طارق عزيز،

الحرية لكل الأسرى والمعتقلين في العراق

معاً لوقف المحاكمات الصورية،

 

وتحية لكم ولكل من يرفع الصوت مدافعاً عن القيم الوطنية والقومية التي كان يجسدها المناضل طارق عزيز في سلوكه النضالي وكل رفاقه الذي مضوا على درب الشهادة والذين يقارعون الاحتلال ويتصدون له ولعملائه بكل الإمكانات المتاحة، وعهداً ان تستمر قضية العراق الوطنية بما هي قضية تحرير وتوحيد وديمقراطية سياسية وقضية الأسرى والمعتقلين قضية سياسية وإنسانية وأخلاقية دائمة الحضور في وجداننا والمحفز لتحركنا لأجل وضع حدٍ لهذه الجريمة  المنظمة التي تنفذ ضد شعب العراق  على  أيدي الاحتلال وعملائه والمتحالفين موضوعياً معه.

 

 

بشور: عزيز بقي صامداً في المعتقل وأربك الاحتلال بصموده وكبريائه

 

وألقى الأستاذ معن بشور كلمة الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معتبراً أن موقفين تاريخيين في حياة طارق عزيز، يجعلان الاحتلال الأميركي ينتقم منه اليوم، كما انتقم من الرئيس الشهيد صدام عندما قصف تل أبيب بالصواريخ وهما:

 

الأول: وقفته الشهيرة مع وزير خارجية أميركا في العام 1991، جيمس بيكر، تلك الوقفة التي شعر فيها كل عربي أن طارق عزيز كان يمثل كرامة الأمة وعنفوانها في وجه أعتى وقوى دولة في العالم ومعها الحركة الصهيونية، حين انتصر إعلامياً وسياسياً وقانونياً على ممثل هذه الدولة فانتظروا طويلاً ليعاقبوه بعدما شنوا الحرب القذرة على العراق.

 

الثاني: وقفته وهو المثقل بالمرض أمام محكمة العملاء في العراق، حين أطلقوا الشائعات عن انهياره واستسلامه وتخليه عن رئيسه ورفيقه صدام حسين وإذا به أمام المحكمة ينتقض شجاعاً مقاوماً معلناً مواقفه البطولية الأصلية، فاستحق العقوبة لأنه أربك إشاعاتهم وكذَّبها.

 

ثم كشف الأستاذ بشور على أن المستشار القانوني المصري الكبير حسن عمر اتصل به قبل اللقاء معلناً تأييده للمجتمعين وأنه بصدد الدعوة إلى تشكيل منتدى حقوقي قانوني عراقي عربي ودولي من أجل فضح جرائم المحتل الأميركي في العراق وإصدار تقرير مشابه لتقرير غولدستون يسلط التحقيقات على كل ما جرى في العراق معتبراً أن كافة الأحكام الصادرة بحق الأسرى والمعتقلين هي أحكام باطلة ويجب أن يحال للمحاكمة كل من شارك فيها ويحالوا إلى المحاكم الدولية.

 

المحامي الأستاذ عمر زين:

الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب

المنسق العام للجنة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الأميركي والصهيوني

على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته أمام ما يجري في العراق

 

تحية المقاومة،

الوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال الأميركي في العراق والجرائم التي ارتكبت وترتكب بحقهم يضع الجميع أمام مسؤولياتهم لوقف هذه الجرائم وعدم استمرارها ومحاكمة مرتكبيها، وعلينا جميعاً في هذه الأمة متابعة ذلك بكل إصرار وتصميم باعتبارها إحدى القضايا الأساسية التي من واجبنا القومي والإنساني والقانوني أن نضعها في أولويات عملنا.

