|
||||||
|
||||||
الحقد الفارسي أبعاده وغاياته |
||||||
﴿ الحلقة الأخيرة ﴾ | ||||||
شبكة المنصور | ||||||
زامــل عــبـــد | ||||||
ركزنا في الحلقة الثانية على العلاقات الدولية وموقع ايران قديما وحديثا" فيها من حيث علاقاتها مع الأمة العربية وعلاقاتها مع أعداء العرب والطامعين بترابهم وثرواتهم ، وفي النهاية لابد لنا أن نقول إن مقاومة المشروع الفارسي ليس بديلا عن مقاومة المشــــــــــروع الامبريالي الصهيوني وإنما علينا إن نضع الفرس والصهاينة في ســــــلة واحدة فكلاهما مكمل للأخر فالاحتلال و سياسات البطش وحرمان أهلنا في الأحواز المحتلة أو في فلسطين أو في العراق لا يختلفان بشيء ، وعلى العرب كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية مميزة عند توحد الإرادة والتوجه بما يحفظ حقوق ألامه ومفكرين وناشطين أصحاب قرار أن يتنبهوا لهذين الخطرين المحدقين بالأمة للحيلولة دون سقوط هذه الأمة في قبضة الأعداء التاريخيين لها أكثر مما هي عليه الآن
صورة العدو المستعمر الغربي ألذي أسهم إسهاما تخريبيا في بنية المجتمع العربي من خلال إيجاد و تكريس التجزئة التي حولت الوطن العربي الموحد الى دول وكيانات إضافة الى التمهيد لاستلاب أراضي عربية ودعم وإسناد اتجاهات تكوين كيانات هجينة تحمل في ذاتها أهداف إسقاط مفهوم الوطن العربي والأمة جلية في ذهنية ووجدان المواطن العربي ولا زالت الأجيال العربية الحاضرة تربط ســــياسات دوائر الحكم العدوانية في دول الغرب تجاه العرب وأوطانهم في الماضي بســــــياســــــات الحكومات الغربية المعاصرة والمتحالفة في مشاريع تعادي الوطن العربي ، لقد اصطفت دول حلف الناتو بمجملها في كل الحروب التي دارت في المنطقة ضد العرب ووقفت في جبهة إلى جانب القوى التي تعادي العرب ، فمن حرب التحرير الجزائرية مروراً بحروب تحرير الجنوب العربي ، ووقوف إيران الشاه الى جانب المحتل البريطاني في ظفار واســـــــــــــــــتمراراً وعبر المعارك التي عانت منها الدول العربية مع العصابات المهددة لوحدة التراب الوطني كالتمرد الكردي في شمال العراق وحركة التمرد في الجنوب السوداني وما يعانيه المغرب العربي والحروب التي تخوضها الجيوش العربية والشـعب العربي ضد الوجود الصهيوني والكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية وقفت إلى جانب هذا الكيان والتمهيد من اجل تحقيق أحلامه وأهدافه بإنشاء (( إسرائيل الكبرى )) ، وقد توجت القوى الغربية عدوانها المستمر منذ قرون على الأمة العربية في الإقدام على غزو واحتلال العراق والعمل على تدمير قدراته ألبشرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية التي كانت تشكل الذراع العربي المقتدر على التصدي لكل أنواع العدوان والتدخل الداخلي للإضرار بألا من القومي العربي وتدمير مؤسساته الأساسية ، فهذه الحقيقة التاريخية وموقف حكومات الغرب المناهضة لطموحات الشعوب العربية واضحة أيضاً كل الوضوح في ذهنية المواطن العربي ويتفاعل المواطن العربي مع هذه الحقائق بشكل من الأشكال المناسبة
السؤال الكبير المطروح ويحتاج لجواب ( هل إيران بتركيبتها الحاكمة سـابقا" وحاليا" دولة معادية للعرب أم غير معادية لهم؟ ) ففي الإجابة على هذا السؤال أهمية كبرى لفهم ما يدور من صراعات على الساحة العربية فيها ايران الداعمة لوجستيا لها ، وفي الإجابة على هذا السؤال إزاحة لكتل الدخان المتناثرة التي تحجب الرؤيا الواضحة عن ســـــــلسلة المواقف والأفعال السياسية والعسكرية والإعلامية الإيرانية الناشطة في عدد من الدول العربية
ففي هذا الشأن يتم تعريف قوة أو حكومة أو دولة معادية أو دولة عدوة لدولة أخرى عندما تقدم هذه الحكومة أو تلك الدولة على الشروع في تنفيذ أحد من الأعمال أو المساهمات ذات الطابع العدواني التالية
* إن أقدمت على احتلال أراضٍ لطرف آخر ومن ثم الاستمرار في
هذا الاحتلال
من مجريات الأحداث والوقائع عبر التاريخ القديم والحديث إن إيران قائمة بالإعمال أعلاه سابقا وحاليا في محيطها الإقليمي وخاصة الوطن العربي وان كل الذي يحصل ويتم التحقق فيه تكون المحصلة فيه إن النظام الإيراني يقف ورائه إضافة الى حالة جديدة استخدمت لإبعاد الفعل الرسمي من ساحة الإدانة ، والدلالة على التدخلات التي تتعارض مع أسس العلاقات الدولية و القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة هي الدعم المقدم من المرجعيات الدينية في قم وطهران وفق نظرية ولاية الفقيه وفي ألحقيقة فان الدعم المقدم والسلوك الحاصل هو تدخلات ســــــــــافرة من السلطات الإيرانية في الشأن الداخلي للدول المستهدفة لان ما يسمى بالمرشــــــــــد الأعلى للثورة الإيرانية هو المشــــــرف المباشــــــــــــــر والموجه المركزي لمؤسســـــــــات التأثير في ايران ( الخارجية ، الدفاع ، الحرس الثوري والتشكيلات الخاصة المرتبطة بالحرس تنسيقا" كفيلق القدس وفيلق مكة المكلف بمهام وواجبات في الجزيرة العربية وقوات غدر التي هي امتداد لفيلق القدس الايراني والذراع الداخلي في العراق )
