بررت حكومة جمهورية إيران
الإسلامية علاقاتها مع الولايات
المتحدة الأميركية في إطار عدم
علم قائد الثورة الإيرانية السابق
الإمام الخميني عن بعض هذه
اللقاءات وعن علمه بحاجة إيران
الى الأسلحة الأميركية فقط، الا
ان شيوع أخبار الاتصالات
الإيرانية الأميركية الإسرائيلية
اوجد حالة من التبريرية
البراجماتية الإيرانية تجاه هذه
اللقاءات وهذا التعاون الوثيق.
من خلال تتبع التسلسل التاريخي
لهذه العلاقة نرى بان جمهورية
إيران الإسلامية انفردت في بعض
الصفقات مع الحكومة الإسرائيلية
مباشرة، فقد أعلن راديو لوكسمبورج
في 24 يوليو من عام 1984 ان تاجر
السلاح الايراني الاصل واليهودي
الديانة يعقوب نيمرودي التقى
بنائب وزير الدفاع ورئيس
المخابرات الإيرانية في سويسرا
بحضور ممثل عن الحكومة السويسرية
التي ترعى المصالح الأميركية في
طهران، فيما اعلنت الحكومة
السويسرية ان الاجتماع اسفر عن
صفقة لشحن حمولة 40 شاحنة أسلحة
من إسرائيل إلى إيران عبر تركيا،
وبموجب هذه الاتفاقية سمحت ايران
لليهود الإيرانيين بالهجرة الى
إسرائيل وباعت إسرائيل لإيران
ذخيرة وقطع غيار للدبابات تشيفتن
وطائرات f4 الأميركية ومدافع هاون
عيار155مم، وذخيرة وغيرها من
الأسلحة من خلال شركة
International Desalination
Equipment لمعدات تحلية المياه في
تل أبيب، وتضمنت الصفقة كذلك ما
قيمته 135 مليون و842 ألف دولار
أميركي من صواريخ هوك المضادة
للطائرات.
كما إن صحيفة Observer
البريطانية أوردت تقريراً في شهر
فبراير من عام 1986 حول سفينة
تحمل 2,500 طن من البضائع
الإسرائيلية كانت تقوم بالتوصيل
السريع، وتتجه مباشرة نحو ميناء
بندر عباس بدلاً من الذهاب أولاً
إلى زائير (الكونغو) حيث ينتظرها
المشترون الإيرانيون ليقوموا بفحص
الشحنة.
اما في أبريل من عام 1986 فقد
أوقع عملاء مصلحة الجمارك
الأميركية بجنرال متقاعد من الجيش
الإسرائيلي هو إفرايم بارعام ومعه
فريق عمل (منهم ثلاثة إسرائيليين)
في كمين محكم أدى إلى إحباط أكبر
صفقة للأسلحة لإيران من خلال
عملية فيدرالية باسم Sting، واكدت
الأشرطة الصوتية والمصورة تورط
الحكومة الإسرائيلية في خطة لبيع
ما قيمته 2.6 مليار دولار أميركي
من الأسلحة الأميركية لإيران
بوساطة دولة ثالثة.
وفي سبتمبر من عام 1986،
أوردتUnited Press International
تقريراً بأن اتحاد البحارة
الدانمركي لديه سجلات تثبت قيام
شركة شحن دانمركية بنقل أربع
شحنات تصل إلى 900 طن من ميناء
إيلات الإسرائيلي إلى ميناء بندر
عباس في إيران، وأثبتت سجلات
الاتحاد أن الأسلحة أميركية
الصنع.
وكشفت صحيفة Chicago Tribune عن
أن السلطات الفيدرالية قامت
بإلقاء القبض على اثنين من جنود
الاحتياط الإسرائيليين وأميركي من
أصل يوغوسلافي هو بول كاتر. كان
بول على صلة بوزير التجارة
والصناعة الإسرائيلي آنذاك أرييل
شارون، وتم فيما بعد إدانته
والحكم عليه بالسجن وبالاطلاع على
التسجيلات ظهر أن صامويل إيفانز
المحامي الأميركي المقيم في لندن
قد قام بتنسيق عمليتين مختلفتين
لعرض طائرات وصواريخ متقدمة
ومعدات مدفعية على إيران، ويُسمع
في التسجيلات صوت هذا المحامي وهو
يقول إنه سوف يناقش هذه الصفقة مع
وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق
رابين.
وذكرت صحيفة ها آرتز الإسرائيلية
في عددها الصادر بتأريخ 20 يناير
1999 بان إسرائيل استمرت بتعاونها
التسليحي مع إيران في مجال
الأسلحة الكيميائية خصوصاً بين
الأعوام 1992 و1994 حين باعت
إسرائيل لإيران معدات ومواد
وأساليب وتكنولوجيا خاصة بإنتاج
غاز الخردل وغاز السارين التي
وردتها لإيران شركة موشى ريجيف.
استمر التعاون الأميركي
الإسرائيلي الإيراني في مجالات
متعددة الى هذا اليوم، وانتقل
نقلة نوعية بعد ان قرر جورج دبليو
بوش الابن رئيس الولايات المتحدة
الأميركية السابق غزو دولتين
جارتين لإيران هما العراق
وافغانستان، ولم يكن هذا الامر
ليتم من دون تنسيق على اعلى
المستويات مع حكومة جمهورية إيران
الاسلامية... في الحلقة المقبلة
سوف نتابع هذه اللقاءات ان شاء
الله. |