 

والمعلومت التي وردت مؤخراً عن الوضع الخطير الذي يعيشه عميد الأسرى طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية العراق الأسبق، داخل محبسه حيث وصل الأمر إلى إصابته بجلطة دماغية ويرقد بين الحياة والموت وهو يبلغ من العمر (73 سنة)، والإصرار على بقائه خلف الجدران تنفيذاً لعقوبة جائرة صادرة عن محاكم غير قانونية وبمحاكمات صورية، وهو ما يضع المجتمع الدولي بمكوناته الحكومية وغير الحكومية أمام مسؤولياته احتراماً للمواثيق والعهود التي وقعها وأصبحت جزءاً هاماً من النسيج القانوني الذي يحكم العلاقات الدولية، إن استمرار تقييد حرية الوزير العراقي والأسرى والمعتقلين في العراق هو انتهاك صارخ للمبادئ الإنسانية والحق في الحياة والحرية والأمن، ويأتي مناقضاً لما نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العالمي في مادتيه الثالثة والخامسة، حيث لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة. إن هذا الوضع يستدعي التأكيد على أن ما ترتكبه القوات الأميركية والأجهزة الموالية لها يمثل افتئاتاً على الشرعية الدولية ومبادئ وقواعد القانون الدولي الاتفاقية منها والعرفية، وفي مقدمتها البند السادس من إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية، والمادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وما جاء بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية حيث التزام الدول الأطراف باحترام حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة واتخاذ التدابير التي من شأنها الممارسة الكاملة لهذا الحق كالوقاية من الأمراض وتهيئة الظروف التي من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية للجميع في حالة المرض.

 

ونشير هنا أيضاً إلى المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 111/45 تاريخ 14 ديسمبر 1990 والتي أشارت فيه إلى القرار رقم 10 بشأن حالة السجناء والقرار 17 بشأن حقوق الإنسان للسجناء التي اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة السابع لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين وقد أكده البند (9) من هذه المبادئ على:

 

"سجناء يكون لهم حق الوصول إلى الخدمات الصحية المتوفرة في البلد دون تمييز على أساس وضعه القانوني".

 

فأمام هذا الوضع الخطير الذي يلحق أسرانا ومعتقلينا وسجنائنا في المعتقلات والسجون الأميركية وفي العراق الذي يتناقض بل يخالف كل القيم والأعراف والمبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني للتحرك السريع في التحقيق حول أوضاع هؤلاء واتخاذ الإجراءات القانونية والإنسانية الضرورية، وفي المقدمة من ذلك الظروف الصحية الخطيرة للوزير طارق عزيز التي تستدعي المعالجة السريعة بدون إبطاء وإطلاق سراحه.

 

ستبقى المقاومة في الأمة هي الحل أولاً وأخيراً

الحرية لأسرانا ومعتقلينا في السجون الأميركية والتابعة لها والصهيونية

الإبطال للأحكام الصورية، والعقاب لمن يصدر هذه الأحكام في العراق

الحرية للمناضل طارق عزيز

والنصر للأمة.

 

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية:

آخر مهامه تعزيز صمود المقاومة في فلسطين

 

واختتم اللقاء بكلمة منظمة التحرير الفلسطينية التي ألقاها عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الأخ منيب الحزوري:

 

السادة الحضور جميعاً كل باسمه وصفته مع كل الاحترام والتقدير لكم جميعاً...

يسعدني باسم فلسطين في هذا اللقاء التضامني مع القائد العظيم طارق عزيز، أن نؤكد تضامننا ووقوفنا إلى جانب كافة الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني والأمريكي. ولهذا القائد العظيم طارق عزيز محبة كل شعب فلسطين الذي عمل لأجلها كثيراً، حيث واكب الثورة الفلسطينية في مسيرتها، وكانت آخر المهمات لتي تحمَّلها بشكل مباشر الملف الفلسطيني، حيث واكب الانتفاضتين الأولى والثانية، وكان له السبب الرئيسي في تعزيز روح المقاومة والصمود للشعل الفلسطيني، وسيبقى شعبنا الفلسطيني بكل قواه وشرائحه وفياً لهذا القائد الذي تحدى اليوم بصبره وإرادته كل أشكال القهر وقسوة الجلاد والسجان وظلمة الزنارين.

