لا ادري اهو تساءل منك أم انه إنكار؟ وأنت الذي أسموك عبد الرحمن
ولقبوك الراشد، فعبيد الرحمن يدركون ببصائرهم التي وهبها الرحمن لهم من
ضمن أنعمه على البشر بالبصيرة وجود الأشياء الحية وان كانت بعيدة عنهم
ويروها بنعمة البصر إن كانت قريبة منهم ؟ ولكن يبدوا انك لا تشكر انعم
الله عليك ولا تستخدمها؟ أو قد تكون أهملتها لأن ثمن الإهمال كان أغلى
من أن يراك الناس من خلال مقالتك دون بصر أو بصيرة. واليك الجواب أيها
المأجور.
أرد عليك كما جاء بمقالك فقرة فقرة:
تقول: (بعد أكثر من ست سنوات على سقوط النظام ألبعثي دأب بعض السياسيين
العراقيين على توجيه الاتهامات إلى المفجرين والمعارضين في الساحة
العراقية بوصفهم بالبعثيين) نظامنا لم يسقط بل اسقط أقنعة كل المتخبين
تحت أقنعة من حكام وكتاب عرب ومسلمين، وأنت واحد منهم، نعم أطيح
بنظامنا واحتل العراق قاعدة جهادنا ونموذج رؤيتنا لتغيير الواقع العربي
بتحالف إرهابي شوفيني شرير تحالف فيه كل الأعراب حكاما وأفرادا والفرس
وكل قوى الشر على العراق والبعث ولو لم يكن البعث هذا العملاق الذي
يريد أن يحقق لأمة العرب طموحها وأهدافها ويرسي قيم الإنسانية بشكلها
الأمثل الذي أراده الله من خلق الإنسان لما تحالفت عليه كل قوى الشر
والجريمة والفاشية والبغي عليه؟ أما قولك (والبعثية عدا أنها
أيديولوجيا عتيقة) فأنت تدين نفسك فان فكر البعث مستمد من أعظم قانونين
في الحياة البشرية هما شرائع الله سبحانه وتعالى عبر كتبه ورسله
وأعلاها القرآن الكريم الذي جاء مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه والأخر هو
تراث هذه الأمة التي وضعت للبشرية قواعد وأسس المدنية والحضارة وشرعت
أول قوانينها، وتقول إنها:(ماتت قبل موت صدام حسين بأكثر من عقدين)
فأقول لك انك تظهر حقيقتين الأولى انك جاهل يعرف القراءة والكتابة
فالبعث لا يموت لأنه ضمير امة العرب وطليعتها وعزها وذراعها الذي يحمل
سيفها الذي تدافع به عن وجودها وشرفها وكرامتها وتحررها، فلا يموت
البعث ما زال الإسلام والأمة إحياء والله سبحانه ابلغ البشرية بأنه نزل
الذكر وهو حافظ له وانه اختار العرب ليكونوا جند هذه الرسالة ومهدها
ودعاتها وحاضنها، أما قولك عن صدام قد مات فأنت تعلن عدم تصديقك للقرآن
الذي يبلغنا (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند
ربهم يرزقون) أو انك تكذب بشرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم اخبرنا فيها(بان من كانت آخر كلامه اشهد أن لا اله إلا الله دخل
الجنة) فأيهما تكذب؟ وتقول (فإنني أستبعد أن لها أتباعا التزامهم
العقائدي يتجاوز جلسات مقاهي الشاي) فأقول لك إن البعثيون ليسوا رواد
المقاهي والكازينوهات ومواخير الليل ولا صالات القمار، البعثيون يا
أيها الكاتب هم اللذين عقروا الشيطان وأدموا الغول الإرهابي ولذلك بقي
لديك صحيفة تكتب بها وبيت تأوي إليه وارض تقول إنها وطن لك، البعثيون
يا راشد قدموا لحد الآن أكثر من 200000 شهيد في العراق وحده وأكثر من
50000 أسير وحوالي مليون مهجر قسرا خارج العراق ومئات الملايين يقاتلوا
أعداء الله والعرب والاسلام في الداخل يقارعون عدو الله واللانسانية
أمريكا والصهيونية وحكومة إيران اللااسلامية وكل عتاة العرب وخونة
الدين والأمة، هذا في العراق ناهيك عن مجاهدي البعث ومناضليه في فلسطين
وغيرها من أجزاء الوطن الممزق.
