ليس بين العراقيين من لم يتوقع أن
يلجأ المالكي وحزبه ألى أدارة نفس
الأسطوانة المشروخة التي يكررونها
بلصق التهمة بالبعثيين والصداميين
و(أيتام النظام السابق) , بهدف
مفضوح يقصد به التغطية على الفاعل
الحقيقي للمذابح التي تشهدها
بغداد وضواحيها , ليس بين الفينة
والأخرى , بل يوميا أيضا !!
لأن حاصل عدد المغدورين في اليوم
الواحد لو جمع لشكل مشاهد مضافة ,
تمر من دون أن تستوقفنا طويلا ,
في حين أنها في المجموع لا تخرج
عن أطار ألمذابح البينية !
ولن أعود الى الوراء كثيرا , فقط
سأذكر بالذين أستسهدوا في الفترة
البسيطة الواقعة بين ما تلا مذبحة
الأحد السابقة وبين وقوع جريمة
الثلاثاء الأخيرة.
فكم هي اعداد من غدروا في أبي
غريب وحدها , فمرة كانوا خمسة
عشرمواطنا , أخرجوا من بيوتهم
ليعدموا - بأمتياز خاص –في الهواء
الطلق ,وليس في الغرف المغلقة!!
ومرة ثانية شمل فرسان ما يسمى
بالحرس الوطني , وهم حرس القتل
الوطني بأعدام أثني عشر مواطنا من
أهلنا في أبي غريب أجتهد ألقتلة
أن يتم التنفيذ مبتكرا هذه المرة
, فخمسة منهم ذبحوا من الوريد الى
الوريد , وتكرر مشهد الأعدام في
الهواء الطلق للسبعة الأخرين !
وبحسبة بسيطة 15 زائدا 12 يكون
المجموع 27 ضحية أي ربع عدد كل
مذبحة من الثلاث , واذا احصينا
أعداد الشهداء الذين رحلوا غدرا
خلال نفس الفترة الزمنية , في
بغداد داخلها واطرافها أقصد
اليوسفية واليرموك والراشدية
والطارمية والسيدية والحسينية
والشعب والثورة , ناهيكم عن ضحايا
الكاظمية و الأعظمية والكرادة
وبغداد الجديدة ,وغيرها من
الضواحي والحارات في الكرخ
والرصافة, فسنجد أن حجم المغدورين
في الفترات البينية الثلاث يتجاوز
حجم كارثة الى كوارث , فمن هم
مرتكبوها ؟!
ولن اتحدث عما حدث ويحدث في
محافظات القطر ويبدو أن ضحاياهم
في عداد المنسيين , أو لم يعد
هناك من يكترث بأحصاء أعدادهم ,
أو ربما أن الأرقام اليومية
المفردة ,لا تغري منظمات حقوق
الأنسان للتوقف عندهم , فهي
منصرفة لأحصاء (حسنات) الحكم في
توفير حجم لا يحصى من الحقوق
الأنسانية عالية الجناب لأهلنا
العراقيين ,و في المقدمة منها
التلوين في طرق ذبحهم, وجاءت ساعة
الافراج الأميركي عنها بالجملة
والمفرد , مما أستحوذت (وفرتها)
على أهتمامات من يعنيهم أمر
متابعة عمليات تصفية من يتحدون
الأعداء ويصرون على البقاء طلقاء
بعيدين عن ديمقراطية القتلة
المارقين !!
وكما قلنا بداية أن أحدا من
العراقيين لم يستبعد بأن يصر رهط
المالكي من جديد للمسارعة فورا
لأتهام من قرر بوش أجتثاثهم ,
وأجتث هو , وبقي البعثيون
يطاردوهم , كظل ملازم يحصي عليهم
الأنفاس !
وحدث ما توقعناه , فقد أنبرى احد
عباقرة المالكي, علي الاديب ليعلن
بعد وقت قليل من وقوع الانفجارات
الاجرامية , بينما كانت دماء
الأبرياء لاتزال منثورة في أرجاء
مساحة ألموت بأن ألبعثيين
والصداميين والقاعدة هم الجهة
التي كانت تقف وراء هذه التفجيرات
, أما كيف أستدل على هذا الأكتشاف
الخطير , فيدعي أنهم ,, أيتام
النظام السابق وحزب البعث ,, ولكن
كيف يعلل الهدف من أقدامهم على
ذلك؟ لأ تستعجلوا ...فبعد النحنحة
يجيب - يريدون تخريب العملية
السياسية في البلد- , وكأن
العملية صاحية , وهو يعرف قبل
غيره ,أنها عليلة , وتنازع ,
كونها لقيطة ووليدة علاقة أثمة
أسسها الحاكم يريمر, ولا علاقة
لها بالرحم العراقي أساسا !!,
وسقوطها مسألة وقت , ليس ألا !!
ويبدو الأديب أكثرأهتزازا وهو
يحاول تصويرحال نظامهم المتصدع
بأدعاء أمتلاكه القدرة على ادامة
تربعهم على عرش حكومة المنطقة
الخضراء, وأنقاذه من الأنهيار
المحتم , فأدعى بأن مخططات
ألتخريب ( التي لا يلوح ظلها الا
في خياله المريض ) ستفشل !!
أما كيف , فيقول أفندينا الأديب
الفقيه لأن من أسماهم بالمخططين
,, يعيشون أخر أيامهم ! ,, ويلخص
تصوره فيقول ,,بفعل الضربات
الموجعة التي وجهتها لهم دولة
القانون ,, !