 

من منا لا يعرف صلابة هذا القائد المتمسك بمبادئ البعث وأهدافه، وقبل كل شيء يتحلى بكل الصفات الإنسانية المتواضعة أباً وأخاً وصديقاً، وفلسطين بالنسبة له القضية المركزية الأولى كما سائر القادة في حزب البعث.

 

من منا لم يشاهد وقفة الأبطال التي جسدها الرئيس الراحل صدام حسين حين وقف على حبل المشنقة، لم تهتز له عين، ولم يرمش له جفن. وكانت آخر كلماته: ستبقى فلسطين عربية حرة، سيبقى العراق مقبرة للغزاة، عاشت فلسطين عربية وعاش العراق وفياً دائماً لفلسطين. هذا هو العراق الذي تعلمناه.

 

فالمجد كل المجد لشهداء العراق وعلى رأسهم الشهيد القائد صدام حسين.

الوفاء والحرية لأسرى ومعتقلي المقاومة في العراق وفلسطين.

العراق الذي تعلمناه لا يعرف الطائفية ولا المذهبية.

العراق الذي تعلمنا رسالته أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وحتماً الاحتلال إلى الزوال بفعل تصاعد المقاومة ضد جنود الغزاة المحتلين.

إننا نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المناضل البطل طارق عزيز، ونطالبه بالإفراج الفوري وإطلاق سراحه إلى جانب كافة الأسرى والمعتقلين.

الحرية لأسرى الحرية في العراق وفلسطين.

 

كلمة الأستاذ بشارة مرهج

 

وسط أجواء الحزن التي تعيشها البلاد بكل بيوتها جراء كارثة الطائرة الاثيوبية المنكوبة نلتقي اليوم وكلنا مشدود للفاجعة للتضامن مع شخصية عراقية نزيلة سجون الاحتلال من بغداد منذ الأيام الأولى لتلك الحرب الظالمة التي شنها جورج بوش الابن وطوني بلير وحكومتهما وحلفائهما على أرض الرافدين الموصولة بسلك ما مع كل عربي موحد يعرف قيمة بغداد وموضع العراق ودور العراقيين في نصرة قضايا الأمة وتوقهم الدائم للمشاركة في تحرير القدس وكل الأراضي الفلسطينية التي يحتلها عدو سفاك هو الشريك الثالث إن لم يكن الأول لطوني بلير وجورج بوش.

 

طارق عزيز له رأى سياسي واضح وهو قادر من موقعه أن يحاور وأن يناقش بمهنية عالية الطروحات والمواقف السياسية الأميركية والبريطانية فيكشف زيفها وازدواجيتها لا بل عنصريتها أحياناً. الإعلام الأجنبي والديبلوماسية الغربية ودوائر صناعة القرار في العالم يعرفون الكثير عن إمكانات طارق عزيز وقدرته على الاختراق، لذلك أراده طيلة السنوات الماضية ورغم مرضه الثقيل وراء جدران سميكة محروماً من أي اتصال وتواصل كي لا ينفذ صوته إلى الرأي العام الدولي كاسبا الأصدقاء كاشفاً هزال المنطق الاستعماري رافضاً منهج التعاون مع الاحتلال مؤكداً حق المقاومة في تحرير العراق وترسيخ وحدته وعروبته وحقه في نظام عصري ديمقراطي يحترم حقوق الأفراد والجماعات على تنوعها العربي أو الاثني.

 

إن العراق بلد عربي وله مكانة خاصة في دنيا العرب وإذا كان في أهداف الاحتلال تزوير هويته وتشتيت شعبه وإرساء نظام الفرقة والانقسام على أرضه وربطه باتفاقيات مجحفة، فإن طارق عزيز ومعه كل أحرار العراق والعرب يرفضون ذلك كله ومستعدون للمقاومة طويلاً حتى تعود للعراق حريته وسيادته وكلمته العربية الصادقة.

