|
||||||
|
||||||
إني لأفتح عيني حين افتحها ... على كثير ولكن لا ارى احدا |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
ابو مصطفى العنزي | ||||||
مما لا شك فيه ان اي موضوع يطرح للمناقشة بين اطراف مختلفة لا بد ان
يتعرض الى وجهات نظر متباينة ومختلفة ، وهذا حق مشروع يرتبط باستقلالية
الراي وحرية التعبير مما يوجب على كافة الاطراف احترام مختلف وجهات
النظر وتسهيل استمرارية النقاش لان الاختلاف غالبا ما يكون عنصر فائدة
يغني الموضوع ويسير به الى نتائج ايجابية ، ومع ذلك من المؤكد ان وجهات
النظر فيها المبدأية الصادقة المستندة على حقائق وثوابت تخدم القضايا
الوطنية المصيرية وفيها الساذجة الكاذبة المتهرئة التي تستند على
اكاذيب تخدم مصالح شخصية وتطمس القضايا الوطنية المصيرية وبالمحصلة
النهائيه ستكون وجهة النظر الصادقة الامينة هي التي تحظى بالاحترام
والقبول والتقدير والتطبيق .
ما اطلق عليه (انتخابات) في العراق الجديد (وهو حقا جديد بكل ما طرأ عليه من جرائم وتهديم وقتل وطائفيه وعرقية وشخوص غريبة ) وما اخذته هذه (الانتخابات) من حيّز كبير ووقت اكبر في مختلف وسائل الاعلام وحجم التسويق الاعلامي ان كان مقابل ثمن اومجانا حقيقة ان (الانتخابات ومن يعمل عليها) لا تساوي ضياع وقت الجمهور ولا وقت وسائل الاعلام لأن العملية برمتها ليست سوى مسرحية يضحك فيها الممثل على المشاهد والمشاهد على الممثل لان كلا الجانبين يعلم تماما ما يدور في خلد وسريرة الجانب الاخر ، فالمشاهد امامه مهزلة من اكبر واخسأ مهازل التاريخ ومسخرة لم تشهد البشرية مثيلا لها ، والممثل تعشعش في ذهنه قناعة ان امامه مجاميع من الاغبياء ستنطلي عليهم مهزلته وسخريته وما عليه سوى الاكثار من فصول الدجل والشعوذه والسخرية لكي يوسع من قاعدة الاغبياء المساكين حتى مع اضطراره الى توزيع بضاعته الفاسدة من بطانيات ومدافي و فوانيس ولترات من الكيروسين .
لماذا أنتخب وما الذي يدفعني لذلك ؟ ولماذا احمل نفسي عناء الطريق من بيتي الى المركز الانتخابي او اخسر اجور النقل مع قناعتي التي لا تتزحزح ان كافة المرشحين وبدون اي استثناء لا يساوي اي منهم قيمة اجرة التاكسي وانهم جميعا عبارة عن حنقبازات سلكت كل دروب الخبث والخيانة والعمالة والكذب والخداع وامتهنوا ارذل المهن اقلها البغاء والسمسرة من اجل تحقيق منافع شخصية وانهم جميعا مشتركين وكل من موقعه في تدمير العراق وقتل وتشريد ابناءه وخيرهم بعد الانتخابات سوف لن يكون افضل مما كان قبلها ومن يدعي منهم الوطنية قبلها سيتحول بعدها الى فأر لا يملك من امره إلا الخضوع تحت حذاء جندي الاحتلال او ضابط المخابرات الصفوي او رجل الموساد الصهيوني ، وسنراه يعمل بكل جد ونشاط من اجل اعادة مبالغ البطانيات والمدافيء ولترات النفط الابيض بملايين الدولارات ان لم تكن مليارات يقتطعها من العراقي المسكين الذي وضعه قدره في ملة تجاوزت بالكفر والالحاد قوم لوط وتبّع وآل فرعون ولم يعد اي من جلاوزتها يقتنع بمال قارون ولا بضياع وقصور عاد وثمود ، حتى صار لسان حال كل عراقي يردد قول الشاعر
انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
اتسائل مع نفسي اي انتخابات هذه التي قبرت قبل ان تولد ، كيف تسمى انتخابات في ظل التبعية والعبودية للاجنبي وتحت تسلط حكومة تابعة ذليلة عميلة وفاسدة وفاسقة وكافرة يلفها العار من كل جانب ... اي انتخابات هذه والكل يعرف ان نتائجها جاهزة ومثبتة من قبل من يتلاعبون بمصير العراق وشعبه وثرواته وكرامته .. اي انتخابات وكل قائمة من القواعم تعرف سلفا عدد المقاعد المخصصه لها واسماء الوزارات التي ستسيطر عليها وحتى مقدار الملايين التي ستسرقها وعدد القصور والمزارع التي ستشتريها في دول اوربا ، والبعض من المرشحين ومنذ الآن اتفق مع زوجته على الدولة التي ستهاجر اليسها ووضع معها خطة وطرق استلام الاموال التي سينهبها ويحولها لها ... على هذا الاساس لماذا اذهب الى الانتخابات لكي اشارك في كل هذه الجرائم .. لماذا اذهب وانا على يقين بأن هذه الانتخابات ستدف بوطني وشعبي خطوات الى الوراء وستزيد من تبعيته وتدميره .
لا ارفض او اشجب وجهات ظر الاخرين الذين لديهم اراء اخرى بصدد الانتخابات ولكنني ابقى متمسكا بوجهة نظري التي لا تعترف بالانتخابات ولا تقرها ولا تتذكرها ولا حتى في دورة المياه ، لانني مقتنع تمام القناعة ان كل شخوص وازلام وصعاليك المرشحين لا ينطبق عليه سوى قول الشاعر:
إني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا |
||||||
|
||||||