ظواهر محزنة وخطيرة تسود المناخ
ألسياسي العراقي ألمحيط بنا ,
ومثلها تسود المحيط العربي الذي
يفترض أن يؤثر فينا ويتأثر بنا ,
وليس أقل منها حلكة ما يسود
المناخ الأسلامي الأقرب لنا في
مبادئ المحبة والتضامن والأخوة
والتعاون , أنتصارا للحق , التي
يدعونا للعمل والتمسك بها الدين
الاسلامي الواحد , بينما لا يلوح
في الجو الدولي أي بصيص يمثل
ملمحا لأيضاءات تبدد ظلمة القهر
والهيمنة الأجنبية على مصائر
الشعوب أو على الاقل رفضها
بفعالية , أن لم تتوفر الأرادة
لدى القوى العالمية القادرة على
الوقوف في وجهها بصورة جادة
وفعالة .
أن ما اقصده وأعنيه يتصل بالوضع
الراهن في العراق , وليس لأستفحال
الفساد والجريمة فيه و جميع
الممارسات غير القانونية وغير
الأخلاقية التي يندى لها الجبين ,
لأنها نتيجة طبيعية لغزو البلاد
وتدميره أولا , ولكونه من الأفعال
المتوقعة لوجود المحتلين ,وهو
تحصيل حاصل لما سمي بالعملية
السياسية التي أستحدثتها واشنطن
لتمرير مسرحية تحقيق أهداف الغزو
والأحتلال , ولكن بما أُطلقَ
عليها ألشفافية و هي ماركة مؤمركة
يتغنى بها العملاء المعممون منهم
والحاسرون معا .
وأعود لأقول ليس هذا الذي أقصده ,
وأنما المقصود ذلك الصمت المريب
الذي يسود عربيا واقليميا ودوليا
على ألغزو بداية , والسكوت على
جميع اجراءات ألمحتلين بعدها .
بدءأ بتكييف الوضع العراقي منذ أن
حل الملعون بريمر بأرض الرافدين
ورحب به الطائفيون وضيفه
المرجعيون وغيرهم من حملة
الجنسيات الأجنبية , فأخضعهم
بالجملة لتبعية المحتلين وأشتراهم
عبيدا للمحاصصة !!
والمشهد العرافي يعترف بأنهم ما
زالوا طيعين منحنين لاسيادهم
الغزاة حتى تنتهي أدوارهم على وفق
أجندة بوش اساسا , وأوباما من
بعده متعهد تكملة مشواره كاملا من
دون تفريط الى نهاية الأ شواط
المنتهكة لسيادة العراق الوطنية
ولكرامة شعبه , والمستبيحة لبحوره
النفطية و لمكامنه الغازية البكر
التي قدر الخبراء العالميون مخزون
نفطها بكونه ثاني أحتياطي نفطي في
العالم , فكيف يكون ؟؟؟ مخزون
غازها وهو بكر لم يمسسه
المستخرجون و المستثمرون قبل ان
يهديه الوزير الحالي الشهرستاني
الى شركات الأحتكار النفطي
العالمية ألتي سبق للعراقيين أن
أجتثوا وجودها بقرار التاميم
الخالد , وكانه من موروثات أجداده
واقره من بعده المتحاصصون
بالاجماع شعورا بواجب رد الجميل
لمن –حررهم- من ثقل –عقد- الشرف
والنزاهة والأخلاق , ومن -ضريبة-
الأنتماء للشعب والوطن والوقوف
معهما أزاء المخاطر المصيرية التي
تتهددهما بأستمرار, ما دام المحتل
الاميركي السفيه يعبث في الأمن
والسيادة والثروات , ناشرا حافريه
هنا وهناك في الأرض العراقية .
ولا نريد التوقف طويلا للتعريف
بما جرى في الساحة العراقية,
فاللعب فيها يجري على المكشوف ,
السيد الأميركي يأمر مباشرة ,
ممثلا بأوباما ونائبه بايدن وزوجة
الرئيس الاسبق الشهير بالتحرش
الجنسي بجميلات البيت الابيض
هيلاري كلنتون أو بواسطة مختار
المنطقة الخضراء , مفتي الشأن
العراقي السفير راين كروكر .