 

العراق ليس لقمة سائغة، وأحراره يسقون بوش وبلير وأصحابهما مر الهزيمة منذ وطئت أقدام الغزاة أرض العراق وقال أكبرهم انتهت المهمة.

 

وكما كشفت المقاومة في لبنان قدرة الأمة على مواجهة إسرائيل وانتزاع النصر من الميدان المباشر، فإن المقاومة في العراق التي ينتمي إليها طارق عزيز قادرة على مواجهة جيوش الغزو وتكبيدها هزائم وصلت أصداؤها وتأثيراتها إلى البيت الأميركي والبنك الأميركي ومصانع السيارات الأميركية.

 

طارق عزيز الذي نطالب اليوم بتحريره من الأسر مشارك وشاهد على تجربة سياسية تستحق النقد وتحتاج إلى النقد لكنها تجربة تستحق الاحتضان والتواصل والتفاعل لأنها تجربة تؤمن بالمقاومة وتمارس المقاومة بوجه مملكة الظلم والاحتكار في العالم تلك المملكة التي يسعى  كثيرون لخطب ودها والانسياق في مشروعها الاستعماري بجديد.

 

يكفي طارق عزيز سواء كان في السجن أو في أحياء بغداد الحبيبة يكفه أنه ينتمي إلى هذا التيار العربي الأصيل الذي يصدق رسالته اليوم كما بالأمس عندما كانت الرسالة فكرة عزيزة تطرق أبواب الزمن.

 

 

وتكلم الأستاذ رياض صوما باسم اللقاء الوطني اللبناني،

 

ومن أهم ما جاء في كلمته:

أشار إلى المؤامرة التي يقوم بها الاحتلال الأميركي على القيادة الوطنية في العراق، من سجن وإعدام. ودعا إلى قيام عمل جبهوي مقاوم يقود مصالحة وطنية تستطيع الوقوف في وجه الاحتلال، وتقود مرحلة التحرير. كما أكد أهمية مواصلة الجهود في لبنان لبناء أسس لعمل وطني ديموقراطي يقود عملية تغيير الوضع الراهن. وأبدى الاستعداد بالمشاركة في كل التحركات التي اقترحها من سبقوه بالكلام.

وأخيراً طالب بالإفراج السريع عن المناضل طارق عزيز.

 

ودعا المحامي واصف حركة

 

إلى مؤتمر دولي للمحامين والقضاة الدوليين لمحاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا إبادة جماعية بحق شعب العراق إذ سقط مليون وستماية ألف شهيد بدون إدانة دولية أو عالمية.

 

ودان المحامي محمود بيضون

 

ما يقوم به عملاء الاحتلال من أعمال إرهابية منظمة تحت مظلة الاحتلال الأميركي والصمت العربي المطبق. ودعا إلى تحرك جماهيري واسع واعتصامات ومظاهرات للتأثير وإسماع الصوت بقضية الرفيق طارق عزيز وغيره من الأسرى والمعتقلين.

 

واختتم اللقاء الصحافي الأستاذ علي شندب،

 

حيث أكد أن الاحتلال وعملاءه يمارسون اجتثاث البعث بمذكرات التوقيف والاعتقالات الجماعية لرموز المقاومة الوطنية. واستغرب أن يمنع لبنان دخول أي عراقي من رموز الثوار، ودعا حكومته إلى رفض أية ضغوط حول هذا الأمر. وإلى الاعتراف بالمقاومة الوطنية العراقية. واتهم عمار الحكيم بقتل المدنيين العراقيين وليس المقاومة العراقية حسبما يزعم هو وأعوانه من حزب الدعوة.

 

وقد أجمعت الكلمات على استنكار زيارة عمار الحكيم إلى لبنان واستقباله بعد تهجمه على المقاومة العراقية.

في ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٣ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور