عرفت الرجل الانسان حكمت العزاوي وزير للاقتصاد تارة
و محافظا للبنك المركزي العراقي و وزيرا للمالية تارة اخرى ، وتشرفت
بالعمل بقيادته في مجال الاقتصاد والتجارة الخارجية خلال السنوات 1973-
1977
كان يقبل على العمل كأنه لم يساهم بالرخاء الاقتصادي الذي حققته ثورة
17- 30 تموز في العراق ، وكانه لم يتوج على عرش التجارة والاقتصاد في
بلاده طيلة سنوات من عمره افناها لخدمة الوطن والمواطن ، أو كأنه لم
يؤسس لتجارة خارجية و داخلية كانت تقدم للمواطن العراقي السلع
الاستهلاكية والانتاجية بنوعيات عالية الجودة وباسعار رمزية بحيث تكون
في متناول الجميع .
كان طامحا الى المثال الاعلى .. نظيف الطوية .. استاذ جليل وعميدا من
اعمدة الاقتصاديين العرب .
يعيش حياة بسيطة وبيته معدا للضيافة .. يعيش مع عامة الناس ببساطة فيها
أمانة .
اذكر يوما (1976 ) اتصل معي وكنت في براغ ، يخبرني ان السيد النائب (
أنذاك ) صدام حسين ، عقد ندوة للوكلاء التجاريين في غرفة تجارة بغداد
واستمع لمطالبهم ، واوعز لوزارة الاقتصاد باهمية تحديث وتطوير مصانع
الشركة العامة للصناعات الميكانيكية ، وتفعيل انتاج تراكتورات ZETOR (
عنتر ) ، وتوزيعها للفلاحين بسعر رمزي ، وتحديث السكك الحديدية
العراقية لتكون وسيلة نقل مريح للمواطن ، وهذان القطاعين البنية
الاساسية لهما من جمهورية تشيكوسلوفاكيا ، وطلب الاستاذ حكمت مني ترتيب
مسودة بروتوكول تعاون اقتصادي وفني بين العراق وتشيكوسلوفاكيا ينص على
التعاون المشترك في مجال التجارة والاقتصاد والشؤون الفنية تنفيذا
لتطلعات السيد النائب .
قاد المباحثات مع الجانب التشيكي بحنكة وبراعة عالية وحقق للعراق نقل
التكنولوجيا وتدريب الفنيين ، وفرض على الجانب التشيكي 5% من قيمة
استيرادات العراق بسلع عراقية ، وهذه الفكرة اوجدها وفرضها بكافة
الاتفاقيات الاقتصادية والفنية مع العالم .
التقيته بعد سنوات في عمان وكان حينها يشغل منصب محافظ البنك المركزي
العراقي ، لاحظته حزينا متالما فسألته : ما الامر الذي فعلته وتندم
عليه في حياتك ابا زيدون ؟
أجاب : لا أذكر أنني فعلت شيئا وندمت عليه .
قلت له : ما الموضوع الذي يسبب لك الما ؟
قال : الحصار الاقتصادي الظالم المفروض على العراق .
حكمت العزاوي الرجل الانسان يتمنى لكل من عرف ، وكل من يحيط به السعادة
، و لا يتملكه الخوف وليس هناك شيء يخاف منه .
منذ الغزو والاحتلال نيسان 2003 ، والعراق يعصف به العسف والارهاب
والظلم والاستبداد على ايدي قوات الاحتلال وعملاءهم العصابات الصفوية
والشعوبية ، و الوزير الانسان حكمت العزاوي من ضحايا انتهاكات ادارة
الغزو والاحتلال الاميركي والعصابات الصفوية لحقوق الانسان ، ووجوده في
المعتقل من 18 نيسان 2003 ظلما . وجدار الصمت على احوال واوضاع الاسرى
والمعتقلين السياسيين في العراق قائم و يشترك في اقامته مع العصابات
الصفوية والشعوبية قوى الاستعمار ومعظم الدول العربية والاغلبية
الساحقة للاعلام العربي والعالمي . ومنظمة العفو الدولية والهيئات
العربية والعالمية لحقوق الانسان مطالبة بالاسهام في هدم جدار الصمت
والكشف عن انتهاك العصابات العميلة لحقوق الانسان في العراق ، والعمل
على انقاذ حياة الاسرى .
الرجل الانسان حكمت العزاوي لم يخف نفسه ولم يتحرك وراء الكواليس انما
هو واضحا في عمله وحياته المتواضعة ، في منهجه في تحركه في حياته
البسيطة المتواضعة ، و الاسير حكمت احد القلائل ( واقولها بصراحة )
الذين تصدروا مواقع قيادية بعلمه وخبرته وبأخلاصه .
اسرة واصدقاء ومحبي وعشيرة الاسير العراقي حكمت العزاوي يحملون ادارة
الغزو والاحتلال الاميركي مسؤولية استمرار اعتقاله و تدهور حالته
الصحية فهو مصاب بالسكر وبارتفاع في ضغط الدم وضيق في شرايين القلب .
ويطالبون بالإفراج الفوري عنه، ، كما ندعو ونناشد منظمة العفو الدولية
والمنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن الرجل
الانسان الوزير حكمت العزاوي نظراً لبراءته من اية تهمة و لسوء حالته
الصحية ، ولأعتقاله الغير مبرر من تاريخ 18 نيسان 2003 ، وما زال
مستمرا حتى الان . ندعو لتشكيل بعثة لزيارة الاسير حكمت العزاوي في
مركز اعتقاله والوقوف على حالته الصحية . و الجدير بالذكر أن الاسير
حكمت العزاوي قد تعرض لعدة ازمات قلبية نتيجة لضيق بالشريان التاجي
ولاقى اهمال من الخدمات الطبية .
نطالب منظمات المجتمع المدني والرأي العام العربي و الدولي , ومنظمات
حقوق الأنسان بتفعيل شبكاتها من اجل الافراج عن الاسرى العراقيين
والمطالبة باحالة قادة قوات الغزو والاحتلال و العصابات الصفوية
والشعوبية لمحكمة الجرائم الدولية لأنتهاكهم حقوق الانسان والشرائع
الدولية .
الحرية للاسرى والمعتقلين السياسيين العراقيين
الخزي والعار للقتلة الفاشيست المجرمين
|