أما قولك (لكن الخطورة في استخدام قذف البعض بالبعثية) فأقول لك إن
البعث رسالة إيمانية الفكر قومية الجهاد والساحة إنسانية التأثير
والفعل وهو وصف يعتز به كل عربي مؤمن شريف وإنسان حر ارتقى من أنانية
النفس البشرية إلى مستوى المعنى الراقي للإنسان الذي خلقه الله على
أحسن تقويم، نعم ليس كل انتسب للبعث تمكن أن يرتقي لهذه الصورة المثلى
للبعثي لكنه على الأقل حقق جزءا من تلك الصورة المشرقة المشرفة له
كانسان، وبالبعث لا يمكن أن يحدث تغييرا بالنفس البشرية أكثر من دين
الله، ولهذا قال الله سبحانه في محكم كتابه الكريم للأعراب( قولوا
أسلمنا ولكن لم يدخل الإيمان في قلوبنا) فانا أقولها بلا تردد إن ليس
كل المنتمين للحزب بعثيين وان كثير هم حزبيون نأمل أن يرتقوا إلى مستوى
أن يكونوا بعثيين عبر إحداث الانقلاب في داخلهم، وهذا لا يخيفنا أو
يجعلنا أن نكون حزب النخبة بل نحن حزب الأمة وقد قال المرحوم القائد
المؤسس احمد ميشيل عفلق ( اجعلوا حزبكم كالبحر لا كالساقية صحيح إن
الساقية فيها نبع صاف لكنها لا تستطيع أن تروي ظمأ الأمة، اجعلوه
كالبحر فالبحر فيه الزبد كما فيه الدرر لا يخيفكم الزبد فانه دائما
يطفوا على السطح) أما الجمل الأخيرة من هذه الفقرة فتدل على من أنت (أن
للكلمة مدلولات مختلفة، فهي تستخدم ضد السنة العرب من قبل الذين لا
يريدون أن يوصموا بالطائفية) فالبعث حزب امة وهذا يعرفه الكل وأولهم
أمريكا وحلفائها ولهذا استهدفوه كفكر ووجود فكان أول قراراتهم اجتثاث
البعث لأنهم يريدوا أن يجتثوا الأمة ودينها ومقدساتها وتراثها وينهبوا
خيراتها ويستعبدوها، البعث حزب الأمة كلها بكل أديانها وطوائفها
ومذاهبها وعرقياتها لا يفرق بين احد على أساس الدين أو اللون أو المذهب
أو المنطقة ولا يعترف بالحدود والكيانات التي تشكلت من قبل قوى الإرهاب
والاحتكار أو التي جاءت على نفس رؤيتهم لان أي مواطن عربي حاكما أو
محكوما يعتبر القطرية والمذهبية بديلا لانتمائه العربي فهو أما جاهل
مضلل أو مرتزق مستأجر وكلاهما مطلوب من البعثيين وكل قوى التحرر القومي
إسلامية أو قومية أو ماركسية أن تتصدى لهم تتصدي للجاهلين عبر تخليصهم
من الجهل والضلال وتتصدى للمرتزقة كما تتصدى لقوى الاحتلال لأنهم جزء
منها، لكن أمريكا وحلفائها يريدوا أن يصوروا البعث انه حزب فئة أو
طائفة ولهذا يدعوا أن السنة هم البعثيين وهذا جزء من مخططهم لتضليل
الشعب وتمزيق وحدته، وأضيف ردا على (تستخدم من قبيل تخويف الشيعة
والأكراد السنة المسكونين بكوابيس الماضي والخوف من عودة البعثيين) أن
شعب العراق لا زال يكن الحب والاحترام والاعتزاز للبعث والبعثيين وهو
