تأملات - ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟ |
||||||
﴿ الجزء الرابع عشر ﴾ |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
سمير الجزراوي | ||||||
2- أن دعم تمرد الحيثيين في القطر اليمني من قبل النظام الاوليغارشي للملالي في إيران مبني على أُسس الموازنة في المصالح بين إيران والغرب في منطقتنا وكذلك يدخل في التخطيط الجيوستراتيجي للنظام الإيراني الحالي,فهو يضع الدعم الإيراني لقواعده في البلدان العربية في صالح الموازنات الإيرانية مع الغرب,سواء المتعلقة بالنفوذ الإيراني في العراق ودول الخليج العربي أوفي المنطقة وفي مقدمة هذه الاهمامات ما يتعلق( باللعبة السياسية الحالية) التي يسمونها البرنامج النووي الإيراني ,فحكام إيران من الممكن أن يتراجعوا عن أي موقف و في الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة وبتوظيف عالٍ لخدمة مصالحهم الإستراتيجية وبالتحديد يمكن أن يوقفوا في يوم من الأيام دعمهم للحوثيون أوحىت لحزب الله في لبنان أو لعملائهم في العراق أمام صفقة تخدم قضاياهم الخاصة,فموضوعة المبادئ والقيم في المواقف والقضايا التي يتشدقون بتا في خطاباتهم السياسية هي فقط للتسويق و الترويج لعقلية وسياسات نظامهم والذي يطلقون عليه بولاة الفقيه, وليس هذا الاستنتاج مبني على تحليل ورؤية واستنتاج فقط بل هرمن واقع تصرفات الملاليم ومواقفهم ,فهم يتعاملون بمبدأي الغاية تبرر الوسيلة, والدليل وتعاونهم مع الصهاينة في الحرب العدوانية على العراق المسلم والجار لهم و التي استمرت ثمانٍ سنوات وبالذات تعاونهم مع الكيان الصهيوني في ضرب مفاعل تموز في عام 1981 وصفقات الأسلحة التي أعطت للنظام في إيران القدرة في الاستمرار في الحرب ولاختزال فضيحة إيران غية في ذاكرة الشعب العراقي والعربي ,في الوقت كان الخطاب السياسي في وقتها يلتهب حرارة بتحرير فلسطين والقدس ومن فقرات هذا الخطاب تبريرات الاستمرار في حربهم على العراق بغية اجتياحه وليكون والطريق لتحرير فلسطين!
وألان هم في العراق بمساعدة عملائهم ,ولم يتقدموا خطوة واحدها باتجاه تحرير فلسطين وحسب خطاباتهم الحماسية,أن أي تراجع للحوتين في تمردهم لا يمكن تفسيره من مداخل الوطنية أو التراجع وحتى نزوعهم للسلام أنه من نتائج الضغط الغربي والأمريكي بوجه خاص على طهران من خلال التعامل مع ملفها النووي و تصاعد الضغط الداخلي لقوى المعارضة الإيرانية على هذا النظام المتخلف , بالتأكيد الموقف العربي الشعبي والرسمي أعطى قوة للقطر اليمني وأضعف في نفس الوقت موقف الحيثيين وخاصة أمام رائحة الدعم الطائفي الإيراني.هذه العوامل جعلت من طهران تخفف من مساندتها للتمرد في اليمن أوعلي الأقل تجميده وهو أسلوب اعتادت طهران و عملائها على التعامل بت, ومتى ما تهيأت الظروف المناسبة سوف تحي هذا التمرد وتُفَعْلهُ بأتجاه مصالحها وخدمة إستراتيجيتها بالمنطقة و كما جاء في أعلاه ,وهذا أمر أعتقد سوف تدركه القيادة اليمنية وتضعه في الحسبان للمستقبل ,لأننا نحن في العراق لمسناه وخاصة أبان العدوان الثلاثيني في عام 1991 وأيظاًفي غزو العراق في عام 2003 وكذلك المرحلة التي تلت الغزو ومن خلال إستراتيجيتها في العراق التي تحدثنا عنها سابقاً.
كان جزء من محاولات النظام الإيراني لكسر طوق العزلة المضروب عليه هو التوجه نحو دول الخليج العربي و لكسب ثقة هذه الدول ، فبالإضافة إلى سعى النظام الإيراني إلى فتح قنوات الحوار والتفاهم السياسية معها وإظهار رغبتها في بناء علاقات قوية بهدف دفعها بعيداً عن أية مشاريع أمريكية من جهة، ومن جهة أخرى تَركز الجهدإلىيراني إلى طمأنت دول الخليج العربي تجاه التطلعات الإيرانية وبرنامجها النووي من جهة أخرى، حيث أكد عدة مسئولين إيرانيين على ذلك خلال زياراتهم لدول مجلس التعاون الخليجي على فتراتمتباينة,على سلمية البرنامج النووي الإيراني وكذلك إلى أن إيران لا تنوي الإضرار بمصلحة دول الخليج ولا بالمنطقة, و أن إيران لا تنوي خلق توترات في المنطقة.
