|
||||||
|
||||||
نصحديث القائد المجاهد المعتز بالله المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري ( رعاه الله )خلال احد اجتماعات القيادة العليا للجهاد والتحرير إلى إخوانه ورفاقه في مسيرة الجهاد والتحرير |
||||||
شبكة المنصور | ||||||
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩ صدق الله العظيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .. والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وعلى اله الأبرار الأطهار الشرفى .. وعلى صحبه أهل الصدق والوفى .
الرفاق والأخوة المجاهدون رئيس وأعضاء هيئة أركان جيش رجال الطريقة النقشبندية الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العليا للجهاد والتحرير أحييكم أيها الأخوة والرفاق بتحية الإيمان الذي هو عز المجاهدين وشرفهم وسلاحهم الالوى في مقارعة الغزو والاحتلال ، وأحييكم بتحية المحبة في الله والوطن وفي المسيرة الجهادية المقدسة ومقاماتها العليا ودرجاتها الرفيعة ، واعلموا علم اليقين أيها المجاهدون أن الله سبحانه وتعالى قد اعد للمجاهدين مئة درجة في الجنة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، اسأل الله العلي القدير أن يجعلني وإياكم من المجاهدين في سبيل الله ، وان يجعلنا من الذين تحابوا في الله اجتمعوا عليه وافترقوا عليه يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه لا تأخذهم في الله ( جل شأنه ) لومة لائم ، وان يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. سنتحدث في هذا اللقاء بإذن الله معكم عن كثير من المواضيع المهمة التي يعيشها حزبنا وجهادنا المبارك .
أقول إبداءً لأخي ورفيقي العزيز الفريق الركن محمود سراج الدين النقشبندي بان ما نقله إليَّ عن الرفيق أبو اوس لقد هزني من الأعماق موقف الرفيق العزيز أبو اوس وتوضيحك له ثم رده عليك ثم ما عرضت علي في هذا الموضوع المهم للغاية وذلك لتجلي وظهور الحقائق الإيمانية والأسرار الربانية التي كنت أراها في بصيرتي التي في قلبي ثم بحمد الله وفضله ومنه أصبحت اليوم أراها في بصري الذي في رأسي .
يقول الجليل ( جل جلاله ) اتقوا الله ويعلمكم الله ، ويقول ( جل شأنه ) من يتق الله يجعل له من أمره يسر ، ويقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله " ، واعلموا أيها المجاهدون أن سبل الهداية والفلاح والنجاح والنصر على الأعداء محكومة بحجم التقوى ونوعها .. إذ يقول جل جلاله من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، أي يجعل له مخرجاً من ضيق الجهل والوهم والخطأ والعناد والاضطراب وضيق الصدر وشرية الغضب والجبن والتخاذل الى العقل السليم والقلب السليم والفهم السليم يرزقه شتى العلوم النافعة لدينه ودنياه ويرزقه العفة والكرامة والشجاعة والصبر والمطاولة ويرزقه الحكمة والحجة البالغة من حيث لا يدري ، ورد في الخبر من يتق الله أربعين يوماً تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .
أن هذا الموضوع أيها الرفاق والأخوة موضوع الدين والأديان واسع وعميق سوف نتحدث عنه لاحقاً بإذن الله في لقاءاتنا معك أيها المجاهد ومع رفاقك المجاهدين في القيادة العليا وفي القيادة العامة للقوات المسلحة والمناضلين في حزب الرسالة الخالد .
أيها الأحبة أن ديننا الحنيف ينظر من أصل المشكاة التي نبعت منها كل الأديان السماوية من سيدنا ادم أبي البشر الى سيدنا المسيح ( عليه السلام ) وعلى حبيبنا أفضل الصلاة وأتم التسليم تتفق جميعها على الإيمان بالله وتوحيده وعبادته يقول ( جل شأنه ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ أي يعرفوني ويوحدوني ويعبدوني ولكن ديننا الحنيف يختلف معها اختلافاً واسعاً وعميقاً فيما عدى ذلك في جميع المقاصد والمرامي والمهمات والنتائج واهم ما يختلف به ديننا هو ...
أولا : انه للناس كافة كرسالة للإيمان وللتوحيد والتحرر والإصلاح والنهوض والتطور ولإنهاء الظلم والعدوان والطغيان والتجبر والاستعباد والتخلف والضياع في الأرض وإقامة العدل والحق وإصلاح الأرض وأعمارها وكانت الأديان الأخرى تأتي للنبي وحده أو الى النبي مع عائلته أو رهطه أو قريته أو عشيرته .
ثانياً : أن ديننا ناسخ لجميع الأديان وخاتم لرسالات السماء الى الأرض الى أن تقوم الساعة فهو دين رسالي خالد بل الأديان التي سبقته تنتهي بظهور الأديان التي تليها وحسب تسلسل نزولها .
ثالثاً : أن ديننا هو دين الحياة بكل عمقها وسعتها وفي كل ميادينها من النفس الاول الى النفس الأخير ولجميع البشر في الأرض والأديان الأخرى جاءت لتعالج جوانب محدودة من الحياة في زمن محدود ومناطق معلومة من الأرض .
