إن احتلال العراق في القرن الواحد
والعشرين ، عصر الوعي الوطني
والاستقلال والسيادة وانتعاش
مفهوم القطرية وحب الكيانات
المجهرية ، يتضارب هذا الاحتلال
الهمجي مع إنسانية الكائنات
العاقلة التي عاشت هذا الوهم أو
الزخم الثقافي . لقد حطمت سرف
الدبابات الأمريكية منهاج التعليم
في دروس الوطنية والقومية في عموم
مراحل التدريس الأكاديمي والسياسي
في العالم . والطريقة الوحشية
التي انتهجت ضد العراق فاقت كل
عناوين الدمار والتخريب الذي
شاهده العالم في العصور الغابرة
،. فأن الحصار لمدة ثلاثة عشر عام
وحده كلف العراق أكثر من مليون
ونصف المليون إنسان بالإضافة إلى
تدمير البنية التحتية للمجتمع
والدولة . أن هذا العدد محصور بين
الأطفال والنساء وأعمار تعد ذات
قدرة على العطاء بالوضع الطبيعي
للمعيشة إذا ما توفرت لوازم
الحياة الضرورية مثل الغذاء
والدواء . هذا هو القتل العمد
للجنس البشري في العراق .
ولقد استخدمت قوات الاحتلال
البربري الأمريكي مادة اليورانيوم
المنضب بقـوة تدميرية تعادل مئات
القنابل الذرية كالتي استخدمت في
هيروشيما وناكازاكي . وهنا نتلمس
أهم أهداف العدو هو القضاء على
الجنس البشري في العراق أو تقليله
لنسبة ادني من النصف . أن التعاون
الأمريكي الإيراني على تقتيـل
أبنـاء الرافدين هو استهداف
للحياة في العراق وجعـل الأرض
خاليـة من البشر إلا بالقدر الذي
يمكن أن يـدار من قبلهـم على أن
تكون هذه المجموعة البشرية
القليلة الباقية في العراق خاوية
وهزيلة من الناحية العلمية ولا
تستطيع التطور لفقدانها أليه
استمرار الحياة لكثرة ما تعانيه
من أمراض مزمنة بتشوهات جنينية
نتيجة استخدام قوى الاحتلال أسلحه
بمقدورها تدمير التكوين البشري
ألاف السنين . وتساقط جثث أهلنا
في الشوارع والأزقة على يد
مليشيات إيران ، وإبادة مـدن مثل
الفلوجـة وعدد سكانها 700 ألف
نسمة و التي يعاني الباقين منهم
عدم التواصل بالنسل تشويها أو
عقما. وذلك يقودنا إلى مسلمة وهي
إن الحياة المستقبلية لهذه
المدينة البطلة قد توقفت ولنستعد
أن نكتب سلالتها في تاريخ العراق
العظيم وتكون خسارة العراق
المستقبلية وعلى خريطة النمو
السكاني من نسل البطولات هذه ليس
بأقل من ثلاث ملايين نسمة .
التهجير والهجرة ألقسري ليس خارج
إطار استهداف العدد السكاني
للعراق من قبل المحتل الصهيوفارسي
.لان استبعاد المواطن عن مكان
عيشه الطبيعي وإلزامه على التعايش
بأوضاع غير طبيعية يجنح إلى فقدان
الرغبة نحو التكامل الوظيفي في
الحياة بمعنى أن يصبح الإنسان
عازفا عن الاستمرار في الحياة
لأنه فقد الأمن الاجتماعي بعد إن
فقد الأمن على حياته . في أفضل
الأوضاع تحاول الأسرة المهجرة أو
المهاجرة وبالأخص في دول الجوار
والدول ذات الوضع الاقتصادي
المتهالك أن تستمر حياتها دون
تطـور من كل النواحي وبالأخص
التناسل الأسري ، حيث يتوقف
الزواج بين الشباب لفقدانهم الآمل
بالمستقبل المنظور. وإذا قبلنا
الرقم الإعلامي عن عدد هذه
المجموعة بأربع ملايين فخسائر
العراق في اقل تقدير ثمانية
ملايين نسمة للسنوات الأربعة
القادمة .
أن عدد الأرامل في العراق الذي
وصل لأكثر من مليوني هو ما يعني
خسارة بشرية متضاعفة لان بذلك خسر
العراق أكثر مليوني رجل قد قتل مع
توقف مليوني أسرة عن التكاثر على
الأقل بأربعة مليون !! أذن خسائر
العراق الآنية والمستقبلية في هذا
الحال فقط يصل إلى ثمانية مليون
نسمة . عدد السجناء في سجون
الاحتلال وحكومته الرابعة يصل إلى
400 ألف مواطن عراقي بين رجل
وامرأة وأطفال تحت سن الرشد .
