|
||||||
|
||||||
|
||||||
|
||||||
السلاح النووي .. والسلاح الصفوي |
||||||
شبكة المنصور |
||||||
طــلال بركــات | ||||||
بالمكر السياسي المدعوم بقوة السلاح بسط الغرب الاستعماري نفوذة على النصف الجنوبي من الكرة الارضية ثم قام بتطوير اسلحتة الفتاكة والنووية بشكل متناغم مع تزايد اطماعة في ثروات الشعوب خلافا للنظرية القائلة ان السلاح النووي وجد لصناعة السلام في العالم، وحسب زعمهم ليس من حق أحد امتلاكة غير العالم الغربي المتحضر الذي يقدّر مدى خطورة استخدامة، الا ان مجزرة هورشيما وناكازاكي خير دليل على اكذوبة هذة النظرية بل اصبحت الاسلحة النووية وغيرها من الاسلحة الفتاكة وسيلة للتهديد والبلطجة من اجل فرض الهيمنة على الشعوب والاستحواز على ثرواتها، فأذا كان هذا هو سلوك العالم المتحضر الذي تصول وتجول جيوشة في مشارق الدنيا ومغاربها وفعلت ما فعلت من دمار ومآسي في العديد من دول العالم ومنها الدول العربية وفق شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. فكيف هي ايران المجارة ولا نقول الجارة لان من قيمنا العربية احترام الجار وايران عمرها ما احترمت جار ولا عرفت حق للجيرة ولا اعترفت بعهود او مواثيق بل كانت دولة مجاورة لبلاد العرب وهي حبلى بالاحقاد الممزوجة بالغطرسة والمشبعة بروح الحقد والانتقام منذ قدم الزمان وكان الدهاء الفارسي يسخّر دائما ضد العرب وخصوصا العراق، لان حقد الفرس هذا نابع من دخولهم الاسلام بحد السيف العربي الذي اطفأة نار المجوسية التي يفتخرون بها لحد الان ويحتفلون بعيد نوروز وينكرون فضل العرب على دخولهم في نعمة الاسلام وكأن الاسلام نزل اليهم على مائدة من السماء بل اعتبروا ذلك عار على كبريائهم وتبديد لأحلامهم واطماعهم ويصفون دخول الاسلام الى بلادهم بهجوم اقوام همج من البدو جاءوا من الصحراء من بلاد ما وراء النهرين وقاموا بتدمير امبراطورية بلاد فارس العظمى، هكذا تروج هذة المفاهيم في كتبهم المدرسية والتاريخية لكي يتضاعف غرس الاحقاد الفارسية في ضمير الاجيال المتعاقبة على مر الزمن، وحقائق التاريخ تؤكد مدى تآمر الفرس على العرب وخصوصا تحالفاتهم مع اليهود التي لا تقتصر على عهد "الشاهات" ولا على عهد "الملالي" ولا خلال العهد الإسلامي وإنما إلى أبعد من ذلك بعصور قديمة ممعنة في القدم تمتد إلى عشرات من القرون التي سبقت التأريخ الميلادي.
فأن أول تحالف ظهر بين الفرس واليهود ضد الدولة البابلية في العراق منذ القرن السادس قبل الميلاد.. فقد أكدت المصادر التأريخية القديمة أن اليهود هم الذين حرضوا "كورش" ملك الأسرة الأخمينية في بلاد فارس على مهاجمة مدينة بابل في سنة 539 - 538 قبل الميلاد ومهدوا له سبيل الاستيلاء عليها وتدميرها، وعلى أثر ذلك أقدم كورش على مكافأة اليهود بأن سمح لكل راغب منهم بالعودة إلى فلسطين وأعاد إليهم كنوز الهيكل في أورشليم التي نقلها نبوخذ نصر ملك بابل، كما أمر كورش أيضاً بأن يعاد بناء الهيكل وأسوار أورشليم من حساب العاهل الإخميني. بل ازداد تعاون الفرس مع اليهود بعد دخول الاسلام لبلادهم بحد السيف العربي فكان الدس على الحكم الإسلامي وعلى الشريعة الإسلامية ذاتها بمختلف البدع المضللة ابتداء من حركة "عبد الله بن سبأ" وانتهاء بالبويهية والبهائية والصفوية وغيرها التي انبعثت من بلاد فارس وكلها حركات قومية فارسية تتمسح بالدين وتستهدف الإسلام من الداخل لذلك نراهم يلعنون الصحابة والآئمة الكرام حتى وان كان البعض منهم ذات اصول فارسية كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم من العلماء الاخيار بسبب تآخيهم مع العرب المسلمين واتباعهم سنة رسول اللة لأن إيران لا يمكن أن تنسى أبداً أن العرب المسلمين هم الذين دمروا عرش الأكاسرة وأخضعوا الإيرانيين للحكم العربي الإسلامي لذلك كان الإيرانيون منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب والمسلمين.
ويذكر ابن بطوطة في زيارتة لمدينة طوس في بلاد فارس التي كانت من احياء مدينة مشهد اليوم وقد كان فيها ضريحان تحت قبة واحدة في القرن الرابع عشر الميلادي للخليفة هارون الرشيد والآخر للأمام علي بن موسى الرضا ويقول ابن بطوطة اصبح المكان فية ضريح واحد ومحي أثر قبر هارون الرشيد الذي كان علية لافتة فيها اسمة لينهل علية الزوار بالسباب والبصاق وبعدها سوي قبرة مع الارض بحجة توسيع المكان ووضع فوقة الاسفلت ليصبح مداسا لزائري القبر الاخر، في الوقت الذي لم يكن هارون الرشيد الذي يدوسة الفرس بأقدامهم راشدياً ليلعنوة ولا أموياً ليطعنوة وانما عربيا وهذا يكفي لكراهية فارسية ابدية لة بسبب الضربة القاصمة التي انهت نفوذ الفرس البرامكة في زمن خلافتة، ولم تكن معركة هارون الرشيد مع البرامكة معركة مذاهب لان بلاد فارس كانت في ذلك الحين سنية شافعية وانما كانت معركة لاخماد جيوب المجوسية المتربصة لتقويض الدولة العربية الاسلامية.
اما في عهد الدولة الصفوية التي استمرت من عام 1501 لغاية 1736 ومؤسسها الشاة اسماعيل بن حيدر الصفوي، حيث كان ينتسب الصفويون الى صفي الدين الاردبيلي مؤسس الطريقة الصفوية وهو الجد الخامس للشاة اسماعيل الصفوي الذي فرض المذهب الشيعي في بلاد فارس بالقوة وفي عهدة تم احتلال العراق سنين طويلة وقام بقتل سكان بغداد وهدم قبور الائمة وذبح علماء المسلمين ولم يترك بغداد الا بعد ان عين خادمة خليفة عليها واطلق علية لقب خليفة الخلفاء للسخرية من المسلمين، ونكتفي بهذا القدر من شواهد التاريخ القديم ونتجنب الاسترسال للابتعاد عن جدال اختلاف الروايات ووجهات النظر بالرغم من وجوب رصد المواقف التاريخية لأنها توصّلنا الى استنتاج ما سيحصل غدا لان ما نعيشة اليوم هو امتداد لتلك الايام فالانسان المعاصر هو ليس ابن اليوم كما يتصورة البعض بل الاحداث التي مرت علية بالامس هي همزة الوصل التي توصلة الى عالم اليوم، وهذا ما ينطبق على الحركات السياسية فهي نتائج صراعات حصلت في الامس والقت بظلالها على عالمنا اليوم حيث ان نفوذ الحركات الاسلامية السياسية المختفية وراء الاسلام الطائفي ليست الا امتداد للماضي القريب او البعيد، وان ما يحصل في العراق اليوم هو امتداد لصراعات تلك الحركات.
اما قرصنة احتلال الجزر العربية الاماراتية الثلاث لم تغب عن ذاكرة الكثير من الناس لان احتلالها والاستحواذ عليها تم بزمن جيلنا الحالي في اوائل سبعينات القرن الماضي واستمر احتلالها ليومنا هذا لان سياسة ايران لم تتغير بتغير قادتها كما هو الحال عند اليهود وبقي هذا النهج حتى بعد استحواذ الملالي على السلطة وفق الصفقات المشبوهة التي تمت في باريس تحت عباءة ما يسمى برجال الدين من اجل تناوب الادوار بحلة جديدة واعادة تأهيل ايران حسب متطلبات المراحل السياسية وفق المتغيرات الاقليمية والدولية لاكمال مسيرة النهج العدائي للامة العربية بل اضيف الية اسلوب التقيّة الذي تعشقة المرجعيات الطائفية في ايران حسب منهج ولاية الفقية والذي لا يمنع من تحول المواجهة الصاخبة مع الشيطان الاكبر الى تعاون رومانسي في لحظات، واذا كان ملالي طهران يحرمون الزواج السياسي مع الغرب فلا مانع لديهم من قبول المتعة في السراديب المظلمة، وان الكثير من خفايا تلك الصفقات لم تعد من الاسرار في عالمنا المفضوح حيث اشار بيتر شول لاتور Peter Scholl Latour وهو من اشهر وامهر الصحفين الالمان الذي تعلم اللغة العربية في الجامعة الامريكية في بيروت في كتابة ( ان اللة مع الصابرين ) الذي يحتوي على 766 صفحة والذي قال فية عندما غادر الخميني باريس متوجهاً الى طهران في فبراير عام 1979 كنت معة على متن الطائرة الفرنسية بوينغ 747 وعند هبوطها في مطار طهران تقدم لي صادق طبطبائي واعطاني ملف لونة اصفر وبعد ثمانية اشهر اعلن طبطبائي عن محتوى الملف المبهم الذي كان يحوي على الدستور الايراني الجديد، وان صادق طبطبائي هو شقيق زوجة احمد الخميني نجل الخميني زعيم ما يسمى بالثورة الايرانية الذي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل حول موضوع صفقة السلاح من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وقد زار طبطبائي إسرائيل في كانون الثاني 1983 وانكشف ختم دخوله إلى مطار تل ابيب على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني في مطار فرانكفورت اثر وجود حفنة من المخدرات في احد حقائبة وقد عرض الختم على ملاين الناس في التلفزيون الألماني .
|
||||||
Talal_barakat1@hotmail.com |
||||||
|
||||||