أما العملاء المؤدبون الذين صاروا
لا يحسنون سوى نعم للتعبير عن
طاعتهم للاسياد فتمثلهم ما
يسمونها -الرئاسات الثلاث- مجلس
الوزراء بمجموعه والنواب باجماعهم
والجمهورية بثلاثيها المرح
بأصطفافهم المرهف بمحبة ورديه في
تمرير القوانين والانظمة السخية
في خدمة مصالح رسمها بوش وهو يقدم
على غزونا ,حتى وأن كان فيها خراب
, ليس البصرة وحدها, بل أبقاء
العراق مخربا بأسره!!
ولسنا نظلمهم , او ندعي عليهم
ظلما بانهم خدام نظاف للاميركي
الغازي ومنفذو مخطط تدميرالبلاد
وقتل العباد - بالعدل والقسطاط- ,
لان أفعالهم ومواقفهم طوال
السنوات السبع الماضية هي التي
تروي للناس جميعا ماهية أفعالهم
المضرة بسلامة العراق ووحدة
أراضيه والتفريط بامن أبنائه
والأسهام في تصفيتهم وفي سرقة
ثرواتهم والألعن من ذلك بث الفتنة
الطائفية والعنصرية بينهم ؟!!
والحديث في هذا المجال طويل
وحقائقه صارت حديث المواطنين في
المجالس والحارات والمنتديات حتى
أن أرتفاع وتائرها اصبح ظاهرة
تسود الشارع العراقي بتحد واضح
للمحتل وللحكام الذين نصبهم
لأدارة مؤسسات الدولة , فزادوا
أنهيارها أنهيارا !!
ولن ندخل في التفاصيل لانها تشكل
الأساس في معاناة المواطنين
الدائمة وهي معروفة ولا حاجة
للتذكير بتفاصيلها , بل نكتفي
بالأشارة للأخطر منها ويتمثل في
صكوك مهداة من العملاء الى بوش
وبلير منذ ايام تسكع بعضهم في
الأماكن المحيطة بحدائق البيت
الأبيض , وتسكع البعض الأخر
بالأمكنة المحاذية لمقرمجلس
الوزراء البريطاني (10 داونغ
ستريت) وأماكن سكن أخرين في قصور
يمتلكونها , متخمة بالرفاهية ,
تحتضنها لندن برعاية خاصة وبحماية
المخابرات البريطانية ( الأنتلجس
سيرفس )!
وسنعطي أمثلة على الفعل الخياني
المفرط في السخاء الذي اجمع هؤلاء
على التبرع به للولايات المتحدة
ثمنا لأنخراطهم في محاصصة
عبرعملية سياسية اسسها بوش-
تشيني- كونداليزا رايس , ويوالي
رسم وتنفيذ فصولها التالية اوباما
و طاقمه الجديد.
ولنبدأ بخطوة أو جريمة شرعنة وجود
الأحتلال , وتمثل بأجماع العملاء
على أقرار وضع العراق تحت هيمنة
المحلين ولأمد غير محدد في
أتفاقية صاغها الاميركي لتؤمن
مصالحه الستراتيجية وأوحى أنه
يطرحها للنقاش على وفق مسرحية
أمسك الأميركيون بطرفي ألنقاش
فيها , لتنتهي بعد أطالة سُمحَ
فيها لهم الأتصال بدول جارة لا
تعنيها سيادة العراقيين على
أراضيهم أو تصرفهم بثرواتهم بما
يخدم سيادتهم ويعزز بناء مستقبلهم
.
وأنتهت المسرحية الى أجراء
تعديلات شكلية لن تمس جوهر
الأهداف التي أراد الاميركيون
التوصل اليها بما في ذلك الأدعاء
بأنها تستهدف ضمان الامن فأذا به
مستباحا أكثر, بعد اقرارها , وشهد
الوضع الامني في ظل أتفاقية
العبودية تدنيا واتساعا في عمليات
الاغتيال و التدمير لتتخذ صيغة
المجازر بالجملة .