في حين الواقع يؤكد غير ذلك فالخطاب الإيراني الرسمي في كل مناسبة وعلى لسان كبار المسئولين الإيرانيين ورجال الدين المستنفذين وفي مقدمتهم أحمدي نجاد وعلي خامنئي يرسمون ملامح الدور الفعلي الذي ينبغي على إيران القيام بت مستقبلا كقوة إقليمية و التي ستحافظ على منظومة موازين القوى والاستقرار في المنطقة وحسب الأحلام الإيرانية. أن دول الخليج تدرك ديماكوجية الخطاب السياسي الإيراني ومن خلال التصريحات والتصرفات الإيرانيين,ففي حين يقول المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي وفي خطاب له بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الخميني (كي تهددون طهران تقولون إنكم تضمنون انتقال النفط خلال هذه المنطقة. يجب أن تعلموا أن أقل سوء تصرف من جانبكم سوف يعرض للخطر أمن الطاقة في المنطقة.(" وقد أدى مثل هذا التهديد إلى ارتفاع أسعار النفط في حينه إلى أكثر من 72 دولاراً للبرميل، ما يعني أن توجيه ضربة فعلية لإيران ورد إيران عليها بقطعالإمدادات النفطية إلى دول العالم، عبر توجيه ضربة إيرانية لحقول النفط الخليجية أو إغلاق مضيق هرمز، سيرفع أسعار النفط إلى في وقته إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، وبالتالي تعريض العالم إلى أزمة اقتصادية خانقة, وقد سجلت دول الخليج إلى جانب مخاوفها من السعي الإيراني لامتلاك القدرة النووية ,مخاوف اقتصادية و بيئيةً أيضا, فقد قال الشيخ عبد الله إل نهيان في ختام أعمال الدورة إل 99 للمجلس الوزاريالخليجي التي استضافتها الرياض في حزيران من عام2006،: (إن دول المنطقة تتابع البرنامج النووي الإيراني، ولنكن صادقين هناك مخاوف بيئية عند دول المجلس نتمنى على الإخوة في إيران أن يتفهموا ذلك). ولكن الخطاب الإيراني المشحون بالتهديدات يستمر في توتير الأجواء في المنطقة ويلمح كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لارتجاني في آذار من عام 2006 إلى إن الجمهورية الإسلامية قد تستخدم النفط سلاحا إذا تعرضت لمزيد من الضغوط الدولية بشأن برنامجها النووي.. وأعلن لارتجاني في الوقت ذاته أن بلاده لن تضع حدا لنشاط "الأبحاث" الحساسة في المجال النووي حتى لو تمت إحالة ملفها على مجلس الأمن الدولي. وفي قمتها في ابوظبي أعلنت دول الخليج العربي عن مخاوفها ازاء التاثيرات السلبية لمفاعل بوشهر النووي الإيراني القريب من السواحل الخليجية. كما جدد الخليجيون في قمتهم التي انعقدت في الكويت يومي 14و15 من كانون أول في عام 2009 عن مواقفه الثابتة والمعروفة من احتلال إيران للجزر العربية الثلاث وعبروا عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع إيران لأي نتائج ايجابية .
وطالبوا إيران أيضا بك الالتزام بالمرتكزات الأساسية لإقامة علاقات حسن جوار والاحترام المتبادل وأكدوا مرة أخرى مطالبتهم بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية.أن هذا جزءاً من الحقائق التي تدل على عدم مصداقية هذا النظام في الأهداف الحقيقية لبرنامجه النووي وقلق دول الخليج العربي من الخطر الإيراني,والتي تؤكد أن الملاليم لا يزال يحلمون بإقامة إمبراطوريتهم وبسط نفوذهم على المنطقة ,وكل الذي يقولونه بشأن أهداف برنامجهم النووي غير صحيحة وهم يراعون و يتحايلون على المجتمع الدولي لغرض كسب الوقت لكي يصلوا إلى أهدافهم الشريرة وكل الدول الكبرى تدرك ذلك تماماً,وهي تعلم علم اليقين بأن النظام الإيراني ألان يشكل مصدر تهديد لدول المنطقة والدول الخليجية بالخصوص وما إعلاناته بين الحين والأخر عن أطماعه إلا دليلا قوياً على ذلك.. |
||||||
. | ||||||
|
||||||