وفاته أن يدلنا , أين هي دولة
القانون ؟؟ , وعبر أي بوابة يدلف
اليها العراقيون ؟؟
ولم يكتف صاحب ( الدولة ) رئيس
حكومة المنطقة الخضراء ببالونات
الأديب , بل كلف شخصية يلمع وجهها
حديثا , وهو برتبة لواء هذه المرة
, ويعمل مديرا عاما لمكافحة
المتفجرات , يعني بصريح العبارة ,
المسؤول المتخصص للمهمة المتخصصة
!!!.
اللواء جهاد الجابري دشن عمله في
أثر فشله قي أكتشاف لغز مرور
المتفجرات التي أو أنه اغمض عينيه
عنها وهي تتجول في شوارع العاصمة
وبعض ساحاتها بمحاذاة رجال أمن
أنتقاهم صولاغ بدقة عندما سمي
بعلم أميركي وزيرا للداخلية في
حكومة الجعفري حيث بدأ وأتم عملية
بناء أجهزة الدولة على أساس طائفي
, وخصوصا لأجهزة وزارتي الدفاع
والداخلية .
الجابري وهو يحاول جبر خاطر قائده
, المالكي , القائد العام للقوات
المسلحة أطلق تصريحا مثيرا
للسخرية , فقد اعلن عن أكتشاف
متأخر مفاده أن المتفجرات -
مفرقعات نظامية أتت من الخارج –
,وهنا نسأله أن لم تكن كذلك ,
فماذا يتوقع أن تكون , ثم لماذا
تأخر الأعلان عن مثل هذه المعلومة
عند وقوع مذبحتي الأحد والأربعاء
الماضيتين , ولم تظهر همته ألا
بعد وقوع المذبحة الأخيرة ,وليس
قبلها ؟
وبسهولة ويسر ربط اللواء بين
مجيئها من الخارج بأكتشاف من
عملها فأردف ( والبعثيون عملوها )
, وساعدتهم دولة مجاورة وبدعم
كبيرمن سورية أو السعودية أو
غيرها ؟!!
فعلى أي أساس تفتق ذهن اللواء ,
وعرف أن البعثيين هم الذين عملوها
, وعلى أي أساس ودليل تبرع وأتهم
دولا محددة ,كسوريا والسعودية
بتقديم المساعدة , وتوفيرالمبالغ
الكبيرة بغية تأمين شرائهم
المتفجرات ذات الصفة النظامية ,
وألم يسأل نفسه ,هل أن الاميركان
سادته لا يملكون مثيلها ؟!
وأذا صح تصوره , لماذا لم يكشف
تفاصيله والي نعمته بنفسه ,ومثل
هذا تستتبعه أسئلة أخرى منها ,
وفي مقدمتها عن أي طريق ووسيلة تم
أيصال مثل هذه المتفجرات وهي خطرة
, وأين أجهزة واشنطن المبثوثة في
عموم العراث والمنطقة , والقادرة
على رصد الطير الطاير من بغداد
الى القرن الافريقي ؟!
ونستسمح اللواء المفتح بشؤون
المتفجرات والعاجز عن صيدها بطرح
سؤال أخير , أين هو من اسلحة
الموت التي تضبطها سلطات امنية
عراقية وأميركية بينها مفخخات
مختلفة الأحجام والقدرات
التفجيرية وهي نظامية و مسربة من
أيران وقد أستخدمت بعلم قمي سفير
طهران في بغداد وبأشراف عدد من
صباط فيلق القدس الأيراني في
عمليات أغتيال وتفجيرات أيضا ؟!
فعلام تجاهل السيد اللواء الأشارة
اليها , وأجده يتبرم ويزبد وهو
يردد ما يوحي به اصحابه , على
الرغم من أنه عارف ومدرك بتخصص
,بأن تا تفوه به محض أفتراء ؟!
وليته وليت غيره ممن يعدون
حقائبهم لرحلة العودة الى الأمكنة
التي جاءوا منها صحبة المحتل
الأثم ,ليتهم لو أستمعوا الى صوت
العراقيين الذين لم تنسهم الفواجع
وهم يدينون ما حدث ساعة وقوعه,
لوجدوا أن الأدانة أرفقة بتحذيرهم
من محاولات تضليل حكومية جديدة ,
تستهدف صرف الأنظارعن الفاعل
الحقيقي , الذي أجرم بحق أهلنا ,
وعن الأجهزة التي تواطأت معه,
وسهلت له مهمة التنفيذ بدم بارد
,وتغطية كاملة!!
فقد تعالت الأصوات العراقية عاليا
,مجمعة وبسخرية واعية بأن
البائسين سيعودون للصق التهمة
بالبعثيين وأيتام النظام السابق
والصداميين وكأنهم ثلاثة فرق , في
حين هم فريق واحد , موحد ! موجود
في ساحة الوطن ,ويعيش بين ظهراني
أهله العراقيين ,ولم ولن يغادرهم
أبدا .
وهي حقيقة لا أتوقع أن يعيها من
علق حتى الركبتين في وحل خيانة
الوطن , وأستمرأ مشاهد أستباحة
الدم العراقي وهو ضالع في رسمها
وترتيشها ؟!
لأن هؤلاء تنطبق عليهم حكمة
الأشقاء المصريين التي تقول :
اللي أختشوا ماتوا !!
|