وعمليتا الصالحية الأولى والثانية
خير شاهد على أن أتفاقية
العارالتي أجمع العملاء بأختلاف
أرتباطاتهم السياسية والقومية
والمذهبية على اقرارها , ليست
اتفاقية لضمان أمن العراق وشعبه ,
وانما هي بحق أتفاقية لضمان سلامة
القتلة وتمكينهم من مواصلة منهج
أغتيال ألعراقيين والأجهاز
النهائي على بلادهم .
وألا ما الذي قبضه العراقيون من
اصحاب الأتفاقية المشؤومة ,غير
أجواء الموت الذي نال بعضهم مرة ,
وأخطأ أخرين يتوقعونه في كل لحظة
, وهي مرسومة ومقصود الهدف منها
وهو أشاعة حالة الفوضى والأضطراب
واليأس بين المواطنين لتسهيل
تمرير ما تبقى من صفحات المخطط
الساعي لفرض الهيمنة الكاملة على
العراق والتصرف بثرواته الضخمة
وأستثمار موقعه الستراتيجي لتوسيع
قاعدة النفوذ الأميركي فيما يسمى
بمنطقة الشرق الأوسط خدمة لواشنطن
وأستكمالا لاهدافها القديمة -
الجديدة بتصفية ألحق العربي ,
وتمكين الكيان الصهيوني من تشديد
محاصرة بيت المقدس الشريف وابقاء
الأراضي الفلسطينة محتلة ,
بالتأمرعلى حق الشعب العربي
الفلسطيني بأقامة دولته المستقلة
وعاصمتها القدس الشريف .
وكلنا يذكر ان العراق كان من
الخنادق الأعمق والأكثر صلابة في
الدفاع عن عروبة فلسطين وحق شعبها
في العودة وبناء الدولة المستقلة
, وكلنا ندوك أن مخطط غزوه أستهدف
أول ما استهدف ألغاء دوره القومي
الداعي الى تحرير فلسطين وبالتالي
تسويغ الدعوة الى الاعتراف
بالكيان القائم على التجاوز
اليهودي العنصري على المقدسات
العربية والاسلامية.
وقد بدأ جس نبض العراقيين بحث بعض
المتورطين مع المحتل الأميركي على
اقامة علاقات صداقة حميمة مع بعض
من أجرم بحق اهلنا الفلسطينيين ,
كالمجرم ايهود باراك, وحث عملاء
أخرين من نواب مزاد المحاصصة على
المجاهرة بزيارة تل ابيب في غياب
الحس الوطني وسقوط برقع الشرف عن
وجوههم الكالحة .
وكانت الخطوة الأكثر أهمية
للمحتلين وقد مررت في أوج أحتدام
الصراع بين أطراف لعبة الأمساك
بالشروط التي تؤهلهم نيل الحظ
الأوفرمن المقاعد في طبخة المجلس
النيابي , ويريده الأميركيون
مواليا أكثر ليؤمن لهم الأستمرار
في أنضاج المزيد من الاهداف
المرسومة لتنفذ في المراحل
القادمة أعتمادا على وجوه طازجة ,
تكون بديلة لمن ادانها العراقيون
ولم يعد ينفع استمرارهم يخدم
المحتلين في تنفيذ أدوار جديدة
تروج لمخطط اجدد .
وفعلا مررت أتفاقيات أساسية أمنت
لابرز شركات كارتل الأحتكار
النفطي العالمي وهي في الأغلب
أميركية – بريطانية – هولندية وضع
اليد علي أبرز وأغنى منابع ومكامن
النفط والغاز العراقي.
وعلى وفق مهندسها والمروج لها بكل
الوسائل والاغراءات , وزير النفط
الشهرستاني المتهم بعدم النزاهة
والتفريط بالثروات
النفطيةالعراقية وتعرض لأكثر من
أستفسار نيابي دعا الى مسائلته في
خطوة لاحقة , مما دعا الى تدخل
المالكي شخصيا وبنزاهة لدعوة
رئاسة مجلس النواب بكتاب رسمي
لوقف المساءلة لأنها قد تؤثر على
شفافية العلاقة بين الوزارة
والشركات الأحتكارية السارقة
لنفطنا وغازنا .