هؤلاء إن تم إطلاق سراحهم فهم
ليسوا بأفضل حال من المهجر قسرا
إن لم يخرجوا وهم فاقدي أسس
الاستمرار في الحياة من حيث الوضع
الصحي والنفسي ناهيك عن الوضع
الاقتصادي ، وهنا نسجل الخسارة
الآنية والمستقبلية القريبة
للعراق من هذه الشريحة ليس بأقل
من مليوني نسمة .
إن الخوف من المجهول والقتل
وضبابية المستقبل لدى أبناء
الرافدين لما يتعرضوا له من وحشية
القتل الجماعي المدبر الذي تمارسه
قوى الاحتلال الصهيوفارسي ،
يدفعهم بالتفكير في التوقف عن
تحمل مسؤولية أجيال قادمة بمعنى
وقف التكاثر البشري في العراق مما
يغبط المحتل لتحقيق هدف مهم من
أهدافه . ونستنتج ، من أعمال
القتل الجماعي واستخدام الأسلحة
ذات الأثر ألتدميري على الحياة في
العراق والتهجير ، الهدف هو وقف
النمو السكاني للعراق وذلك لوقف
النمو الاقتصادي والاجتماعي
والبنيوي للعراق . وهذا يقودنا
إلى إن أهداف المحتل هو إلغاء
وتدمير كلما نتج من تطور إبان
الحكم الوطني قبل الاحتلال وأهمها
الخطة الانفجارية للنمو السكاني
التي أدت إلى تطور اقتصادي سريع
جدا وقدرة على مواجهة أعداء
العراق شرقا وغربا .
السؤال الذي يقلقنا دائما ، كيف
نواجه خطر الاندثار السكاني
للعراق ؟ ومنع المحتـل من تحقيق
أهدافه ونحن كشعب خارج دائرة
القرار أي قبل انجاز التحرير ومن
يتحكم ألان هو المحتـل وأذنابه .
إن استعادة كيفية تحقيق الانجازات
الوطنية التي أنجزت إبان الحكم
الوطني يجعلنا نضع بعض المعالجات
، ومنها النمو السكاني الذي اعتمد
على تشجيع مختلف شرائح المجتمع
على المساهمة في تحقيق هذا
الانجاز الذي اغضب أعداء العراق
منذ البدء في تنفيذه، حيث كنا
نسمع الانتقادات المسمومة على هذه
الخطوة الجبارة . كان تشجيع
الزواج وزيادة الولادات للعائلة
ودعم رجال وشباب العراق ماديا من
كافة شرائح المجتمع ، حيث كانت
هناك قروض تقدمها الدولة يتم
استقطاعها بعد سنتين وتتساقط
قيمتها إلى النصف عند أول ولادة
وهكذا إلى إن أصبحت شبه منحة من
الدولة وكذلك دعم الطلاب
المتزوجين في الجامعات عن طريق
تعاقد الوزارات كل حسب اختصاصه مع
الطلبة بدفع مرتباتهم حتى التخرج
وهذا مما دفع نسبة عالية من
الطلاب للزواج . نحن هنا نفتقد
إلى الدعم المادي في أي حل قبل
التحرير ، وهذا ما يريد إدامته
المحتـل !. فهـل من حلول ممكن أن
تقـدم في هذا الجانب لمحاصرة
أهداف المحتلين من بني صهيون
وفارس ( قـم أبيب )؟
نحن أمامنا العمل السياسي
والثقافي والاجتمـاعي لدعم مشروع
مضاد لأهداف العدو ، وعلينا إثارة
حملة توعية لتشجيع الزواج بين
الشباب وخصوصا بين عوائل الشهداء
والأسرى وأهالي المدينة البطلة
الفلوجة ممن لم يصاب بأمراض
الأسلحة الكيميائية والذرية .
وتحرك وطني شامل لتوضيح أبعاد
هذه المؤامرة على أرباب الأسر
ليساهموا في مجابهة العدو وذلك من
خلال تقديم التسهيلات فيما يخص
متطلبات الزواج في الحالات
الطبيعية ومنها التغاضي عن غلاء
المهور وغيرها من الأمور التي
تسهم بتحقيق الزواج لمن لا قدرة
له على نفقات الزواج . وندعو
لتحرك واسع من قبل المؤسسات
المدنية والدينية والتنظيمات
السياسية الوطنية ، إطلاق حملة
توعية وطنية شاملة للزواج واعتبار
ذلك عملا هاما لمجابهة أهداف
المحتلين صهاينة وفرس . ونحتاج في
هذا العمل أصحاب الخبرة في المجال
النفسي والاجتماعي لتقديم مشورتهم
ومساهماتهم لإنجاح هكذا حملة .
أن قناعتنا الثابتة في دحر كل
أهداف العدو هو التحرير الشامل
للعراق ، لكن ذلك لا يعفينا عن
المساهمة في إيجاد الحلول الآنية
لمحاصرة أهداف العدو المحتل ومنها
وقف النمو السكاني .
|