رابعاً : أن ديننا جاء ومعه الأمر والتكليف لنشره وتبليغه للامة العربية بالسيف الى جانب الوسائل الأخرى حتى يظهره الله على الأديان ثم يعرض على الناس خارج الامة العربية كرسالة للحياة تُسعد الإنسان في الدنيا والآخرة ، فالجهاد إذن في ديننا اليوم فرض كفاية لتبليغه وفرض عين للدفاع عنه وذلك في إطار ومبادئ الدعوة إليه وتبليغه كرسالة للحياة ثم في إطار ومبادئ تطبيقه في الأمر بالمعروف أو ما أمر الله سبحانه وتعالى به من نهي عن المنكر أي ما نهى الله عنه لقوله تعالى ۩ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۩ إما إذا حصل تهديد أو عدوان أو غزو للشعوب والأمم والأوطان التي تحمله فيكون الجهاد فرض عين ويتم ذلك بثلاث وسائل ، اليد وما تحمل من قوة وتأثير ثم اللسان وما يحمل من قوة وتأثير ثم القلب وما يحمل من قوة وتأثير وذلك اضعف الإيمان واقله .
واعلم أيها المقاتل المؤمن أن الحق الأكبر وفي ميداني الجهاد فرض الكفاية وجهاد فرض العين هو الجهاد باليد واللسان والقلب معاً ، اليد وما تملك واللسان وما يملك والقلب وما يملك إما الأديان الأخرى فقد أوكل الله سبحانه وتعالى عقاب من يكفر فيها ويصد عنها إليه جل جلاله فكان يأخذهم بالرجفة والصيحة والحجارة والخسف والطوفان والصعقة والريح وما الى ذلك من أنواع العذاب .
خامساً : أن ديننا كامل مكمل يغطي جميع مفردات الحياة على الأرض حتى تقوم الساعة لا يعتريه النقص لقوله تعالى ۩ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۩ لذلك فهو من تمام نعمة الله على الامة المرحومة يقول عز من قائل ۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩ .
فتصور أيها المقاتل النقشبندي المؤمن العزيز وتدبر سر تمام النعمة من المنعم الذي بيده خزائن السماوات والأرض يقول جل جلاله ۩ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۩ .. وتصور أيها العزيز كيف أن الإنسان المؤمن التقي الورع يعجز عن شكر النعمة حتى سيد الخلق وحبيب الحق وكنز الوجود وسره المطلسم .. يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لا أحُسن فداء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) لا يحسن شكر النعمة ولا يحسن شكر المنعم فكيف من دونه من البشر ، انظروا أيها المجاهدون لقد أراد ( صلى الله عليه وسلم ) أن يفي بشكر المنعم على النعمة فوجد نفسه عاجزاً مقصراً ، فاستعاذ برضا المنعم من سخطه فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ برضاك من سخطك " ثم ترقى حاله وهمته وهو صاحب الهمة العالية وعزمه وهو صاحب العزم على الإيفاء بشكر المنعم فوجد نفسه كذلك عاجزاً فاستعاذ بمعافاة المنعم من عقوبته فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ بمعافاتك من عقوبتك " ، ثم استجمع ( صلى الله عليه وسلم ) عزمه وهمته للإيفاء على شكر المنعم على تمام النعمة فوجد نفسه عاجزاً كذلك فاستعاذ بذات المنعم من ذات المنعم فأوكل الأمر كله لله عز وجل فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " وأعوذ بك منك لا أحصي غناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك " يقول المشايخ أهل الحقيقة العارفون بالله ( رضي الله عنهم ) الشكر على النعمة من المنعم نعمة تحتاج الى شكر والشكر على النعمة نعمة تحتاج على الشكر لقوله تعالى ۩ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ۩ فالنعمة والشكر متوالية خالدة لا تتوقف حتى يفيض رحمته ( جل جلاله ) على عباده المؤمنين فيغطي بحرها العوالي وما نگص ميه كما يقول مداح الرسول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) .
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات اللهم ما أصبح به من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر على ذلك قد أدى شكر نعمته " ، إذن لو عاش المؤمن مدى الحياة الى أن تقوم الساعة لا يفي بجزء يسير من شكر تمام النعمة فكيف يشكر المنعم لولا فضله ورحمته على عباده المؤمنين .. فتصور أيها العزيز كيف أنهم جميعهم في سكرتهم يعمهون فلا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون واعلم انك على الحق المبين إذن فان ديننا هو دين الحياة على الأرض الى أن تقوم الساعة في قوله ( جل جلاله ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ ولقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول الله الله " .
سادساً : أن ديننا الحنيف دعا الناس الى الله إذ قال ( جل شأنه ) ۩ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۩ إما الأديان الأخرى فجميعها دعت الى عبادة الله فقط ، واعلم أيها المؤمن أن حياة المؤمن الحق كلها عبادة واجر وترقي في مبادئ العز والرفعة لأنه لا يفعل إلا ما أمر الله فعله ولا ينتهي إلا عما نهى الله عنه ، واعلم أيها العزيز واعلموا أيها الرفاق الأحبة أن هدف الدين الأساس كرسالة هو إعادة صياغة الإنسان لكي يكون قابلاً وقادراً على اخذ هذه الرسالة بقوة لصناعة الحياة الجديدة للإنسان والإنسانية على الأرض كما يريد ( جل جلاله ) ، فتكون حياته كلها في الله وبالله ومع الله فلا يأتي إلا الخير لدينه ودنياه وأخرته .
اسمعوا هداكم الله وأعزكم بل الإيمان وبل الجهاد في سبيله ماذا يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) قائد المسيرة الرسالة الخالدة يقول ما معناه " لا يصيب المرء والمقصود المؤمن من نصب ولا وصب إلا وله فيه اجر حتى الشوك أن شاكه ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لك اجر في اللقمة تضعها في فم زوجتك " .. ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) في أهمية وصعوبة تحقيق هدف إعادة صياغة الإنسان ثم إعادة صياغة وبناء المجتمع الجديد ، عندما رجع ( صلى الله عليه وسلم ) من أقسى غزوة غزاها في حياته وهي غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة عندما اشرف على المدينة المشرفة راجعاً قال ( صلى الله عليه وسلم ) " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر " ، تدبروا هذا الحديث .. تدبروا أيها الرفاق هذا الحديث الشريف الذي يجمل سر الدين وبرهانه ومعجزته ، انك تقاتل العدو عام وتسالمه عام أو تدخل معركة شهر وتخلد الى الراحة شهر أو أشهر ولكن في معركة بناء الذات والمجتمع فالمعركة مستمرة على مدى زمن الحياة ، ليل نهار لا يفتر لهيبها ولا يهدئ وطيسها ولذلك سُمي الجهاد في هذا الميدان في الجهاد الأكبر، وعندنا في الحزب سُمي النضال والجهاد في الحياة الداخلية للحزب لتقويمها وبنائها ولتثويرها وهو كذلك أصعب وأشكل من النضال لقتال العدو في ميادين المنازلة .
هذا هو ديننا الحق قد احدث انقلاباً شاملاً وتغييراً جذرياً في حياة امتنا والأمم التي دخلت فيه وفي حياة المجتمع نحو الفضيلة ومكارم الأخلاق نحو الحرية والتحرر نحو الحق والعدل نحو السلام والأمن والأمان ولو إنكم نظرتم الى عقيدة البعث وفكره ومنهجه الكفاحي وأهدافه الكبرى السامية لتجدون جوهر هذا الدين العظيم كرسالة فيه ، ولتجدون البعث في عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه هو الممثل الحقيقي للدين رسالة السماء الى الأرض رسالة العرب الكبرى الخالدة وهو الحارس الأمين لها ومن سواه قد اتخذ هذا الدين هزواً ولعباً وغرضاً وتجارةً رخيصة فأساء للدين ومزق لحمته ويريد أن يحطم الأداة التي استقبلته وحملته الى الدنيا كلها العروبة المجيدة إلا ما رحم ربي لكي أكون منصفاً وخاصة من المسلمين المؤمنين الصادقين من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين وطلابهم ومريديهم ومقلديهم هؤلاء هم أهل الدين الحق لان هدف الدين الأساس هو خلق الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الفارس الشجاع البطل المبدع الخلاق ، ثم خلق وبناء جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى المبدع الخلاق الحضاري الإنساني لمواصلة حمل الرسالة الخالدة الأمانة الكبرى التي عرضها سبحانه وتعالى على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .
أقول لجميع المجاهدين المؤمنين من خلالكم في جيش رجال الطريقة النقشبندية وفي جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وفي صفوف القوات المسلحة ولمناضلي البعث الثائر نتحدث معكم اليوم وباختصار شديد عن بعض معاني ومبادئ عقيدة البعث الرسالة الخالدة وعن منهجه الجهادي الكفاحي الرسالي وعن أهدافه الكبرى السامية ليكون هذا الحديث قاعدة ننطلق منها لمواجهة حملة التضليل والتزوير والتشويه لفكر البعث وعقيدته والتشويش على مسيرته الكفاحية الجهادية في إطار حملة الاجتثاث التي تجري اليوم على البعث .
أيها الرفاق الأعزاء المجاهدون تعلمون جميعاً أن ديننا هو دين الفرد المسلم وهو دين المجتمع ودين الدولة باعتبار أن غالبية أبناء الامة هم مسلمون هذا هو دين البعث انه رسالة خالدة شاملة وعميقة للامة خاصة ثم لأمم وشعوب الأرض كنموذج للحياة الحرة الكريمة ومثل تعرضه الامة عقيدة ومبادئ ومنهج وأهداف لكي تهتدي تلك الأمم والشعوب بهديه فتنهل من خيراته لدنياها وأخرتها إما الجانب الفني التفصيلي من الدين المتعلق بالعبادات بشكل خاص وبعض المعاملات فهو متروك للفرد وطائفته ومذهبه وفرقته ومن يقلد من المجتهدين أو بما يجتهد هو أن كان عالماً أو مجتهداً ولا تتدخل الدولة في هذا الأمر ، انتبهوا الى هذا الموضوع لا تتدخل الدولة الى أن يكتمل بناء دولة الإيمان أي الى أن يحصل الانقلاب الشامل في حياة الفرد والمجتمع ويرتقي الى مستوى مجتمع الرسالة الذي أقام دولة الإيمان الرسالية الإسلامية الموحدة لكي يسهل الانتقال من الإيمان الى الشريعة وأحكامها التفصيلية المتعلقة بهذا الجانب انتقالاً شعبياً جماعياً كما حصل في صدر الرسالة الاول ، لنضرب بعض الأمثلة على هذا الموضوع الحيوي والمهم للغاية .. قيل للحجاج ابن يوسف الثقفي " انك قوي ومتمكن لماذا لم تكن مثل عمر الفاروق ( رضي الله عنه ) في العدل والحق وتحكم في قواعد الشرع الشريف " . قال له قولته المشهورة " تبذروا لي أتعمر لكم " أي كونوا جميعاً على قلب أبي ذر الغفاري ( رضي الله تعالى عنه ) من الصدق والزهد والإيمان والخشية من الله والورع أكون لكم مثل عمر ( رضي الله عنه ) في الوقوف مع الحق وإقامة العدل والشرع ، وهو كان في زمن الصحابة ( رضي الله تعالى عنهم ) فكيف بنا اليوم وقد افترق المسلمون كما يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " على بضع وسبعين فرقة كلها هالكة أو كلها في النار إلا واحدة " .
اعلم أيها الرفيق المجاهد المناضل الثائر انه لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق افهموا هذه الحقيقة لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق إقامة الدولة الإسلامية الفنية وتطبيق الشريعة فيها كما كان في زمن الراشدين والذين يلونهم ، واعلم أن شعار إقامة الدولة الإسلامية اليوم على أساس الشريعة وأحكامها في العراق في بلدنا خاصة هو شعار حق أريد به باطل للتآمر على الدين الإسلامي الحنيف بشريعته وطريقته وحقيقته بإسلامه وإيمانه وإحسانه لإلغاء دور هذا الدين الرسالي في الحياة وهو مؤامرة على الامة التي أنزلت عليها الرسالة وكلفت بحملها وتبليغها للناس ، كذلك لان الشريعة وفق اجتهادات مجتهديها اليوم وخارج إطار وروح الإيمان وقواعده وضوابطه وتأثيره العميق على الفرد والمجتمع تمزق الشعب وتمزق الامة وتسيء لديننا الحنيف وتخرجه من دوره الرائد في إصلاح ما أفسده المفسدون في الأرض وتخرجه من دوره كرسالة تجديد للحياة وأبنائها وبناء الحضارة التي يسعد بظلها الإنسان الى تفكيك المجتمع وتمزيق لحمته .
انظروا أيها الرفاق الى اجتهادات المجتهدين في الشريعة خارج ضوابط الإيمان وروحه وتأثيره على الفرد والمجتمع قد أخرجت للامة عشرات الفرق عن الدين وخرجت نهائياً عنه ، بل ناصبت له العداء حتى قاتلت الامة التي تحمله بالسيف في زمن الخوارج في زمن عز الدين وأهله قاتلوا أمام الامة وكفروه قاتلوا بحر العلوم سيدنا الأمام علي بن أبي طالب ( رضي اله عنه وأرضاه ) قاتلوهم باسم الشريعة واجتهادات الشريعة ، انظر الى ما نحن عليه في العراق قد تشظينا ، تشظى الإسلام الحنيف دين الحياة والحضارة الى فرق وطوائف ومذاهب متقاطعة متناقضة وكل يقول نحن المسلمون ونحن أصحاب الدين الحق ونحن أصحاب الشريعة ونحن أهلها والمشرعون لها .
أبدء معكم أيها المؤمنون المجاهدون البواسل في ضرب الأمثلة العملية من الفرقة أو الفئة المسلمة المتشرعة التي شرعت دينياً للاحتلال وعاونته على تدمير بلد العروبة والإسلام وقتلت وشردت وهجرت أهله ولا زالت تشرع له المزيد لمزيد من التدمير قد اتخذت هذا الموقف باسم الشريعة الإسلامية وأحكامها مجتهدة حسب هواها ومصالحها ، ثم الفرقة أو الفئة التي تكفر المسلمين المؤمنين على الهوية بل تكفر كل من لا يؤمن بها وبمنهجها فقتلت العلماء العاملين وقتلت القادة المجاهدين في سبيل الله رفاقكم وأخوتكم في الجهاد وقتلت المواطنين الأبرياء باسم الشريعة وأحكامها مجتهدة حسب ما تريد وتشتهي ، ثم الى الفرقة أو الفئة التي تكفر الامة باجمعها من صديقها الأكبر أبي بكر ( رضي الله تعالى عنه ) الى فاروقها عملاق الإسلام سراج أهل الجنة ( رضي الله عنه ) الى تكفيري وتكفيرك وتحليل دمي ودمك وتكفير ذرياتنا الى يوم القيامة باسم الشريعة وأحكامها ، فأي شريعة نطبق من هذه الشرائع أيها المجاهدون ولهذه الحقيقة المرة أيها الرفاق والمجاهدون ولهذا الفهم العميق والشامل لدين الامة الحنيف رسالة العروبة والى ما وصلت إليه الامة من تخلف وتمزق وانحطاط وابتعاد عن روح الرسالة ومعانيها لهذا السبب فان البعث العربي الاشتراكي رفض رفضاً قاطعاً تسييس الدين والمتاجرة به ، بل أخذه كرسالة عربية إنسانية بقوة وتعشقها وصاغ منها أولاً ثم من تراث الامة المجيد عقيدته ونهل منها مبادئه وقيمه وأعرافه ومنهجه تلك الرسالة الخالدة التي عبرت في تلك الحقبة ولا زالت الى اليوم عن عبقرية الامة وإبداعها واخيريتها وعن اصطفاء الجليل ( جل جلاله ) لها فكلفها لحمل هذه الرسالة العظيمة الخالدة لتقود الخير كله والفضيلة كلها ولتنشر الحق والعدل والحرية والتحرر ولتخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان واستعباده الى نور التطور والحضارة والحياة الحرة الكريمة ، هذه هي رسالة البعث الخالدة قاعدتها الإيمان بالله الواحد الاحد وعامودها الأساس المحبة في الله والوطن ، يقول الجليل ( جل جلاله ) في الحديث القدسي " كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أرى فخلقت خلقاً فتعرفت عليهم فبي عرفوني " أحب أن يُعرف ( جل جلاله ) فخلق الخلق على قاعدة المحبة ودواعيها فان مقام المحبة هو المقام الاعلى في المقامات وهو سر الوجود وسر بقائه ، هذه عقيدتنا إما نسرجها أو لحمتها أو سداها تقوم على منظومة الأخلاق المحمدية كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، هكذا يقول البعث ويأمر أيها الرفاق كان لكم في رسول الله أسوة حسنة من كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا .. هذه هي رسالتنا رسالة البعث من اعز أهدافها هو خلق وبناء الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الثائر الشجاع المبدع الخلاق ثم خلق جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى وحامل لوائها لتحقيق أهداف الامة الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية ، أنها الأمانة الكبرى في أعناق أبناء العروبة وأبناء البعث الأمانة التي عرضها سبحانه وتعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .
أيها الرفاق المؤمنون المجاهدون في جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وصفوف البعث الثائر وقواته المسلحة الباسلة نتحدث إليكم اليوم باختصار شديد كما قلنا عن بعض معاني عقيدة البعث ومبادئه ومنهجه ومبادئه الرسالية فانتم تعلمون جميعاً أن شعارنا هو امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، أن شعارنا هذا يعبر عن جوهر عقيدتنا وروحها يعبر عن حقيقة امتنا وإرادتها في الحياة يعبر عن تاريخها المجيد وتراثها العزيز وحاضرها العظيم ومستقبلها الواعد .. نعم امتنا امة واحدة .. واحدة المنشأ والمنبع والمنبت والمشرب والمصير والتطلع والنزوع ، شعبها واحد وأرضها واحدة تمتد من المحيط الى الخليج لغتها واحدة ودينها الأساس واحد وتاريخها واحد وخيراتها موحدة يشد ويكمل بعضها البعض الأخر من يوم خلق الله الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوب وقبائل ليتعارفوا وحكم بان أكرمهم عند الله هو اتقاهم فجعلها امة واحدة ذات رسالة خالدة جعلها الامة المؤمنة القائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانت الأتقى بين الأمم وهي أكرم الأمم وأعلاها مقاماً وارفعها درجة فهي التي حملت كل رسالات السماء والأرض الى البشر ثم الرسالة الخالدة الخاتمة العظيمة بل وضع الله فيها سبحانه وتعالى وفي أبنائها كل عوامل وصفات القدرة والتمكن والتحمل والمطاولة والصدق والإخلاص والإبداع للنهوض بمسؤولياتها التاريخية تجاه الإنسانية وقد حازت عبر تاريخها الطويل مكارم الأرض والسماء معاً فهي أم الرسالات السماوية الأولى ادم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم الذين يلونهم من الأنبياء والمرسلين ثم الرسالة الخالدة الخاتمة وهي كذلك أي امتنا امة الرسالات الدنيوية الأرضية المجيدة الخالدة في سفر التاريخ سومر وأكد وبابل وأشور وسبأ وحمير ووادي النيل والأرض المباركة فهي قائدة الحضارة الإنسانية وصانعتها هذه امتنا الواحدة وهذه رسالتها الخالدة وهذا هو شعارنا المعبر عن روح وجوهر عقيدتنا وهذا لا يعني أن امتنا هي فوق الأمم في العدوان والظلم والطغيان والتجبر والتكبر وإنما لخدمة الأمم وخدمة البشرية إما منهجنا فهو انعكاس لعقيدتنا وتعبير عنها وعن معانيها وأهدافها في الميدان ، فبقدر ما كانت رسالتنا عظيمة وسامية ومجيدة عالية المقام وصعبة المنال كذلك منهجنا ثوري بطولي تضحوي اقتحامي عميق وشامل لتحريك كل معاني الحياة ومفرداتها في الانسان العربي مجتمعة لتثوير كل معاني الخير والفضيلة ولتفجير طاقات الانسان العربي وإبداعاته وتثوير عوامل البطولة والفداء فيه .
إذن أن منهجنا كفاحي جهادي بطولي تضحوي لتحقيق الانقلاب الشامل والعميق على واقع الامة الفاسد المتخلف المريض تحقيق الانقلاب الشامل العميق في الذات أولاً ذات الانسان العربي لرفعها من حضيض الذل والمهانة الذي نعيشه اليوم والجبن والتخلف والتخاذل والانهزام والاستسلام والضياع الى عز المسؤولية التاريخية وشرفها لرفعها من فرج المعصية والفسوق والفجور واللهو واللعب والانفلاش الى عز العزيمة والشيمة الى عز التقوى والفضيلة الى عز الصبر والثبات والمطاولة الى عز النقد والنقد الذاتي الدائم لتطهير النفس الإمارة بالسوء اللوامة الهلوعة الجزوعة الى عز التوبة والاستغفار الى عز الإنابة الى عز الأوبة الى كل المعاني والقيم والمثل التي جاءت بها رسالة السماء رسالة الامة الخالدة ثم التي جاءت بها رسالة البعث الخالدة ثم التغيير الجذري الشامل في حياة وبنية المجتمع الفاسد المتخلف ، لكي ينبثق من هذا المجتمع الطليعة الثورية المؤمنة القائدة لمسيرته الجهادية الجديدة المفجرة لثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها وحريتها وبناء مستقبلها اللائق بها التي يضعها في مكانها الطبيعي في الحياة كرائدة وقائدة ومبدعة فتحقق وحدتها وحريتها وتبني مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد فتواصل مسيرة التجديد والانبعاث الى يوم القيامة .
إما أهدافنا في الوحدة والحرية والاشتراكية فهي تمثل نزوع الامة وإرادتها وحقها المشروع في الانبعاث والتجدد لمواصلة مسؤوليتها التاريخية في صنع الحياة الحرة الكريمة لأبنائها ولتكون مثل أعلى ونموذج أغلى لبني البشر في الأرض لأممهم وشعوبهم ولتعود كما كانت من قبل وكما قال شاعرها :
كانوا ملوكً سرير الشرق تحتهمُ فهل سألت سرير الغرب ما كانوا عالين كالشمس في أطراف دولتهم في كل ناحية ملك وسلطان
ولتعود كما كانت في عهد قائدها المبدع الشجاع هارون الرشيد إذ يقول للغيمة التي لم تلقي بحمولتها على بغداد دار العز والسلام " أيتها الغيمة اذهبي أنى شئتِ في ارض الله الواسعة فان خراجك عائد إليَّ " لتعود كما كانت مركزاً حضارياً للإنسانية تبعث الحرية والديمقراطية والسلام والأمان الى أصقاع الأرض ، يقول قائدها العبقري العملاق الملهم فاروق الإسلام " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار " .. ويقول ( رضي الله عنه ) " والله لو عثرت بغلة في ارض العراق لخشيت أن يسال عنها عمر يوم القيامة لم لم تسوي لها الطريق يا عمر " .. ويقول ( رضي الله تعالى عنه ) حين سُئل " لم لم تنم يا أمير المؤمنين قال : مالي والنوم أن نمت في النهار ضيعت الرعية وان نمت في الليل ضيعت نفسي " ، شعوراً عال بالمسؤولية التاريخية له ولامته تجاه الانسان والإنسانية .
اعلموا أيها الرفاق المجاهدون لا يمكن للامة أبداً أن تعود طليعة ورائدة في صنع الحضارة الإنسانية ألا بعد تحقيق وحدتها على كامل أرضها من المحيط الى الخليج وألا أن تتحرر من كل أنواع الهيمنة والسيطرة والاستغلال والتهميش والتخلف والضياع وألا أن تحقق حريتها وحرية شعبها وأبنائها وألا أن تقيم نظامها الاشتراكي الخاص القادر على استثمار خيراتها وتطوير ثرواتها الهائلة وتنميتها لتحقيق الرفاه والازدهار والعدالة الاجتماعية لأبنائها ثم إقامة المجتمع الديمقراطي الحر الموحد الذي يسعد فيه الانسان ويزهو ويزدهر وتزهو الحياة فيه وتزدهر وتتساوى فيه الفرص والحقوق والواجبات وتتفجر فيه طاقات الانسان العربي وإبداعاته ثم ينهض البناء الحضاري من جديد ويتواصل الحاضر العزيز مع الماضي المجيد لصنع المستقبل الذي تريده الامة ، إما كيف نحقق الوحدة و كيف نحقق الحرية ونبني الاشتراكية فهذا أمر أخر أداته الأساسية ووسيلته الشريفة هو الطليعة الثورية التي تحدثنا عنها في بداية اللقاء مع جماهيرها وشعبها وهو جيلها جيل البطولة والفداء ولذلك فان حزبنا يختلف اختلافاً جذرياً عن كل الأحزاب في الوطن العربي وفي العالم اجمع ، وسنتحدث بالتفصيل لاحقاً أن شاء الله عما حققه البعث على ارض الواقع عبر تجربة الخمسة وثلاثون عاماً من أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية .
واعلموا أيها الرفاق أن حزبنا هو الغاية وهو الوسيلة .. نعم كما كان حزب الرسالة الاول كان هو الغاية والوسيلة غاية لحمل الرسالة وتعشقها وتعشق معانيها الى يوم القيامة ووسيلة لتدبيرها وأدائها وتحقيق فحواها وإرادتها على الأرض ، فان الحزب والشعب وكل قواه الوطنية والامة وكل قواها القومية والعقيدة وأهدافها ومنهجها عندنا حالة واحدة متداخلة متمازجة متماسكة دائمة وخالدة ابد الدهر ولو لم يكن هذا الحزب العظيم من هذا الطراز لانتهى دوره قبل الاحتلال بزمن بعيد وان بقت له بقية قبل الاحتلال لانتهى حتماً بعد الاحتلال وأصبح جزءاً من الماضي البعيد حاله حال كل الأحزاب والتيارات التي اختفت في العراق والامة والعالم عدى حزب الرسالة الاول لا ينتهي ولا يتوقف وحزبنا يمثل الامتداد الطبيعي له كعقيدة ومنهج ورجال ، إما ما يظهر هنا وهناك في بعض المراحل والأحيان كما نقول دائماً ونعلم من هفوات وأنماك واشططاطات وكبوات وانحرافات وابتعاد عن محور الإيمان ومركزه مع روح الرسالة ومعانيها العميقة فهو مردود على أصحابه الذين ارتكبوه ، ما لا يمثل الحزب عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً ورجال مؤمنين .. رجالاً مؤمنين مجاهدون رساليون وكما قلت سنعرض لاحقاً على الامة ما حققه البعث على الأرض من هذه المبادئ إما من يسألك عن تراث البعث .
فاعلم أيها العزيز أن في تراثنا أن سألتم عما فيه ثم حتى في تراث امتنا وتاريخ رسالتنا مواقف واضحة ومبدئية وجهادية ضد الأديان المنحرفة المزورة والمُوسيسة لأغراض التجارة الرخيصة أو لأغراض معاداة الامة ورسالتها فعندما نقف ضد اليهود الصهاينة في فلسطين وكما وقف إباءنا وأجدادنا ضدهم في صدر الرسالة مع بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع وخيبر عندما تصدوا للرسالة وحاربوها لم تكن هذه المواقف ضد دين سيدنا موسى ( عليه السلام ) وإنما ضد الدين المنحرف والمحرف العدواني الإجرامي الذي صنعه اليهود بما بدلوا وغيروا وحرفوا وكذلك نحن نقف ضد الدين المسيحي المنحرف الصليبي والمحرف العدواني الذي يحمل رايته اليوم بوش وزمرته وليس ضد دين سيدنا المسيح عليه السلام وأهله وعلماءه ورهبانه ، الم يقاتل الصليبيون المنحرفون أجداد بوش ورامسفيلد ديننا وعروبتنا وفق منطوق دينهم المحرف المسموع لمعاداة الامة ودينها الحنيف ورسالتها الخالدة في الحروب الصليبية ، كما قاتلنا من قبل اليهود في المدينة وخيبر الم يقاتل معنا دين سيدنا المسيح ( عليه السلام ) الطاهر النقي الزكي وأهله وأبنائه أبناء العروبة الاماجد منذ وصول الرسالة الى أرضنا في العراق الى اليوم ، لقد قاتل معنا أهله منذ القادسية الأولى الى القادسية الثانية وقاتلوا معنا في صراعاتنا مع أعداء العروبة ورسالتها في العراق وفي فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وهم اليوم أي المسيحيون في عراق العروبة والإسلام يؤدون أغلى التضحيات دفاعاً عن وطنهم العزيز وعروبتهم المجيدة إننا نقاتل كل من يقف أمام مسيرتنا وثورتنا ورسالتنا الخالدة التي تمثل روح الإسلام وجوهره .
جاءنا معتدياً غازياً باسم الدين أو القومية والعنصرية أو المرض والاقتصاد أو الظلم والعدوان والتجبر والاستعمار ، نحن نؤمن بالأديان السماوية كلها كما نزلت ونحترمها ونحترم أهلها ونعيش معهم ويعيشون معنا ونأكل طعامهم ويأكلون طعامنا ونناكحهم أي حل لنا نسائهم وان بقين على دينهن ، فهم أخوتنا في الدين العام أي في الإيمان وفي الوطن وفي المصير لهم ما لنا وعليهم ما علينا آلام واحدة وأمال واحدة ومصير واحد ، أن تسييس الدين والتجارة به وتوظيفه لمعادة العروبة ورسالتها الخالدة هو المؤامرة الكبرى على الامة وعلى دينها الحنيف الرسالي وهي المؤامرة التي تدمر وحدة الدين ووحدة التوحيد ووحدة الامة ووحدة الوطن ووحدة الشعب بل هو الذي يمزق الدين الواحد ويلغي دوره الإنساني في الحياة ويمزق الشعب الواحد ويفتت الامة الواحدة كما يحصل اليوم في بلدنا العزيز العراق باسم ديننا الحنيف وتحت مظلته من تجار الدين والسياسة المزورين المنحرفين تجار الطائفية البغيضة .
إذن موقف الرفيق العزيز أبو اوس صحيح من باب وحدة الأديان السماوية ومن باب رعاية ديننا الإسلامي الحنيف وحزبنا لتلك الأديان التي لم تناصب امتنا ورسالتها العداء ورأيك صحيح أيها الحبيب بالنسبة لكل الأديان التي يناصب أهلها امتنا ودينها العداء وعلى رأسهم اليهود الصهاينة والصليبيين الطغاة ، إلا تتذكرون أيها الرفاق ماذا قال بوش الامبريالي الصليبي المتصهين بعد أحداث سبتمبر قال " لاجعلنها حرباً صليبية " حرب دينية وفعلاً جعلها حرب صليبية بكل إبعادها وأهدافها .
واعلموا إننا عندما نقول وهذا الموضوع مهم جداً أي إننا عندما نقول المستهدف من غزو العراق هو البعث عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً وتجربةً رائدة ومشروع حضاري نهضوي للامة ونعني أن المستهدف هو العراق وشعبه المقاوم المجاهد بكل أطيافه وفئاته ثم الامة ودينها الرسالي وليس دينها الفني المزور المحرف الم ترى كيف أن دينها المزور المحرف وقف أهله ودعاته الى جانب أولئك الأعداء الغزاة المحتلين سواء كانوا قوميين عنصريين شوفينيين أم كانوا دينيين صليبيين ويهود صهاينة أو فرس صفويين واشتركوا معهم في ذبح العراق العربي المسلم المؤمن ومزقوا دينه الحنيف باسم الدين وباسم الشريعة .
واعلم أيها الرفيق المقاتل في ميادين المنازلة الكبرى وليعلم مناضلو البعث في وطننا الكبير أن في تراث حزبنا المجيد وفي عقيدته إننا لسنا محايدين بين الإيمان والإلحاد وإنما نحن مع الإيمان ضد الإلحاد ، واعلموا أن في تراثنا المجيد كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بمعنى لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة ، واعلموا أن سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي يريد للبعث أن نقتدي به حتى نكون ظله في الأرض أو حتى نكون كلنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو مفجر ثورة العرب الكبرى وهو صاحب الرسالة الخالدة الخاتمة ، وهو قائد مسيرة الجهاد في الامة التي بعثت الامة من جديد الى دورها التاريخي الرسالي لإصلاح الأرض وبناء الحضارة الإنسانية عليها وهو الذي حقق وحدتها وحريتها وعدالةً اجتماعية ، وهو الذي صنع حضارتها الخالدة وهو نبيها ورسولها وقرانها الذي يمشي على الأرض وفي تراثنا وعقيدتنا أيها الرفاق أن القومية العربية والدين كروح والجسد أن فارقت الروح الجسد وقع على الأرض هامداً وان فارق الجسد الروح صعدت الروح الى السماء فيتوقف كل شيء وهكذا حصل لامتنا في عصر انحطاطها وتخلفها حين فارقت الروح الجسد وفارق الجسد روحه فلا نهوض للامة ولا بعث ولا تجديد إلا بعودة الروح الى الجسد وإلا بعودة الجسد الى الروح .
