أجمع الرواة والمؤرخون أ ن يوم عاشوراء معروف لدى الأنبياء والمرسلين
ابتداء من أبينا آدم عليه السلام إلى نبينا الأكرم عليه وعلى آله وصحبه
المنتجبين الأخيار أفضل الصلاة والتسليم ، يوم عاشوراء يحمل فلسفة
خاصة من تحقيق الحرية والكرامة والقضاء على الفساد والطغيان ومقارعة
الظالمين والأهم أقامة وإحياء الدين والمحافظة عليه من الاندثار ويوم
عاشوراء لكل المسلمين والأحرار والمظلومين بل لكل العالم ، فالمهاتما
غاندي محرر الهند وجد في ثورة الامام الحسين عليه السلام المعين الذي
يمكنه من إيصال الهند وشعبها الى الحرية والاستقلال والعيش الكريم ،
لذا علينا ألا نخلد عاشـــــوراء فقط من الناحية العاطفية بكاء ونياح
ولطم ولبس السواد بل تجديد البيعة لأهل البيت عليهم السلام وكذلك
تجسيد فلسفة عاشوراء التي ركز قيمها أبا الأحرار وسيد الشهداء الإمام
الحسين ألا وهي قول الحق ومقاومة المنكر وإرساء العدل والمساواة
والتمسك بالإسلام المحمدي ونبذ الفرقة والعدوان وإعطاء كل ذي حق حقه
.....ألخ نبذ التعصب و الطائفية والبعد عن الفتن التي مزقت البلاد
وفرقت مابين أبناء الشعب الواحد ، فالعراق كان يضرب به المثل بوحدة
شعبه وتآخيه ، ولطالما عاش شعبه مع بعضهم البعض جنبا الى جنب في تناغم
تام وقد برهنت معركة القادسية الثانية التي اجبر العراق على خوض
غمارها عمق التلاحم من اجل وحدة التراب الوطني ومنع الأشرار من تحقيق
أحلامهم ونواياهم
إن الإمام الحسين وثورته لحادثة ليس لها مثيل قط ، فقد ضرب أروع
الأمثال في التضحية فداء للدين حتى باتت ذكراه خالدة منيرة في التاريخ
تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل
أن هناك الكثير من أوجه الشبه ما بين واقعة بدر في عهد رسول الله صلى
الله عليه وآله وبين واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين ، فبالإضافة
إلى تشابه أعداد المسلمين في غزوة بدر وعدد أصحاب الإمام الحسين وأهله
الذين استشهدوا معه في المعركة ، كان الإمام علي بن أبي طالب هو سيد
الموقف في بدر ، وكان الرسول يعتمد عليه اعتمادا كبيرا في المعارك حتى
قتل أكثر من نصف قتلى المشركين في بدر وقال جبريل لا فتى إلا علي ولا
سيف إلا ذو الفقار ، أما في واقعة كربلاء كان الإمام الحسين عليه
السلام يعتمد على أخيه العباس في قيادة جيش الإمام ضد جيش يزيد ، وكانت
زينب الكبرى تستبشر بوجوده وتطمئن إذا رأته ، ولم تكسر زينب سلام الله
عليها إلا بعد مقتل العباس
لقد مثل الإمام الحسين عليه السلام الإسلام الحقيقي في واقعة كربلاء ،
فلم يبدأ القتال ونصح أعداءه بالعدول عنه مؤكدا" انه لم يخرج للقتال
إنما لطلب الإصلاح ، وقد أحسن لعدوه قبل مقتله في واقعة الحر ابن يزيد
ألرياحي الذي أسقاه الماء مع جيشه على الرغم من قدومهم لقتله
هذا الشهر شهر محرم الحرام ، شهر أمرنا الواحد الأحد أن لا نقاتل فيه ،
وشهر التقرب إلى الله بصالح الأعمال والإرشاد والتوعية السلمية ، هذا
شعار الإسلام والرسول صلى الله عليه وأله وسلم والخلفاء ألراشدين رضوان
الله عليهم والصحابة الكرام ، إلا أن حاكم بلاد الشام معاوية أخذ
بالنصح ألبيزنطة والروم ودخل الحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية
مع الخليفة الراشدي الرابع الامام علي بن أبي طالب للقضاء على المدرسة
التي أرساها الإسلام ومعه حاشية طويلة عريضة من الذين كانوا للإسلام
أعداء متربصين به من داخل العالم الإسلامي أي الذين دخلوا الإسلام بحتف
السيف العربي مكرهين فما كان منهم إلا الفتنة وبث الفرقة والتأويل لما
يتوافق وأفكارهم وغاياتهم ومن خارجه
أمر معاوية بسب الإمام علي الخليفة الراشدي الرابع على المنابر في خطب
الجمعة ، التي كانت تقام في مساجد المسلمين واستمر الأمر كسنة تمسك بها
الحكام إلى أن أمر برفعها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ، وعين
معاوية ابنه يزيد خليفة للمسلمين بالرغم من المأخذ التي تحيط به و
عدم إقرار المسلمين ، قضى معاوية وخلف وراءه أمة ضائعة مستهلكة في
الفرد ، لا تجد طريقها الى الصواب ، وهي حائرة في أمرها إلا أنه كانت
بين الأكثرية فئات تستوعب ما وصل إليه الحال ، وعلى رأس هذا النفر
القليل الإمام الحسين بن علي سبط الرسول وريحانته وسيد شباب أهل الجنة
لقد أراد الإمام الحسين عليه السلام أن ينقذ الأمة في أصعب ساعات
حياتها وبذل قصارى جهده في سبيل ذلك ، ولكنه لم يستطع الوصول إلى ما
كان يصبو إليه من اجل تغيير الوضع الذي فرض على الأمة ، لم تكن حركة
ثورية فحسب بل كانت حركة فلسفية علمية ، بنيت على قواعد أساسية لتغيير
مسار الأمة وإخراجها من الظلمات إلى النور ، ودفعها إلى الأمام
وإحيائها بعد ضياع ، وإن ثورة الامام الحسين أنقذت الإسلام وصانته من
الأعادي ليس في ذلك العصر فقط ، بل وحتى يومنا هذا وصرخة كبرى ودوى في
العالم الإسلامي وفي خارجه أن يزيد الحاكم لا يمثل الإسلام الذي جاء
به محمد رسول الله ولا الأمة الرشيدة التي كانت في الســـاحة في عهد
خلافة الراشدين ، بل إنه عنصر غريب عن الإسلام ولا صلة له به ، فلولا
هذا ما انبرى للوقوف في وجهه ســبط رسول الله (ص) وابن علي وفاطمة
الزهراء ، والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (حسين مني
، وأنا من حسين ) ، وقال صلى الله عليه وأله وســـــــــلم (الحسن
والحسين إمامان قاما أو قعدا( إن المؤامرة التي حيكت رومانية هرقلية
وناصحين فرس تقربوا خلال حكم معاوية في بلاد الشام ومن ثم ابنه يزيد
للقضاء على واقع الإسلام وحقيقته ، أصبحت مكشوفة وعرف الناس من الشرق
إلى الغرب أن الإسلام الصحيح والمبادئ العظيمة التي جاء بها رســول
الله ( ص ) لا صلة لها بهؤلاء الحكام الذين نصبوا أنفســـهم على الأمة
ظلما وعدوانا وهم يريدون طمـس دين محمد صلى الله عليه وأثبت ذلك
الإمام الحسين يوم عاشورا قبيل المواجهة بينه وبين عســـكر الكوفة
بقوله ) إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني ) ، أن
الإمام الحسين هو صدر الأمة الإسلامية ، فصدر الحسين هو محل سر علوم
الأنبياء والمرسلين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوضح أن أفضل
الأعمال أثقلها ،
حتى تقربنا من الله تعالى ، وما قام به الحسين في كربلاء له ثقل
ومكانة كبيرة عند الله تعالى وعند جميع الأجناس والأطياف وبمختلف
المذاهب والأديان ، مبينا أن كربلاء امتازت بيوم عاشوراء بتنوع القدوات
في المجتمع من شباب أو أطفال رضع أو شيوخ كبار أو نسـاء ، وكذلك من غير
المسلمين الذين قاتلوا تحت راية سيد الشهداء ، لذلك تجد كربلاء هي
الوحدة الوطنية التي يجب أن نتعلم منها احترام الدين وثوابته والعقيدة
وترك كل من يطبق الدين حسب عقيدته على أن لا يسيء للآخرين مهما كانت
الظروف مع تقديم التضحيات الجسام في سبيل الدين ونقاوته التي تجاوزت
عليها البدع والتضليل لمأرب الحاقدين الأشرار وإن تكون المنابر منابر
علم وثقافة وفكر لا منابر الإثارة والبغضاء والحقد والدس والنفاق ،
إضافة إلى أنها أماكن الألفة والمحبة ،
ومع أن هناك تعصباً قوياً ومؤامرات ضد وحدة الوطن وتشتيت المحبة و
الألفة التي يعيشها المواطنون و المقيمون في هذه الأرض الطيبة المعطاء
عراق الخير والمحبة لكن جدار الوحدة الوطنية والولاء للعراق رد كيد
الحاقدين المتفرسين الموالين للأجنبي الى نحورهم و بفشل وخيبة وإنها
لعلامة النصر المؤزر الأتي إنشاء الله
يتبع رجاء" |