وكما هو معهود بالمتحاصصين بصم
هؤلاء وبالأجماع على الأتفاقيات ,
ومعها تمتعوا لتوهم برشوة نزيهة
هي الأخرى من رئيس الوزراء تضمنت
مجموعة من المكاسب لهم ولعوائلهم
(المسكينة) يتمتعون بها الأن وفي
الاعوام الثمانية المقبلة , وأن
لم يترشحوأ للانتخابات المقبلة أو
تشرحوا ولم يفوزوا فيها في سابقة
مثيرة للسخرية شرعنت دفع الرشوة
رسميا للنواب وقبولهم لها بموجب
قانون!
ومن بين فقرات الرشوة منح اعضاء
مجلس النواب اراضٍ على نهر دجلة
حصراً , واعطائهم وعوائلهم جوازات
سفر دبلماسية اضافة الى اطفاء قرض
منحوا اياه في وقت سابق ويتجاوز
الخمسين الف دولار!!
اما المكامن المقرة حتى كتابة هذا
المقال فهي :
اولا - غاز حقول نفط الجنوب
العملاق البكر , ومنحه الى شركة
شل البريطانية - الهولندية مباشرة
و خارج سياق التنافس المفروض بين
الشركات العالمية المتخصصة
(!)علما بأن هذه الشركة
الاحتكارية كانت قد طردت من
العراق في بداية السبعينات في اثر
قرار العراق بتأميم الثروات
النفطية الوطنية .
و يبدو أن سخاء حكومة المالكي مع
الاحتكاريين قد سبق طلب بايدن
نائب الرئيس اوباما بأن تكون
حكومة المنطقة الخضراء سخية في
التعامل مع الشركات النفطية
الاستثمارية وخصوصا الاميركية
والبريطانية منها , فقد منحت شل
الامتياز مبكراً !!!
ثانيا : حقل غرب القرنة العملاق
والذي سبق وان عمل فيه الخبراء
السوفيت لعدة سنوات قبل رحيل
الاتحاد السوفيتي , وقد اتيحت لي
فرصة زيارتهم في الموقع حينها
بصفتي الصحفية , ولم يعود الروس
اليه بعد ذلك بسبب الضغط الممارس
على حكومتهم من قبل واشنطن في اثر
فرض الحصار غير الانساني على
العراق في التسعينيات .
ثالثا : حقل الرميلة المطور وهو
ستراتيجي وغني بالثروة النفطية
والذي توقف الانتاج فيه بعد الغزو
الاميركي للعراق .
وقد اعطي امتياز العمل والانتاج
في هذين الحقلين لعدد من الشركات
الاحتكارية في مقدمتها شركة (
برتش بتروليوم ) البريطانية و
شركة ( اريكسون ) الاميركية
وكلتاهما من ابرز الشركات
الاحتكارية في العالم وخصوصا
الاولى التي سيطرت على انتاج حقول
النفط العراقية منذ اكتشافه في
العشرينات وحتى تأمينه في
السبعينات .
وزجت شركة نفطية صينية في احدى
هاتين الصفقتين , لتحسين صورة
الوزير الشهرستاني الذي اجاد دور
الممالئ للاحتكاريين العالميين
علانية ومن دون حياء .
والغريب ان ما جرى ويجري رغم ان
مخاطره و ان بدأت بأستهداف العراق
, غير انها تستهدف الدول العربية
و المنظمات الشعبية والسياسية ذات
النهج القومي والاسلامي فيها ايضا
, وكذلك القوى المماثلة العاملة
في محيط العالم الاسلامي , لانها
تستهدف وجود ونهوض الانسان
العراقي في المرحلة الاولى
وتستهدف الانسان العربي والمسلم
في مراحل اخرى , بعد ان يكون
اعداء الانسانية قد استثمروا
صمتهم على تدمير العراق وسكوتهم
على ما جرى لشعبه من مذابح
وتصفيات شملت وتشمل الاطفال
والنساء والشيوخ والشباب والعلماء
والمثقفين ورجال الاقتدار فيه .
فإلى متى يستمر هذا الصمت المريب
, و بتأثير من يسكت الجميع على
افعال حاقدة على العراق واهله
, وهم يدركون بأنهم لن يكونوا
بمنأى من مخاطرها ؟!!
هذا ما سنحاول التطرق اليه
والاجابة عليه في مقال لاحق أن
شاء الله ... |