مددهم وحاضنهم وممولهم في جهادهم ومقارعتهم للإرهاب والبغي العالمي،
ولو رشح صديق للبعثيين وليس بعثي لمنحه الشعب أعلى الأصوات، وليتأكد
الجميع أعداء وأصدقاء لولا موقفنا المبدئي من العملية السياسية لدخلنا
العملية السياسية وجعلنا الكل يعرفوا من نحن من الشعب نحن أبنائه
وطليعته وخدمه ورمحه وسيفه وذراعه وسنظل هكذا حتى يرث الله الأرض ومن
عليها، وكلمة البعث تعني الكرامة والبطولة والنزاهة والشرف والفضيلة
والمعروف وكل القيم السامية شعبنا يتغنى بها لا يفزع منها، وان كنت
جاهلا فإليك معلومة كان في العراق 66 فرعا للحزب 42 منها أمناء سرها
شيعة ومعظم أعضائها إن لم يكونوا جميعا شيعة، وكان للحزب ثلاث فروع في
محافظات السليمانية واربيل ودهوك وان كادرا ليس قليلا وبكل المستويات
من أهلنا الأكراد، لان البعث حزب قومي نعم ولكنه ليس عنصري أو شوفيني
ويعتبر كل من يحب العروبة ويتكلم لغتها ويؤمن باستقلالها ويناضل من اجل
تحررها منها أيا كان عرقه ودينه ومذهبه.
أما قولك (إن حكومات خارجية ومؤسسات معادية للوضع العراقي الجديد،
تستخدم بدورها الشعار البعثي كيافطة سياسية لإثارة الخلاف الداخلي،
وإيهام الجميع بوجود مقاومة حقيقية تنتمي لفريق مهزوم برئاسة عزت
الدوري وغيره من رموز النظام السابق، معظم العمليات التفجيرية في
العراق لا علاقة لها بالبعثيين ليس لأنهم أبرياء بل لأنه لا وجود للبعث
كتنظيم والتزام. وبالتالي نرى فريقين مستفيدين من ادعاء البعثية في
العراق، إرهابيين مستخدمين من الخارج، وسياسيين في الداخل يريدون تصفية
حسابات شخصية مع منافسيهم) نعم بالله إن الشعب يرفض من يدعوا إلى
إقصائنا فنحن لسنا جماعة أو عصبة نحن كل الأمة وكل أشراف العراق وخياره
هم منا ونحن منهم ولذلك لا يقبلوا من يدعوا ضدنا، أما إنا فريق مهزوم
فأقول لك خسئت وخسئ من يدعي ذلك نحن الفريق المنتصر وهل كل من قتل وهجر
مهزوم عد إلى التاريخ سترى أن من جعلك عند الرحمن لا عبد العزى قتلوا
وهجروا وجوعوا وتغربوا هم أصحاب المبادئ وحملة الرسالة وجند الرحمن
رسول الله وآله وصحبه عليهم الصلاة والسلام أجمعين ونحن أتباعهم
وورثتهم إلى أن نحقق ما حققوا ونعز العرب واديان الله ونخلصها من كل
مدعي يريد أن يجعل الدين وسيلة لأغراضه وأطماعه دولا وأفرادا ومازلنا
نحمل السلاح دفاعا عن كل مقدس في الكون والمهزوم من يلقي سلاحه أو يبيع
شرفه وضميره وما أكثرهم هذه الأيام أما عزت الدوري وجمعه فرجال يجاهدوا
اللارهاب والبغي والرذيلة ويكتبوا درسا في تاريخ الأمة وتحديها للظلم
والظلام والجحود والاستسلام ويرددوا: إننا قوم كتب علينا القتال بأمر
الله ونحن لأمر ربنا طائعون حي على الجهاد حي على الجهاد ألم تسمع ولا