جاء في بحث السيد صباح الموسوي _ مركز دراسات النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام الأتي (( لقد أدى الصراع الطائفي القائم في العراق اليوم إلى كشــف الوجه الحقيقي للنظام الإيراني المقنع بالشعارات الخادعة التي أطربت الكثير من البسطاء وأصحاب النوايا الحسنة ، وروج لها المدجنون وقادة بعض الحركات والفصائل السياسية العربية ذات الأهداف التي ظاهرها يوحي بالحسن وباطنها القبح والخيانة لقضايا الأمة و الوطن، وذلك بعد أن ثبت للقاصي والداني وبما لا يقبل الشك أو التأويل الدور الإيراني الخبيث في إشــعال هذه الفتنة، التي أصبح العراق ومن فيه طعمه لنيرانها الجهنمية ، والتي إذا ما بقيت مشـتعلة (لا قدر الله إلا الخير) فإنها لن تبقى في العراق وحده بل إنها ســوف تطال البلدان المجاورة
للعراق التي أصبحت هي الأخرى ملغمة ببراميل من باروت الطائفية التي زرعها النظام الإيراني طوال العقود الثلاثـة الماضية من عمره الذي لم نجن منه ســوى الحروب ونشــــر الإرهاب وزرع الفتن والشقاق بين أبناء بلدان المنطقة. لقد سجلت إيران في تاريخها الحديث اعتداءات ضد العرب لا تقل عدوانية وإجرامًا عن تلك التي قام بها الكيان الصهيوني.
فقد قامت إيران عام 1925م باحتلال إقليم الأحواز الذي تبلغ مساحته 185 ألف كيلومتر مربع، ويزيد عدد نفوس أبنائها على الأربعة ملايين نسمة، وقامت في عام 1971م باحتلال ثلاث جزر تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة وهي طنب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى. وقامت كذلك باحتلال مساحات حدودية واسعة من العراق، من بينها زين القوس وسيف سعد ونصف شط العرب الذي صارت تسميه (أروند رود) وتصر باستمرار على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وتمنع دخول أي كتيبة إلى أراضيها تسمي الخليج بالعربي، وفوق هذا وذاك فقد وقفت أيام نظام الشاه البهلوي مع العدوان الإسرائيلي على مصر في 1956 والعام 1967م، وقدمت له كل التسهيلات اللوجستية. وفي عهد نظام الخميني شنت حربها العدوانية على العراق، التي دامت ثماني سنوات وأزهقت فيها أرواح مئات الآلاف من العراقيين، وذلك بهدف تصدير ثورتها تحت شعار (تحرير القدس يمر عبر تحرير كربلاء). هذا إضافة إلى إنشائها العديد من الحركات الطائفية الإرهابية في المنطقة، وتدخلها السافر في الشئون الداخلية للعديد من البلدان العربية. وقد وقفت إيران الخميني مع الغزو الأمريكي للعراق ودفعت الحركات والمرجعيات الدينية الطائفية الموالية لها للتعاون الكامل مع قوات الاحتلال الأمريكي، ومحاربة المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية.
فمن هنا يتبين أن خطر إيران يفوق خطر جميع الأعداء الآخرين (وهذا ليس معناه التهوين من خطر الكيان الصهيوني)، والسبب في ذلك أن الأعداء الآخرين أهدافهم معروفة ونواياهم مكشوفة وظاهرهم عين باطنهم، عداؤهم للأمة وأطماعهم معلنة ولدى الأمة مناعة فكرية وثقافية كافية لمواجهتهم، ولعل مقاومة المشروع الصهيوني وإسقاطه دليل على قوة هذه المناعة التي أفشلت المشروع الصهيوني في عدم تمكنه من اختراق الفكر العقائدي والنسيج الاجتماعي للأمة. ولكن ما هو أخطر من المشروع الصهيوني، المشروع الإيراني ألصفوي الذي يعمل على اختراق النسيج الاجتماعي والعقائدي، ودق الإسفين بين أبناء الأسرة العربية الواحدة تحت دعاوى طائفية بغيضة، هدفها النهائي تمزيق الشعب الواحد وتقسيم البلد الواحد مثل ما هو حاصل أمامنا في العراق حاليًا )) إذن الأهداف والغايات الفارسية على مر العصور ولازمنه استهداف الأمة العربية ومحتواها أي روحها الدين الإسلامي المحمدي ببدعهم وأفكارهم المجوسية الصفويه وذلك للانتقام منها كونهم اخضعوا للإسلام بفعل السيف العربي وصلابة القيادة العربية واستمر العنفوان العربي يتجلى بكبرياء الأجداد ونقاوة الفكر الإنساني الذي تبلور بفعل الإسلام والقيم السامية التي عمل بها الرسول العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم والخلفاء الراشدين والخلفاء الذين انتصروا للحق والقيم الإسلامية الحقة
وتبقى الأمة العربية امة اقتدار وتحمل لرفد الإنسانية بمعاني التواصل دون قهر واحتواء أو ســلب للإرادات والموروث الحضاري
ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر والارتقاء والعز للمجاهدين الصابرين المحتسبين لله الواحد الأحد والخزي والعار لكل المرتدين العاملين بما يعيق الحياة والتلاحم الإنساني بروج العصر |
||||||
|
||||||