واعلموا أيها الرفاق أن في تراثنا أن البعث قد فجر أعظم حملة إيمانية من اجل ذلك أي من اجل إعادة الروح الى الجسد وإعادة الجسد الى الروح وابرز معالم تلك الحملة الإيمانية وعناوينها الكبيرة الذي قادها البعث لإعادة الروح الى الجسد هو بناء مئات المدارس والمعاهد والكليات والجامعات التي تدرس الدين الإسلامي الحنيف بشكل شامل وعميق وعلى مستوى كل المحافظات ، كل محافظات القطر واقضينه ثم تخريج العلماء والمدرسين والقادة والمرشدين من مرحلة الابتدائية الى مرحلة الدكتوراه وقد تخرج عن هذه الحملة عشرات آلاف من الدارسين ثم قرار القيادة التاريخي العظيم بتدريس كادر الحزب عموماً علوم الدين الإسلامي الحنيف بكل فروعه في معاهد خاصة يتولى قيادتها والتدريس فيها خيرة علماء العراق وقد خرجت هذه المعاهد آلافً من كوادر الحزب عضو قيادة فرقة صعوداً حسب قرار القيادة الأخير وفي تراثنا المجيد قد قررت القيادة أن يدخل جميع القضاة في الدولة دورة مكثفة لدراسة علوم الدين الإسلامي مدتها ستة أشهر ومن لم ينجح في هذه الدورة يخرج من سلك القضاء وذلك لتحسينهم في دقة الأداء والعدالة في القضاء .
واعلموا أيها الرفاق أن الشاهد الاول على هذه المسيرة بعد القائد الشهيد سيد شهداء العصر ( رحمه الله عليه ) هو المتحدث معكم إذ كان كما تعلمون هو القائد والمشرف الميداني لهذه الحملة بالإضافة الى عشرات آلاف الشهود العدول من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين والمثقفين والمتدينين وكادر البعث المجيد ، قل لي بربك أيها الرفيق أي دولة في الامة أو العالم الإسلامي فعلت ما فعله البعث الرسالي وقيادته الثورية المؤمنة للدين الإسلامي الحنيف عدى المملكة العربية السعودية الشقيقة ، أن الدين عندنا هو رسالة الحياة الحرة الكريمة أن الدين الإسلامي الحنيف عندنا بالإضافة الى كل التفاصيل التي تغطي الحياة برمتها هو رسالة الامة الخالدة وهو رسالة البعث الخالدة وهو ثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والتحرر وبناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الذي يفجر طاقات الانسان العربي وإبداعاته وبطولاته وتضحياته أن بعثنا هو بعث الروح والقيم والتقاليد والمثل التي كانت عليها الامة أيام عزها ومجدها وتألقها الحضاري الإنساني يوم كان يحدوا ركبها حبيبنا ونبينا ورسولنا وقائدنا الانسان الكامل ( صلى الله عليه وسلم ) يوم تحررت وتحرر إنسانها وأشادت وحدتها وأقامت وحدتها الإنسانية الخالدة نحن نناضل ونجاهد من اجل إقامة دولة الإيمان الذي لا يختلف فيه ولا عليه اثنان من أبناء شعبنا وامتنا مسلمين ومسيحيين واديان أخرى وطوائف ومذاهب ونحل ، نحن نناضل من اجل إقامة دولة الوحدة والحرية والاشتراكية الحق المشروع المقدس لامتنا .
أيها الرفيق المجاهد العزيز دع ما ادعته الطوائف والفرق والنحل في ديننا الإسلامي الحنيف للأغراض الدنيئة والتجارة الرخيصة وخذه واعشقه وتعشقه رسالة عربية إنسانية حضارية خالدة نبعث فيه وبه امتنا الى دورها الإنساني الحضاري الرائد نحقق فيه وبه وحدة امتنا وحريتها ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد ونقدم فيه وبه نموذجاً ومثلً ومناراً للإنسانية تهتدي به وترشد وتسعد هذا هو حزبنا أيها الرفاق وهذه هي عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه تمسكوا بأذياله وعضوا عليه بالنواجذ فهو غايتكم ووسيلتكم للتحرير والتحرر والتوحد والبناء والتحضر .
احيي رفاق المسيرة الجهادية المقدسة في فصائل الجهاد الوطنية والإسلامية في الميدان وأخوتنا في الله والوطن ، واحيي كل القوى الرافضة للاحتلال وتساند المقاومة أحزاب ومنظمات وهيئات وجمعيات ونقابات وعشائر وشخصيات .
تحية إكبار وإجلال لشهداء العراق والامة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر سيد شهداء العصر أبو الشهداء القائد صدام حسين ورفاقه شهداء القيادة والكادر المتقدم نسال الله العلي القدير أن يسكنهم فسيح جناته .
تحية ملئها التقدير والاعتزاز والمحبة لرفاق القيادة الصامدين في سجون الاحتلال وتقدير واعتزاز لكل الأسرى والمعتقلين من أبناء العراق العظيم .
والى مزيد من البذل والعطاء والفداء يا رجال البعث والجهاد على مذبح الوحدة والحرية والتحرير والبناء .
عودوا بقوة أيها المناضلون الثوار الى المنابع الأصيلة لفكر البعث وعقيدته فتزودوا بزاد العقيدة الصحيحة وتزودوا قبلها بزاد التقوى فان خير الزاد بعد الإيمان وسلامة العقيدة هو زاد التقوى وأشكركم . |
||||||
|
||||||