أقول تقرأ قول العليم الخبير (قاتلوا اللذين يقاتلوكم ولا تعتدوا أن
الله لا يحب المعتدين)، أما انك تتحدى فنحن لسنا مقامرين ولا من طالبي
السحت الحرام كي نراهنك ولكن الوجود هو وقائع وحقائق وليس كلام
ومجادلات فارغة تافهة من أناس فارغون، نعم نحن ضد الإرهاب وأعدائه فلا
يمكن أن نكون وراء ما ترتكبه المخابرات الأمريكية والموساد واطلاعات
الفرس ولا مع من يدعوا إنهم دولة العراق الإسلامية وهم مرتزقة أمريكا
الإرهابية فلا يمكن أن تقتل أهلنا وبعضنا ومددنا وحاضننا وممولنا شعب
العراق. البعث حزب مبادئ وقيم وبطولات لا حزب تنظير ومقرات وكراسي
سلطة، في يوم 8/4/2003 كان صدام حسين رضي الله عنه وعزة إبراهيم نصره
وجمعه رب السماء كانا رئيس جمهورية ونائبه وفي يوم 9/4/2003 تحولا إلى
مجاهدين في صفوف المؤمنين لأنهم مناضلين وليسوا حكاما.
أما قولك (البعث بدأ فكرة، ثم حركة، وصار مشروع دولة، شاخ ومات في
عهد صدام الذي حول البعثية إلى دولة عائلية، ثم فردية لنفسه فقط، بعد
أن قتل العديد من رفاقه وأقاربه، قبل أن يجهز عليه الأميركيون لاحقا)
فيدل على انك مأجور مدفوع الثمن فالبعث فكرا كله القيم والمبادئ
السامية وهذه لن تموت قد تحدث فيها أخطاء هذا طبع البشر وتكوينه اللاهي
التي جبل عليها والسلام على من ابلغنا كل ابن ادم خطاءون وخير الخطاءين
التوابون فقد نكون قد خطئنا ببعض مسيرتنا ولكنا لم نقتل إلا مسيء وخائن
ولنا في رسولنا الكريم وديننا أسوة حسنة فأبو لهب عمه ولكنه عدوه.
أما أن الاستخدام الشائع وراء كلمة بعثيين يعني السنة فهذا خطأ فادح إن
كان حقيقيا، فالبعث حزب المحبة والسلام ومكارم الأخلاق، وأتمثل بقول
الرفيق المرحوم صالح مهدي عماش عضو القيادتين القومية والقطرية للحزب
وهو يرد على المسيئين للبعث :
من قال كفرا وإلحادا بمنهجنا فمنهج
البعث بعث الروح والقيم
لم نجبر أحدا للانضمام إلى حزبنا ولم نستخدم الوظيفة والرزق لمحاربة
معارضينا ولم نستخدم كل أمراض المجتمع كالطائفية والمذهبية والإغراء
والارتزاق اسلوبا بعملنا، ولن يقدر كل الأقزام والمرتزقة والخونة في
الوطن العربي الكبير وفي قطر العراق أن يلغونا أو يقصونا أو يهمشونا
فنحن البعث الأصيل ضمير الأمة وطليعتها ولكن تكالبت علينا كل قوى
الإرهاب والجريمة والبغي والرذيلة في العالم واستطاعوا أن يحتلوا
العراق قاعدة انطلاقنا ويدمروا البناء الشامخ الذي بدأناه وسنواصله
ولكنها لم تستطع اجتثاثنا وسنرى من يهزم في ختام الحرب فالحرب ليست
جولة بل هي لمن يصبر ويعطي ويستمر صادقا في سبيل الله وغدا لناظره
قريب، فانتظر أيها اللا راشد إنا معك منتظرون. والسلام على من اتبع
الهدى.
|