عقـدية الحرب على العراق يعلنها  أفراد الجيش الأمريكي

ذُهـل العالم لإقدام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها  على احتلال العراق ، ذلك لما ميز عنوان وثقافة وإعلام العصر الحديث عن الحرية والسيادة والاستقلال و أشياع مبدءا عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول ذات السيادة والمنضوية تحت عقد الأمم المتحدة . وراحت مراكز البحوث السياسية والمثقفين والمفكرين بتحليل دوافع هذا العمل الهمجي الذي ينافي كل معايير الأخلاق والإنسانية والأعراف السياسية و الفكرية ، فمنهم من ذهب إلى جوهر الدوافع على إنها  اقتصادية واستعمارية وغبـاء القيادة الأمريكية وتعطشها للمغامرات ، وقسـم من أحال  الأمر على انـه دفاعا عن الكيان الصهيوني وترسيخ الرعب معششا في الوطن العربي . وفريق أخر عزا الأمر على انه حربا دينية عقائدية وحربا هوجاء ضد الإسلام  ، وهذا الفريق لم يحض على الكثير من الاهتمام تجنبا  لتفعيل الفهم الصليبي في العلاقات الدولية ومحاولة لإضعاف المد اليميني المتطرف . لكن الجيش الأمريكي ، قيادة ، ضباط وجنود من مختلف الصنوف والنحل القومية والجغرافية  يصـر على عنونة الحرب بيافطة  عقائدية  وذلك من خلال ممارسات شاهدها العالم من خلال التلفاز ووسائل الإعلام المتنوعة تكشف الحقد الديني على الإسلام من خلال حرق وتدنيس المصحف الكريم ، ومارست هذا العمل أولى قطعات الاحتلال في مدينة البصرة الفيحاء عندما أقدمت كتيبة جيكية وبحماية أمريكية على تدنيس القران الكريم . أما تهديم المساجد وحرق المصاحف فلقد أصبحت حرفة امتهنها الجيش الأمريكي ، وخلال الحرب الكونية ضد الفلوجة البطلة هدم ما لا يقل عن أربعين مسجدا تحت قهقهـات الناظرين والفاعلين لهذه الإعمال المنافية لكل قواعد الحرب والأخلاق .

ولقد بدء بوش الدعوات لجمع جبهات مساندة له في حربه ضد العراق بدعوات وعبارة دينية متعصبة  وطلب دعم المؤسسة الدينية المتطرفة منهم القس فرانكلين جراهام  الذي يعد الإسلام دين شر وبعدها قسم بوش العالم إلى محور خير وأخر محور الشر وعلى رأس هذا المحور العراق!!. وأما  افتراءه في كون الرب دعاه لخوض الحرب ضد العراق فهو دليل على عقائدية بوش العدوانية ضد الإسلام . وحياة بوش وميوله الفكرية في صباه التي كانت يمينية صرفة تخصصت بالعداء للإسلام ،حرفت عقله عن إدراك وفهم إن شعب العراق لم يهزم في تاريخـه . صحيح كان هناك تحرك مسيحي   داخل أمريكا ضد نهج اليمين المتصهين لكن لم يتمكن من فعل شي مقابل المد الجارف إعلاميا المدعوم من قبل كبريات المؤسسات الإعلامية الصهيونية التي تهيمن على العقل الأمريكي .

إن ما أثارته القناة الألمانية عن المجاميع الدينية الكنسية المتطرفة  ونشاطهم التبشيري في العراق ، والإساءة متعمدين إلى مسيحي العراق بجعل بعض الكنائس العراقية وكرا لنشاطهم المستهجن لخلق فجوة اجتماعي بين أطياف المجتمع العراق اللذين عاشوا متآخين طول الدهر . هذا يعد احد أهم الأدلة المادية على عقائدية الحرب ضد العراق . وكذلك تقارير النمو السكاني التي تشير إلى موقع المسلمين في  الجدول الإحصاء العمودي ، ومن خلاله الإشارة إلى المسلمين  كونهم مصدر الخطر على العالم المسيحي ويشكل إضرارا على مستقبل البشرية كلها ، وعلى ضوء ذلك تشن الحروب والحصار ضد بلدان العالم العربي والإسلامي كما جرى في العراق  . ولا بد من التذكير بشروط التمويل والقروض التي يقوم بها كل من  صندوق النقد الدولي والبنك  الدولي على بلدان العالم الإسلامي  ، والشرط الأول ، الوحيد الذي تتم متابعته ، هو تحديد النسل وهو شرط مدلس بتطوير الاقتصاد بما يناسب عدد السكان . ومن جانب أخر يتم تحديد نشاط الدولة المسلمة المستفيدة من التمويل في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية ، لتعيش هذه البلدان وهي بحاجة للدول الكبرى في أهم احتياجاتها وهي الزراعة والثروة الحيوانية   . ولم يمارس البنك الدولي أو صندوق النقد سلطته أو وضع شروطه في النمو السكاني على بلدان خارج العالم الإسلامي .

يمارس الجيش الأمريكي اليوم  عقائدية الحرب على الإسلام في حياته اليومية من مأكل وملبــس ، فأن عبارة  Infidel هي تعني الكافر الأكثر شيوعا واستخداما في الحياة اليومية للجيش الأمريكي  فهذه الكلمة مدونة على أسلحتهم وعلى ملابسهم وعلى خوذة الرأس للطيارين والمارينز وباقي الوحدات وتستخدم بجانب شعار كل وحده أو صنف عسكري في الجيش الأمريكي وفي كل قاعدة أمريكية موجود متجر يوفر هذه الإشارات بأصنافها وأنواعها وألوانها بما يناسب الملابس ونوع الصنف  . إن هذا الفعـل اليومي يعزز في نفسية الجندي الأمريكي عقائدية حربه ضد الإسلام لأنه  شـُبع بأن الكفـار هم أعداء المسلمين ولهذا يجب أن يحمـل رايـة كافــر في حياتـه اليوميـة تعبيرا عن تحديـه لكـل مسـلم . وليس من المعقـول أن يكون الجيش الأمريكي  غبـي لحد أن لا يعـي معنـى كلمة كافـر المترجمة بالعربي أيضا و المستخدمـة في كل وحده عسكرية وفي ملابسهم وحتى في أكواب القهوة والشاي وصحون الطعام . 

ويمكن للقراء الكريم أن يذهب إلى الانترنيت ويبحث في الجوجل عن( محلات كافر في اللغة الانكليزية ).

Infidel shopping in USA military

وسيشاهد تفاصيل الحياة  اليومية للجندي والضابط الأمريكي وهم يستخدموا كلمة كافر شعارا وممارسة ضد المسلمين .

قال الباري عز وجل في مصحف التنزيل { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ }. أل عمران. 118 .

أن التغيير الإعلامي الذي دعا إليه اوباما ونيته في الانسحاب من العراق لم يكن نابعا من قناعات الحزب الديمقراطي وإنما جاء بفعل مقاوم عظيم افشل والى الأبد مخطط إبادة العرب ، من خلال تدمير العراق ، وان إضعاف العراق واحتلاله وتقسيمه حلم يراود أعداء الإسلام من صهاينة وماسونين ومجوس لأنه المدخل الأقوى لإضعاف العرب والعروبة  جوهر الإسلام  .  و يؤكد إن النزعة الإيمانية المترسخة لدى المقاوم العراقي البطل تفزع جيش الاحتلال ، لذا هو يمارس نوع من أنواع رد الفعل عندما يستخدم كلمة كافر في حياته اليومية .

( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم47

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال